|
ثأر فرج فودة
محمد نبيل صابر
الحوار المتمدن-العدد: 4155 - 2013 / 7 / 16 - 09:13
المحور:
المجتمع المدني
لم يمثل نجاح الانتفاضة فى 30 يونيو وازاحة خيال المآتة المسمى محمد مرسى وجماعته التى تحركه ومكتب ارشاده نصرا للشعب المصرى او نجاحا لحركة تمرد الاحتجاجية او تحريرا للجميلة مصر من قيد جماعة شوفينية غبية رأت فى مصرنا الحبيبة مجرد خطوة على الطريق لحلم زرعه مؤسسها فى عقولها ولم يروا مصر البلد الكبير المتربع فى قلوب ساكنيه رأيته ورآه غيرى ثأرا ونجاحا للشهيد فرج فودة ...الشهيد الذى كنا نحتفل بذكراه ايام قليلة قبل بدء الانتفاضة (استشهد فرج فودة فى 8 يونيو 1992) .... الشهيد الذى تحالف عليه قاتلوه ولم يغفر له منافسوه فى الفكر ما فعله بهم فى كتاباته ومناقشاته ومناظرته الشهيرة فردا وحيدا امام ثلاثة من العمالقة الذين ظنوا انهم بكثرتهم قادرين على هزيمته هزيمة ساحقة فجمعوا له الاتباع والقطعان ليثبتوا مكانتهم فى انفسهم كانصاف الهة يأمرون فيطاعون اتذكر تدوينة لصديق لى على موقع التواصل الاجتماعى تويتر "اكاد ارى فرج فودة يشعل سيجارته فى قبره ويبتسم فى هدوء" ففى كل خطوات تلك الانتفاضة كانت كلمات فرج فودة يتردد صداها فى قلوب محبيه ..يرونها كالنبؤات التى لم تكذب عليهم قط ففى خلال عام شهدت مصر فيه تمزيقا شديدا بين المواطنين تتويجا لاستغلال الدين فى العملية السياسية منذ استفتاء مارس 2011 المشبوه فلقد اصبح الجدال السياسى هو حديث الساعة فى كل الساعة واتسع الرتق بين النخبة ليمتد الى كل مكان فى الشعب فالاصدقاء يتفرقون والمشاجرات تحتد بل وجدنا لاول مرة قتل على المذهب وليس فقط فتنة طائفية بين مسلمين ومسيحين بل ايضا قتل للشيعة فى الجيزة وتمثيل بالجثث ...وهو ما تنبئ به فرج فودة "الدولة الدينية ستكون مدخلا لتمزيق الوطن الواحد وبمعنى ادق الى وضع داخلى تكون فيه الفتنة الطائفية حلما بالمقارنة لما سوف يحدث اذا سيطر انصار الدولة الدينية على الحكم فى مصر " ...وربما ليكتمل انتصاره اشار بيان القوات المسلحة فى 4 يوليو المتضمن لخارطة الطريق قبل ان يوضح اكثر الفريق اول السيسى فى حديثة لقادة وظباط القوات المسلحة عن الحذر من خطورة وحدة الاستقطاب الذى سيطر على البلاد ولكن جملته الاروع التى تكا- تنطبق حرفيا على انتفاضة 30 يونيو " سيصرخون ضد الغناء، وسيغني الشعب، سيصرخون ضد الموسيقي، وسيطرب الشعب سيصرخون ضد التمثيل، وسيحرص علي مشاهدته الشعب، سيصرخون ضد الفكر والمفكرين، وسيقرأ لهم الشعب سيصرخون ضد العلم الحديث، وسيتعلمه أبناء الشعب، سيصرخون ويصرخون، وسيملأون الدنيا صراخا، وسترتفع اصوات مكبرات صوتهم وستنفجر قنابلهم، وتتفرقع رصاصاتهم، وسوف يكونون في النهاية ضحايا كل ما يفعلون وسوف يدفعون الثمن غاليا حين يحتقرهم الجميع، ويرفضهم الجميع، ويطاردهم الجميع. " لم يكن خروج مايقرب من 25 مليون مصرى فى تلك المظاهرات الا للاحتفال بالغناء والموسيقى حتى ظنه البعض كرنفالا كبيرا بطول الوطن لم يكن خروجا ملئ بمشاعر الغضب بقدر ما كان صرخة للتعبير عن شعب مصر الذى وضع البهجة فى كل شئ ..حاربوا مفكرين منهم من عصر الليمون وانتخب الاستبن المعزول واتهموهم بالكفر والرشوة والعمالة ولكن كان هؤلاء المفكرين هم قادة تلك الحشود بالكلمة ولم تؤثر اتهاماتهم فى الهامهم للناس حين خرجوا ..وهاهم الان فى مرحلة سيصرخون ويصرخون وترتفع اصوات مكبرات صوتهم فى رابعة بكل لغات العالم لجذب التعاطف الخارجى بالكذب دون حتى الاهتمام بتعاطف داخلى وتنفجر قنابلهم فى جيشنا فى سيناء كأى عميل يحترم نفسه وتنفرقع رصاصاتهم فى اهالينا فى بين السرايات والمنيل والاسكندرية ومسيحيى المنيا والاقصر قبل ان تنفرقع فى وجه جنودنا والكل الان ينتظر ان يدفعوا الثمن غاليا وبالفعل يطاردهم الاهالى ويبصقون عليهم ويشيعونهم بالقمامة فى مسيراتهم ويطاردهم الجميع كما حدث فى الجيزة ورمسيس ولن يحزن عليهم احد لو علقوا فى المشانق ها هو يؤكد "وليس بيننا وبينهم الاوطن نحلم به متماسكا ويحلمون به ممزقا بل ينكرون حتى وجوده" .فحتى حينما تم ازاحتهم عن الحكم واستغلالا لطيبة او سذاجة بعض من نخبتنا ارتفع شعار لا للاقصاء "الذى ارفضه تماما" فماذا كان رد فعلهم ؟..اعلنوا تهديدهم بالارهاب ونشروا الشائعات بل وسعوا الى احداث فرقة وتمزيق فى الجيش المصرى واغروا خرفانهم بالمسيحيين فى مصر ووقف الشعب ضد مخططات المتعلقة بسيناء وقناة السويس ..لم تكن طز فى مصر عفوية فهم لا يعترفون بالوطن من كتابات حسن البنا القائل "ان الوطن حفنة تراب عفنة"...وجعلوا مصر غنيمة للقطرى والتركى والتونسى والموريتانى ويتم القبض على غير مصريين كثر للمساهمة معهم فى عنفهم ولا يتبقى سوى ان اهدى جملته الاشهر للرئيس عدلى منصور وحكامنا ونخبتنا المنكوبة بوهم التصالح "السائرون خلفاً، الحاملون سيفاً، المتكبرون صلفاً، المتحدثون خرفاً، القارئون حرفاً، التاركون حرفاً، المتسربلون بجلد الشياه، الأسود إن غاب الرعاة، الساعون إن أزفت الآزفة للنجاة، الهائمون في كل واد، المقتحمون في مواجهة الارتداد، المنكسرون المرتكسون في ظل الاستعداد، الخارجون على القوانين المرعية، لا يردعهم إلا توعية الرعية، ولا يعيدهم إلى مكانهم إلا سيف الشرعية، ولا يحمينا منهم إلا حزم السلطة وسلطة الحزم، لا يغني عن ذلك حوار أو كلام، وإلا فقل على مصر السلام." عزيزى فرج فودة ..استرح فى قبرك وابتسم فقد كان ثأرك متكاملا ضد قتلتك ومن عفوا عنهم سلام عليك
#محمد_نبيل_صابر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رسالة الى من كان الرئيس
-
مصر فى زمن الابتذال
-
مأزق الانتفاضة المصرية القادم
-
جورج اورويل ..والانتفاضة المصرية
-
مالى...الحقائق والاكاذيب
-
قصص ليست كالقصص
-
اعلان دستورى على مزاجى
-
حتى لا تلبس الكستور
-
رسالة الى متأسلم
-
رسالة الاقوال والافعال
-
رسالة اتحاف الخلان فى الرد على قطيع الاخوان
-
حواديت قبل النوم
-
دفاعا عن سلفادور الليندى ..الى ابن القرضاوى
-
30 يوم
-
فى فقه المقاطعة
-
الصفقة العادلة
-
GET REAL
-
اكاذيب شرعية
-
هذا ايمانى
-
ماتخافشى
المزيد.....
-
الأمم المتحدة: إسرائيل منعت وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لق
...
-
مقارنة ردة فعل بايدن على مذكرتي اعتقال بوتين ونتنياهو تبرزه
...
-
كيف أثر قرار إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت على دعم
...
-
سفير ايران الدائم بالأمم المتحدة: موقفنا واضح وشفاف ولن يتغي
...
-
سفير ايران بالأمم المتحدة: أميركا وبريطانيا تساهمان في استمر
...
-
كنايسل تنتقد ازدواجية المعايير لدى الغرب تجاه مذكرات الاعتقا
...
-
-المملكة المتحدة ستفي بالتزاماتها القانونية-.. لندن تعلق على
...
-
5 شهداء وعشرات الإصابات بقصف الاحتلال خيام النازحين بخانيونس
...
-
شهيدان وأكثر من 20 جريح بقصف الاحتلال خيام النازحين بخانيونس
...
-
مدفيديف: روسيا تدعم قرارات الأمم المتحدة لحل الصراع الفلسطين
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|