أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صفوت سابا - إنقلاب شعب عظيم أيَّده جيش عظيم















المزيد.....

إنقلاب شعب عظيم أيَّده جيش عظيم


صفوت سابا

الحوار المتمدن-العدد: 4155 - 2013 / 7 / 16 - 06:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أيام قليلة قبل ثورة 30 يونيو، صرحت السفيره الأمريكيه آن باترسون بأن "سياسة الولايات المتحدة في مصر تقوم على أساس فكرة تأسيس نظام ديمقراطي ، يعتمد تداول السلطه فيه على صناديق الاقتراع، وليس على الاحتجاجات الشعبية التي لن تؤثر في نهاية الأمر" *. وفى سياق آخر نُسِبَ ألى السفيره الأمريكيه أنها قالت :" إن الولايات المتحدة لن تنصح مرسى بأن يترك الحكم لانه ليس حسنى مبارك. كما أن مرسي رئيسٌ مدنيٌ منتخب ، وانه جاء عبر صناديق الاقتراع بعد ثورة 25 يناير 2011 ، ولكن مبارك لم يكن رئيساً منتجباً ، ولم يقم نظامه على أسس ديمقراطية " *.

وقد مرت تعليقات باترسون مرور الكرام على الكثيرين لعده أيام ، حتى طلت علينا من خلال خطاب الوداع للرئيس السابق محمد مرسى الذى كرسه للشرعيه والشرعيه ثم الشرعيه. ثم عادت للظهور مرة أخرى فى ثياب مختلفه وبطرق متباينه بعد ثوره الثلاثين من يونيو المجيده. فكان اكثر الذين إستهلكوا تصريحات باترسون هم الأخوان المسلمين وأتباعهم فنراهم الأن بتقيتهم يتحدثون عن شرعيه الصندوق وعن الديمقراطيه بدون فهم أو إقتناع بهذه المفردات. وليس من العجب أن نرى المستشار طارق البشرى يردد نفس مقاصد باترسون وحججها فى مقاله الذى نشرته جريدة الشروق فى عددها 1620 بتاريخ الأربعاء 10 يوليه 2013 م تحت عنوان : " الصراع القائم الآن هو بين الديمقراطية والحكم والانقلاب العسكري وليس بين الإخوان ومعارضيهم ". كما رأينا الدكتور وفيق حبيب يعزف على نفس النغمه فى مقاله الطويل المعنون: " تحولات الدولة والمجتمع بعد الربيع العربي: مذبحة الفجر ، السيناريو العنيف للانقلاب " الذى يمكن قرأته على الرابط التالى: http://www.rafikhabib.com/2013/07/blog-post_14.html

ولكن هل كانت السفيره باترسون ومَنْ نقَلَ عنها مُحِقِّين فيما ذهبوا إليه ؟ وهل حقا كانت ثوره الثلاثين من يونيو إنقلاباً عسكرىاً حسب رأى هؤلاء الذين أعْيُونا بادعائهم الدفاع عن شرعيه الصندوق ؟ وهل إزاله رئيساً منتخباً من منصبه هو نهايه الدنيا فى عالم الديمقراطيه المنشوده؟ فى مقالى هذا سأجيب على السؤال الأخير من الاسئله السابقه ، وسأعاود فى مقالاتٍ آخرى للإجابه عن بقيه الأسئله تباعاً.

الحقيقه التى قد يَتَعمَّد البعض إخفائها هى أن إزالة مسئولاً شرعياً منتخباً عن طريق صناديق الإقتراع ليس بالأمر الغريب عن البلاد التى إستقرت فيها الديمقراطيه لسنين طويله مثل استراليا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا وسويسرا و غيرهم. ففي عام 1975 قام الحاكم العام الأسترالى السير "جون كير - John Kerr" ، والذى كان نائباً عاماً لِمَلِكَة المملكه المتحده بأستراليا فى ذاك الوقت ، بإقاله رئيس الوزراء الأسترالي "جوف وايتلام - Gough Whitlam" الذي إنْتُخِبَه الشعب الإسترالى ديمقراطيا عن طريق صناديق الإقتراع في عام 1972. وكانت أحزاب إئتلاف المعارضه بقياده السنتور " مالكولم فريزر - Malcolm Fraser" قد رفضت تمرير قوانين الإمدادات الحكوميه فى مجلس الشيوخ مما جعل الحكومه عاجزه على الوفاء بميزانيتها. فى ذلك الحين لم نسمع من أحداٍ أن الديمقراطيه فى أستراليا قد إنهارت.

وايضاً في عام 2010 ، قرر بعض قاده حزب العمل الأسترالي إزالة رئيس الوزراء " كيفين ردد – Kevin Rudd " الذى إنتخبه الشعب على رأس حزبه فى عام 2007 من خلال شرعيه الصندوق. فى تلك الليله خلد الإستراليون لنومهم بدون أدنى شك ان رئيس حكومتهم هو كيفين ردد ، ليستيقظوا ورئيس حكومتهم نائبته "جوليا جيلارد - Julia Gillard". ومن المفارقات العجيبه أنه في 27 يونيو 2013 - أى ثلاثة أيام قبل ثوره الثلاثين من يونيو - قرر نفس الحزب التخلص من جوليا جيلارد وإعاده كيفين ردد رئيساً للوزراء مرة آخرى.

وفى عام 2012 طالبت النقابات العماليه مع الحزب الديمقراطى فى أمريكا بإنتخابات مبكره أو إعاده الأنتخابات "Recall" بولاية ويسكونسن للإطاحه بالحاكم الجمهورى "سكوت ووكر- Scott Walker" بعد أن قاموا بجمع 000 900 توقيعاً على عريضه إلتماسهم. وقد قبل سكوت ووكر التحدى ، وإحتكم إلى الإنتخابات المبكره ، وقد كانت نتيجه الإنتخابات المبكره فى صالحه ليكمل العاميين الباقيين من فتره ولايته.

في الولايات المتحدة الأمريكيه، تتيح القوانين فى 19 ولاية الإطاحه بمسؤولين منتخبين في الدولة من مناصبهم قبل إتمام فتره إنتخابهم بمافيهم حاكم الولايه أو نائبه ، وزراء فى الدولة أو ممثليها ، أعضاء مجلس الشيوخ ، النائب العام ، قضاة المحكمة العليا ، محكمة قضاة الاستئناف، أو القضاة بوجه عام. وفي عام 2011 تمَّت إجراءات الدعوه لإنتخاب مبكره للإطاحه بـ 150 مسئول منتخب قبل إتمام مدتهم الإنتخابيه ، وقد أسفر عدد من هذه الإلتماسات عن إزاله بعض المسئولين ولم ينجح البعض الآخر.
وقد يسمح القانون الأمريكى بإعفاء أى رئيس منتخب من منصبه فى ثلاث أحوال هى: أولاً: "الإهمال الجزائى أو الجنائى – Criminal negligence´-or-Malfeasance" الذى فيه يرتكب الرئيس عملاً محظوراً أو غير قانونى ، أو عندما يتدخل فى أمورٍ ليست فى نطاق سلطته ، الأمر الذى يؤدى إلى إنتهاك حقوق الإخرين.
ثانياً: " المسؤولية التقصيرية - Nonfeasance " عندما يمتنع الرئيس المنتخب عمداً وبشكل متكرر عن أداء مهام منصبه أو ماهو متوقع منه أن يقوم به كرئيس للدوله ، الأمرالذى يعرضه للمسئوليه بصفته حاكماً للبلاد.
ثالثاً: إرتكاب أى "جريمه أو جُنْحَه – Serious crime" يعاقب عليها القانون كالتعدى أو الإصابة المتعمدة، أو التهديد بالإصابة، أو الخيانة العظمى ، وما إلى ذلك.

ويتم إعفاء أى حاكم منتخب فى الولايات المتحده الأمريكيه قبل قضاء فتره ولايته عن طريق أربع وسائل هى : (1) إزالة - "Removal" أو (2 ) إستبعاد – " Expulsion" أو ( 3 ) إعاده الأنتخابات "Recall" أى الأنتخابات المبكره (4) محاكمه قانونية " Impeachment". وتعتبر محاكمه الرئيس الأمريكى السابق "بيل كلينتون – Bill Clinton" فىعامى 1988- 1989 من أشهر القضايا التى حُكِمْ فيها رئيساً منتخباً بواسطه مجلس النواب قبل إتمام فتره إنتخابه بهدف الإطاحه به ، عندما وُجَّهَتْ له تهمتى الكذب أمام المحكمه وعرقلة سير العدالة .

وبالرغم من إختلاف النظم السياسىه والآليات الحكوميه في الدول المذكوره عن مثيلتها فى مصر ، إلا أن مبدأ إعفاء رئيسٍ منتجب بصندوق الإقتراع هو مبدأ مشترك ، ليس فقط فى قوانين تلك البلاد ومصر ، وإنما فى العالم كله. ومَنْ يدرس تاريخ الفكر اليونانى – الذى نبتت فيه بذور الديمقراطيه لتخيم بظلالها على العالم كله - يجد أن مبدأ إزالة رئيساً منتخباً من منصبه يرجع إلى أسس الديمقراطية الأثينية القديمة التي أرساها أرسطو في كتابه "الدستور الأثيني" [5]. أما قوانين إعفاء الرئيس المنتخب فى مصر فسمحت بها كل الدساتير السابقه ، وجاءت فى الماديين 152 و 153 من دستور 2013.

ولكن الفرق بين ماجاء فى دساتير مصر و الدول الأخرى هو أنه فى ولايه مينيسوتا الأمريكيه يمكن الدعوه إلى إنتخابات مبكره أو إعاده الأنتخابات "Recall" لحاكم الولايه إذا قام 25 مواطن بتوقيع إلتماساً مصحوباً بدلائل تأخذ بها المحكمه لتبرير طلبهم. أما فى مصر فلم يلتفت الرئيس السابق محمد مرسى إلى توقيعات 25 مليون مصرى - جمعتها حمله تمرد - يطلبون إنتخابات مبكره أو إعاده الإنتخابات "Recall". لهذا خرجت هذه الملايين من إجل إسْمَاعُه كلمتها ، فأضاءت علينا ثوره 30 يوليو المجيده التى إنحازت لها القوات المسلحه ، والتى جاءت فى صوره " إنقلاب شعب عظيم" أيَّده "جيش عظيم".
----------------------
Arabic Media, 20 June 2013, “Patterson: America supports Morsi and rejects protests June 30”, accessed 5 July 2013, available from: http://arabic-media.com/articles/id/posts.php?title=patterson-support-morsi



#صفوت_سابا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأخوان المسلمين وحرب الشائعات
- أتْنَحَّى مصيرك هالك
- بائع الكِنانة


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صفوت سابا - إنقلاب شعب عظيم أيَّده جيش عظيم