أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امين يونس - بينَ التهّور والإتِزان














المزيد.....


بينَ التهّور والإتِزان


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4154 - 2013 / 7 / 15 - 19:03
المحور: المجتمع المدني
    


أعتقد ان الحَد الفاصل ، بين " الإتزان " و " التَهّوُر " .. هو تلك اللحظة ، التي تتحدث فيها وأنتَ مُنفَعل أكثر من اللازم ، أو تتخِذ قراراً في لحظة غضب . وأرى ان ذلك ، لاعلاقة له ، أحياناً .. بالعُمر أو التجارب .. فهنالك بعض البشر ، رغم بلوغه النُضج عُمريا ، ومروره بِمُختلف المواقف .. فأنه يَتسِم بالنزق ، وذو طبيعةٍ نارية تشتعل بسرعة ، ثم تخبو بسرعةٍ أيضاً ! .
وحين أقول " مُنفعِل أكثر من اللازم " ، فلا أقصرُ ذلك على الحُزن والغضب فقط ، بل على الفرح والحبور أيضاً .. فالبعض ، حينَ يستمتع في جلسةٍ مع الأصدقاءِ مثلاً ، ويشرب كأسَينِ إضافيَين ، ويكون مُنطلقاً وتمام التمام .. فأنهُ يُوعِد وعوداً في غاية الأهمية والخطورة .. وحينَ يكون بين الجالسين ، مَنْ ينتظر بِلهفة مثل هذه الوعود .. فأنه يستغلها على أحسن ما يرام ! .. وفي العادة يكون هؤلاء الإنتهازيين هُم المستفيدين بالطبع ، من " الحماقة " التي تَفّوهَ بها صاحبنا في بُرهة إنشراح ! . " ولقد كنتُ شاهداً في العديد من المرّات ، على مثل هذه المواقف .. التي يستحي فيها الواعد ، ان يتملصَ من وعدهِ في الصباح التالي ، حين يصحو.. في حين ان الموعود ، يبدأ بِكُل جِدية ، في الإجراءات اللازمة للتنفيذ "!.
أما عن لحظات الغضب ، التي يتورطُ فيها الإنسان ، فَحّدِث ولا حَرج . فطالما يندمُ المرءُ عن فعلٍ قامَ بهِ في مثل هذه الأحوال ، أو قولٍ خرجَ منه . وقسمٌ من هؤلاء ، سُرعان ما يعترف بأنه أخطأ ، وأنه نادم على ما تفوه بهِ أو ما توَعدَ به أو وعدَ .. ولكن بتكرار هذه الأخطاء و" تكرار الإعترافات والإعتذارات " .. فأنه يفقد تدريجياً وزنه في المُجتمع .. بحيث يغدو شخصاً مزاجياً ، لايأخذهُ أحدٌ على محمل الجد .
أما النوع الآخر ، العنيد ، الذي يدركُ جيداً في قرارة نفسهِ .. أنه إستعجلَ وتَسّرَعَ ، عندما كانَ غاضباً أو منفعلاً .. وأنه إتخذَ قرارات حمقاء .. فأنه بالرغم من ذلك .. يستنكف ان يعترف بذلك .. ويَصُر على موقفهِ .. غيرَ مُبالٍ بالنتائج التي تكون أحياناً ، كارثية بالنسبة له وللقريبين منه ! .
السريعي الإنفعال والسريعي الغضب ، من السهل التأثير عليهم ، عادةً .. وكذلك إمكانية تَوّقُع ردود أفعالهم ، غالباً ، وبالتالي مُعالجة ما يترَتَب على ذلك من أمور .
في حين ، ان الذي يكظم غيضه ، ويخفي إنفعالاته ، ويُسيطر على أعصابهِ .. يكون من الصعب ، معرفة ما يدور في خُلده .. ولا قراءة ما يجيش في نفسه . أعتقد ان الذي لا يُظهِر فرحه في مناسبات الفرح ، ولا مرحه في أوقات التسلية ، الذي لايضحك من القلب .. والذي لاينفعل ، لّما يستدعي الموقف ، الغضب .. والذي لا يَرُف له جفن ، في اللحظات المُرّوِعة ... ذاكَ يجب ان تخشاهُ بالفعل ! .. ذاكَ ، عليكَ ان تحسب له ألف حساب .. فأنتَ لا تدري في الواقع ، كيفية التعامُل معه .. ولا تعرف من أينَ ستأتيكَ ضرباته ! .
طبعاً .. لا أعني على الإطلاق : ان مُعاشرة " المُتهّوِر " ، أسهل ومأمونة العواقب .. ولا ان مُخالطة " المُتَزِن " ، صعبة ومحفوفة بالمخاطر . فقط أردتُ إلقاء الضوء ، ومن زاويةٍ ضيقة ، على بعض الشخوص الذين نتعايش معهم .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العمل في الشمس .. والتسكع في الفئ
- على هامش إنتخابات مجالس أقليم كردستان
- هل سيصبح البرزاني رئيساً لجمهورية العراق ؟
- أزمَتنا عميقة
- - السيسي - و - سعدون الدليمي - !
- مُفتي العمادية .. وأثيل النُجيفي !
- تأجيل إنتخابات رئاسة أقليم كردستان
- ساعاتٌ حاسمة ، لشعبِ مصر الحَي
- ضوء على نتائج إنتخابات نينوى
- العَمالة المحلية
- إلتِواءات ديمقراطية في أقليم كردستان
- ( خِدرو ) أكثرٌ شُهرةً وشعبية
- متى نتعّلَم من المصريين ؟
- ( إطار ) سيارة السُلطة
- ثقافة ال ( يارمَتي )
- المُعارَضة .. ودراهم السُلطان !
- الموصل .. اللوحة القاتمة
- المالكي في أربيل
- حذاري من أبناء الذوات
- لماذا يتكلم الشهرستاني ب ( حيل صَدِر ) ؟


المزيد.....




- إعلام الاحتلال: اشتباكات واعتقالات مستمرة في الخليل ونابلس و ...
- قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات خلال اقتحامها بلدة قفين شمال ...
- مجزرة في بيت لاهيا وشهداء من النازحين بدير البلح وخان يونس
- تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت ...
- أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر ...
- السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
- الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم ...
- المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي ...
- عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امين يونس - بينَ التهّور والإتِزان