أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عوض - دور النفط في الصراعات السياسية














المزيد.....

دور النفط في الصراعات السياسية


حسين عوض

الحوار المتمدن-العدد: 4154 - 2013 / 7 / 15 - 02:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



هناك دور كبير للنفط في التأثير على السياسات الدولية, فارتفاع النفط أو انخفاضه يعطي مؤشرا على تذبذب السياسة في العالم, وفي اعقاب الحرب العالمية الثانية لم تعد الدول الأوروبية وخاصة فرنسا وبريطانيا أقوى دول العالم, وقد ظهرت قوتان عالميتان جديدتان وهما الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي, أي انتقل العالم بعد الحرب العالمية الثانية إلى ثنائي القطبية, إذ كان قبل الحرب العالمية الثانية متعدد الأقطاب, وقد كان النفط العربي وراء خطة مارشال لإنهاء أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية, ولو لم يكن النفط في حوزة الحلفاء لما استطاعوا الانتصار في المعارك, فالنفط أصبح عنصرا من عناصر استراتيجية الصراع بين القطبين, الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي وكلاهما كان يهدف إلى السيطرة على النفط العربي لأهميته ولوجوده في مناطق لها موقعها الاستراتيجي في العالم, وهذه الأيام نجد أن هناك صراعا على نفط جنوب السودان من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والصين, فالقارة الأفريقية تنتج يوميا حوالي تسعة ملايين برميل أي 11% من الانتاج العالمي عام 2004 حسب تقرير اللجنة الأفريقية للطاقة, وقد تحول التنافس الأمريكي الصيني إلى صراع سياسي من أجل السيطرة على اقتصاديات القارة الأفريقية, ولكون السودان جزء من القارة الأفريقية تحولت إلى مسرح عمليات تنافسية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين, كما أن هناك علاقة مباشرة بين الحرب والبترول, وكان غزو العراق يستهدف ثروات العراق وفي مقدمتها البترول, حيث أن العراق يمتلك ثاني احتاطي في العالم من مخزون النفط, فالولايات المتحدة الأمريكية تتعامل مع القوى الكبرى على ضوء مصالحها لذلك نجدها تعامل الصين مثل اليابان وفرنسا وبريطانيا واستراليا وروسيا والهند فهي تعطي جزء من الكعكة السياسية مقابل أن تتخلى هذه الدول عن أدوارها.

لذا نجد أن الولايات المتحدة الأمريكية قد طوقت منطقة الشرق الأوسط بأحلاف ومعاهدات ومواثيق متعددة, وعمدت إلى زرع الكيان الصهيوني في فلسطين, لتتمكن من خلاله من جعل المنطقة العربية في حالة صراع دائم ليتم من خلال ذلك تصدير الأسلحة إلى الدول العربية, وكذلك تدفع بإسرائيل إلى تجريب أحدث أسلحتها على الفلسطينيين في غزة, وتعتبر إسرائيل الحارس الأمين للمصالح الأمريكية الأوروبية في المنطقة كل ذلك لحماية النفط.

من مبدأ ترومان إلى مبدأ ايزينهاور إلى مبدأ نيكسون كلها تستهدف المنطقة العربية من خلال ربطها في معاهدات واتفاقيات بهدف الهيمنة لسرقة النفط العربي, واستمرت هذه السياسة حتى يومنا هذا, فالحروب الأمريكية في العراق هدفها الرئيسي (البترول) حتى بات البترول يشكل مصدرا للصراعات السياسية في العالم .
عندما اندلعت الحرب العربية الاسرائيلية في اكتوبر 1973 وضع الملك فيصل الجيش السعودي على هبة الاستعداد، وأرسل رسالة عاجلة مع وزير الدولة للشؤون الخارجية السيد عمر السقاف في/ 10 أكتوبر 1973م إلى كل من دمشق والقاهرة، حيث أعرب السقاف للبلدين الشقيقين عن وقوف المملكة العربية السعودية بكل إمكاناتها إلى جانب الأشقاء العرب.
استمرت السياسة الأمريكية في دعم الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية, ولما أقامت جسرا جويا لتزويد إسرائيل بالسلاح في حرب عام / 1973عمدت السعودية وسائر البلاد العربية إلى اتخاذ إجراءات أكثر حزما، فأعلنت البلاد العربية تباعا وقف ضخ النفط إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ومن ثم إلى هولندا التي اتخذت موقفا داعما لإسرائيل, كما فرض حظر تصدير النفط الخام إلى جميع معامل التكرير التي تصدر مشتقات النفط إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
تحركت أمريكا وأرسلت وزير خارجيتها هنري كيسنجر لمقابلة الملك فيصل في 8 نوفمبر 1973ليتباحث مع الملك في ثلاث نقاط أساسية: النفط, والقدس, وشؤون فلسطين والفلسطينيين, وأكدت مصادر صحفية أن الملك فيصل أصر على عروبة القدس.
أدت تلك الخطوة إلى إطلاق الولايات المتحدة الأمريكية وشركائها الأوروبيين تهديدات باستخدام القوة لاحتلال منابع النفط العربية إذا استمر الحظر, وقد جاء هذا التهديد ضمن رسالة بعث بها الرئيس الأمريكي نيكسون إلى الملك فيصل بن عبدالعزيز, وارتفعت لهجة التحدي والتهديد بين الولايات المتحدة الأمريكية والملك فيصل إلى الدرجة التي دعت الملك فيصل للرد على هنري كيسنجر بعنف قائلا: (لن نرفع الحظر على شحن النفط إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ولن نعيد إنتاجنا إلى ما كان عليه سابقا، ما لم تنته مفاوضات السلام نهاية ناجحة يتحقق على إثرها الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي العربية المحتلة، وضمان حقوق الشعب الفلسطيني). ولقد شدد الملك فيصل على ضرورة إعادة القدس العربية إلى العرب ورفض فكرة تدويل القدس والأماكن المقدسة.
أصبح وجود الملك فيصل كما كان يشاع في الأوساط الدولية المعنية عقبة في طريق تنفيذ المخططات المرسومة ضد العرب وضد القضية الفلسطينية, وعلى أثر ذلك قتل الملك فيصل في يوم الثلاثاء 25 مارس 1975.
إن استمرار هبوب رياح التغيير في العالم العربي كفيل بإنهاء الأنظمة الديكتاتورية المستبدة والأنظمة الوراثية الفاسدة التي تتاجر بالقضية الفلسطينية, وتقف في مواجهة الشعوب التي تنشد الحرية والحياة الكريمة والتي تسعى لتحقيق الحلم العربي في بناء أنظمة ديمقراطية مدنية تعددية تكون قادرة على لعب دورها الوطني على الصعيد الاقليمي والدولي باستخدامها سلاح النفط العربي.



#حسين_عوض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابرز مشكلات العالم الثالث السياسية
- الأسرى في القانون الدولي الإنساني
- إرهاب الدولة بين حزبية النظام وعسكرته
- أفكار وآراء نيكولا ماكيافيلي عن الدبلوماسية
- الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي
- الترابط ما بين العلاقات الدولية والسياسة الخارجية والسياسة ا ...
- الحرب العادلة
- أين دور الأمم المتحدة من الأسلحة المحظورة دوليا
- أنا في التيه منفرد
- المشاكل التي تثير قلق الانسان في عالمنا العاصر؟
- السمات المشتركة للنظم السياسية العربية
- الوضع الاقتصادي في المجتمعات العربية
- خصائص الأحزاب العربية
- الأحزاب السياسية في العالم العربي
- أسباب الاحتجاجات في العالم العربي
- المنازعات الداخلية والمنازعات الدولية
- النكبة الفلسطينية في ذكراها المتجددة
- صناعة السياسة في الولايات المتحدة الأمريكية
- الحملة الأمريكية الصهيونية على الربيع العربي
- الثورة الفرنسية عام 1789


المزيد.....




- -ضربته بالعصا ووضعته بصندوق وغطت وجه-.. الداخلية السعودية تع ...
- كيف يعيش النازحون في غزة في ظل درجات الحرارة المرتفعة؟
- فانس: في حال فوزه سيبحث ترامب تسوية الأزمة الأوكرانية مع روس ...
- 3 قتلى بغارة إسرائيلية على بنت جبيل (فيديو)
- -يمكن تناولها ليلا-.. أطعمة مثالية لا تسبب زيادة الوزن
- Honor تكشف عن هاتف متطور قابل للطي (فيديو)
- العلماء يكشفون عن زيادة في طول النهار ويطرحون الأسباب
- لماذا نبدو أكثر جاذبية في المرآة مقارنة بصور كاميرا الهاتف؟ ...
- العراق.. انفجارات وتطاير ألعاب نارية في بغداد (فيديو)
- مصر.. محافظ الدقهلية الجديد يثير جدلا بعد مصادرته أكياس خبز ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عوض - دور النفط في الصراعات السياسية