في زيارته الثالثة لأوروبا خلال هذا العام جورج بوش يحتفل باندحار النازية، وهزيمة الفاشية، ونهاية الشيوعية في أوروبا

عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1190 - 2005 / 5 / 7 - 09:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يقوم الرئيس الأمريكي جورج بوش بزيارة هي الثالثة من نوعها خلال هذا العام إلى أوروبا، وبالرغم من قصر الزيارة التي تمتد من 6 مايو " أيار " ولغاية العاشر منه حيث ستشمل كل من لاتيفيا، وهولندا، وروسيا، وجيورجيا، إلا أنها تنطوي على رسائل مهمة، بعضها موّجه إلى روسيا ضمنياً، وبعض الآخر إلى عموم الدول الأوروبية. وقد جاء في التصريحات الرسمية لستيفن هادلي، مستشار الأمن القومي بأن سبب هذه الزيارة هو الاحتفال بمناسبة الذكرى السنوية الستين لانتهاء الحرب العالمية الثانية في أوروبا. كما شدد في معرض تصريحاته الأخر على ضرورة الالتزام المشترك من قبل الأوروبيين والأمريكيين على دفع عجلة الحرية إلى أمام، وتعزيز الازدهار، و ترسيخ ثقافة التسامح في أوروبا وغيرها من بلدان العالم. كما أشار بوضوح إلى أن هدف هذه الزيارة هو تكريم خاص لأولئك الأبطال المحاربين الذي قدموا أرواحهم الزكية من أجل إلحاق الهزيمة بالنازية عام 1945، كما تأتي هذه الزيارة للإشادة بنمو الديمقراطية في مختلف أنحاء أوروبا خاصة والعالم بصورة عامة. وإذا كانت هذه الزيارة هي فرصة نادرة للاحتفال بهزيمة النازية واندحار الفاشية في أوروبا فإنها تأتي أيضاً للاعتراف بنهاية الشيوعية في أوروبا، حيث تحولت هذه القارة بكاملها إلى واحة للحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان. ولا يفوّت الرئيس الأمريكي فرصة للحديث عن القيم المشتركة التي تربط أمريكا والدول الأوروبية وفي لقائه مع قادة لاتيفيا وأستونيا في العاصمة ريغا في 7 مايو " أيار " الجاري سيسهب الرئيس بوش في الحديث عن هذه القيم المشتركة وهي نشر الديمقراطية، وحكم القانون، وتكافؤ الفرص، وثقافة التسامح، وحقوق الإنسان الفردية، وسواها من الأطاريح القديمة الجديدة، وسيتخذ من جيورجيا والعراق وأفغانستان مثالاً لذلك. وأكد ستيفن هادلي بأن الرئيس بوش قد قال غير مرة بأن " الديمقراطية رحلة، وأنها أكثر من مجرد انتخابات حرة ونزيهة، بل هي التزامات ببناء مجتمع منفتح، وشامل، يحتضن أقلياته، ويوفر حماية حقيقية لهذه الأقليات، ويضمن حقوقها الفردية عن طريق حكم القانون، ومؤسسات الدولة القوية المستقلة. ".
وأضاف هادلي أن تكريم الجنود الأمريكيين والكنديين والأوروبيين الذين ضحوا بأرواحهم بالقرب من مدينة ماستريخت، ودفنوا في مقبرة مارغراتن هو فرصة جيدة للإشادة بالقيم المشتركة التي تجمع بين الأمريكيين والهولنديين ومن بينها الحرية، والديمقراطية، وسيادة دولة القانون، وضمان حقوق الإنسان، وما إلى ذلك من معطيات حضارية مشتركة. وفي الاستعراض العسكري الذي ستشهده الساحة الحمراء في 9 أيار الجاري حيث سيلتقي الرئيس الروسي بوتين بأكثر من خمسين رئيساً وزعيماً من مختلف بلدان العالم، وعلى رأسهم بوش الذي سيعترف بالعبء الثقيل الذي ناءت به روسيا خلال الحرب العالمية الثانية حيث خسرت لوحدها نحو 27 مليون مواطن روسي لقوا حتفهم جراء مقارعة النازية والفاشية. وجدير ذكره أن روسيا هي الآن شريكة أمريكا في مقارعة الإرهاب ومنع انتشار أسلحة التدمير الشامل. وإذا كانت روسيا هي أول من يحتفل باندحار النازية وهزيمة الفاشية، لكننا لا ندري ما الذي ستقوله في احتفال بوش " بنهاية الشيوعية في أوروبا " وهل ستتقبل الملاحظات الحساسة التي لم يتورع بوش عن التصريح بها بالفم الملآن والتي تقول إن قبضة الكرملين ما تزال قوية، وأن الديمقراطية لم تجد بعد طريقها في المجتمع الروسي. ويجب الإشارة إلى أن زيارة بوش هي الأولى من نوعها إلى جيورجيا، وربما تأتي تثميناً للثورة الوردية الجيورجية التي تعد بحق علامة فارقة في تاريخ التحرر الإنساني من الظلم والاستبداد بطريقة سلمية خالية من العنف تماماً.

#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات