أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سالم روضان الموسوي - الكشف عن الذمة المالية والحق في الخصوصية














المزيد.....

الكشف عن الذمة المالية والحق في الخصوصية


سالم روضان الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 4153 - 2013 / 7 / 14 - 23:31
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


الكشف عن الذمة المالية
والحق في الخصوصية
من بين الاسباب الموجبة لتأسيس هيئة النزاهة هو الحاجة الى وسائل فاعلة في مكافحة الفساد وجاء في الاسباب الموجبة للأمر 55 لسنة 2004 التي تشكلت بموجب هيئة النزاهة (بان الشعب العراقي يستحق قادة يتسمون بالنزاهة ويكرسون انفسهم لشفافية الحكم في العراق و المعركة ضد الفساد هي نضال طويل الأمد يتطلب تعهدا دائما بتغيير السلوك على جميع اصعدة الحكومة؛ ) كما ورد في الاسباب الموجبة لإصدار القانون رقم 13 لسنة 2010 الاتي (في سبيل رفع مستوى النزاهة والحفاظ على المال العام ومحاربة الفساد وتنظيم العلاقة بينها وبين الأجهزة الرقابية ) ولتمكينها من الحد من ظاهرة الفساد حدد لها القانون عدة وسائل منها سابقة لوقوع فعل الفساد ومنها ما بعد وقوعه وأشار الى احداها بتكليف بعض الاشخاص العاملين في اجهزة الدولة بالكشف عن ذممهم المالية للهيئة وهذا لا يسري على جميع العاملين في الدولة العراقية وإنما على فئة ذات توصيف خاص ومنهم ذوي الدرجات الخاصة والوزراء وأعضاء مجلس النواب والقضاة وسواهم وعلى وفق حكم الفقرة (خامساً) من المادة (3) من قانون هيئة النزاهة رقم 30 لسنة 2011 التي جاء فيها الاتي (تعزيز ثقة الشعب العراقي بالحكومة عبر الزام المسؤولين فيها بالكشف عن ذممهم المالية، وما لهم من انشطة خارجية واستثمارات وموجودات وهبات او منافع كبيرة قد تؤدي الى تضارب المصالح، بإصدار تعليمات تنظيمية لها قوة القانون بما لا يتعارض معه، وغير ذلك من البرامج) والحكمة في ذلك تكمن في خطورة الموقع الذي يشغله ذلك المكلف بما يمتاز به من سلطة قد تكون منفذ من منافذ الفساد والإثراء على حساب المال العام من خلال ممارسة هذه السلطة الممنوحة له بحكم الوظيفة، وبما ان ذلك الشخص يعتاش على الراتب (المعاش) الذي يمنح له من المال العام لابد وان يكون خاضع لرقابة الهيئات التي تمثل المجتمع، لان المال العام هو ملك الشعب وليس ملك الافراد كما ان المبالغ الضخمة التي منحت لهؤلاء كان الغرض منها تعويضه عن حرمانه من ممارسة الاعمال الاخرى في التجارة وغيرها لان من يتقلد بعض الوظائف يمنع عليه ممارسة هذه الاعمال حفاظا على حياديته في العمل ومنهم القضاة على كذلك الوزراء وأعضاء مجلس النواب وسواهم فالوزراء وأصحاب الدرجات الخاصة يحكمهم قانون الخدمة وقانون الانضباط العام وفيه منع لممارسة الاعمال كذلك في بعض القوانين الخاصة مثل الامر 66 لسنة 2004 المتعلق بهيئة البث والارسال وغيره الذي اشار الى تعارض المصالح . فكان لهذا الحرمان دوره في تضخيم الرواتب الممنوحة لهم على حساب المال العام وعلى حساب سائر العاملين في الدولة والذي خلق هذا التباين الكبير بين طبقات العاملين في الدولة ولغرض تمكين المجتمع والشعب مالك المال العام من معرفة كيفية تعامل هذا المكلف مع وظيفته ومدى التزامه بالمحرمات في ممارسة سائر الاعمال وجد مبدأ الشفافية المتمثل بكشف الذمة المالية حتى يتسنى لهيئة النزاهة من مراقبة ما تحصل عليه ذلك الشخص خلال مدة سنة من عمله وهل يتناسب مع وارداته من الراتب ام انها تمثل اثراء غير منسجم مع الايراد المشروع، والغاية في ذلك محاربة وجود طبقة من المفسدين الذين سيكون لهم دور في اضعاف سائر الطبقات الاجتماعية وتكون لقوتهم المالية اثر في تغيير انماط سلوك المجتمع سلبا ويرى البعض ان مبدأ الشفافية جاء رد فعل لما حصل من تغول بعض الاثرياء من طبقات المجتمع في الاثراء على حساب المال العام ودورهم في تعاظم الفقر بين العامة وحصر مقدرات الامة بيد عدد محدود من الاشخاص، لكن ما حصل في مجلس النواب عند مناقشة مشروع قانون تعديل قانون هيئة النزاهة وامتناع عدد من الاعضاء عن التصويت على مادة تلزمهم بالكشف عن ذممهم المالية، اثار استغراب الجميع اذ كيف لمشرع ان يمتنع عن تعيين اليات مكافحة الفساد وهو من اقسم على ذلك عند تقلده تلك المهمة وبرر البعض من هؤلاء الاعضاء ذلك الامتناع بالتشدق بحق الخصوصية الذي اقره الدستور وارى ان عذرهم في غير محله لان حق الخصوصية الذي اعلنوه قد لا يدركوا معناه الحقيقي وساعرض له بعجالة لتوضيح ذلك لهم عسى ان تنفعهم الذكرى ان كانوا يقرأون ما نكتب ان الحق في الخصوصية يعد من الحقوق الاساسية لكل مواطن او فرد في المجتمع وعلى وفق الاعلان العالمي لحقوق الانسان في المادة ( 12 ) الا ان هذا الحق لا يعد حقا ما لم يتعين بقانون وان كان قد ذكر في دستور العراق في المادة (50) إلا انه ليس بمطلق لأن الحرية الشخصية مكفولة بموجب الدستور والقانون، ويجب أن لا تتعرض إلى الخرق أو الاعتداء لان حرية الأعلام أو الصحافة تهدف إلى حماية المصالح الاجتماعية العامة وحياة الأفراد الشخصية لا تشكل حيزاً يدخل فيه الصالح العام، لكن قد يثور سؤال عن معنى الحياة الخاصة؟ لم يرد في القانون العراقي تعريف للحياة الخاصة وإنما عرج على تعريفها الفقه القانوني فبعض الفقهاء يعرفها بأنها (حق الفرد في عدم ملاحقة الآخرين له في حياته الخاصة) اعتماداً على إن الحق في الحرية (هو حق الفرد في ان يترك وشأنه) لان الحق في الخصوصية يعطيه حق الانسحاب المؤقت والاختياري بجسمه وعقله من الحياة الاجتماعية، كما يعرفه بعض الفقهاء ومن منظور إسلامي بأنه (صيانة الحياة الشخصية والعائلية للإنسان بعيداً عن الانكشاف والمفاجأة من الآخرين بغير رضاه)، وتوجد تعاريف أخرى غربية لمعنى الحياة الخاصة، لكن الأفراد حينما يتصفون بصفات معينة مثل الموظف العام وغيره من اعضاء مجلس النواب والوزراء فان حياتهم الخاصة بقدر تعلق الامر بادائهم لاتحميه هذه القاعدة لان موقع أدائهم يتعدى الخصوصية الفردية إلى العمومية الجمعية، وبذلك فان الخصوصية التي يدعيها هؤلاء البعض لامحل لها في كشف ذممهم المالية وانما عليهم اداء ذلك الالزام المقرر بموجب البند (خامسا) من المادة (3) قانون هيئة النزاهة العامة رقم 30 لسنة 2011 ويعد من يخالف تلك المادة قد ارتكب فعلا جرمه القانون ويخضع للمساءلة القانونية .
القاضي
سالم روضان الموسوي



#سالم_روضان_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أصبحت اللجان البرلمانية بديلا عن مجلس النواب؟
- احكام التولية على الاوقاف
- دور القضاء الدستوري العراقي في معالجة النقص التشريعي
- انضمام العراق الى اتحاد المحاكم الدستورية
- المركز القانوني لعضو مجلس النواب تجاه الرواتب التي يتقاضاها
- القاضي مدحت المحمود .... اضاءة مشرقة وعطاءٌ مثمر
- دخول الشخص الثالث في مرحلة الاعتراض على الحكم الغيابي
- المساعدة القانونية والقضائية ...... الاهداف والوسائل
- النقص التشريعي في مشروع قانون مجلس القضاء الاعلى
- القياس في القانون الجنائي (تعليق على قرار محكمة استئناف بابل ...
- الامتناع عن تنفيذ الاحكام القضائية (احكام المحكمة الاتحادية ...
- الثقافة القانونية في زمن الاقزام
- القضاء والسياسة بين التسويغ والتوضيح
- اشكالية نقض الخبراء لأحكام القضاء الدستوري (الاجماع)
- اشكالية نقض الخبراء لأحكام القضاء الدستوري
- مَن يصنع الديكتاتور القانون ام القضاء؟
- محكمة البداءة التشكيل و الصلاحيات
- المرأة المعنفة وحمايتها في التشريع العربي المقارن
- حماية الدستور عِبرً القضاء الدستوري
- مشروع القانون ومقترحه والصراع بين السلطات


المزيد.....




- عضو بالكنيست الإسرائيلي: مذكرات الاعتقال ضد نتنياهو وجالانت ...
- إسرائيل تدرس الاستئناف على قرار المحكمة الجنائية الدولية الص ...
- وزير الخارجية الأردني: أوامر اعتقال نتنياهو وجالانت رسالة لو ...
- هيومن رايتس ووتش: مذكرات المحكمة الجنائية الدولية تفند التصو ...
- الاتحاد الأوروبي والأردن يُعلنان موقفهما من مذكرتي الاعتقال ...
- العفو الدولية:لا احد فوق القانون الدولي سواء كان مسؤولا منتخ ...
- المفوضية الاممية لحقوق الانسان: نحترم استقلالية المحكمة الجن ...
- المفوضية الاممية لحقوق الانسان: ندعم عمل الجنائية الدولية من ...
- مفوضية حقوق الانسان: على الدول الاعضاء ان تحترم وتنفذ قرارات ...
- أول تعليق من -إدارة ترامب- على مذكرة اعتقال نتانياهو


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سالم روضان الموسوي - الكشف عن الذمة المالية والحق في الخصوصية