|
تموز في الذاكره العراقيه
شمران الحيران
الحوار المتمدن-العدد: 4153 - 2013 / 7 / 14 - 21:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ونحن نعيش لضى الايام التموزيه الحمراء نستعيد ذاكرة الزمن لنرى ما حملت لنا هذه الايام من صفحات ومآثر مرَه اقترنت بتاريخ العراقيين واختلف عليها الكثير بين مؤيدا ومتحفظا ورافضا...رغم التفسير الكوني لما يحمل هذا الشهرمن معانات مناخيه ساخطه تمثلت بالحراره القاسيه وجحيم الايام مصحوبا بالاوبئه والامراض الفتاكه مضاف اليه التردي المزمن للوضع الصحي والخدمي.......كأن الشهر اعرب عن اسمه بما حمل للعراقيين...ولكن رغم جُل المصائب اعتبروه العراقيين ميلادا للحاله المجتمعيه العراقيه كما عكفوا ان يغادروا حالات وذكريات البؤس والشقاء وان يبقى الماضي هو المستقبل وان يظًلوا حالمين ينشدوا(بلاد العرب اوطان) دون الاستيقاض والاستفاده من ما انتجته السياسات الخاطئه. واليوم نستذكر حدثا مهما سجله التاريخ في صفحاته ونضع قرأءه اشتملت من البحث والتحليل والمتابعه والمشاهدات الفضائيه لبعض المتحدثين من قاده وسياسيين من رواد ثورة تموزوبعض الشهادات الشخصيه والمصادرالقريبه من احداث الثوره وأناس عاديون نقلوا بعض المشاهد وفق امكانياتهم وقدراتهم المعرفيه البسيطه كما تحدثوا عن وقائع عينيه دللت على ان يكون هناك فرز بين عاملين اساسيين اجتمعا في تكوين الثوره وهما ..شخصية الزعيم المرحوم عبد الكريم قاسم واهداف ثورة تموز ولنبدأ بشخصية الزعيم حيث اقترنت هذه الشخصيه بالصفه الوطنيه والشجاعه والصدق كما تميزت بروحيه لاوجود لها بين قادة العراقيين خاصه والعرب عامه بما حملت من قدر للتسامح والعفو..وان ما ظهر من مشاهد القتل والترهيب ليلة الثوره لم تكن هناك يدا موغله للزعيم المرحوم بقدر ماهو تشويه من الشركاء الذين حولوا الثوره الى مسرحا دمويا قاسيا بعد ان شعروا بأن الزعيم عنوانا لها..كما ان الايام كشفت الكثيرمما ذهبنا اليه للسيره التسامحيه للزعيم عبد الكريم بعد اطلاق السماح للذين حاولوا قتله واغتياله من البعثيين وعصابة صدام بعبارة(عفى الله عمى سلف) لتلصق هذه العباره وتكون عنوانا لشخص الزعيم وطابعا بهيا يميزه عن جميع قيادات الثوره....كما عزز انتمائه للوطن والشعب حين اعتبر ارادة الشعب فوق كل الارادات والاعتبارات الاخرى وتخليه عن الاحزاب والقوى السياسيه عندما شعر بماهية هذه الاحزاب وميولها للجوانب الحزبيه والنفعيه بعيدا عن التوجه الوطني والجماهيري. العامل الثاني هو اهداف الثوره..لم يكن هناك هدفا سياسيا واحدا للثوره بل كانت هناك عدة اهداف تباينت في المنهجيه والرؤى بين احزاب الثوره وقادتها حيث كانت الاهداف والغايات واضحه صبيحة 14 تموز لتكشف شمس ذلك الصباح عن اول مجزره دمويه تحًل بالعائله المالكه بابشع صور الترهيب والقتل دون اي اشاره تدل هناك تخطيط او مركزيه في عمل الانقلابيون..ومن هنا نستدرك بان العرض الصباحي للثوره ينذر بتحول جديد من الحياة المدنيه الدستوريه الى صور العسكره والاحكام العرفيه وتلاوة البيانات عبر الضياءات الاولى لكل صباح كما اضيف الى نقطه هامه تظهر التناقض والاختلاف بين ابرز قيادات الثوره وهم الزعيم عبد الكريم وعبد السلام محمد عارف وما حملا من صفات شخصيه وافكار ورؤى متباينه متباعده كل البعد عكس الريبه والشك في توجهات الثوره ومساراتها ولكن الذي حصل هو اشراقة وجه الزعيم عبد الكريم اخفت كثير من السلبيات والمآسي التي شابت الثوره في حينها والبدايات الوطنيه لبعض القوى اليساريه اسهمت في نسيان صور البشاعه والقتل بسن قوانيين انحصرت فعاليتها لانصاف الفقراء والمظلومين بغية تلطيف المسعى السياسي للثوره. ومن هنا تبدأ المأساة في تشريع قرار يسمح لاولاد الفقراء والطبقات الوسطى الانتساب والتوظيف في المؤوسسات العسكريه بعد ان كانت هذه المؤوسسات حكرا لابناء الذوات والوجهاء حيث حلت اللعنه على هذه المؤوسسات يوم دخلوها اولاد الفقراء ليستشري الفساد في مفاصلها وتصبح الرشوه في هذه المؤسسات معول يهدم قلاع الانضباط وآواصر الاوامر العسكريه وتسويفها الى يومنا هذا وحتى ابرهن لكم ذلك لننظر اليوم لمؤسسات العراق بعد ان تمكن الفقراء وابنائهم منها واصبحوا في موقع المسؤوليه والقرار انصبوا عليها ظلما وجورا وفسادا بشراهه تعويضا منهم لسنين الحرمان وزمن المهاجر متذكرين ايام الفاقه الذي تركت اثرها النفسي عليهم كونهم انحدروا من باحات واوساط بائسه للعيش وهم الان في مواقع حكوميه عليا عكس ذلك مدى الاختلال وعدم التوازن استدلالا لما ذهبنا اليه ..كما اعزز ذلك بالقول المأثور للامام علي (ع)...(لو كان الفقر رجل لقتلته) وكان الرجل يدرك جيدا بان الفقر عدواللمجتمعات والعلم والتطور وقول ابا ذر الغفاري رحمه الله(الفقر والكفر رفيقان) ونستنتج اخيرا بان ما تذهب اليه الثورات المسلحه في كل شعوب الارض لم يكن سوى سيناريوهات للقتل والترهيب والتسلط بالوسائل الوحشيه لم تدر ثمارا للفقراء والمظلومين بقدر ما تنتج هدرا مجانيا لدمائهم وهظم لحقوقهم تحت شعارات الوطنيه والتحرير التي اصبحت تجارة بائسه لاتنطلي على الذين وقفوا على التلال وابصروا كل شيء ...وايقنوا بان التغيير لاياتي بالدماء والتضحيات بقدر ما هو ياتي بوسائل التداول السلمي والحوار والفكر وليكن غاندي اكبر رمزا وطنيا للثورات والتحرر والتغيير.
#شمران_الحيران (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الديمقراطيه ....والعد التنازلي
-
قصيده بعنوان .......دولة القانون
-
شهادات كردستانيه........تهز عروش بغداد
-
,وداعاً .....قمة بغداد
-
قمه...على قمامه
-
ضوء.....في قضيه
-
احداث...في بغداد
-
يوم الوفاء .......ياعراقيين
-
اسرا وخفايا...تاريخيه بين الشيعه والاكراد
-
ما يحدث في سوريا......نتائجه في بغداد
-
ثوارالعراق......غضب...لاينضب
-
مارثون...حسيني
-
نذر عياده...لاولاده
-
الرياض...مقرها ومستقرا لها
-
من روائع القول....في حضرة حجاج العراق
-
سحور سياسي ....في صفحات الحوار
-
ثورة 14 تموز...في ذمة التاريخ
-
زياره....في آخر المقال
-
نعش المنجز الامني....على اكتاف المالكي
-
هروب اللقاء.....المالكي...علاوي
المزيد.....
-
روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة.
...
-
مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
-
مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ
...
-
من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا
...
-
ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا
...
-
قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم
...
-
مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل
...
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب
...
-
واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب
...
-
مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|