أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خلدون طارق ياسين - الدولة الدينية في الاسلام وفتنة المتأسلمين















المزيد.....

الدولة الدينية في الاسلام وفتنة المتأسلمين


خلدون طارق ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 4153 - 2013 / 7 / 14 - 18:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تسعى حركات الاسلام السياسي في هذه الايام الى الوصول الى سدة الحكم في الدول الاسلامية مستفيدة من الظروف الموضوعية والذاتية التي تمربها تلك البلدان في ضوء تغير خارطة التحالفات السياسية لدول الغرب مع حكام دول المنطقة العربية
ان صعود تلك الحركات الى سدة الحكم يثير مخاوف الكثير من ابناء تلك المجتمعات بسبب تجاربهم مع تلك الحركات في السابق والتي كانت والى الان تدعوا الى العنف كوسيلة للوصول الى الحكم وتطبيق شرع اللهوالغاء الاخر مما سبب بتنامي تيارات داخل تلك المجتمعات تقف موقف العداء من الاسلام برمته طالما ان تلك الحركات جاءت لكي تمثله او تطبق منهجه ومن اجل كشف هذا الزيف التي جاءت به تلك الحركات اكتب ملاحظتي هذه وباختصار حتى لا اطيل عليكم وحتى لا تشعروا بالملل واتمنى الا يكون الاختصار مخلا
اولا كما هو معلوم فان كل عمل من اجل الدين يجب ان يستمد مشروعيته من الدين واول مصدر واهم مصدر من مصادر الدين الاسلامي الحنيف هو القرآن الكريم ولنرجع الى مشروعية ما يدعون اليه الا وهو اقامة الدولة الدينية هل هي ركن من اركان الاسلام ام على اقل تقدير هل دعى اليها الاسلام في محكم كتابه ؟
بالرجوع الى تاريخ الحركات الاسلامية نرى انها ترتكز الى ما ادلى به المنظر ابو الاعلى المودوي الذي جاء بمفهوم الحاكمية مرتكزا الى ثلاث ايات من القران الكريم في سورة المائدة تصرح بان من لم يحكم بغير ما انزل الله فهو فاسق وكافر وظالم وبالتالي احل ابو الاعلى المودوي قتال الانظمة التي لا تطبق حدود الله وان صام وصلى حاكمها وان اقام العدل فيها لانه كافر ظالم فاسق ولتعلم عزيزيالقارئ ان كل الحركات الاسلامية السنية كانت ام الشيعية قد تأثرت بل نهلت من افكارالمودودي وتأثير المودوي واضح في كتابات الخميني وسيد قطب والبنا وغيرهم
والان لنراجع هذا السند الشرعي الذي استدلوا عليه في تكفير المجتمعات ومن ثم وجوب اقامة الدولة الدينية
ان تلك الايات قد وردت كما اسلفت في سورة المائدة وقد استدل بها المودوي بعد ان انتزعها من السياق القراني لذا سنأتي بتلك الايات في السياق القرآني كي تتضح الصورة عن مدلولات تلك الايات فقد قال الله تعالى في سورة المائدة من الاية 43 الى 47
وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّه ِثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَـئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ{43} إِنَّاأَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِو َلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ{44} وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ{45} وَقَفَّيْنَاعَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاة ِوَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ{46} وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِك َهُمُ الْفَاسِقُونَ
والسياق واضح وهو يتحدث عن كفر اليهود والنصارى بسبب عدم مثولهم الى احكام التوراة والانجيل وقد يقول قائل هذا حكم عام ايضا فنحن عندنا القرآن الكريم فان لم نحتكم عليه فنحن ايضا مشمولون بالوصف الالهي السابق نقول له نعم صحيح ولكن ما معنى الاحتكام او الاحكام او الحكم الواردة في تلك الايات ولكي نقف على حقيقة المعنى سنلجأ الى القرآن الكريم نفسه لنفسر معنى ي حكم مستندين الى قاعدة مهمة في التفسير الا وهي ان القرآن الكريم يفسر نفسه بنفسه
ورد الفعل يحكم ومشتقاته في القران اكثر من 25 مرة وعندما كان يرتبط هذا الحكم في الله كان يعني الفصل بين الناس يوم القيامة واليك مثال واحد على ذلك هو ما جاء في سورة البقرة الاية 113 قوله تعالى (فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ)
ولنرجع الى ما تعلق بمفردة الحكم عندما كانت تتعلف بالبشر ولنرى كيف وردت في القران الكريم والى أي امر دلت عليه
1- كانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ) وهذه الاية الواضحة على ان الحكم هنا لا يعني اقامة الدول الدينية فكما هو معلوم ليس كل الانبياء كانوا ملوكا او حكاما
2- {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوْتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ }آل عمران23 لم تدل على الحكم الدنيوي .
3- {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً }النساء65واضحة على انها تدل الفصل بين الناس فيما اختلفوا فيه من العقائد ومن الامورالاخرى .
4- {وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَلِك َوَمَا أُوْلَـئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ }المائدة43 لم تدل على وجوب اقامة الحكومة الدينية انما التحكيم في موضوع معين .ش
5- {إِنَّا أَنزَلْنَاالتَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ ِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ) المائدة 44 ايضا لا تعني الحكم كما اسلفنا من قبل بشان الانبياء .
6- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّداً فَجَزَاء مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ)المائدة 95
7- َ(مَا كَانَ لِلّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَآئِهِمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ )الأنعام136وهي لا تدل على الحكم السياسي
8- {وَإِن كَانَ طَآئِفَةٌ مِّنكُمْ آمَنُواْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَآئِفَةٌ لَّمْ يْؤْمِنُواْ فَاصْبِرُواْ حَتَّى يَحْكُمَ اللّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ }الأعراف87 لم تدل على الحكم السياسي ايضا
9- {يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ }النحل59 لم تدل على الحكم السياسي ايضا
10- {وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ}الأنبياء78 لم تدل على الحكم السياسي ايضا
بل دلت على القضاء
12- {أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ}الجاثية21 لم تدل على الحكم السياسي
وكما تشاهدون اخوتي لم افسر تلك الايات ومعنى الحكم بل جئت بها كي تقرأوها وتستدلوا على انها لا توحي بما لا يقبل الشك ولا التأويل ولا من قريب اوبعيد الى وجوب اقامة السلطة الدينية
والان لنرجع الى حجة اخرى من حججهم ان وجوب اقامة السلطة الدينية ياتي من وجوب اقامة حدود الله في السرقة والزنى بزعم ان من لا يقوم الواجب الا به فهو واجب
وهذه حجة واهية اخرى فب امكان أي مشرع ان يسن قانونا بوجوب اقامة الحدود الاسلامية ويعرضه على المجلس التشريعي ويقره المجلس ويصبح نافذا فهو لايستلزم اقامة الدولة الدينية بل حتى في بعض الانظمة الشمولية لا يستوجب الامر هكذا فقد اقام صدام حسين حد السرقة في دولته العلمانية بجرة قلم فاين الواجب في اقامة السلطة الدينية
والادهى والامر ان تلك الحركات الاسلامية تكفر من لم يقم حد السرقة وتتناسى امر الله لعباده باقامة العدل والاحسان والنهي عن الفحشاء والمنكر فان اتى الحاكم بالحدود وظلم وبغى وتجبر فلا وجوب للخروج عليه لانه اقام حدود الله وتناسوا ان حدود الله ليست في القصاص فقط والمواريث انما في اوامره ونواهيه في وجوب العدل والاحسان والنهي عن البغي والفحشاء والمنكر فهي حدود الله ايضا
وسلمني الله واياكم من فتنة قال عنها الرسول الاكرم يخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم يقولون من قول خير البرية يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية
قال أبو عيسى وفي الباب عن علي وأبي سعيد وأبي ذر وهذا حديث حسن صحيح



#خلدون_طارق_ياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكم بغير ما أنزل الله وفتنة هذا العصر
- النظريات الاقتصادية والتطبيق في البلاد العربية
- دأب الناس ان يكتبوا عنوانا ليمهدوا لمقالاتهم اما انا اليوم ف ...
- القرآن الكريم ما بين التفسير العلمي والخرافة


المزيد.....




- وزير خارجية كيان الاحتلال: غوتيريش يقود أجندة معادية لاسرائي ...
- وزير خارجية كيان الاحتلال: غوتيريش يقود أجندة معادية لاسرائي ...
- كاتس يهاجم غوتيريش مجددا: يقود سياسة معادية لإسرائيل ولليهود ...
- ماما جابت بيبي يا أطفال..تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل ...
- بلينكن: السنوار كان مسؤولا عن أكبر مذبحة ضد اليهود منذ المحر ...
- استعلم عن تردد قناة طيور الجنة للاطفال بجودة عالية جدا مع اب ...
- ‏المقاومة الإسلامية تقصف مستعمرة زفلون بصلية ‏صاروخية كبيرة ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تعلن رصد تحركات جنود العدو الإسر ...
- خاص| ماذا قال مساعد القائد العام للجيش السوداني عن الإسلاميي ...
- غرفة عمليات المقاومة الإسلامية تصدر البيان التالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خلدون طارق ياسين - الدولة الدينية في الاسلام وفتنة المتأسلمين