|
الزعيم عبد الكريم قاسم في ذكرى ثورة 14 تموز
العتابي فاضل
الحوار المتمدن-العدد: 4153 - 2013 / 7 / 14 - 15:41
المحور:
سيرة ذاتية
في مثل هذا اليوم من عام 1954 قامت مجموعة من ضباط الجيش العراقي بالقيام بثورة اطاحة بالملكية...وكان احد ابرز القادة في هذه الثورة التي اقتدت بثورة الضباط الاحرار في مصر هو الزعيم عبد الكريم قاسم...الذي حير اعدائه في سلوكه وشخصيته المثيرة للجدل..منهم من اتهمه بالجنون والاخر اتهمه بضعف الشخصية والكثير اتهموه بالشيوعية....ولم يرق لزعماء المنطقة سلوكه وتصرفاته مع شعبه وصعود شعبيته الى اعلى المراتب مما اغاضهم فكادوا له المؤمرات تلو الاخرى من عمليه اغتياله الى انقلاب عبد السلام عارف بتوجيه من جمال عبد الناصر كما يحلوا لانصاره ان يلقبوه ابو القومية العربية...كان عبد الكريم قاسم رجل بسيط عاش فقير ومات فقير وكان يسكن في بيت استأجره ولم ينتقل منه حتى مماته وسمي الشارع بأسمه شارع الزعيم في الجهة المقابلة لفندق الميرديان الأن..كانت اخته تطبخ له طعامه ويرسل له بيد مرافقه الى مكتبه في وزراة الدفاع في منطقة باب المعظم...وكان يدفع لها مقابل الطعام مبلغ بسيط..وحين اعدم في مبنى الاذاعة والتلفزيون وبيد احد الضباط وكان برتبة ملازم اول ويدعى فارس المحياوي ان لم تخني الذاكرة..وكان في زمن صدام حسين يشغل منصب قائد فيلق حسب معلوماتي عنه لكن هنالك الكثير من الروايات التي صدرت من اشخاص كانوا من ضمن الجوقة التي كانت تقف على باب الاذاعة والتلفزيون في انتظار وصول الزعيم ومن معه من الضباط وكان من ضمن الجوقة عبد السلام عارف الذي اخرج مصحف ويريد ان يحلف عبد الكريم انه هو اي عبد السلام من صاغ بيان رقم واحد في ثورة تموز عام 54...هذا هو احد زعماء العراق بهذه السذاجة لكي يبرهن لعبد الناصر والاخرين انه كان من خطط لثورة تموز واحد اركانها الفعليين...وهذه الرواية وردت على لسان احد المشاركين بالانقلاب على الزعيم قاسم في مذكراته ويدعى طالب شبيب وشغل منصب وزير الخارجية في حكومة عارف الاولى وكان عضو في القيادتين القومية والقطرية في حكومة عبد السلام عارف...الكثير من اتهموه بالدموية في قتل وسحل الملك فيصل الثاني والوصي عبد الاله ونوري السعيد...لكن الحقيقةهنالك من قام بهذه الأفعال وهو لا يعلم بها وهذا ان دل على شئ يدل على طيبته وللذين يتهموه بانه دموي نقول لهم لو كان هو كذلك لأقتص ممن اغتالوه وفشلت المحاولة وحين قال وهو راقد في المستشفى الحكومي مقولته الشهيرة(عفى الله عما سلف)هذه نبذة بسيطة عن الزعيم بد الكريم قاسم لمن لا يعرفه او اطلع عليه ونلاحظ الفرق بينه وبين قتلته.......... عبد الكريم قاسم وهو الذي لم نشاهد رئيس او قائد عربي او اجنبي مثله الزعيم الذي بنى العراق ولم يعرف ان يبني بيتا له. رئيس وزراء دولة نفطيه يسكن بيت ايجار ولم يملك حتى بدلة مدنية... كان يملك بدلتين عسكريه واحدة يغسلها والاخرى يلبسها... وعند اعدامه لم يعثروا في جيبه وملكيته الا ربع دينار فقط....نعم ربع دينار يا لتفاهة الحكام والملوك العرب.. وحتى انه لم يتزوج.. ولو تكلمنا عنه الكثير فلا يصدق احد...ولوا قرأتم قصته وشخصيته بامعان لذرفتم الدموع كي تغسل عاركم ايها الجناة بقتله بدون اي محاكمة وانما ضغتم بين على اساس صدر من المحكمة المشكلة لمحاكمته هو ومن معه من الضباط... وهذا اصله ومن اي عائلة ينحدر... الزعيم عبدالكريم قاسم... ولد عبدالكريم قاسم في محلة المهدية جانب الرصافة من بغداد في 21 / 11 / 1914 في حي من إحياء العاصمة القديمة ، من عائلة فقيرة ينحدر من أبوين عربيين ، فأبوه قاسم بن محمد بن بكر من قبيلة زبيد القحطانية ، وأمه السيدة كيفية بنت حسن اليعقوبي من قبيلة بني تميم العدنانية وابن عمته العقيد محمد علي جواد قائد القوة الجوية الذي لقى مصرعة في الموصل مع بكر صدقي عام 1937 ، وهو اصغر إخوته حامد وعبداللطيف وله شقيقتان ، وفي السابعة من عمره انتقلت عائلته إلى بلدة الصويرة التابعة للواء الكوت ، حيث لم يستطع والده الاستمرار في مزاولة النجارة والتكفل بأعباء الأسرة ، فساءت أحوالهم المادية فحاول الاستعانة بأخيه علي بن محمد بن بكر الزبيدي الذي كان ضابطا في الجيش العثماني ، وكان يملك مزرعة يعيش منها ، فاخذ والده يزاول الزراعة ، دخل عبدالكريم قاسم المدرسة الابتدائية سنة 1924 حيث درس لفترة أربعة سنوات انتقل بعدها إلى بغداد وواصل تعليمه مكملا فيها دراسته الابتدائية سنة 1927 ، ثم دخل الثانوية المركزية وحصل على شهادة الدراسة الإعدادية في الفرع الأدبي ، عمل في التعليم الابتدائي لمدة عام 1931 / 1932 ، ترك التعليم ليتوجه إلى الالتحاق بالكلية العسكرية عام 1932 ويتخرج برتبة ملازم ثان في 15 / 4 / 1934 ، وفي عام 1940 دخل كلية الأركان وتخرج منها بامتياز وشارك في العديد من الدورات العسكرية ومنها دورة الضباط الأقدمين في انجلترا ، حصل على رتبة زعيم ركن في 2 / 5 / 1955 ، قاد ثورة 14 تموز 1958 مع مجموعة من زملائه من تنظيم الضباط الأحرار وأصبح وزيرا للدفاع والقائد العام للقوات المسلحة ورئيسا للوزراء ، ترقى إلى رتبة لواء عام 1959 ومن ثم رتبة فريق ركن قبل مقتله اثر انقلاب عسكري في 8 /2 /1963 عرف بتواضعه وأمانته ووطنيته وتكتمه وانضباطه العسكري العالي... شارك في حرب فلسطين وخاض فيها معارك ضارية عرفت بشجاعته انتصر فيها على الصهاينة في كفر جنين وهناك كفر سمي بأسمه هو كفر قاسم في فلسطين الى يومنا هذا، قاد ثورة 14 تموز وقضى على النظام الملكي وحرر العراق من الأحلاف الاستعمارية ودعي إلى تحرير واسترجاع الثروة النفطية وإعادة ضم الكويت إلى العراق كونها محافظة عراقية استقطعها الانكليز لإغراض سياسية واقتصادية واول من خرج بالتظاهر ضده هم البعثيين والتاريخ يعيد نفسه وكيف قام البعثييون في غزو الكويت بعد ذلك ، كما دعم حركات التحرر الوطني والعالمي وللثورة الجزائرية النيصب الاكثر من الدعم ، ونفذ سياسة وطنية لبناء العراق بتوسيع التعليم وتوفيره لكل المواطنين ونفذ بناء المستشفيات المجانية وتوزيع الاراضي على الفقراء لتشييد مساكن لهم بعد ان كانوا يعيشون في اكواخ الطين، وأعاد بناء الجيش العراقي وتسليحه وادخل ودعم الصناعة المحلية ووزع الأراضي على الفلاحين والقيام بالإصلاح الزراعي وانهى الاقطاع بسيطرت الرجال من القبائل على رقاب الفلاحين.. وأمر بفتح قناة الجيش وسن قانون المرأة ، وكان من دعاة سياسة الحياد الايجابي بين الكتلة الشرقية والغربية....هذا هو الزعيم قاسم ومن شدة خوف اعدائه قاموا باخفاء دفنه ولم يعرف لحد يومنا هذا اين دفن جثمانه...والمتتبع له ولأعدائه كيف تمت نهايتهم حيث عبد السام عارف قتل في تفجير طائرته وهو يتنقل بها في جنوب العراق ومات متفحم الجثة..وصدام حسين كيف تمت محاكمته محاكمة علنية وحكم بالاعدام شنقا...في حين لم يوفر لخصومه اي محاكمة عادلة....عاش فقير ومات فقير هذا زعيم العراق الذي اغاظ القوميين العرب وناصبوه العداء..
#العتابي_فاضل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما فرقته السياسة جمعته اللعبة المجنونة
-
الخروج عن طاعة ولي الأمر
-
بيت جدتي
-
الأسير ومن خلفه ماذا يريدون للبنان؟؟؟
-
أن لم تستح أفعل ما شأت..اتحاد كرة القدم أنموذجاً
-
دموع العراق بعيون كردية
-
صح النوم حكومة!!!
-
يوميات وطن مذبوح
-
بلوة أبتلينة خو مو بلوة!!!!!
-
شياطين العراق!!!!!!!
-
مصر أم الدنيا وقرص الطعمية مصدر فخرها
-
حكاية وطن
-
لماذا هذا الدفاع عن قتلة الشعب العراقي؟؟؟؟؟؟؟؟
-
وقاحة وزير أيراني
-
أم جبار امرأة عراقية!!!!!
-
هل بالتعري وحده تنال المرأة حقوقها وحريتها المسلوبة؟؟؟؟؟؟؟؟؟
...
-
شبكات دعارة دينية
-
عجبي عليك يا عراق!!!!!
-
الى أين يسيرون بك يا عراق؟؟؟؟؟
-
قصة قصيرة ..هدية من امرأة الى رجل في عيدها
المزيد.....
-
-لا خطوط حمراء-.. فرنسا تسمح لأوكرانيا بإطلاق صواريخها بعيدة
...
-
الإمارات ترسل 4 قوافل جديدة من المساعدات إلى غزة
-
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي روته يلتقي الرئيس المنتخب ترا
...
-
رداً على -تهديدات إسرائيلية-.. الخارجية العراقية توجه رسالة
...
-
ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة في لبنان؟
-
زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح
...
-
الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد
...
-
طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
-
موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
-
بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|