صالح حمّاية
الحوار المتمدن-العدد: 4153 - 2013 / 7 / 14 - 07:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حين قرر إسلاميو الجزائر و أبواقهم الاستثمار في المسألة المصرية ، كان الاعتقاد من هؤلاء أن هذا سيكون ضربة قوية للنظام الجزائري ، فقد كان المتوقع أن "الإنقلاب" هناك سينتهي لصالح الإخوان و أنهم سيخرجون منتصرين منه ، ما يعني انتصارا معنويا لبقايا الفيس في الجزائر على خصمهم اللدود الجيش... لكن في الحقيقة و كما نرى اليوم فيمكن القول أن هذا الأمر جاء عكسيا ، فالواقع أنه وبدل أن يدين الانقلاب في مصر النظام الجزائري ، فالانقلاب هناك جاء دعما لأطروحة النظام ، بل أنه أكدها تماما ، ما يعني أن النظام الجزائري هو من خرج منتصرا من هذه الحرب التي شنت عليه وليس خصومه . .
حاليا أبواق المشروع الإسلامي في الجزائر تعيش أزمة كبيرة مع هذه الحرب التي افتعلتها ، فالانقلاب في مصر عرى ذرائعها لإدانة انقلاب الجيش الجزائري على الفيس ، في المقابل فإن المبررات التي قدمها الجيش لفعلته قد ازدادت تأكيدا ، وهو ما يجعل الإسلاميين اليوم في موقف حرج جدا فهم ولأول مرة يقفون عرايا أمام الناس من أي غطاء يمكن أن يستر عورات إرهابهم و همجيتهم عنهم .
الحقيقة أن من راهنوا على جعل مصر مستنقع للجزائر قد شطحوا كثيرا بأوهامهم ولهذا فها هم يدفعون الآن الثمن ، حاليا النظام الجزائري يزداد في الواقع قوة ، في المقابل فإن الإسلاميين هم من تتداعى قوتهم ، مرة في إنحسار وعائهم الإنتخابي ومرة في افتضاح دعايتهم ، وهو ما يبيح لنا أن نقول "إن الإسلاميين في الجزائر بتصرفهم الأخرق الأخير في الحقيقة لم يخسوا بهذا مسألة الحرب على خصومهم في ما يسمى بالانقلاب ضدهم فقط ، بل أنهم خسروا المشروع ذاته ، فالحقيقة أن الرهان على الأخوان كن كالرهان على نغل للفوز في سباق الخيول الأصيلة ، وهو طبعا جنون مضحك " .
#صالح_حمّاية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟