|
ثقافة طيور الظلام
ميشيل نجيب
كاتب نقدى
(Michael Nagib)
الحوار المتمدن-العدد: 4153 - 2013 / 7 / 14 - 00:38
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بين طيور الظلام الخفية وطيور النهضة الوهمية عاشت مصر سنة كاملة فى إنتظار إنقشاع تلك الغيمة القاتمة، وفى إنتظار غاندى مصرى جديد يحقق أهداف الثورة المصرية الشابة وشعارها " عيش ، حرية، عدالة إجتماعية"، ومن الأمور المؤسفة أن تنظيم الجماعة الإخوانية رغم أنه جزء لا يتجزء من المجتمع المصرى كمواطنين يعرفون مشاكل كل مواطن والحاجة الملحة لإعطاءها الأولوية والأهمية، إلا أنهم وسط غمرة الأنتصار والفوز أسكرتهم الفرحة بالمناصب والسلطة تجاهلوا كل ذلك وبدأت بوادر تفاقم الأزمات وإهتمام الإخوان بأنفسهم ونسيان أنهم يحكمون شعباً بالملايين وليس جماعة دينية بالآلاف، مما أدى إلى الصدام المتكرر مع جماهير مصر التى تعيش الواقع الأليم، وهذا الصدام لم يكن يشغلهم كثيراً لأن أعضاء الإخوان مدربون جيداً على أستخدام العنف فى سبيل فرض إرادته وأيديولوجيته السلطوية على أفراد المجتمع وبالتالى التحكم أكثر فى قيادة الدولة وتوجيهها بقيادات إخوانية ينفذون أوامر مكتب إرشادها، وهذه هى الفاشية الدينية التى رفضوا الإعتراف بها او الإصغاء إلى صوت العقل المصرى الأصيل.
إن الشئ الهام فى هذه المرحلة هو التركيز على إقتلاع كل فكر ساهم أو يساهم فى هدم الهوية الوطنية لشعب مصر، فالتراخى الذى أستمر لعام كامل أدى إلى إضعاف وتشويه صورة مصر الخارجية وهذا التراخى أكسب النظام مصداقية كبيرة أمام حلفائه الكبار أمريكا وإسرائيل وقطر، لأن أهداف الدول الثلاث تتلخص فى تدمير الدولة المصرية المدنية ومكتسباتها الحديثة وإلقاءها فى أيدى التيارات الإسلامية التى ستتكفل بخريب الهوية الداخلية للمجتمع المصرى، وكان واضحاً تأييدهم المطلق لأفعال ذلك النظام الدينى رغم الأنتهاكات الكثيرة والخطيرة ذد حقوق الإنسان والأديان والطوائف وغيرها من الأنتهاكات التى ألتزموا فيها الصمت ولم يقوموا بإدانة تلك الأعمال العنصرية ضد أفراد من الشعب المصرى لأن تأييدهم كان لمرسى وجماعته حتى آخر لحظة وكان واضحاً فى تصريحات السفيرة الأمريكية بمصر المضادة لإرادة الشعب وثورته الكبرى.
إن الشعب المصرى لا يريد الإساءة إلى أى مواطن من مواطنيه وفى الوقت نفسه يرفض أن يسئ إليه مواطن تحت مسمى أنه رئيس الجمهورية لذلك رفضه الشعب ورفض جماعته التى يعمل من أجلها وأساءوا كثيراً لمطالب الشعب وحقوقه المشروعة، ولم يدرك أعضاء الجماعة أن رصيدهم الإجتماعى قد وصل إلى أدنى مستوياته، ولم يدركوا أنهم جماعة لها أهدافها الدينية ولم يكن لها أن تتلوث أفكارها وأعمالها بأفكار وأعمال السياسة وكان عليهم أن يتركوا السياسة لخبرائها كما هم خبراء فى الدين، لكن الفوضى والغوغائية التى يستعملها الإسلاميون ضد الشعب المصرى ليبث الذعر والرعب فى نفوسهم، هو دليل على أستمرارهم فى أفكارهم الإرهابية لفرض إرادتهم الغير إنسانية وإستغلال الدين للتأثير فى ضعاف النفوس، ورغم خروج الملايين لإعلان إرادتهم الشعبية إلا أنهم كانوا يطمحون إلى إيقاظ الوعى فى نفوس الحكام المتدينيين حتى يرجعوا إلى الصواب لكنهم ركبوا رؤوسهم وتمسكوا بعناد الفاشل المنهار أحلامه الغيبية.
إن المدافعين بأستماتة من الإسلاميين عن عدم شرعية عزل مرسى يعيشون أسرى الأوهام القاتلة حيث يرون أن مرسى وجماعته وبقية التيارات الإسلامية هم الصالحين الأتقياء وبقية الشعب من الكفرة والروافض كما قال مرسى نفسه فى خطابه الأخير، هؤلاء المدافعين عن مرسى يعصبون أعينهم ويرفضون رؤية الفشل والأخطاء والجرائم التى وقع فيها مرسى أو بعبارة أدق وقع فيها مكتب الإرشاد الإخوانى، حيث أعتبروا أن جماعتهم هى العشيرة والقبيلة التى من حقها التسلط والسيطرة على أرض مصر حتى وصل بهم الأمر التنازل لآخرين عن بعض الأراضى المصرية حتى أنتهى الأمر بقيام سد النهضة الأثيوبى وإنهيار مشروع النهضة الإخوانى، لذلك لجأ فوراً رجال الإخوان والمنتمون إليهم فى تصعيد اعمال العنف من تحرش جنسى وسحل وإحداث الشغب فى الميادين وإلقاء الأطفال والشباب من أعلى أسطح المنازل إلى الهجوم على خطوط الغاز وتفجيرها والأعتداء على الشرطة المصرية فى سيناء والتخطيط لأختطاف الإعلامية لميس الحديدى للتفاوض مع أجهزة الدولة للإفراج عن رموز للتيارات الإسلامية تم إلقاء القبض عليها بتهم مختلفة والهجوم على الحرس الجمهورى، وغيرها من المشاهد المأساوية التى يبتزون ويخدعون بها العالم ليستدروا العطف على ديموقراطيتهم الدموية البشعة المغضوب عليها من الشعب المصرى الحضارى الذى رآها عارية بدون مساحيق الشعارات الدينية وتكفيرات الآخرين والشراسة التى يتعامل بها مكتب الإرشاد فى مواجهة المظاهرات الجماهيرية، إنها ثقافة عالم الظلام وطيور الظلام الآتية من تلك الثقافة الميتة التى تفجر العقل البشرى.
الإرادة الوطنية هى إرادة سلمية ترفض التطرف والعنف وكل فكر غيبى ينافق ويخدع المواطن بأن التكفير والقتل يحقق المشروع الإسلامى وتطبيق شرع الله، وهى مجرد شعارات غير منطقية يعيش أصحابها فى أحلام غيبية ليس هذا عصرها وعقلها المناسب، فهل يتوقف التطرف الدينى وطيور الظلام لينادى بالسلام بدلاً من القتل وسفك الدماء ومحاولاتها المستميتة لإعادة أنتاج ثقافة ظلامية من عصور الجاهلية؟
#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)
Michael_Nagib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إنقلاب الإرادة الشعبية
-
ديموقراطية الإرهاب الإخوانى
-
شكراً شباب التمرد
-
ديموقراطية الشباب الحضارى
-
بركان الرفض والغضب
-
إرحلوا حقناً للدماء
-
الحرب العالمية صفر
-
تمرد ترفض الجلوس مع قاتل
-
رسالة الدبلوماسية الأثيوبية
-
محنة العقل الغيبى
-
مين بيقول ايه إزاى عشان إيه
-
الحفاظ على أرواح الخاطفين
-
النظام يستسلم للإجرام
-
تمرد وطنى على الدكتاتورية
-
فشل النهضة والقرداتى
-
سيناريوهات الثورات العربية
-
الشاطر ودولة الإخوان
-
مشروع نهضة الإخوان
-
وزير التحرش الجنسى بجدارة
-
تحرش وزير الإعلام الجنسى
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|