أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - الاستقرار والثبات السياسي!














المزيد.....

الاستقرار والثبات السياسي!


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 4152 - 2013 / 7 / 13 - 14:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أربعة عقود ونيف ..عمر ماسمي " بالاستقرار والثبات السياسي" في سوريا...استقرار احتل الحياة العامة ..احتل الرؤوس والفكر...استقرت معه الثقافة على لون واحد ...يهتف باسم القائد ويصفق لمنجزات القائد ولمكاسب أزلامه...استقرار وثبات يمنع على المواطن أن يفكر خارج السياج المرسوم له والمحصور في إطاره ...أن يكون بعثياً بالولادة ...مؤمناً بأنه عبد ورعية يمتلكه ساكن القصر والقابض على روحه المُستقرة في يد القائد أو أجهزته الجرادية...التي تحسب عليه مكعبات الهواء المسموح له الانتقال في حيزها...استقرار في نوع التربية والتعليم ...استقرار في نوع الثقافة والتثقيف المُتاح للمواطن التابع ...والمنفذ غير المعترض...استقرار يسمح له بالبحث عن لقمة الخبز فقط، واللهاث المتواصل والحثيث لإلتقاطها...ثبات على الرأي المطروح في صحف النظام...ثبات على فكر النظام ...وايمان عميق به ..ثبات على رأي يريده النظام ولا يسمح بتداول غيره....وهذا مايتيح للعدو الأول " إسرائيل " أن تستقر عينها هي الأخرى...وتهدأ حدودها...وتبتلع الجولان ...دون أي معاهدات أو اتفاقيات مبرمة بين الدولتين " العدوتين / الصديقتين "!...وهذا النوع من الاستقرار ...شجعت عليه كل الدول العظمى وساندته وأنعمت باعترافاتها ومَكرُماتها على نظام الأسدين الأب ثم الابن...بل باركت استبدادهما وغطت على كل الخروقات لحقوق الانسان " التي تعتبر نفسها راعيته وصاحبة إعلانه ومشيدة صروحه"!! ...وهنا باعتقادي أنها تقصد إنساناً غير الإنسان السوري....الذي يعشق الاستقرار السياسي ...حين يقوم على الحرية...حين يُؤَمِن للمواطن لقمة عيش كريمة وكرامة مصانة....حين يساوي بين المواطنين بغض النظر عن جنسهم أو عقيدتهم المذهبية والأيديولوجية...لكن استقرار الأسدين كان رديفاً للخنق والموت البطيء لشعب حضاري عريق...لم يعرف تاريخه الماضي والبعيد ...ماعاشه من " إستقرار " الأسدين وعلى أيديهما من مخلفات استقراره الاستبدادية والقمعية وسجونه ، حين حلم وحاول على مضي العقود الأربعة أن يطالب ببعض حقوق المواطنة...وحين انتفض يطالب " بإصلاحات فقط" في بداية انتفاضته يوم 18 آذار 2011 بعد اعتقال أطفال درعا....لم يرتفع آنذاك صوت واحد يطالب بإسقاط النظام...بل طالب بحرية أولاده المعتقلين أولا...ثم رفع قانون الطواريء وايقاف العمل بالمادة الثامنة من الدستور وما إلى ذلك من قوانين تحسن من حياته وتعيد له كرامته المهدورة على أيدي أجهزة أمن النظام المستشرية والمتضخمة بالنهب والفساد والاتجار بالعباد ثانياً...ظلت مطالبه إصلاحية ومظاهراته سلمية إلى أن كشف النظام نواياه وكشر عن أنيابه وبعد وعود ومباحثات ووفود ذاهبة لدمشق وعائدة منها ...وقادمة من دمشق لدرعا يرأسها " رستم غزالي وغيره " تحمل الوعود وتمهد للصلح والإصلاح...وما أن بردت أماكن الوفود ولم يجف حبر الوعود المكتوبة والشفهية...حتى كان الرصاص سيد الموقف والرد الحقيقي على المتظاهرين السلميين...وحتى حضرت باصات السيد ماهرالأسد بأزيائها السوداء تملأ شوارع درعا وتسبح فيها كالنمل وتقبض على المارة دون فرق أو تمييز...وتزج بشباب المحافظة بشكل مزري وتعاملهم وكأنهم أغنام تساق للذبح...هل نسي الأسد كل هذا وسجله في خانات " العصابات السلفية" ...؟ منذ البداية وهو ينعت التظاهرات التي رفعت الورود وأغصان الزيتون في داريا وريف دمشق، ثم حمص ...واللاذقية ...والرستن ودير الزور...الخ بالعصابات المتآمرة ..والأخوانية السلفية...! وهو يعلم أن درعا تحديداً لاتحوي بين جنباتها وحواريها مثل هذه المظاهر والقناعات..السلفية...لأن من طبع أهل الريف الانفتاح على الآخر ..والبساطة في الحياة والتعايش السلمي الأهلي..وخاصة أن تركيبة حوران السكانية مزيج من المسيحيين والمسلمين السنة والموحدين " الدروز" ...فكيف لمن تعايشوا عصوراً ...أن يتغيروا بلحظة...شاءتها تحليلات الأسد وتبريراته للعنف المفرط كرد على مطالب حق أراد بها باطل....لكن رائحة الدم وصوت جنازير الدبابات التي مارست مايمارسه أبشع احتلال ...في حصار درعا وتجويع أهلها...رمى بالاستقرار في سلة المهملات...فالدم والقتل لاتستمر مقابلته بالسلم إلى أبد الآبدين...مهما بلغنا ومهما حاولنا نحن دعاة السلم والسلام...لكن للمرء وطاقته حدود..فلا نلومَنَّ من قتل ابنه أو أخاه..وهاهو ثبات النظام ...بل المنطقة برمتها على كف عفريت يودي بالوطن وبما حوله نحو الشرذمة والتفتيت العرقي والمذهبي...ويسمح هو ومن ورائه تعنت الدول الكبرى وصمتهم على ذبح الشعب السوري وكأنه دجاجات وُلدت وهي تعلم أن حياتها قصيرة وستذهب لتكون ضحية على موائد صُناع السياسات ومَلاكي اقتصاد العالم ومتقاسمي منتجاته ومناطقه الاستراتيجية...وكأننا بالأنظمة ومن يساندها تقول: " أن هذه الشعوب لاتستحق وليس أمامها إلا خيار بين أمرين..إما الاستقرار مع الديكتاتورية والاستبداد ... أو الموت والفوضى إن طالبت بالحرية.
فلورنس غزلان ــ باريس 13/7/.2013



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ستأخذوننا إلى أين؟
- للحلم شروطه، فهل تملكونها؟
- مَن المنتصر ومًن المهزوم؟
- رسالة مفتوحة للمجتمعين في إستنبول
- بين حاضر قبيح وماضٍ جميل
- سوريا من البارحة إلى اليوم:
- سوريا الأنثى تقرر مصيرها:
- مَن سيحرر جُزركم العقلية من الخراب؟
- هل أنجح وتنجحون في السير على شفرة الحب؟
- بلسان سجينة:
- إلى الغالية تغريد...الأسيرة بين يدي جلادي الأسد:
- مزقوا شرانق المنع، ولا تخجلوا من رؤية أنفسكم عراة في المرآة:
- خاطرة نسوية:
- خاطرة طفولية:
- حين نتطهر من تربية الاستبداد، نتمكن من بناء الوطن:
- انقذوا غزالتنا الدمشقية خاطرة 2 بعد عامين من الثورة:
- ندخل خندق العام الثالث دون أقدام :
- دائرة طباشير ترسم بعض ملامح الثورة وتؤشر لأماكن الخطورة:
- المرأة السورية وجحيم الموعد
- بين كُلَّما الإثم، وكلما الواقع مقدار شعرة:


المزيد.....




- شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا ...
- جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
- زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
- كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
- مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
- ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
- مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
- جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - الاستقرار والثبات السياسي!