أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسام عيتاني - وهم الديموقراطية في الشرق الأوسط















المزيد.....

وهم الديموقراطية في الشرق الأوسط


حسام عيتاني

الحوار المتمدن-العدد: 294 - 2002 / 11 / 1 - 03:13
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



 

تنتشر في اوساط الادارة الاميركية وفي افتتاحيات الصحف الكبرى فكرة يتسع عدد مؤيديها، تقول ان على الولايات المتحدة فرض الديموقراطية في الشرق الأوسط.
يناقش باحثون من معهد كارينغي للسلام الدولي في تقرير بعنوان <<الوهم الديموقراطي في الشرق الاوسط>>، قدم الى مؤتمر عقده المعهد يوم الخميس الماضي هذه المقولة . ويعبر الباحثون عن رفضهم الكامل لما يقال عن ان الإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين ستقود حكما الى اطلاق <<موجة>> مؤيدة للديموقراطية في العالم الاسلامي، يرى البعض انها ستكون مشابهة لتلك التي شهدها العالم بعد انتهاء الحرب الباردة.
ومع التعبير عن الارتياح لبدء الاهتمام الجدي بالديموقراطية في الشرق الاوسط، ينبه الباحثون من ان التحول من اعتبار الولايات المتحدة ان استقرار الانظمة الحاكمة مهم للامن القومي الاميركي الى تبني نظرة مناهضة لهذه الانظمة وتحميلها المسؤولية غير المباشرة عن عنف الحركات الاسلامية، يجب الا يحجب النظر عن العقبات الضخمة التي تعترض جهود اقامة الديموقراطية، داعين المسؤولين الاميركين الى اعادة النظر في <<دمقرطة>> الشرق الاوسط والأخذ في الاعتبار المشكلات القائمة في المنطقة.
ولا يشكك واضعو التقرير في القدرة الاميركية على الإطاحة بالحكم في العراق وفرض آخر بديل، لكنهم يعيدون الى الذاكرة تجارب سابقة في هايتي وبنما اتسمت في محصلتها اما بتفشي الفوضى السياسية او بانتشار واسع النطاق للفساد. اما النموذج الأفغاني، وهو الاحدث فلا يشجع كثيرا بسبب اضطرابه المستمر وانعدام الثقة بمستقبله. والعراق الذي يزيد عدد سكانه عن 23 مليون نسمة والمتعدد الطوائف والاعراق سيشكل تحديا اكبر حتى من افغانستان نظرا الى تشرذم المعارضة الى فئات ومجموعات متنافسة، من المستبعد ان تقيم حكما يتسم بالاستقرار ما لم تعمد الولايات المتحدة الى التدخل بكثافة في جميع اوجه الحياة والابقاء على هذا المستوى من التدخل، ليس لسنوات بل لعقود مقبلة، وهو ما لم يقم به الاميركيون منذ احتلالهم لليابان والمانيا في اعقاب الحرب العالمية الثانية. وليس من دليل حتى الآن على رغبة او قدرة واشنطن على الاضطلاع بهذه المهمة.
وفي ما يتعلق بفكرة <<الموجة>>، ينبه الباحثون الى انه من غير المعروف كيف سيتفاعل الشارع العربي مع ضرب العراق، حيث سيضع العرب على اي هجوم على العراق الكثير من العلامات السلبية التي ربما يزيد عددها عن العلامات الايجابية. فتصاعد العداء للولايات المتحدة في الاوساط الشعبية العربية ربما يصب في خدمة الانظمة الفردية التي اعلنت جميعها معارضتها للهجوم. عندها ستحوم الشبهات بقلة الوطنية حول المؤيدين المحليين للاصلاحات. في المقابل، فأن تأييد الغزو قد يعفي الحكومات العربية المتسلطة من الضغط الاميركي عليها لتبني الديموقراطية.
ولن ينظر العرب الى اقامة حكومة اكثر ديموقراطية في العراق كنموذج يحتذى، خصوصا ان الكثير من القوى العربية تنادي بتحرير بلادها من التدخل الغربي في شؤونها قبل <<تحريرها>> من الانظمة القمعية.
اما بالنسبة للقضية الفلسطينية، فستعتبر حكومة ارييل شارون ان اجتياح العراق مناسبة لطي موضوع اقامة الدولة الفلسطينية نهائيا. واذا لم تبذل ادارة بوش جهودا استثنائية، وهو ما ليس مرجحا في الوقت الذي تقوم فيه روابط وثيقة بين المتشددين في اسرائيل وصقور الادارة، فان انتصارا اميركيا في العراق سيعني تأجيل اقامة الدولة الفلسطينية وليس تسريعها.
وبالانتقال الى مسألة توفر الشروط الموضوعية في دول الشرق الاوسط للتحول الى الديموقراطية، فإن التغيير مستبعد اذا لم تتدخل الولايات المتحدة بكثافة، وهو ما ليس مطروحا على الاطلاق. وحتى في الدول التي تتبنى بعض المعايير الديموقراطية كالجزائر ومصر والاردن والمغرب، فان الانتخابات الخاضعة لسيطرة الحكومات وتكتيكات <<فرِّق تَسُد>> والهيمنة على منظمات المجمتع المدني وتفريغ نظام الاحزاب من معناه، عوامل ساهمت في نجاح الانظمة في مقاومة التغيير الديموقراطي. ولم يشهد الشرق الاوسط فترات طويلة من النمو الاقتصادي وارتفاع مستويات المعيشة والتربية التي ادت جميعها الى اصلاحات ديموقراطية في كوريا الجنوبية وتايوان على سبيل المثال. بل ان الصورة الراهنة هي لمنطقة تتدهور فيها المؤشرات الاجتماعية الاقتصادية حتى في الدول الغنية بالنفط.
ومن العوامل الرئيسية في اعاقة الانتقال الى الديموقراطية تبرز الحركات الاسلامية متنوعة الاتجاهات والميول، والتي تصر الحكومات العربية على قمعها على الرغم من تعبيرها عن شطر مهم من الجمهور. وهناك الصراع ضد اسرائيل الذي ينشئ نوعا من التضامن بين الشعوب العربية والحكام الذين يستغلون القضية لتحويل الانتباه عن اخفاقاتهم. وطالما لم يتم التوصل الى حل يقوم على دولتين ، فان الصراع ضد اسرائيل سيبقى يلقي بظلاله على موضوع الديموقراطية. الى جانب ذلك ستظل المواقف الاميركية المؤيدة لإسرائيل والداعمة للانظمة القمعية، تنتقص من مصداقية الولايات المتحدة كمؤيد للتغيير في الشرق الاوسط.
الاقتراحات العملية التي يقدمها الباحثون تقضي بممارسة الولايات المتحدة ضغوطا مستمرة على الحكومات العربية للحفاظ على الحقوق المدنية والسياسية وتوسيع حيز الحريات السياسية وتعزيز المؤسسات الديموقراطية. ويحذر الباحثون من تهميش الحركات الاسلامية، خصوصا المعتدلة منها، وعدم المبالغة في تأييد الهيئات المتبنية للافكار الليبرالية الغربية لكنها قليلة التأثير في مجتمعاتها.
نقطة مهمة اخرى هي عدم المزج بين حملة <<الترويج لأميركا>> التي اطلقتها الحكومة الاميركية في العالم الاسلامي وبين جهود تطوير الديموقراطية. فيجب عدم السماح بتداخل العمليتين.
وفي النهاية يؤكد الباحثون ان فرض تغيير ديموقراطي سريع ليس سوى وهم. واذا وقعت <<موجة>> في الشرق الاوسط فان الولايات المتحدة ستكتشف قصورها الكبير عن التعامل مع انعدام الاستقرار الذي سينجم عنها والحاجة الى عملية اعادة بناء واسعة للنظام السياسي في المنطقة.

...
©2002 جريدة السفير



#حسام_عيتاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار وضرب العراق
- محاكمة ميلوسيفيتش تهافت العدالة الدولية
- 11 أيلول الآخر
- لمن الأرض؟
- أستراليا: اللاجئون ومراكزهم
- قبل فوات أوان الإصلاح
- مناهضة الامبريالية للاغبياء
- باديلا أو الموجة الثانية من الكرنفال
- الجوع كمسألة تجارية
- محاولة في قراءة الاقتصاد الكوبي: دولرة لا تلغي اشتراكية النظ ...
- ما رأي مارتن انديك؟
- العولمة والإرهاب: رأسمالية الجزر الآمنة


المزيد.....




- هل تعاني من الأرق؟.. طريقة بسيطة تسحبك إلى نوم عميق
- ماذا نعرف عن العالم الخفي لمنجم ذهب تديره إحدى العصابات بجنو ...
- وزارة الصحة اللبنانية: مقتل 4 أشخاص وإصابة 23 في الغارة الإس ...
- ما هي الدول والشركات التي تبيع أسلحة لإسرائيل؟
- سلسلة غارات إسرائيلية على منطقة البسطا وسط بيروت
- تحليل لـCNN: كيف غيرت الأيام الـ7 الماضية حرب أوكرانيا؟
- هل الدفاعات الجوية الغربية قادرة على مواجهة صاروخ أوريشنيك ا ...
- كيف زادت ثروة إيلون ماسك -أغنى شخص في العالم- بفضل الانتخابا ...
- غارة عنيفة تهز العاصمة بيروت
- مراسلة RT: دوي انفجارت عنيفة تهز العاصمة بيروت جراء غارة إسر ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسام عيتاني - وهم الديموقراطية في الشرق الأوسط