|
خواطر علمانية
كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي
(Kamal Ghobrial)
الحوار المتمدن-العدد: 4152 - 2013 / 7 / 13 - 12:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
• قبل أن تكون العلمانية نظاماً سياسياً ينبغي أن تصير منهج حياة، سخافة العلمانية أنها تقتضي منك أن تكون مؤهلاً علمياً ومهنياً، ومستعداً لأن تبذل الجهد المضني في الإنتاج طوال عمرك، وأن تعتمد اعتماداً تاماً على ذاتك، أما ما خلا العلمانية فتفتح لك آفاقاً غير محدودة من الرؤى الجميلة والهلاوس البصرية والسمعية، تتطلب العلمانية أن تنمي قدراتك الفكرية والمعرفية والمهارية بالدرجة الكافية لأن تثق في ذاتك، فلا تعود بعد في احتياج لمن يسحبك خلفه أو يدفعك أمامه، فالعلمانية هي أن يكون الإنسان سيد مصيره، والعلمانية تعني أن تدير ظهرك لتهاويم الميتافيزيقا وعوالمها الموازية، وأن تحتضن الكون الشاسع بجسدك وعقلك، مستشرفاً أنوار المعرفة التي تتفجر في وعيك، فالعلمانية تعني مركزية العقل الذي أتاح للإنسان الادعاء بأنه أرقى الكائنات. • أظن أن مفهوم "العدالة الاجتماعية" في ذهن من يروجون له مقارب لمفهوم الدولة الدينية، حيث يشتركان في الوعد بهبات مجانية للناس، وإن كانت الأخيرة تؤجل النعيم المجاني إلى الحياة الأخرى، لكن المنظور العلماني للحياة يحتاج لإرساء عدة مبادئ: دعه يعمل دعه يمر- من لا يعمل لا يأكل- لكل قدر عائد مجهوده لا أكثر ولا أقل- توفير فرص التأهيل العلمي والمهني لكل راغب فيه وقادر عليه، فقط المعوقون هم من يستحقون دعماً متناسباً مع درجة إعاقتهم، وما خلا ذلك هو من قبيل التنطع الذي لا طائل من ورائه. . الثائر الباحث عن الحرية ليس بالتأكيد من يطالب الحاكم بالإغداق عليه كما كان يفعل السلاطين مع التنابلة على أبواب قصورهم. • المصالحة الوطنية تعني توبة الضالين الذين اعتبروا مصر قنطرة للعبور عليها إلى خلافة إسلامية وأستاذية العالم في الفقر والجهل والمرض. . لا نتحدث عن أقصاء من الحياة السياسية لعامة الناس مهما كان فكرهم، نتحدث عن إقصاء لفكر أخطر من النازية والفاشية، وإقصاء لمجرمين سابقين وحاليين. . هم يحولون الخلاف حول هوية الوطن وشكل مستقبله، إلى خناقة على اقتسام كعكة ينبغي حلها باقتسامها بالتراضي بين الجميع!!. . من فرط سماحة المصريين وكريم أخلاقهم يتوسلون الصلح مع جلاديهم ومكفريهم، رغم رفض هؤلاء للصلح بإباء وشمم. . كان الشباب طليعة ثورة 30 يونيو، لكن عمادها الأساسي لم يكن "الفلول" كما يتقول البعض، هي قوى مصر التقليدية، الممثلة في عامة الناس الذين تهددت أو تبددت مقومات حياتهم، والعائلات العريقة ومؤسسات الدولة العتيدة كالجيش والشرطة والقضاء والمثقفين والإعلاميين، هي مصر ذات الخمسة آلاف عام من التاريخ المكتوب، والتي يستحيل على عصابة مهما بلغ تنظيمها أو بريق وخداع شعاراتها أن تدفع مصر إلى الخراب. • لعلم من لا يعلم، الحلول الوسط بين طرفي الانقسام الحالي في مصر هي في المنطقة ما بين حكم مرسي وحكم مبارك، فلا مبارك غَلَّب العلمانية، ولا مرسي غَلَّب الإسلامية، كلا القطبين حاول السيطرة من خلال مهادنة الآخر، ولهذا بالتحديد نقف في المقابل مما يسمى "مصالحة وطنية"، فعدم الفرز والعودة لاختلاط الزيت بالماء سيبقينا في ذات المستنقعات الضحلة التي نرتع فيها من عقود عديدة. . نتمنى أن يكون 30 يونيو 2013 هو بداية رحلة تجفيف منابع الإرهاب في العالم. • عكس ما يتصور كثيرون، السير على هدى المبادئ قد يؤدي للضلال، فيما التركيز باستقامة على تحقيق المصلحة يقود إلى شاطئ الأمان، المبدأ الوحيد الخالد هو "السعي لتحقيق السعادة للإنسان، كل إنسان". . الخلاف بين الليبراليين حول قضية غلق القنوات الدينية ليس خلافاً بين المثالية وبين البرجماتية العملية والواقعية، لكنه الخلاف حول منهج من يتعامل مع صناديق مغلقة تؤدي به إلى المثل الدارج: "كله عند العرب صابون"، ومنهج من يفتح الصناديق ليرى ما بها، إن كان سمكة أم ثعباناً، "حمرا" أم جمرة". • يستهجن كثيرون مداومتي على النقد، ويسألونني عن مشروعي الخاص، والحقيقة أن مشروعي الخاص ليس اختراعاً أو لغزاً، وقد سارت فيه شعوب أوروبا الشرقية وشرق وجنوب شرق آسيا، والمشكلة عندنا هي الكثير مما يعوقنا عن قبول ذلك المشروع، ويدفعنا في الاتجاه المضاد له. . هل يكفي هذا لتبرير أو توضيح لماذا يتركز كلامي على نقد ما هو كائن، وأكاد أصمت عما ينبغي أن يكون؟!! • الفوضى الخلاقة تكاد تتحقق شروطها الآن في مصر، سيولة ودوامات وظروف حرجة وتفاعلات غير محدودة ولا منضبطة. . الجديد الرائع في مرحلة المخاض!! • لقد سقط منطق أرسطو الذي يعتمد صحة القضية من سلامة استنتاجاتها من مقدمات يفترض صحتها، فهو بهذا يأسرنا في نطاق الثوابت التي لا نستطيع مفارقتها إلى جديد، لتأتي البرجماتية لتستدل على صحة القضية ببراهين بعدية، أي بعد تطبيقها العملي، والذي نستدل منه على مدى صلاحية القضية بدرجة تحققها العملي. . البرجماتية هي الحل. • من الطبيعي في الداخل والخارج من اعتبروا أن مبارك كان في الثمانينات والتسعينات يطارد ثواراً لهم رسالة وطنية وليس إرهابيين، أن يعتبروا ما قام به السيسي أخيراً هو انقلاب عسكري، ولا ننسى خطاب مبارك الصريح شديد اللهجة إلى أوروبا بعد مذبحة الدير البحري بالأقصر، حين واجه أوروبا بأنهم يأوون الإرهابيين باعتبارهم لاجئين سياسيين، وها هم يقتلون أبناءهم.
#كمال_غبريال (هاشتاغ)
Kamal_Ghobrial#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هي العودة للميادين
-
هو زمن الحسم
-
سويعات قبل شروق الشمس
-
النصر لمصر
-
رؤيتي للأيام القادمة
-
قتلة وأوغاد
-
كي لا ألدغ من جحر مرتين
-
هو حقاً ربيع عربي
-
ألف باء موضوعية
-
سقوط أمة بكاملها
-
ليل مصر الطويل
-
عبقرية حملة
-
صرخة في الوادي اليباب
-
الأرملة الطروب
-
الخلاصة ومن الآخر
-
كلهم أسامة بن لادن
-
على هامش النهضة الإخوانية
-
طريق اللي يروح مايرجعش
-
شيطنة وشياطين
-
هي الكراهية المقدسة
المزيد.....
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|