أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - لميس كاظم - بطاقات حب في خطاب دولة رئيس الوزراء.














المزيد.....

بطاقات حب في خطاب دولة رئيس الوزراء.


لميس كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 1189 - 2005 / 5 / 6 - 09:00
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كان خطاب الدكتورابراهيم الجعفري بعد القسم الحكومي ،مؤثرا وينم عن كفائة فائفة في اختيار الجمل ومناشدة العقل العراقي لاستمالته وكسب وده مما يجعله يسبح في فضاء واسع وواعد بالمستقبل.
بطاقات الحب التي وزعها د. الجعفري كانت مثيرة وذات انحياز واضح للفكر الذي ينتمي له وللشهداء الأسلاميين والأكراد الذين سقطوا في مقارعة الصنم وهو محق فهم يستحقون التثمين. الأ ان الخطاب يتسم بصفة الدولة وليس رئيس حزب الدعوة لذلك كان من الأجدى ان يمر ويستذكركل الشهداء العراق الذين سقطو في مقارعة الصنم بنفس القدر لان الشهداء لايخضعون للمحاصصة الطائفية ولايجوز ان يمجد شهيد دون الأخر . مع كل الأحترام والتقديرلشهداء الوطن في حلبجة والأنفال والأنتفاضة الشعبانية، لكن قبل هذا التأريخ سقط عشرات الألأف من الشهداء الأبرار من الكرد والعرب وباقي الأقليات من ابناء العراق من اقصى الجنوب الىاعلى جبال كردستان. هؤلاء الأبطال الذين صمدوا في غياهب المعتقلات وتعرضو لابشع انواع التعذيب ودفنوا في مقابر جماعية لكن الحرب العراقية الأيرانية اسقطتهم في اوزارها وضاع ذكراهم في اتون الحرب، فالأحزاب التي قارعت الدكتاتورية في الثمانيات من القرن الماضي معروفة وشهدائها ايضا معروفين وهم حاضرون في ضمير الشعب ولازال البحث جاري عن جثثهم المفقودة . فهولاء يفترض ان لايغيبوا عن التثمين في خطابات الحكومة.
كانت بطاقة حب شفافة تنبعث من في خطاب الجعفري الى المراة المسلمة االتي غيبها الصنم ، وكان على د. الجعفري ان يعرج في خطابه ايضا على بقية نساء العراق . هؤلاء النسوة البطلات اللواتي عملن في ظروف العمل السري واجترحن بطولات من الصمود بوجه الصنم، امثال الشهيدات عائدة ياسين ( ام علي) من البصرة و رجاء احمد من بعقوبة واقبال فالح الصفار من بغداد وشذى البراك من بغداد ورسمية جبر(ام لينا) معلمة من كربلاء وفوزية محمد هادي (ام سعد) من ديوانية وغيرهن من مئات العراقيات التي يتكحل حدود العراق بدمائهن اللواتي اعتقلن وغيبن وتعرضن لابشع صورالأرهاب ولحد الأن لم يعثر بعض الجثث ، افلا يستحقن بطاقة تهنئة يادولة رئيس الوزارء، ام ان بطاقات الحب بات طائفية ومفاضلة شهيدة دون الأخرى، فمالذي يميزنا عن الصنم؟

من ضمن بطاقة حب التي لم يبعثها د. الجعفيري بل واسقطها عمدا ، هي بطاقة حب ةتقدير الى فقراء العراق من كسبة وحرفين وعاطلين عن العمل وعمال وفلاحين الذين يشكلون السواد الأعظم من الشعب العراقي وهم اكثر الشرائح والطبقات الأجتماعية تضررا، وقد مورس بحقهم ظلم وتعسف واضح قبل وبعد سقوط الصنم . فهولاء لايمتلكون اللباقة السياسية الكافية ولا يعرفون كيفية استغلال الفرص ليصبحوا ابطال في كل الأزمنة السياسية، بل هم اناس بسطاء شرفاء حملوا هموم الوطن والمواطنة مع ارواحهم، متعرضون لكل انواع الأبادة المنظمة، بالوقت الذي، هم اكثر الناس استحقاقا للتمثيل في الحكومة والبرلمان لكن ممثليهم ابعدوا من التمثيل في الحكومة الجديدة لان الفقر لاينتمي لطائفة اوقومية.
فيادولة رئيس الوزراء هؤلاء هم حماة الوطن الحقيقين وليس ممثلي الطوائف والقوميات ومن يتجاوزهم في المستقبل لن يجد مقاعد برلمانية وحقائب وزارية مستقبلية.

كذلك لم يخص د. الجعفري ببطاقة حب، الى طلبة العراق تلك الشريحة الأجتماعية التي هي عماد المستقبل . وهم اليوم ايضا لن يجدو من يدافع عنهم لا في الجمعية الوطنية ولا في الحكومة الجديدة. فبالأمس اعتدى على طلبة كلية الهندسة في البصرة، وفي نفس يوم قسم الحكومة، تم اغتيال احد طلاب كلية الصيدلة في بغداد من قبل قوى كانت قد هددت اي نشاط احتفالي بمناسبة تولي الحكومة الجديدة مهامها، ليعم الرعب بين جموع الطلبة وليضهروا هؤلاء، بقايا نفايات النظام السابق، انهم لازالوا لهم دور في الساحة العراقية.
ان حكومة د. الجعفري اسقطت من بطاقته كل الأحزاب التي لم تمثل في الحكومة، لتوكد الطلاق التام مع اليسار العراقي بكل تلاوينه وحرمانهم من المشاركة في الحكومة تحت جنح الممحاصصة الطائفية والكل يعرف ان الذي قارع النظام مع الأحزاب الفائزة هم احزاب وطنية عراقية كالحزب الشيوعي وحركة الوفاق وكتلة المستقلين والملكية وغيرهم وليس عرب السنة الأقليات (مع كل الأحترام والتقدير لهم). فمن من المثير هو ان قوات الاحتلال عندما شرعت في تشكيل مجلس الحكم السابق، استندوا الى المحاصصة السياسية لفعالية دورالأحزاب الوطنية العراقية، بيما للاسف الشديد عندما ارادت الأحزاب العراقية الفائزة تشكيل الحكومة على اساس التوافق اعتمدت على الطائفية في المحاصصة الحكومية . وهو ان دل على شيئ فهو انعكاس طبيعي للحقد الفكري تجاه الأحزاب العلمانية لتضييق وجودهم في المشهد السياسي. ان هذه الرؤية لاتحمل تفائل بمستقبل العراق السياسي فلاتزال عقلية الهيمنة والموامرة ومعادات التنوع الفكري هي التي تسيطر على سلوك الكثير من احزاب السلطة.
ان اللوحة السياسية باتت اكثر وضوح وعلى اليسار العراقي بكل تلاوينه توحيد صفوفة للمعركة الأنتخابية القادمة والتخلي عن سياسة حسن النية فأدوات المعركة السياسية تتطلب فهم واقع الخصم وطبيعة نهجه.

مسك الختام كان من المفترض بلدولة رئيس الوزراء ان يمثل راي الدولة العراقية والشعب العراقي بكل تلاوينه في حكومتة المشكلة وليس تفضيل فئة على اخرى. هل يعقل ان يمثل ستة الى سبع وزراء من محافظتي كربلاء والنجف وتعدادهم السكاني مجتمعين لايتجاوز المليون وتحرم بعض من المحافضات من التمثيل الحكومة.
اننا اما مشهد غاية في الخطورة هو ترسيخ الخطاب والسلوك الطائفي من قبل ممثلي الدولة بشرعية دستورية ونهج ديمقراطي . ان استمر هذا النهج سيسفر عن صراعات طائفية مدنية حادة داخل كل موسسات الدولة والمجتمع مما تهدد العملية الديمقراطية بكاملها.
فنحن شبعنا واصابتنا التخمة من الخطاب السياسي المنمق والشفاف ماهو مطلوب هو عدالة دولة القانون.



#لميس_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة الخلطة السحرية
- الأسلام المعتدل في الغزل الامريكي
- قلم انيس منصور في مقاله المفخخ
- اندماج ثقافة الجبل والهور في دستور العراق
- الصمت لايتعب قلم المثقف العربي
- مهام رئيس البرلمان العراقي
- المحاصصة الطائفية السياسية تتناقض مع مهام الحكومية المهنية
- السلم المدني والأرهاب الاجتماعي
- هجرة العقل المفكر وعودة العقل المدمر
- عيد نوروز ...عزف السهل ورقص الجبل
- حماية الحرية الشخصية في الدستور العراقي
- مجزرة حلبجة شذرة في البرلمان العراقي
- المعارضة السلمية تحت قبة البرلمان
- المرأة العراقية بين الدستور الديني والعلماني
- موقف الجامعة العربية من الزلزال الديمقراطي
- الجامعة العربية المفتوحة طريق نحو التكامل العلمي
- مباركة حسني مبارك
- ثقافة الدستور العراقي الجديد
- نتائج الإنتخابات بين الواقع والطموح
- فالنتاين ...عيد الحب عيد بغداد


المزيد.....




- سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي: ...
- أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال ...
- -أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
- متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
- الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
- الصعود النووي للصين
- الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف ...
- -وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب ...
- تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - لميس كاظم - بطاقات حب في خطاب دولة رئيس الوزراء.