أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلطان الرفاعي - لا يمكن للبعض أن يتحملوا التفكير بإنسان لامع------- لأنهم يشعرون بالدونية ---واللبيب من الاشارة يفهم














المزيد.....

لا يمكن للبعض أن يتحملوا التفكير بإنسان لامع------- لأنهم يشعرون بالدونية ---واللبيب من الاشارة يفهم


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1189 - 2005 / 5 / 6 - 08:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم نسمع أبدا، أن مسئولا في الدولة، قام بشتم مسئول آخر، أو قام ب(التشنيع) عليه، والحط من قدره، مهما بلغ من -----وعلى العكس نرى المعارضة اليوم، تهاجم بعضها البعض، مقالات تهاجم، مقالات تشتم، مقالات تفتح ماض يغرق فيه الجميع، مقالات تتحدث عن كتاب كبار وشخصيات كبيرة، وتتهمها وتنعتها بشتى النعوت.
الأمر الذي يجب على كل من يريد أن يهاجم أحد الرموز، أو الكتاب المبدعين، أو المناضلين، الذين أمضوا في السجون السنين الطوال------------ كل من يريد أن يشتم، ويحسد، وينقص من مقدار ما يتمتع به ذلك الشخص---------- عليه أن يضع نصب عينيه، أن كل من يتحدث عنهم -------- يفوقونه فكرا -------- وخُلقا ونُبلا--------- وعندها يتوقف عن استعمال قلمه أو بالا حرى سكينه، ليقطع في لحم أخاه.

لم يحاول أحد أبدا أن يقدر مدى الضرر أو الخسارة التي ممكن أن تعاني منها المعارضة الوليدة بسبب عاطفة الحسد --------------- التي تبقى محجوبة وسرية جدا حتى أنها تُجبر المرء على أن يبتكر لها أسماء غريبة----------------- لكي يخفي طبيعتها الحقيقية ------- لأنه ما من أحد يجرؤ على تسميتها باسمها الحقيقي -------------------- ففي تشيلي، مثلا، يُعرف الحسد تحت اسم ملطف هو (جذب السترة)---------------.وكم من أفراد المعارضة لدينا يحاولون جذب سترة المبدعين والمبرزين وإسقاطهم إلى الأرض-- لا لشيء --------------- سوى لإحساسهم بعظمتهم----------------- وشعورهم الداخلي بدونيتهم وقزمتهم.

لا يمكن للبعض أن يتحملوا التفكير بإنسان لامع-------------- لأنهم يشعرون بالدونية ---أولئك الذين يحسدون المواهب الطبيعية أو التفوق الشخصي----لا يجدون عزاء أو أملا --------------ولا يجدون بديلا آخر سوى أن يكرهوا بشدة وعناد --------الشخص الذي يتمتع بهذه الملكات ---هذا الحسد الموجه ضد الملكات الشخصية هو الأشد نهما وخطرا لأن الحاسد مجرد من الأمل -------------- والحاسد أيضا أكثر تفاهة لأنه يمقت بشدة ما ينبغي أن يحبه ويحترمه-----يختبئ بحذر تام كآثم سري داعر، --------وعندما تواجهه ملكات لامعة تقضم روحه ----------- فانه يدعي بدماثة كبيرة بأنها غير مهمة ولذلك لم يلاحظها----ولا يكف عن التفكير بها ويتناساها أيضا صدفة ---

إن السراديب الخفية للروح البشرية تجعل بعض الناس، إلى حد غريب، يفضلون الظلمة المؤلمة على النور -------- فيعزلون أنفسهم مختارين عن التألق الساطع للفضيلة والسعادة -------------- ويختارون أن يكونوا مفعمين بالكره، والامتعاض على أن يكونوا ودودين وأخويين.
كانت دائما تؤثر على تلك الطبيعة المعقدة أو الغامضة جدا في عواطفها ------------- تلك التي تدفع الفرد إلى مساواة الأشخاص اللامعين، أو المشهورين، أو المثيرين للإعجاب عن طريق ((قطع رؤوسهم))--------والهدف من ذلك؛ رفع نفسه من خلال المغايرة - الحط من شأن من يبزونه أو يحطون من شأنه -------------- والنتيجة النهائية لهذه الأفعال المشينة ----تؤدي إلى عقوبة آلية( للشاتم) حيث يحكم على نفسه من خلال عاطفته بالدونية الدائمة -------------- لأنه، في الواقع، يشتم فقط من يثيرون إعجابه أو من يعترف أنهم متفوقون عليه------------ ويسبب هاجس الدونية هذا تثبيتا ضارا فيما يخص صورة المثير للإعجاب ------------- وهذه الآلية تعني حتما (التطلع إلى أعلى بألم وانزعاج) نحو من يثير الإعجاب فالشخص المثير للإعجاب، الذي يريد الشاتم أن يلحق الأذى به، يحتل دائما في ذهنه مكانا أعلى، أما هو فيكون دائما في موضع ثانوي.


إن عملية الحسد تبدأ دائما بإعجاب أولي يشعر به المرء تجاه شخص ما ----------------- وهو شعور يتطور لاحقا إلى تعلق وحب بمظاهر هما الايجابية--------- أو إلى حسد بشكله السلبي.
ومع أن الحسد قوة تفكيكية معادية للمجتمع، وتخرب تضامنه، فان المصابين به يتوحدون عادة للوقوف ضد الناس الجديرين أو البارزين. ------إنهم يقفون ضد كل من يبرز ويتمتع بمواهب مميزة -------
لا يتحمل الحاسد أن يرى شخصا مميزا ------------------ وكرد فعل، يحاول معادلته، لأنه لا يمكن أن يتحمل الدونية والاختلاف. والحسد بالذات هو خلفية هاجس المساواة ------------- أي التطلع إلى مساواة الناس من خلال الحصول على نوع ما من السلطة السياسية تساعد الحاسد على إنزال العقوبة بجريمة الظهور------------------- وبمعنى أوضح------------------ معاقبة المبدعين، المميزين، المبرزين.


الحاسد يحمل عقوبته على ظهره-----فعن طريق الرغبة في إيذاء الآخرين، يؤذي نفسه؛ وعن طريق التطلع إلى الظهور، يصبح عبدا وهامشيا؛ وعن طريق محاولة الحط من كاتب مثير للإعجاب ----------- ينتهي إلى تمجيده -------------------- وعن طريق الهجوم على سعادة الآخرين، يدمر سعادته، ويعيش متقوقعا مثل الجرذ----
المرء لا يحمل حسدا لمن هم دونه،

في الحقيقة أن الحسد هو العاطفة السائدة التي تتحكم، وتحكمت دائما، بالارتقاء التاريخي للجنس البشري. فالحرب --------------والاضطرابات العنيفة، كانت دائما هي الغرض الذي لا يمكن الجهر به للاستيلاء على الأشياء التي تثير الحسد ---------------. وعندما تخرج الحشود إلى الشوارع بقصد الشغب --------- فإنها لا تفعل ذلك احتجاجا بل كعمل تخريبي مصمم لتهدئة الحسد الذي يلتهم أحشاءها -------وعندما يشتم أو يسخر أحدهم شخصا ناجحا، مبدعا، مفكرا، فنما يفعل ذلك لغرض وحيد هو تهدئة حسده.
انتشار الحسد هو العامل الرئيسي الذي يعوق تقدم الأمم فكيف بمعارضة وليدة تحبوا.



#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نبيل فياض : ضع الوطن ---بين عينيك---وفي قلبك--
- الانفجار العظيم ---بين الالحاد والدين
- أي دين أعظم من هذا-----انها الليبرالية
- سلسلة النظافة من الايمان----3 وعود عرقوبية---وآماني اصلاحية
- سلسلة النظافة من الايمان------2 الاصولية المتحجرة
- سلسلة النظافة من الايمان-----ج1--القضاء
- العنقاء ---والغول-----والخل الوفي---وإصلاح هذه الأمة
- الفاظ وتعابير((تخدش الحياء)) نقلتها الفضائيات اللبنانية--وتع ...
- علم الساعة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- وأصبح الصراع بين الإنسانية والإرهاب الإسلامي حتميا، حينما اع ...
- مزار!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
- مسيحيوا العراق-----هولاكو الرحيم---والزرقاوي اللئيم---والمسل ...
- بناء على الأوامر الشريفة المقدسة النبوية المستظهرية---اذبحوا ...
- قليل من الليبرالية يفرح القلب-2--أحسنت جهاد نصرة---أفرجوا عن ...
- قليل من الليبرالية ---يفرح القلب--1
- وحوش ارهابية---زادها المخدرات ---والفتاوى----
- بتصرف المؤتمر القطري العاشر المزمع انعقاده الشهر المقبل----- ...
- مقتطفات من مجلة --كانت موالية--وتم منعها--في سوريا
- يوم دراسي--في مدرسة ارهابية---نسائية!!!!!!!!!
- بين الجحشنة والتجحيش---حل عصري


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلطان الرفاعي - لا يمكن للبعض أن يتحملوا التفكير بإنسان لامع------- لأنهم يشعرون بالدونية ---واللبيب من الاشارة يفهم