|
حلفوا بقسم مزور !
سهر العامري
الحوار المتمدن-العدد: 1189 - 2005 / 5 / 6 - 08:45
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
في العراق اليوم صار النصب والتزوير والاحتيال بضاعة تباع وتشترى ، يمارسها انسان عادي ، مثلما يمارسها وزير ، أو رجل عين في حكومة بتراء لم تكتمل بعد ، تسعى هي الى زوالها بقدمها ، وليس بقدم الآخرين ، فالصراع على أشده بين أجنحة كل قائمة من القوائم التي سميت بالفائزة ! فحين أراد طلاب كلية الصيدلة الاحتفال بتنصيب السيد ابراهيم الجعفري رئيسا للوزاء هاجمهم أفراد من الحرس الوطني من اتباع المجلس الاعلى ، وحين اراد انصار السيد جلال الطالبني الاحتفال بتنصيبه رئيسا للجمهورية في اربيل من كردستان العراق هاجمهم اتباع السيد مسعود البرزاني ، هذا الحالة البائسة للوضع السياسي في العراق انعكست احباطا شديد الوقع على الشارع العراقي ، ولكي يكون القارىء على بينة من ذلك سانقل هنا بعضا من وجوه الاحباط هذه ، مثلما جاءت على ألسن العراقيين والعراقيات ، وفي تقرير صحفي نشره الزميل في المهنة الاخ نصير النهر من بغداد يقول في مقدمته : أصيب الشارع العراقي بالاحباط وخيبة الأمل من العملية السياسية بعد فشل رئيس الوزراء الجديد ابراهيم الجعفري استكمال الحقائب الشاغرة في حكومته. ويضيف نقلا عن قول مواطن عراقي ناشط في حقوق الانسان قوله : ( من غير المعقول الاستخفاف بالناس الذين انتظروا صباح الثلاثاء " أول من أمس " ومساء اليوم نفسه الولادة الجديدة التي وصفت بالمخاض العسير. وتمخضت الكتل، فولدت لا شيء. لقد فقد المسؤولون مصداقيتهم ولم تعد هناك ثقة بالأقوال.. وبصراحة.. اعتقد ان وراء الاكمة ما وراءها، وان هناك من يريد زعزعة الثقة بالجعفري وقدراته، ومن داخل المجموعة المؤتلفة معه.. وربما تكون هناك جهات خارجية وراء ذلك ) ويصف استاذ جامعي في علم الاجتماع ممن التقاهم النهر اعلان تشكيل الحكومة ونقصانها بقوله إنه ( مهزلة تضاف إلى مهازل المحاصصة الطائفية والعرقية الممجوجة، التي فرضت على العراق ) ، ومثله يرى رجل الأعمال ماجد عبد الله ان ( التشكيلة السياسية لم تنجز حتى الان سوى التسيب وتفاقم الوضع الأمني وتدهور الخدمات، والإعلان عن وعود وخطط " هوائية " تذكّر العراقيين بالكثير من مثيلاتها " الثورة الصناعية الكبرى " و " التنمية الانفجارية ".. وغيرها ) ويشير إلى ما ( أعلنته الحكومة قبل ايام عن خطة أمنية شاملة، من دون وضع تصور سياسي واجتماعي واقتصادي ). ويقول ( لا امن ولا استقرار من خلال فوهات البنادق والمدافع ) . أما بائع المرطبات علي مهدي الساعدي في شارع زيونة فيقول ( اعتقد ان الكتل التي فازت بالانتخابات يتآمر بعضها على الآخر، ويتنافس بعضها مع الآخر، على كراسي الحكم ) ، وأخيرا هذا هو رأي المرأة العراقية فيما يتعلق بأمر الحكم والحكومة في العراق ، فتقول ربة البيت ، السيدة بتول عبد الرحمن ، : ( مازلنا نرى مهزلة تلو أخرى، ومازالت الأوضاع عموما تزداد سوء، ومع ذلك نسمع في التلفزيون من يقول ان " ترديد القسم " هو (انتصار) للديمقراطية، وانعقاد الجمعية الوطنية بعد جهود مضنية (انتصار)، وتشكيل حكومة ناقصة (انتصار) . وتضيف ( أنا شخصيا أتمنى النجاح والتوفيق للسيد الجعفري.. واعتقد ان انسحابه من هذه التشكيلة هو النجاح الحقيقي، لأنه بهذا العمل سيحكم على المشروع الطائفي بالانهيار ). قول السيد بتول عبد الرحمن عن ترديد القسم جاء على ما يبدو قبل أن يكتشف الاخوة الاكراد من اعضاء الجمعية الوطنية متأخرين أن القسم الذي حلف به الوزراء الذين يمثلونهم كان أبتر مثل حكومتهم ، وذلك حين فضح السيد فؤاد معصوم أمر تزوير القسم المذكور في احتجاج علني يقول : إن : ( كتلة التحالف الكردستاني تطالب بمعرفة المسؤول عن حذف عبارة " نظامه الديمقراطي الاتحادي " من القسم الذي أدته الحكومة الانتقالية ) ، واعتبر ان ( حذف العبارة المذكورة يشكل خرقا لقانون ادارة الدولة للمرحلة الانتقالية ) لقد حذفت من القسم ثلاث كلمات ، المهم منهما صفتا النظام المرجى للعراق وهما : الديمقراطية ، والفيدرالية ، وهاتان الصفتان لا تتفقان مع أهداف ومقاصد اللوبي الايراني داخل الحكومة في العراق ، أو داخل البرلمان ، فالديمقراطية ، بعرف هؤلاء نفاقا ، حرام ما بعده حرام ، وبهتان لا يتفق ومبدأ ولاية الفقيه ، وهي بعد ذلك من بنات الفكر الغربي الكافر ، هذا مع أنهم يجلسون في برلمان محروس بالبنادق الغربية الامريكية ، وبحكومة محاطة بجند بوش الميامين من جهاتها الاربعة ! فأي نفاق سياسي بعد ذلك يفوق نفاق من طمع بكرسي مهزوز لا يدري متى يطيح به من أجلسه عليه ، مثلما أطاح بآخرين غيره من قبل ! ؟ أما كلمة الاتحادي ( الفيدرالي ) فهي صفة أخرى يرفضها اللوبي المذكور لان الحكومة الايرانية ، ومرشدها الاعلى ، يرفضانها رفضا باتا ، وذلك لانها ستفتح الباب واسعا امام أكراد أيران ، وعربها ، وتركمانها ، وبلوشها ، في المطالبة بحكم فيدرالي على غرار الحكم الفيدرالي الذي سيتمتع به اكراد العراق ، ولهذا السبب امتدت يد هذا اللوبي ، فزورت القسم الذي ما احترمه أي وزير في أية حكومة مرت على العراق من قبل . ولكي يكون القارىء الكريم على بينة من النص الكامل للقسم الابتر والمزور رأيت من المستحسن أن أعرض نصه الكامل أمام أنظاره ، رغم أن نصه بما حذف منه هو مثار ملاحظات من قبل العراقيين ، يقول النص هذا الذي قرأه رئيس الوزراء وأعضاء الحكومة ( أقسم بالله العلي العظيم أن أؤدي مهامي ومسؤولياتي بتفان وإخلاص وان احافظ على استقلال العراق وسيادته... (الكلمات المحذوفة)، وارعى مصالح شعبه وأسهر على سلامة أرضه وسمائه ومياهه وثرواته وأطبق التشريعات بأمانة وحياد والله على ما أقول شهيد ) ، وكان نصه الاصلي قبل أن تمتد له يد التزوير هو أضافة : ( ونظامه الديمقراطي الاتحادي ) بعد كلمة : ( وسيادته ) . أقول إذا كان التزوير باب من أبواب الفساد ، فكيف تريد حكومة في العراق من العراقيين أن يصدقوا ادعاآتها في محاربة الفساد ذاك ، وبعض اركانها هم أول من يمارسه ؟ والغريب في الأمر هو ما نقلته جريدة الشرق الأوسط عن حسين الشهرستاني ، نائب رئيس الوزراء بصدد القسم الابتر ، فكتبت (من جانبه، اكد نائب رئيس الجمعية حسين الشهرستاني عضو لائحة " الائتلاف العراقي الموحد " الشيعية، أن ( هيئة الرئاسة ستخاطب مجلس الوزراء مستفسرة عن الموضوع ، بالاضافة الى مجلس القضاء الأعلى ) يبدو أن الشهرستاني لم يمد عنقه طويلا قبل أن يدلي بتصريحه ذاك ، فهل لمجلس وزراء علم بقسم مزور حلف به أعضاؤه ، وهم لم يكتشفوا أنه مزور ؟ وما دخل مجلس القضاء الاعلى بقسم نتج عن توافق بين اطراف اللعبة السياسية في العراق ، ووفقا لقانون ادارة الدول المؤقت الذي وافقت عليه أطراف تلك اللعبة ، والذي يصف شكل الحكم المتخيل في العراق بأنه ديمقراطي ، اتحادي ؟ لقد خاب ظن العراقيين بحكامه الجدد ، فقد أعتقدوا أن حبل الدجل قد انصرم بانصرام عهد البعث ، ولكنه ، على ما يبدو قد عاد على ظهور جنود اللوبي الايراني الذي يريدون ان يحكموا العراق بأية طريقة ، وأن يستبدلوا لغته العربية التي يفهمها عرب العراق ، باللغة الفارسية التي لا يفهمونها !
#سهر_العامري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العراق في العهد الأمريكي !
-
مواعيد صولاغ !
-
الحكومة البتراء !
-
الموت خبط عشواء !
-
الكربلائيون يتظاهرون ضد الهيمنة الايرانية !
-
نطقت عن اليمن وصمتت عن الأحواز !
-
هكذا تكلم رامسفيلد !
-
ملا رسول : المثيولوجيا والواقع !
-
دولة على ظهر حمار !
-
اللوبي الإيراني : اجتثاث البعث أم اجتثاث العرب ! ؟
-
الأعجميان وفوضى الحكم في العراق !
-
البصرة وضراط القاضي !
-
شيوعيون في ضريح الامام الحسين !
-
الى وزير خارجية العراق ونوابه !
-
الجعفري بين الرضا الانجليزي والحذر الامريكي !
-
قراءة أخرى في نتائج الانتخابات العراقية !
-
التوافقية !
-
المقهى والجدل *
-
جون نيغروبونتي ملك العراق الجديد !
-
ظرف الشعراء ( 34 ) : بكر بن النطاح
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|