أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسن محاجنة - نوسطالجيا الافراد ونوسطالجيا الامم ...!!














المزيد.....

نوسطالجيا الافراد ونوسطالجيا الامم ...!!


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4151 - 2013 / 7 / 12 - 00:00
المحور: المجتمع المدني
    


قالها قديما الشاعر الحكيم والحكيم الشاعر ،متسائلا وسائلا العيد حين قدومه عليه، عيد بأية حال عدت يا عيد؟؟؟؟!!!!!والمتنبي قصد بقوله هذا حال الامة ،التي اعتقد ان بأمكانه قيادتها نحو افاق جديدة ،لكنه مات قتيل طموحه الذي لم يعرف حدا، وعلى حد قوله اذا كانت النفوس كبيرة وعظيمة، لن تستطيع الاجساد حملها!!!!ولا فهم مرادها!!!
لكننا نحاول حقا فهم المقولة التي تحدد ان الماضي كان اجمل ،وكان للأشياء طعم الذ ،ما زلنا نشعر به تحت اسناننا وفي افواهنا ،فما ان يجتمع رهط من الناس الذين قطعوا سن الاربعين او ما يزيد حتى يبدأوا بتذاكر الماضي السعيد والجميل ومقارنته بالحاضر الصعب والمرير ،الذي ليس له طعم او لون او رائحة.
والطبيعة البشرية تميل حقا الى تجميل الماضي وتذكره بشكل انتقائي ،فاستبعاد الذكريات السيئة بل ودفنها في اعماق الروح ،والابقاء على الذكريات الجميلة والحلوة حية طازجة ،في متناول اليد لتذكرها واجترارها.
حاولت ان اتوجه الى معارفي من كبار السن واستطلاع رأيهم في الموضوع ،وكان الاستاذ خليل ،الذي تحدث عن الماضي بحنين ورسمه بالوان زاهية ،عبرت عن رغبته في استعادة صباه .
وردا على سؤالي ،بماذا تميز هذا الماضي؟ الطيبة والبساطة ،لقد كانت العلاقات الاجتماعية والانسانية اعمق والتكاتف بين الناس سمة العصر. يكفي الامان الذي ساد الاجواء، هل خاف احدهم من التجوال في الحي او البلدة؟ هل سمعت في القديم ان رجلا او طفلا قتل برصاصة طائشة؟ هل تعامل الناس مع بعضهم البعض من خلال فوهات الاسلحة؟
لا ننكر ان الخلافات نشبت بين الناس ،لكن على الاقل كان هناك من "يمون"على اطراف "الصراع" ويتدخل لحل المشكلة وتطويقها، هل ترى في ايامنا هذه كبيرا "يمون" على ازعر او ارعن ؟؟!!!!
الاجواء الرمضانية واجواء العيد ،كانت اجواء تفتح النفس ،فاذا سرت في الحارة تناهت الى انفك روائح "الطبايخ " الشهية ،كان للخضار وللفاكهة طعم ،للحوم والاجبان ،خبز الطابون ،وما يخرج من الطابون من صواني واطباق من الحامض للحلو ،يكفي قطايف بالجبنة خارجة من الطابون .الله الله على ايام زمان!!!!!!
اما اليوم فكل شيء اصطناعي ،الناس تركض وراء المشتريات ،وتتباهى بما تملك من مال وعقار ،حتى لو حصلت عليها بطرق غير مشروعة ،المهم السيارة والدار ،طبعا اضافة الى احدث واغلى التجديدات التكنولوجية، هذا الذي يسمونه ايفون او ما شابه، الشباب امام شاشة الحاسوب حتى اصابتهم اعاقة اجتماعية ،ليس لديهم اصدقاء!!!شو في أشي مليح بالحاضر؟
هل تصدق ان تحضير كعك العيد كان يجمع نساء الحارة جميعا؟؟اما اليوم حتى كعك العيد اصبحنا نشتريه!!!!!
كان لهذا المونولوج ان يستمر، فهو في الحقيقة مونولوجا لمجموعة من كبار السن التقيتهم وتحدثت معهم حول الماضي والحاضر، بينما اهل الحاضر مشغولون بالحياة في الحاضر واغتنام ملذاته ،فليس في طبع الليالي الامان، كما قال الخيام في رباعياته. التغني بالماضي والتحسر على ايامه سيبقى رفيق كل جيل ،فالماضي هو سجل حياتهم وايامهم الخالية ،ايام كانوا في مركز الاحداث وكان هذا الماضي ،في حينه حاضرا عاشه اولئك الشباب واغتنموا ملذاته حينها.
حاضرنا هو ماض جميل لنا بعد حين من الدهر، كان حاضرنا زاهيا ،لذيذا ورائعا في حينه، لهذا نحن اليه بشوق.
اما ان تتكيء الامم على ماضيها فهذه والله لكارثة، فالأمة ليست بحاجة الى اجترار ماضيها ،والا لأصبحت من المجترات التي تقاد الى المذبح ،بعد ان تسمن . للفرد ماضيه ،حاضره ومستقبله او ما تبقى من مستقبله ،وللامة ماض ،حاضر ومستقبل ،مستقبل غير محدد بزمان، والامة ليست كيانا يبحث عن نوسطالجيا ، الامة كيان حي يعيش ويطور حاضره ويخطط لمستقبله . وكل مستقبل وانتم بخير



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيخ محمود يتسبب بقذف الذات الالهية قصة قصيرة
- النهلستية والاسباب المجهولة للثورة !!
- هل حقا احلاهما مر يا استاذ جواد
- ولي النعمة ..والايديولوجيا !!!
- تداعيات على -وصفة - المفكر العفيف الاخضر للموت الرحيم - بين ...
- تأثير خفقان جناحي الفراشة
- نعي فاضلتين !!
- الاعضاء الحنسية بين التقديس والتدنيس -أو سقوط ثقافة الجنس ال ...
- الطين والابداع !!
- الضوء في نهاية النفق
- الشيعيون والشيوعيون
- العلمانيون -يحضرون الارواح-
- شك العاقل ويقين الجاهل .
- عقلية الاقصاء (المنتاليتي )...
- قطتنا وشرف العائلة !!!
- الاقتصاد السلوكي
- الاقتصاد والسلوك الانساني .. الجشع اولا
- لماذا ؟؟!!
- ابو غوش تدفع الثمن ..!!! أو بالعبرية بدلا من الالمانية
- صناعة الفتن ...


المزيد.....




- لافروف يلتقي بسام الصباغ على هامش الجمعية العامة للأمم المتح ...
- تصفيق وصيحات استهجان ومقاطعة.. شاهد كيف استقبل نتنياهو في قا ...
- -رش الملح على الجرح- أمطار غزة تفاقم معاناة النازحين وتُغرق ...
- نتنياهو يتمسك بالحرب ويهاجم الأمم المتحدة ووفود دبلوماسية تق ...
- ضمت دولًا مثل السعودية ومصر وإيران.. نتنياهو يعرض خرائط -الن ...
- السوداني يعود إلى بغداد بعد مشاركته باجتماعات الجمعية العامة ...
- من جديد.. خرائط نتنياهو تعود إلى منصة الأمم المتحدة
- عدد من مندوبي الأمم المتحدة يغادرون جلسة الجمعية العامة أثنا ...
- لبنان يتسلم من الصين هبة بقيمة مليون دولار لمساعدة النازحين ...
- شاهد/انسحاب وفود دول منها ايران اثناء كلمة نتنياهو بالامم ال ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسن محاجنة - نوسطالجيا الافراد ونوسطالجيا الامم ...!!