أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - وسام الفقعاوي - فلسطين في الوعي الشعبي المصري














المزيد.....

فلسطين في الوعي الشعبي المصري


وسام الفقعاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4150 - 2013 / 7 / 11 - 13:29
المحور: القضية الفلسطينية
    


احتلت القضية الفلسطينية مركزاً محورياً وأولياً في الوعي الشعبي العربي عموماً، والوعي المصري خصوصاً، بعكس الموقف الدائم لمعظم الأنظمة العربية الرسمية "عَلمانية كانت أو إسلامية" التي عملت مبكراً على التحلل من القضية الفلسطينية، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل ساهمت في دفع القيادة الفلسطينية والقضية الفلسطينية مبكراً على عجلة التسوية مع العدو الصهيوني، التي كانت أبرز محطاتها اتفاقية "كامب ديفيد" أواخر سبعينيات القرن المنصرم، بمعنى أن الأنظمة عملت على "إجهاض" القضية الفلسطينية وتثبيت دعائم "الدولة الصهيونية"، في حين أن الشعوب العربية كان عنوانها الدائم رفض المشروع والوجود الصهيوني، التي استشعرت أهدافه وأطماعه، فدفعت في أتون مواجهته الدماء والأرواح، والتحق آلاف منها في صفوف المقاومة الفلسطينية، ودعمتها بما استطاعت إلى ذلك سبيلا.
لا أستثني هنا أحداً ممن وقف إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته ونضاله، ولكن تخصيص مصر في هذه الأيام له أسبابه في ظل الحالة الثورية التي تعيشها، وعدم تقدير البعض الفلسطيني لهذه الحالة، والانشداد "للبعد الأيديولوجي المتعصب" على حساب القراءة الموضوعية للواقع ومستجداته. فمصر التي لا زالت الأرض الفلسطينية تحتضن شهداء جيشها ومقاومتها الشعبية منذ منتصف خمسينيات القرن المنصرم، ولا يزال الكثير من بيوتها تحتفظ بشهيد أو جريح أو أسير جراء ذلك، مما يدلل على أن الوعي الشعبي المصري "وإن بدا عفوياً أحياناً" ارتبط بالمسألة الفلسطينية باعتبارها مسألة عربية بالأساس، ويعود الفضل في ذلك للزعيم الخالد جمال عبد الناصر، بحيث أن كل محاولات النظام الرسمي المصري تجويف الوعي المصري اتجاه المسألة الفلسطينية لم تنجح فعلياً، وليس أدل على ذلك أن ما يزيد عن ثلاثين عاماً من التطبيع الرسمي باءت بالفشل شعبياً، لكن من حقنا أن نسأل هل هذا الوعي أصيب "بالعطب" بعد الانقسام الفلسطيني وسيطرة حركة حماس على قطاع غزة؟! وهل ازداد هذا "العطب" بعد الحالة الثورية الشعبية في 25 يناير 2011، التي حملت حركة الإخوان المسلمين –وحماس فرع منها- إلى سدة الحكم هناك، خاصة في ضوء "الاتهامات" الموجهة لحماس بالتدخل في الشأن المصري؟! وهل تعمق هذا "العطب" وصولاً لأن أصبح "نقطة تحول" في الوعي الشعبي المصري؟!
لا شك أن هناك ممارسات وأخطاء وقعت بها حركات الإسلام السياسي، في تقدير علاقتنا مع الشعب المصري أولاً والنظام الرسمي المصري ثانياً، حيث تجاوزنا البعد الوطني الفلسطيني، وجرينا مستعجلين خلف "الأيديولوجيا" التي ستأتي لنا "بدولة الخلافة المنشودة" التي سمعنا أن عاصمتها سيكون المجلس التشريعي في غزة!! ولم تضع حدود واضحة لهذه العلاقة بحيث أصبحت حركة حماس جزء من المشهد الرسمي المصري، وبات هذا الحضور الرسمي الحمساوي هذه المرة "كأحلام مفزعة" للكثير من المصريين، سرعان ما انعكس ليشمل كل الشعب الفلسطيني، ولكن هل هذه هي الحقيقة؟! وهل نحن أصبحنا كابوس فعلي للمصريين؟! وهل أصبحنا لاعبين رئيسيين في المشهد المصري؟! الجواب هنا لا.. كبيرة لأن الغالبية الساحقة من أبناء الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات يتعاطفون بوضوح مع أماني وتطلعات الشعب المصري ونضاله من أجل الانعتاق والخلاص من كل مظاهر وأدوات التخلف والاستبداد الذي مثلته تجربة الإخوان المسلمين خلال العام المنصرم، وهو موقف شعبي فلسطيني منسجم ليس مع تاريخ العلاقات المصرية-الفلسطينية فحسب، بل مع مكانة القضية الفلسطينية في الذهنية الشعبية المصرية والتضحيات الغالية لشعبنا العربي في مصر.
وبحكم المعايشة التاريخية والراهنة مع أهلنا في مصر، فإننا نعتقد أنه من المستهجن ومن غير الطبيعي، خاصة في ظل الحالة الثورية التي تجسدت في 25 يناير و 30 يونيو، أن تنبري/ينبري العديد من الفضائيات ووسائل الإعلام المصرية، وبعض المثقفين والسياسيين، بالزج بالفلسطيني بطريقة "غريبة وغير منطقية" في الشأن المصري، في الوقت الذي وقفت الغالبية الساحقة من الشعب الفلسطيني وقواه وفصائله مع الشعب المصري وثورته، وحقه في العيش والكرامة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ورفض كل أشكال الاستبداد والاستغلال والقهر والارتهان والتبعية، وتحمل لمصر وشعبها كل الحب والتقدير، انطلاقا من المصالح والأهداف المشتركة، وإدراكاً منا أن عزة وكرامة مصر، من عزة وكرامة كل الشعب العربي والفلسطيني منه، وبأنها إذا "تعافت ونهضت، نهض كل الوضع العربي والعكس"، وعليه فإن الوعي الشعبي المصري "رغم كل محاولات التزييف والتشويه المفتعلة راهناً"، لا يزال يَنظر للمسألة الفلسطينية من زاوية أنها مسألة عربية، إلا أنه يبقى على وسائل الإعلام والمثقفين والسياسيين، الذين يتناولوا الفلسطينيين "بطريقة مشوهة" أن يراجعوا ذاتهم ويتحلوا بالموضوعية وإظهار الحقيقة، وإلا من حقنا أن نتساءل عن مدى بقاء تأثير العهود الماضية على بعض الإعلام والمثقفين والسياسيين؟! تحيا مصر وشعبها وثورتها المجيدة.



#وسام_الفقعاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هوغو تشافيز... عزاء وتضامن مع الذات..
- بين تصريحات عباس ومقالات الحمامي والصواف
- خطاب نتنياهو.. هل من جديد؟
- حق الاختلاف فلسطينياً
- المصالحة بين الإشهار وحقائق الواقع
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بين تجديد الذكرى والانطلاق نحو ...
- دقوا جدران الخزان


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - وسام الفقعاوي - فلسطين في الوعي الشعبي المصري