أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - ميلود العلواني - الهجرة الخارجية و انحراف الأطفال















المزيد.....

الهجرة الخارجية و انحراف الأطفال


ميلود العلواني

الحوار المتمدن-العدد: 4150 - 2013 / 7 / 11 - 02:06
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


توطئة
تعتبر الهجرة واحدة من ضمن القضايا الشائكة التي اجتذبت نظر السياسي و السوسيولوجي ، المؤرخ و الجغرافي ،و هلم جرا ...و ذلك على اعتبار تواجدها كظاهرة اجتماعية منذ إعمار الكرة الأرضية ، و يمكن إرجاع ذلك إلى البحث الذؤوب عن ظروف معيشية أمثل، سواء تعلق الأمر بالمعطى الاقتصادي ،السياسي ،النفسي أو الاجتماعي، و يمكن القول أن الهجرة باعتبارها ظاهرة اجتماعية سحيقة أنها تحمل في طياتها تحولات اجتماعية مختلفة ، منها : البنية الديموغرافية، الشبكة العلائقية - التواصلية ،و هلم جرا...
غالبا ما يجد المهاجر نفسه أمام محددات ثقافية متباينة ومحددات بناءه الفكري، و خاصة إذا تعلق الأمر بالطفل المهاجر، الذي يجد نفسه بين حتمية الاندماج وواقع الانحراف. إذن مامدى مساهمة الهجرة في عملية اندماج أو انحراف الأطفال؟ و ما انعكاس ذلك على أفراد العائلة و باقي مكونات المجتمع؟ و هل ثمة من ميكانيزمات لمقاومة انحراف الأطفال ببلاد المهجر؟
هذه الأسئلة و غيرها سنحاول الإجابة عليها في التحليل.
التأطير المفاهيمي:
يعتبر مفهوم الهجرة واحدا من ضمن المفاهيم التي تتسم بطابع الأهمية ، و يرجع ذلك إلى الطروحات المتعددة التي تناولت هذا المفهوم ، و منه ارتأينا أن نقدمه انطلاقا من جانبه اللغوي و الاصطلاحي.
نقرأ تحت مادة هجر في لسان العرب لابن منظور أن:"الهجرة هي الخروج من أرض إلى أرض، و المهاجرون الذين ذهبوا مع النبي (ص)، مشتق منه و تهجر فلان أي تشبه بالمهاجرين"( ). و جاء في المنجد في اللغة العربية المعاصرة:"هجرة أو هجرة: خروج من أرض إلى أخرى ، اغتراب ، نزوح ، انتقال الأفراد من مكان إلى مكان سعيا وراء العمل و الرزق".( ) و من جانب آخر فقد تم تناول الهجرة ،في المثن السوسيولوجي، باعتبارها عملية انتقال أو ترحال الناس من بلدهم أو وطنهم، إلى بلد آخر ،أو من منطقة إلى منطقة أخرى داخل بلدهم، و تحدث الهجرة عادة بسبب كوارث طبيعية، أو حروب ، أو تهجير من قوة غازية ،أو طلبا للعمل و التمتع بمستوى معيشي أفضل.
و عرفت الهجرة كذلك بكونها انتقال جغرافي يقوم به الأفراد أو تقوم به الجماعات ، و تكون الهجرة إما داخلية ، أو خارجية ، اختيارية أو إلزامية، و قد تكون ذات أمد قصير أو بعيد،( ) و تم تعريفها كذلك بكونها حركة واسعة لمجموعة سكانية داخل موطنها أو إلى موطن آخر، كما قد تكون الهجرة موسمية، طلبا للماء و الكلأ ، كما قد تكون دائمة بسبب الكوارث الطبيعية ، أوالتغيرات الاجتماعية أو الحروب،أو لتحقيق مستوى معيشي أفضل . ( )
أما تحديدنا الإجرائي لمفهوم الهجرة فيمكن القول أنها ظاهرة اجتماعية مرتهنة بالتحولات الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية و السيكولوجية، وتحدث عملية الهجرة ، سعيا وراء التمتع بشروط أمثل للعيش و البحث عن الرفاه الاجتماعي.
الطفل وواقع الانحراف ببلاد المهجر :
يدل الجنوح أو الانحراف على مجموعة الأفعال التي يؤدي اكتشافها إلى عقاب مرتكبها بواسطة قوى المجتمع الأكبر( )،كما أنه تم تناول قضية الجنوح باعتبارها سلوك غير البالغين ،الذين يقومون بخرق معايير قانونية معينة، أو معايير اجتماعية بصفة متكررة، تبرر اتخاذ إجراءات قانونية تجاه مرتكب هذه الأفعال ،سواء كان فردا أو جماعة. ( )
إن هذه النظرة البسيطة حول قضية الانحراف اتخذناها كفتح للشهية أو كتأشيرة مرور للغوص في عمق قضية الهجرة و علاقتها بانحراف الأطفال،وسننطلق في تحليلنا من قضية تعرض الأجيال المغربية التي نشأت و فتحت أعينها على ثقافة الدولة المستقبلة لعملية تغيير و تحديث ، نتيجة عملية ثقافية فعلية، على مستوى الدروس و المعارف، و المنهجيات و الحيات اليومية،وخاصة فيما يتعلق بالتنشئة الاجتماعية،التي يتعرض لها الطفل في البلد المضيف،من خلال البرامج و المقررات الدراسية ، التي غالبا ما تتعارض مع المحددات الثقافية و الفكرية، التي يسير وفقها الطفل المهاجر،و التي غالبا ما تؤدي إلى زعزعة هويته الأصلية بكل حيثياتها و خاصة العقدية منها،بغاية تشريبه الثقافة السائدة في البلد المضيف،من قبيل إخضاعه لمنطق التنصير مثلا،وبهذه الطريقة يجد الطفل نفسه أمام واقع التفاعل و التكيف، مع مقومات الثقافة الجديدة التي انخرط فيها عن قصد أو عن غير ذلك.
في إطار الحديث عن الهجرة ،خاصة الخارجية منها ، فيمكن القول أنها تنقسم إلى ثلاث أجيال،الأول منها يحتضن المهاجرين ذوي الأربعين عاما فما فوق،و هم بذلك يشكلون طاقة عمل و قوة إنتاجية هائلة للبلد المضيف ، كما أنهم يعملون بكد و جهد لا مثيل له ، قصد التطلع لبناء مستقبل أبنائهم، و إدماجهم في صفوف المجتمع الراقي،و هذا لامسناه في المجتمع الهولندي الذي سعى إلى إدماج المواطنين المغاربة و أبنائهم،عن طريق الإغراءات المتمثلة في تحقيق مبدأ المساواة بينهم وبين المواطنين الأصليين،و ما إلى ذلك،من قبيل تشجيع المهاجر على إلحاق أبنائه به، لكن ما ترتب عن ذلك هو انتشار البطالة و التهميش،بين صفوف أفراد هذا الجيل،أما الجيل الثاني فتتراوح أعمار أفراده بين 12 و13 سنة، ينحدرون من أسر مختلفة من حيث المستوى الاجتماعي،و كان هذا الجيل بمثابة استكمال لوحدة الأسرة في المهجر،و لمتابعة الدراسة بشكل منتظم بالمدارس الهولندية،إلا أنه سارت الأمور عكس ذلك ، فألحق العديد منهم بمراكز التكوين المهني ، أو المراكز الإصلاحية، بفعل التسرب الدراسي و الانغماس في مطبات الانحراف،والذي جاء نتيجة لعدم التكيف مع البرامج المقررة في المقررات الدراسية، أما الجيل الثالث من المهاجرين، و هو الذي ازداد و نشأ في مجتمع آخر، له محدداته و معاييره الثقافية ، و هذا الجيل تقل أعماره عن 16 سنة، الشيء الذي جعل من أصحابه يتكيفون مع الثقافة السائدة ، وينصهرون في مختلف مقوماتها، ولعل هذا الأخير هو ما مهد و هيأ لإكسابهم و تشريبهم ثقافة الانحراف ،و التي تتولد عنها جملة من المشاكل، كملاحقة الشرطة الدائمة للأطفال المغاربة المشبوهين في الديار الهولندية مثلا،كما أنها تعطى احصائيت مغلوطة حول هؤلاء الأطفال المتهمين بارتكاب جرائم على التراب الهولندي، الشيء الذي يعطي صورة مشوهة عن الجالية المغربية،و التي تكون لها آثارها السلبية على مصالح البلاد،أما أسباب انحراف الأطفال ببلاد المهجر فهي عديدة و ثمارها عديدة كذلك، و ندرجها على الشكل التالي،كما أدرجها أحمد البكاري ( ):
- تفضيل الأطفال الهولنديين مثلا، من طرف المؤسسات التعليمية و الأندية الثقافية على الأجانب.
- الفشل الدراسي
- عنف الآباء اتجاه أبنائهم
- انتشار البطالة بين صفوف الجالية المغربية
- النزاعات العائلية.
و من بين ثمار هذه الأسباب نجد:
- سرقة و نهب المحلات التجارية و السيارات و المنازل
- المتاجرة في المخدرات
- القيام بأعمال تخريبية.
- القيام بتهديدات للأشخاص المسنين و غيرهم للحصول على مبالغ مالية أو غيرها
- الضرب و الجرح.
و على سبيل الختام ،يمكن القول أن الهجرة ليست دائما ذات نتائج سلبية ، بل لها إيجابياتها أيضا، لكن غالبا ما تكون سلبياتها أكثر حدة،و نذكر منها على سبيل المثال،لا الحصر، 1600 حالة طلاق، بواسطة القانون الهولندي مثلا،70٪-;- يغادرون الدراسة،30 ٪-;-من الأطفال في السجون، 1650 هاربة إلى ملاجئ،أطلق عليها السادات، دارها B.R.N.B ،850 فتاة مغربية التجأت إلى عائلات هولندية، 1500 طفل من 12 إلى 18 سنة، موجودين في ملاجئ الأطفال ،بطالة 50 ٪-;-، تفكك أسري،اندماج كلي،و هلم جرا... ( ).
لائحة المصادر و المراجع:
- لسان العرب، ابن منظور، دار صادر، بيروت، المجلد 5، الطبعة(1.2 .3).
- مجموعة محررين، المنجد في اللغة العربية المعاصرة، دار المشرق للنشر، بيروت، الطبعة 1، 2000.
- إحسان محمد الحسن، موسوعة علم الاجتماع، الدار العربية للموسوعات.
- ترافيس هيراشي،أسباب جنوح الأحداث،ترجمة و تعقيب، الدكتور محمد سلام محمد غباري،المكتب الجامعي الحديث،الإسكندرية ، الطبعة 2 .
- أحمد البكاري،وضعية الطفل المغربي في المهجر، هولندا نموذجا ، الرباط، الطبعة1،1994.



#ميلود_العلواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- المافيا الإيطالية تثير رعبا برسالة رأس حصان مقطوع وبقرة حامل ...
- مفاوضات -كوب 29- للمناخ في باكو تتواصل وسط احتجاجات لزيادة ت ...
- إيران ـ -عيادة تجميل اجتماعية- لترهيب الرافضات لقواعد اللباس ...
- -فص ملح وذاب-.. ازدياد ضحايا الاختفاء المفاجئ في العلاقات
- موسكو تستنكر تجاهل -اليونيسكو- مقتل الصحفيين الروس والتضييق ...
- وسائل إعلام أوكرانية: انفجارات في كييف ومقاطعة سومي
- مباشر: قوات الأمن الأردنية تعلن قتل شخص بعد إطلاقه النار في ...
- كوب 29: اتفاق على تقديم 300 مليار دولار سنويا لتمويل العمل ا ...
- مئات آلاف الإسرائيليين بالملاجئ والاحتلال ينذر بلدات لبنانية ...
- انفجارات في كييف وفرنسا تتخذ قرارا يستفز روسيا


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - ميلود العلواني - الهجرة الخارجية و انحراف الأطفال