أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عصام الياسري - هل يعيد النظام الجديد في العراق إلى الأذهان فكرة صدام الخطيرة !!














المزيد.....

هل يعيد النظام الجديد في العراق إلى الأذهان فكرة صدام الخطيرة !!


عصام الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 1189 - 2005 / 5 / 6 - 08:26
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


رأيان خطيران كان قد أعلنهما الدكتاتور صدام أبان حكمه ، أحدهما قديم كان يتعلق بمستقبل كيانه ووجوده ، يفيد باختصار ، بأن من يريد انتزاع الحكم في العراق من يد البعث ، عليه أن يأخذ بالحسبان من انه سيستلم أرضاً مدمرة بلا شعب .. أما الثاني فله دلالات فاصلة لصياغة شكل النمط الأول وتفعيل مستلزمات شروطه ، حيث تردد على لسان المسؤولين قبل سقوط النظام بأيام ، من أن الحرب لم تبدأ بعد . في إشارة إلى إنعاش الأطروحة التي خزنتها أدمغة العهد الماضي ، بمعنى التخطيط لبرمجة وتصعيد أساليب القتال على نحو عمليات "إرجاف" أو بما يعرف بعمليات الفر والكر أو ما يطلق عليه بحرب العصابات لمواجهة قوات الاحتلال الأجنبية ، الأمريكية والبريطانية تحديداً ، ومن ثم الانتقال إلى المرحلة الثانية المتعلقة بتصفية العراقيين تحت شعارات ديماغوغية كما حدث عام 1991.


وإذا ما ربطنا من موقع الحدث بين ما يجري في العراق على أنقاض النظام السابق ، من ممارسات سلبية لفئات متنفذة جديدة ، وبين البعد النظري الذي يرتكز عليه بالملموس مفهوم الموقفين السائدين لدى النظام آنذاك ولا زالا ، رغم أن اغلب أفراده رهن الاعتقال . سنجد لاعتبارات منطقية ، من أن ما يجري الآن في العراق من عمليات يذهب ضحيتها المئات من الأبرياء العراقيين ، هو ما كان يعنيه ويخطط له النظام السابق ، وهو الشكل الذي أخذ يقترب منه لإصابة العراق بالصميم وتحقيق الهدف الذي كان يتمناه ويريده لجعل العراق مسرحا هاوياً " أرضاً محروقة " بلا شعب . فيما السلطة الجديدة المنشغلة في الحصول على المزيد من الامتيازات من أعلى هرم فيها ، لا تجد نفسها معنية بهذا الأمر الخطير .

وبتغيير النظام تكشفت أقنعة زائفة لرموز وقيادات كانت تدعي بأنها معارضة له ، وبأنها ترفض قمع الإنسان وانتهاك حقوقه ، مثلما ترفض الإرهاب . بيد أنها وبسبب ضيق افقها وما تقتضيه مصالحها، لجأت إلى ممارسات لا تختلف في محتواها الفكري من الناحية النمطية والسياسية عما اتجه إليه النظام السابق . أنها عمدت ولأول مرة في تاريخ المجتمع العالمي المعاصر إلى ترسيخ ثقافة الاحتلال وتطبيع وجوده ، بما ينسجم بالإضافة إلى مظاهر التخلي تدريجياً عن معايير المجتمع واضطراب المؤسسة والمساومات التي تنتهج على هذا الصعيد أو ذاك ، مع نزعة صدام لاقتلاع هذا البلد من أساسه، وتعريض مقوماته البنيوية والبشرية إلى الخطر ..

إن ما يثير الاستغراب ، عدم إدراك العراقيين ولا سيما أصحاب النفوذ الجدد ، حقيقة تناغم رأي قوات الاحتلال مع تمنيات صدام في تقييد المجتمع ورغباته ونموه ، بهدف تحقيق المصالح على مستوى العراق والمنطقة . فيما تعاظمت مبالغتهم في حصر الأمور في نطاقها الضيّق ، واشتد ميلهم لعدم الاعتراف بأهمية توسيع دائرة الاحتمالات المتعلقة بعمليات التفجير والإرهاب لتفكيك أسبابها المعقدة والدفع باتجاه حل ألغاز الأزمة الأمنية بعقلانية .. وما يدعو للقلق تعامل القسم الأكبر من السياسيين العراقيين مع أمور بلدهم المصيرية بشكل غير مسؤول، كالتنكر للوطن وسيادته والقبول بالاحتلال وفرض شروطه وإملاءاته كأمر طبيعي . ولمن الغرابة بمكان انقلاب المثقفين واليسار العراقي على مبادئهم وأفكارهم ومواقفهم حد قلب المعادلة والالتحاق بركب المطبلين لتجميل صورة الاستعمار والدفاع عن أيديولوجيته التي كانت إلى ألامس القريب تتناقض مع مفاهيمهم النظرية والسياسية ، الأمر الذي جعل الأزمة تتأرجح بين العودة للنهج القديم أو الانهيار الكامل ، وكلاهما يزيد من عوامل نجاح الخطط الموضوعة بين يدي طرفي المعادلة ، النظام السابق ، وحليفه القديم الجديد الإمبريالية الأمريكية .

إن نظرية صدام في عدم إعطاء الفرصة لأي طرف عراقي تحقيق أحلام المجتمع وحكم البلاد بالطريقة التي يراها مناسبة لأبنائه دون تمييز، هي النظرية نفسها التي يدور في فلكها المحتل على مدى عامين ونيف كما تؤكد ذلك الأحداث، خذ على سبيل المثال لا الحصر، عمليات القتل والنهب والاعتداءات المتكررة على المواطنين العراقيين ومنهم أعضاء المجلس الوطني المنتخب على يد قوات الاحتلال، وسط سكوت عراقي وعربي وعالمي مطبق .

إن سلوك الجماعات المتسلطة على رقاب الناس وهيمنتها على مراكز الدولة ومؤسساتها المختلفة في كافة أنحاء البلاد، ستصبح هي الأخرى من العوامل الخطيرة التي من شانها أن تدفع الحياة الاجتماعية إلى مسرح العنف، ومن ثم الانتقال تدريجياً إلى صراع منظم حاد، بين جميع الكيانات والأحزاب والتكتلات ، مما يضع العراق أمام امتحان عسير وخطر، يجعله ممزقاً وضعيفاً بالشكل الذي أراده النظام المباد ويسهم على تحقيقه من لا يدقنون فن السياسة .

وإذا كان الدور المركزي للحكومة الجديدة ، يختلف عن دور حكومة العهد السابق كما تدعي ، فعليها أن تتدارك الموقف بشكل يقود إلى تغيير سريع للمفاهيم بالاتجاه الذي يجعل من الوعي السياسي والاجتماعي مظهرا من مظاهر التحدي للعنف والحروب وترقيع الثغرات . وان تجعل التحول الذي حدث في العراق بانهيار حكم صدام ، ثقافة حقيقية ، لبداية عهد جديد من مبادئه تحقيق الاستقرار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والفكري لجميع شرائح المجتمع العراقي دون تمييز، ومواجهة الأفكار الداعية للطائفية والشوفينية والتعصب ، التي تقود إلى ترويج الفكر الشمولي الذي يدعو إلى القضاء على المجتمع العراقي وحرق الأرض ومن فيها .



#عصام_الياسري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- نيللي كريم تعيش هذه التجربة للمرة الأولى في الرياض
- -غير محترم-.. ترامب يهاجم هاريس لغيابها عن عشاء تقليدي للحزب ...
- أول تأكيد من مسؤول كبير في حماس على مقتل يحيى السنوار
- مصر.. النيابة تتدخل لوقف حفل زفاف وتكشف تفاصيل عن -العروس-
- من هي الضابطة آمنة في دبي؟ هذا ما يحمله مستقبل شرطة الإمارات ...
- حزب الله يعلن إطلاق صواريخ على الجليل.. والجيش الإسرائيلي: ا ...
- بعد مقتل السنوار.. وزير الدفاع الأمريكي يلفت لـ-فرصة استثنائ ...
- هرتصوغ ونتنياهو: بعد اغتيال السنوار فتحت نافذة فرص كبيرة
- الحوثي: الاعتداءات الأمريكية لن تثنينا
- -نحتاج لمواجهة الحكومة لإعادة الرهائن-


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عصام الياسري - هل يعيد النظام الجديد في العراق إلى الأذهان فكرة صدام الخطيرة !!