|
الإرهاب باسم شرعية مرسي الوهمية!!
وديان حمداش
الحوار المتمدن-العدد: 4150 - 2013 / 7 / 11 - 00:43
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أينما وليت وجهك هذه الأيام في مصر إلا ووجدت مظاهرات إحتجاجية، وعندما تسأل عن السبب يبدأ العجب، السبب هو الشرعية، هذه الكلمة التي ظننا أننا سنرتاح من سماعها بعد عزل محمد مرسي عن الحكم، والذي كان لايبخل علينا باستخدامها المتكرر في خطاباته، خاصة عندما يزداد الوضع سوءا وكأنه يريد أن يُذكر الشعب المصري أنه رئيسهم الشرعي وسيبقى كذلك لامحالة حتى لو باع أتباعه من مليشيات الإخوان البلد والعباد، فبعدما كان يُملي عليه مولاه المرشد كلمة (القصاص والشهداء) على الهواء مباشرة للتلاعب بعواطف المصريين البسطاء، نصحه باستبدالها بكلمة الشرعية، فلكل فن طرب، وكي لانصاب بالملل تكرم علينا ووضعها في عبارات مختلفة كقوله مثلا : لا بديل عن الشرعية، ويجب التمسك بالشرعية، والإلتزام بالشرعية، والحفاظ على الشرعية، وحماية الشرعية...الخ ومن كثرة استخدامه لهذه الكلمة لقبه أصحاب الفيسبوك: بالرئيس مرسي عياط الشرعية". ويبدو أن الإخوان لازالوا مصرين على استخدام تلك الكلمة حتى بعد عزل مرسي عن منصبه فخرجوا إلى الشارع للمطالبة ب "استرجاع الشرعية"، فأرهبوا المواطنين وخربوا المنشآت وألقوا بأجسام المصريين من فوق المباني وحرضوا على القتل والطائفية بالصوت والصورة، وكل هذا حلال في سبيل إسترجاع شرعية مرسي الغير شرعية. فهل يستحق الرجل أن تسيل دماء المصريين من أجله، وهو الذي حول مصر إلى العصور الوسطى، بعدما تدهور الإقتصاد وارتفعت نسبة الفقر والبطالة وانعدم الأمن في بلد الأمان، وضُربت السياحة في بلد عمره أزيد من 5000 سنة، يكفيه فخرا أن الشعب المصري عاش في عهده بلا كهرباء ولا ماء ولا غاز ولارغيف عيش ولاحرية ولاعدالة إجتماعية...الخ وترك كل هذا وخرج ليتحدث عن "الشرعية".
* شرعية مرسي المشكوك فيها:
قبل التطبيل والتزمير للشرعية يجب أن نُرجع التاريخ للوراء قليلا، فالإنتخابات التي جاءت بمرسي رئيسا لمصر والتي يتباهى بشرعيتها الإخوان لم تكن نزيهة مئة في المئة كما يظن البعض، فقد شابها العديد من الخروقات والتجاوزات التي غض الطرف عنها تفاديا لحدوث مجزرة أو حرق البلد في حالة فوز الفريق أحمد شفيق باعتباره أحد رموز النظام السابق. وكانت أهم الخروقات التي سُجلت للإخوان هو استخدامهم للمال السياسي سواء لشراء الأصوات بقنينة زيت أو غاز أو بربع فرخة، مستغلين ضعف البسطاء وفقرهم والجهل الذي تعدت نسبته الأربعين في المئة، بالإضافة إلى تزوير أوراق اقتراع من المطابع لمصلحة مرسي، فقد عرضت هذه الأوراق على اللجنة العليا في 16 محافظة وصرح وقتها رئيس اللجنة للمحامين أمام وسائل الإعلام قائلا: "أنتم محقون.. هذه الأوراق جزء من كل لا نعرف أبعاده ولا نعرف ماذا دخل الصناديق منه". حتى مركز «كارتر» الأمريكي لمراقبة الانتخابات، أقر بأنه قد يكون هناك تزويراً ممنهجاً ولكنهم لم يكملوا التحقيق في الأمر « بسبب العراقيل التي واجهت عمل المراقبين، والقيود التي فرضت على مركز كارتر بما يتعارض مع المبادئ الدولية لمراقبة الانتخابات» على حد قول ديبوا هاكس المتحدثة الإعلامية باسم المركز. وقد سبق للفريق أحمد شفيق بتوجيه عدة اتهامات للإخوان بالتزوير خاصة ما يتعلق باستخدامهم لأقلام تختفي أحبارها بعد 20 دقيقة من استخدامها، وكانت تُوزع في اللجان على مؤيدي شفيق. أما الفضيحة الأكبر والتي جعلت العديد من المراقبين يشككون في نزاهة تلك الإنتخابات، هو استخدام الإخوان لسلاح النساء المنقبات، فقد تبين أن العديد من النساء المنقبات قاموا بإدلاء أصواتهن أكثر من مرة لصالح مرسي، لأنه ببساطة كان من الصعب التعرف على هويتهن ووجوههن متخفية وراء البرقع، وكل هذا في سبيل حصول مرسي على نعمة الكرسي والشرعية، حتى لو كانت بطرق غير شرعية.
المثير للجدل أن الإخوان الذين يدافعون اليوم عن شرعية مرسي، نسوا أنهم هُم من صنعوا شرعيته الوهمية ونفخوا فيها الروح بعدما كانت تحتضر، فبينما كانت وسائل الإعلام تتحدث عن فوز أحمد شفيق المحقق، هلعوا الإخوان وأعلنوا نتيجة فوز مرسي رغم أنف الجميع وخرجوا للإحتفال في شوارع مصر قبل أن يمنحوا فرصة للقضاء للنظر في الطعون التي قدمها منافسه شفيق ومراقبين مستقلين، وبدون أن ينتظروا إعلان اللجنة العليا للإنتخابات عن النتائج الرسمية بل وضعوا القضاء والجيش في موقف مُحرج. إن شرعية مرسي شرعية ناقصة، شرعية أحسن ماقيل عنها بلسان المصريين أنها (شرعية الليمونة) حتى من اختاروه رئيسا لمصر لم يفعلوا ذلك حبا فيه بل (عصروا على نفسهم لمونة) كي لا يعيدوا رموز النظام السابق للحكم وأملا منهم أن يكون مرسي رئيسا لكل المصريين، ولكنه لم يصن الأمانة وخان القسم والتاريخ يشهد بهذا.
* لماذا خرج الملايين إلى التحرير من جديد وسحبوا الشرعية من مرسي؟؟
أهم إنجازات مرسي العظيمة هو إطلالته الكريمة على الشعب المصري في الشهور الأولى من حكمه بخزوق كبير إسمه الإعلان الدستوري كمكافئة رمزية لشهداء 25 يناير، دستور قالت عنه المنظمة المصرية لحقوق الإنسان إنه يمثل "تعديا واضحا وصريحا على سيادة القانون ودولة المؤسسات، وجوارا على السلطة القضائية فضلاً عن كونه يخلق فرعوناً جديداً لمصر بعد الثورة التي قامت في الأساس للقضاء على الحكم الاستبدادي الذي سيطر على البلاد لأكثر من ثلاثة عقود". ولأن مرسي كان يعرف مسبقا أن نصوص الإعلان ستغضب الشارع المصري، فَصل المادة الثانية على مقاسه، لتحصين قراراته من أي الطعن، ولم يكتفي بهذا القدر بل ومنح الجمعية التأسيسية التي تقوم بكتابة الدستور كل الصلاحيات بلا قيود فجعل قراراتها "مقدسة" لا تقبل النقد أو الطعن متجاهلاً وجود قضية أمام المحكمة الدستورية في حل الجمعية التأسيسية. وماذا عسانا أن نقول غير: ما بُني على باطل فهو باطل!!! ومن أهم إنجازات مرسي أيضا هي قرارات العفو عن السجناء معظمهم من المجرمين الذين قبض عليهم مسلحين ومحكوم عليهم بالإعدام وينتمون إلى مختلف التيارات الإسلامية والجهادية، منهم أزيد من 8 متهمين فى قضية «التنظيم الدولى للإخوان المسلمين»، إلى جانب 18 من قيادات وأعضاء تنظيم الجهاد والجماعة الإسلامية، الذين غادروا السجون تنفيذاً للقرار. قرارات وصفها العديد من المراقبين بالخطيرة لأنها تهدد الأمن القومي وسلامة المواطنين. هذا بالإضافة إلى مشروع إعلان سيناء إمارة مستقلة عن تراب مصر، فبدأت مسرحية اختطاف الجنود وبدأ معها مرسي بتغيير قيادات الجيش لتطبيق هذا المخطط الإخواني الشيطاني لتقسيم أرض مصر إلى دويلات والبدأ بسيناء المُحتلة من طرف الإرهابيين. ولما لا فقد سمعنا عن مشروع تأجير الأهرامات وبيع قناة السويس ومياه النيل وألف مبروك مقدما لإثيوبيا على سد النهضة.
وكي لا نطيل عليكم في إنجازات الرئيس المعزول، فقد لخصها شباب الإنقاذ في «الكتاب الأسود» والتي عرض من خلاله الشباب لأسوأ انجازاته كان أبرزها أن مرسي أعطى لنفسه مزايا مادية تكبد خزينة الدولة 2 مليون و124 ألف جنيه سنويا، بالإضافة إلى منحه لنفسه أوسمة مختلفة، كقلادة النيل قلادة الجمهورية الاستحقاق ونوط العمل ونوط الرياضة ونوط العلوم والفنون من الدرجة الأولى، ولاننسى الشرعية بالطبع. ويكفي أن 73% من المصريين يرون أن مرسي لم يتخذ أي قرار جيد، بحسب استطلاع أجراه مركز "بصيرة" للتعرف على آراء المصريين بعد عام من حكم مرسى والإخوان.
إن ما يحدث اليوم على أرض مصر هو محاولة غادرة لإشعال الفتنة وجر مصر الى سيناريو سوريا، عبر استخدام صور مفبركة لضحايا في العدوية والإعلان عن انشقاقات كاذبة في صفوف الجيش. لكن التكنولوجيا تفضح نواياهم بعد دقائق من نشرها، المؤسف وهو التحريض على العنف والإرهاب على الهواء مباشرة دون وضع أي إعتبار للقانون، وفيديوهاتهم موجودة على صفحات الإنترنت يهددون فيها باستخدام السيارات المفخخة وتحويل كل متظاهر في ميدان العدوية إلى إنتحاري في سبيل الشرعية والترويج لفتنة طائفية عبر التهديد بحرق الكنائس وقتل المسحيين، وهناك من يفتي بأن قتل متظاهري 30 يونيو حلال بل واجب مقدس. حتى زعمائهم الكبار لم يكفوا عن التهديد: فصفوت حجازي يهدد بتصعيد الأمور ويحذر من العواقب الكارثية اذا ما أفرج عن مرسي، وشجع الشباب على الجهاد في سبيل الشرعية وأن لايخافوا من عذاب القبر فصورة مرسي ستدفن معهم وتخفف عنهم عذاب القبر!!! أفلا تكبرون!!! أما البلتاجى فقد صرح بوضوح بأنه يمكنه وقف الإرهاب فى التو واللحظة فى سيناء شرط خروج مرسى، وقد فضح بذلك نفسه وجماعته بغبائه، فكأنه يقول للعالم نحن المسؤولون عن التخريب والقتل الذي يحدث في سيناء وبإمكاننا ايقاف ذلك، ولاأدري لماذا لم يتم القبض عليهم وإحالتهم للتحقيق. إن التظاهر السلمي حق مشروع للجميع ولكن التحريض عن العنف والقتل جريمة يعاقب عليها طبقا لقوانين العالم، وأقولها بكل صدق ليس كل من في العدوية مخربين ويدعون للعنف ولكن من المنطق أن يدركوا أنه ليس من مصلحة الجيش المصري بأي حال من الأحوال أن يقتل المتظاهرين، خاصة أنهم هم من دعموا ثورة يناير خوفا على أرواح المصريين. ومن يريد معرفة حقيقة حادث دار الحرس الجمهوري، يراجع الأدلة التي قدمها الجيش للشعب المصري بالصوت والصورة. وأخيرا أقول، إن الإخوان لايهمهم أمر مصر أو شعبها، لأنهم بكل بساطة ليسوا مصريين ولامسلمين بشهادة مؤسس جماعتهم، هُم جماعة لهم دولتهم الخاصة التي تأسست على يد حسن البنا عام 1928 ولديهم رئيسهم الشرعي أو المرشد ولديهم دستورهم الإخوانجي وملشياتهم المسلحة التي ظهر جزء بسيط من أنيابها عندما طالب المصريون بتحرير مصر من الإستعمار الإخواني في 30 يونيو. فقد نجحوا بامتياز في غزو مصر إقتصاديا وثقافيا وسياسيا فأينما وليت وجهك تجد الالاف من شركاتهم التجارية سواء في قطاع المواصلات اوالتعليم اوالصحة او العقارات...الخ
إن مرسي لايستحق أن تسيل دماء المصريين من أجل أن تعيش شرعيته الناقصة، لأن الحاكم لايصح أن يكون محكوما، وللأسف لقد كان مرسي محكوما من قبل خيرت الشاطر والذي يحكمه مولاه المرشد والمحكوم بدوره من عصابات دولية لن تستريح حتى ترى عالمنا العربي مُقسم الى دويلات وشعبنا مشتت، ولن يحدث هذا ما دام هناك شرفاء حزبهم وعقيدتهم وشعارهم هو الوطن.
#وديان_حمداش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إعصار -ساندي-: إنتقام إلهي أم غباء بشري؟
-
سوريا: صرخة نملة في عالم أطرش!!!
-
الفساد والنهب باسم القضية الفلسطينية!!!
-
قالها حسن البنا:- ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين-!!!
-
مصر: الجمهورية الثانية والمنقذ المنتظر!!!
-
المرأة ووهم الربيع العربي!!
-
مصر ما بعد الثورة: ولادة جديدة أم إجهاض مبكر!!!
-
الإحتباس الحراري: أخطر من الإرهاب!!!
-
في ذكرى شهداء كنيسة القديسين: لا للطائفية والتقسيم
-
الحجاب والسفور: معركة الربيع العربي الجديدة !!
-
ديمقراطية البطون الجائعة!!!
-
مقتل القذافي وشبح بناء الدولة
-
الصومال والموت البطيء
-
إيران والثورات العربية
المزيد.....
-
أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
-
غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في
...
-
بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
-
بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
-
قائد الثورة الاسلامية آية اللهخامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع
...
-
اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع
...
-
إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش
...
-
مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|