أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - الأزمة الثقافية بعد رحيل الإخوان عن السُلطة














المزيد.....

الأزمة الثقافية بعد رحيل الإخوان عن السُلطة


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 4149 - 2013 / 7 / 10 - 22:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رحل الرئيس السابق محمد مرسي عن الحُكم ورحلت معه أحلام وأمنيات جماعة الإخوان في التوسع والسيطرة على مقدرات الشعوب، وتكمن أهمية الحدث المصري في كون هذا الفشل يتحقق في معقل الجماعة الأم والتي تمددت أذرعها وخلاياها في شتى بقاع العالم..وإن ظلت هذه الأمنيات كهواجس وأوهام تعتري أبناء الجماعة، بعد ما يبدو أنه الإصرار على عدم الاعتراف بالأخطاء وعدم تحمل المسئوليات، ورفض عقد أي مراجعات فكرية أو منهجية في هذا التوقيت، ربما لاعتقادهم بأن المعركة لم تنتهي وهذا غير صحيح، فالمعركة منتهية فور صعود الإخوان أعلى هرم السلطة في مصر، والسبب أنه- وكما قلت في السابق –أن الجماعة تعاني من الضمور المعرفي، وانكشاف الأزمة لديها في تغلغل الفكر السلفي الوهابي بين ثناياها، وتجليات ذلك ظهرت في تفشي الرؤية السلفية لقضية الحاكمية حتى بين ممن نحسبهم من مفكري ومعتدلي الجماعة.

القضية أعمق من ذلك ولسنا في سياق مناقشة هذه الأمراض لدى الجماعة فقد تحدثنا فيها سابقاً عبر حلقات متصلة أسميناها.."تصدع الإخوان"..وعليه كان فقه المرحلة يُحتم على الجميع النظر في الواقع المصري استناداً على هذه التجارب المخزية، والوقت لا يتسع لذلك نظراً لسرعة الأحداث ومدى تأثيرها، ويكفينا في هذا الباب أن نشير إلى أن فقه المرحلة يحتم على الجميع النظر إلى أبعد مما نحن عليه في الشأن المصري.

باختصار فالأزمة في مصر ليست في جماعة أو فصيل سياسي-أياً كان -أراد الاستئثار بالسلطة وفرض برنامجه ورؤيته الفاشية على الجميع، حتى بفرض حدوث ذلك فالمجتمع مسئول عن نشوء مثل هذه الفصائل وصعود نجمها وأفولها مرة أخرى بهذه السرعة..أنا لا أطمئن لأي دعوات تختزل المشكلة المصرية في حالة سياسية، لأن العوامل التي صنعت ذلك ستصنع فصائل أخرى حتماً وإن تسمت بأسماء أخرى وجاءت تحت عناوين مختلفة، وقد أشرت في صفحتى الشخصية على الفيس بوك منذ أيام إلى أن الأجواء .."الفكرية".. في مصر تسمح بنشوء جماعات عقدية وأيدلوجية بل وفاشية، وهو ما ينذر بخطر جديد إذا ما لم تتبنى الدولة خطاباً ثقافياً شعبياً يشرح العلاقة بين الدين والدولة من منظور ثقافي بعيداً عن العاطفة والرؤية الدينية، فالرؤية مهما صحت هي رؤية نسبية بشرية لمُطلق الدين، وكما أن المذاهب الفقهية اختلفت وأنتجت لنا أحكاماً مختلفة، فالمذاهب السياسية لابد وأن تختلف وستنتج بالضرورة أحكاماً ورؤى مختلفة.

في تقديري أن منهجية الإصلاح تأتي من شيوع العقل الناقد وضرورة الشك، فلو لم يشك الإنسان لما وصل إلى اليقين، أو كما قال البعض بأن الشك هو موقف عقلي واتجاه فلسفي يأتي بعد تفكيرٍ وتدبير، وهذا ما نسميه لدينا بالبحث، فالباحث بالضرورة هو من الشكاك، ولو لم يشك لما كان له أن يبحث...بهذا الأسلوب ربما نخلص إلى اتجاه فكري سينقد كافة الحركات الفكرية والسياسية على الساحة، ولن يستثني أحداً من هذه المراجعات، فالجميع مسئول عن هذه الأزمة في مصر والتي أراها في محض الثقافة، وأن تجلياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية تُثبت أن الثقافة هي عصب الأمم، وهي الشريان التي تتغذى عليه الشعوب، ولا ثقافة حقيقية دون شك ونقد للغُلاة من كل الأطراف، وقتها سنصل لبعض خيوط الأزمة المتمثلة في اعتقاد كل فريق بامتلاكه للحقيقة المُطلقة..وهنا الكارثة، فلا يوجد فريق يمتلك هذه الحقيقة أبداًُ.

هذا لا يعني أن المُشكلة في مصر أفقية في كيفية تعاطي الإنسان مع الدولة، بل هي رأسية في عجز المصريين عن تغيير واقعهم والتحكم فيه، فهم أسرى للتجارب الفاشلة والتي هي في تقديري تنبع من تعدد المحرمات الثقافية وضعف العقل الناقد، وقد ظهرت نتائج ذلك في الاعتقاد بأن الحل في التخصص، أو ما اصطُلِحَ عليه.. "بالتكنوقراط"..ولكننا جربنا التكنوقراط منذ عقود ولم يتغير شئ، ربما استطاع المتخصصون حل بعض المشاكل الآنية، ولكن كل هذا معدود ضمن علاقة الإنسان بالطبيعة، بينما الحل في قدرة الإنسان على التحكم في هذه الطبيعة وتغييرها، لأن التغيير الحقيقي يأتي من رحم القدرة على فعل الأشياء، لأن عجز الإنسان يضعه ضمن علاقة توافق وصراع مع من حوله، ولكنه لا يستطيع بحال أن يتحكم في من حوله، ونحن في مصر والعالم العربي لا زلنا نعجز عن إيجاد أو الحصول على هذه القدرة .



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- درس في عدل عمر بن عبدالعزيز
- رسالة في ثنائية الإلحاد والسلفية
- رسالة في التفكير
- رسالة في الإعلام
- رسالة في السنة المُجردة
- رسالة في السياسة
- رسالة في الموسيقى
- رسالة في ثنائية القرآن والسنة
- رسالة في الخبر المتواتر
- الجيش في سيناء ولكن ليس لإسرائيل!
- المُحادّة لله وظاهرة التطرف
- نقد لفكرة(أستاذية العالم)عند جماعة الإخوان
- لا فضائل للشام ولا لأهلها كما نسبوا للرسول
- درس من حديث خلق التربة
- صلاة التراويح بدعة أم سُنّة؟
- سمو الدين وسمو السياسة
- أكذوبة خير القرون وتأثيرها على خريطة الأفكار(3)
- أكذوبة خير القرون وتأثيرها على خريطة الأفكار(2)
- صراع الإخوان مع القضاء المصري
- من يوميات حمار حكيم(3)


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - الأزمة الثقافية بعد رحيل الإخوان عن السُلطة