جرايد گبل 21

صوفيا يحيا

الحوار المتمدن-العدد: 4149 - 2013 / 7 / 10 - 22:55
المحور: الصحافة والاعلام
    

ذكرى كاورباغي كركوك عراق التآخي المصغر في مثل هذه الأيام بين 1- 13 تموز 1946م وتكرر مجازر تلعفر منذ عام 1920م حيث خرجت أهالي تلعفر باحتجاج ضد جيش الاحتلال الانجليزي لرفضهم دخول جيشه تلعفر.
مجزرة التياريين (الليفي) عشية عيد الفطر 4 أيار 1924م تلتها مجزرة كاور باغي نسبة إلى اسم بستان زيتون في منطقة القورية. حيث بدأ عمال شركة نفط العراق بإضراب في 3 تموز 1946م للمطالبة بحقوق عمال شركة النفط (I.P.C) لزيادة أجورهم وتهيئة دور سكن لهم وتوفير وسائط لنقل العمال من المدينة إلى الشركة وبالعكس، وفي 4 تموز قام لاعمال بمظاهرة سلمية في شوارع كركوك وأمام دار المتصرفية، وقابل وفد العمال وكيل المتصرف وأوضح له بأن المفاوضات جارية مع الشركة بشان مطالبهم، وطلب مِنهم التفرق والعودة إلى عملهم، وقامت مديرية الشرطة بإسال دوريات إلى مخارج المدينة المؤدية إلى الشركة فألقت القبض على 11 عامِلاً. حدثت سلسلة إضرابات عمالية أولها إضراب عمال السكك في 28 شباط 1946م للمطالبة بإعادة فتح نقابة السكك الحديد وزيادة أجورهم وإيقاف تصرف مديرية السكك الكيفي بطرد العمال وتغريمهم. كذلك إضراب عمال المطابع في 5 آذار 1946م في بغداد. بدأ عمال الشركة في 8 حزيران بإرسال رسائل تهديد تتضمن استياء العمال من عدم مساواتهم مع زملائهم الآخرين في الدول المجاورة على مخصصات (غلاء المعيشة). وصل التهديد مدير الشركة ومدير شرطة كركوك الذي حصل على موافقة الجهات المختصة لفتح مخفر للشرطة داخل الشركة. بدأت الشرطة بإطلاق الرصاص فسقط 6 شهداء و14 جريحاً، وعدد من الجرحى لم يراجعوا المستشفى خوفاً من المحاسبة. ولم تذكر المصادر أسماء الجرحى و مصارِع الشهداء سوى اثنين من الشهداء مِنهم: حبيب سيد صالح، شاكر مردان. وعدد ضحايا التفجيرات الإرهابية المتكررة أكثر حتى عدت منطقة طوزخرماتو كركوك منكوبة.

في 14 تموز 1958م مِن: مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ The Meeting of a great Day (سورة مريم 37).. مصرع العائلة المالكة المرتبطة بالعراقيين بعهد بيعة مع أول ملوكهم الملك العربي الهاشمي فيصل الأول، شاعرهم الجواهري الكبير دخل بلاطه موظفاً بعمامة نجفية (تاج النبيِّ!) سرعان ما قال: (أين خلفت عِمة ووقارا * قلت اني رميتها في الكناسة!) وجالس الوصي على عرش العراق يضع الثلج في كأسه والجواهري ينشده (ناغيت لبنانا):

عبدَالاله وليس عاباً أنْ أرى * عِظمَ المقَامِ مُطوِّلاً فأطيلا
يا ابنَ الذينَ تنزَّلتْ ببيوتِهم * سُوَرُ الكتابِ، فرُتِّلتْ ترتيلا
الحاملينَ من الأمانةِ ثقلَها * لا مُصعِرينَ ولا أصاغِرَ مِيلا
والناصبينَ بيوتَهم وقبورَهم * للسائلينَ عن الكرامِ دليلا
والطامسينَ من الجهالةِ غَيْهباً * والمُطلعينَ من النُّهى قِنديلا
ملكوا البلادَ عروشَها وقصورَها * واستعذبوا وعْث التراب مَقيلا
يا ابنَ النبيِّ وللملوكِ رسالةٌ * مَنْ حَقَّها بالعدلِ كانَ رسولا
يرجو العراقُ بظلِّ رايةٍ فيصلٍ * أنْ يرتقي بكما الذُّرى ويطولا
لا شك أنَّ وديعةً مرموقةً * عز الكفيلُ لها فكنت كفيلا
وكيانُ مُلكٍ في حداثةِ عهدِه * يتطلَّبُ التلطيفَ والتدليلا!
وسياسة حضنتْ دُعاةَ هزيمةٍ * وتبنَّتِ التفريقَ والتضليلا
تُغري المثقفَّ أن يكون مُهادِناً * وابنَ الجهالةِ أنْ يظَلَّ جَهولا
ألقت على كتِفيكَ من زَحَماتِها * عبءاً تنوءُ بهِ الرِّجالُ ثقيلا
شدَّتْ عروقَك من كرائمِ هاشمٍ * بيضٌ نمينَ خديجةً وبتولا
وحَنَتْ عليكَ من الجدودِ ذؤابةٌ * رَعَتِ الحسينَ وجعفراً وعقيلا
قُدْتَ السفينةَ حين شَقَّ مقادُها * وتطلَّبتْ رُبَّانَها المسؤولا
أعْطتْكَ دَفَّتها فلم تَرجِعْ بها * خوفَ الرِّياحِ ولا اندفعتَ عَجولا
وَمنَحْتَها والعاصِفاتُ تؤودُها * مَتناً أزلَّ وساعداً مفتولا
أُعطِيتَ ما لم يُعطَ قبلَكَ مثلَه * شعباً على عِرفانِكُمْ مجبولا
إنَّ العراقَ يُجلُّ بيْعةَ هاشمٍ * من عهدِ جدِّكَ بالقرونِ الأولى
هذي مصارِعُ مُنجبيكَ ودورُهم * يملأنَ عَرضاً للعراقِ وطُولا
ما كانَ حجُّهُمُ وطوفُ جموعِهمْ؟ * لقبورِ أهلِكَ ضَلَّةً وفُضولا
حبُّ الأُولى سكنوا الديارَ يَشفُّهم * فيعاوِدونَ طلولَها تقبيلا
لنريكَ أفراحَ العراقَ شَمالَه * وجنوبَه وشبيبةً وكُهولا
والمسجدُ المحزونُ يُلقي فوقَه * ليلاً –على الشرقِ الحزينِ– طويلا
ذهبتْ فِلَسْطينٌ كأن لم تَعترِفْ * مِن كافليها ضامناً وكفيلا
وعفَتْ كأن لم يمشِ في ارجائها * عيسى، وأحمدُ لم يَطِرْ محمولا
والمسجدُ الأقصى كأنْ لم يرتفعْ * فيهِ أذانٌ بُكرةً وأصيلا
وثرى صلاح ِالدينِ دِيسَ وأنعلتْ * منه جيوشُ الواغلِين خُيولا
والحنظلُّي بحِلْفِهِ ووعُودهِ ما * زالَ كاذبُ وعدِه ممطولا
لم يرعَ شرعَ الكافرينَ، ولا وفى * حقَّيهما القرآن َ والانجيلا
أعطى إلَنْبي أهلَها فاستامهم * بلفورُ، فاستوصى بهم عِزريلا
واليومَ يفخرُ بالحيادِ كفاخرٍ * بالقتلِ إذ لم يُسلَخِ المقتولا!.

كتب (جمال بدوي) تحت عنوان (المهدي المنتظر) في صحيفة (الوفد) الليبرالية المصرية: "وضع صدام حسين على رأسه عمامة أبي حنيفة وارتدى قميص عثمان وجبة أبي ذر وامتطى جواد خالد وامتشق سيف بن أبي طالب ثم نسب نفسه إلى الدوحة الهاشمية الشريفة وخرج على الناس في هيئة المهدي المنتظر الذي سيملأ الأرض عدلاً بعد أن ملئت ظلماً وجوراً!.

في مثل اليوم الموالي 15 تموز 1840م توقيع معاهدة لندن بين (بريطانيا العظمى) والنمسا وبروسيا وروسيا من جهة والدولة العثمانية العلية السنية، قسطنطينة= اسطنبول، دير سادات= دار السعادة، قنجق= المحافظة، إيالات= الولايات، أستانة= الباب العالي، ظل الله العالي على الأرض، خليفة النبيِّ!.. من جهة أخرى حيث تسميات {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى * أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى * تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى * إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ}، الضابط العثماني الفار إلى صف شريف مكة الهاشمي حليف لورانس العرب في الثورة العربية الكبرى لتحقيق وعود بلفور بإنشاء وطن قومي رفضه السلطان العثماني عبدالمجيد بن عبدالحميد لقوم موسى وخلافته أمست على الحميد المجيد، على الحديدة بالتعبير الشعبي، الضابط نوري سعيد باشا يعدم في مثل هذا اليوم متنكراً بعباءة امرأة عراقية فاراً أيضاً في بغداد!.. كان أشهر رئيس حكومة عراقية وما زال، بيد أنه بانتقاله إلى الصف الهاشمي لم ينتحل اللقب الهاشمي كما فعل رفيق سلاحه نظيره ياسين الهاشمي. في مثل هذا اليوم 15 تموز 1990م العراق يبعث مذكرة شكوى إلى الجامعة العربية ضد تصرف الكويت بثروتها النفطية في السوق العالمية بما أضر بموقف العراق فيما بعد حرب الثماني سنوات مع إيران التي أسست المجلس (الأَعْلَى! The upper hand سورة طه 68) برئاسة محمود الهاشمي، وخسارة العراق آنذاك 14-$- مليار دولار منذ بدء العام 1990م، كان بأمس الحاجة إلى مثل هذا المبلغ إعادة إعمار ما أفسده زمن البعث وصدام الذي كان يهدد حلفاء الأمس آل صباح بلهجتهم البدوية الدارجة: هَيِّنٌ! EASY (سورة مريم 9- 21).. الشاعر المعدم المصري عبدالحميد الديب:

يا خائفي الحرب ماذا تحذرون بها؟ * وأنتم دون هول الحرب أموات
قتلتم الناس جوعاً من تهالككم * على الثراء فلا عشتم ولا ماتوا
أنتم عبيد الغنى والحرب كافلة * أن يعمر الأرض قوامون سادات
كم ذا أكلتم على حرمانناً ذهبا * واليوم تعوزكم في الحرب أقوات
قالوا: سلام فقلنا: ضل رأيكم * الأرض فيها ثعابين وحيات
أعاد طوفان نوح طهرها غرقا * واليوم طوفانها نار وغارات
إن كان للبعث أشراط مقدرة * فمالها في هدوء السلم ميقات
هي القيامة من يحيا بصرعتها * نمت به الأرض سكانٌ وأبيات!.

قضاء بإعدامي غداة شبيبتي * عجزت فلم أملك لضربته نقضا!
أريد انتظامي بين أجناد أمتي * أقدم قربانا شبابي لها غضا.

نشر (صلاح منتصر) في صحيفة (الأهرام) القاهرية في 27 آب 1990م: "قال لي د. عبدالرحمن العوضي انه خلال سنوات حرب العراق مع إيران قدم الكويت إلى العراق 6-$- آلاف مليون دولار على شكل قروض بدون فائدة، وأنه في كل يوم من أيام الحرب على امتداد 8 سنوات كانت الكويت تبيع لحساب العراق 200 ألف برميل من حقل الخافقجي الذي تمتلكه الكويت بالمشاركة مع السعودية. وكانت الكويت تسدد للعراق حصيلة بيع هذه الكمية تقريباً كل يوم وقد بلغت قيمة ما تسلمه صدام حسين 13-$- ألف مليون دولار"!.

16 تموز 622م بدء التقويم الهجري أول محرم الحرام واليوم غرة شهر رمضان 1434هـ، عشية مثل هذا اليوم عام 1979م انفراد صدام بالتسلط على العراق، وفي مثله عام 1990م يأمر صدام بإطلاق سراح الممرضة البريطانية رفيقة الجاسوس الإيراني الأصل بازوفت المعدوم في وقت سابق عامذاك في بغداد، بعد أن حكم القضاء العراقي علها بالحبس لعقد ونصف العقد من الزمن.

كتب (محمود السعدني) في مجلة (المصور) المصرية تحت عنوان (هابيوس كوربوس!): "في عام 1959 قدر للعبدلله أن يذهب مع مجموعة من ألمع شباب مصر إلى سجن القلعة، بعد خلاف حاد بين جمال عبدالناصر وعبدالكريم قاسم، وبعد تحليل خاطىء من الماركسيين العرب اختاروا بناء عليه عبدالكريم قاسم رائداً وقائداً للتقدميين العرب، واختاروا عبدالناصر عميلاً ونصيراً للإمبريالية والكومبرادورية والاستعمار".

ولد (عبدالكريم قاسم) يوم السبت 21 تشرين الثاني عام 1914م في محلة المهدية على جانب الرصافة ببغداد. قرن من الزمن مضى حري بالعراق يحتفل به نَفْسًا زَكِيَّةً Innocent person (سورة الكهف 74).

#صوفيا_يحيا (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات