شيري باترك
كاتبة / باحثة نفسية ( مسجلة دكتوراه بعلم النفس )
الحوار المتمدن-العدد: 4149 - 2013 / 7 / 10 - 18:14
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يوماً ما جاءتني أفعي
وبالطبع لم أكن أعلم أنها أفعي
لأنها جاءت لي متنكرة
متلونة كتلون بني البنا
جاءت في ثوب
إنسانة بسيطة ولكنها ذكية
ضعيفة ولكنها قوية
قوية ولكنها هزيلة جداً
مؤمنة وهي حفيدة ماركيس ولينين وستالين
مُفكرة وهي في الاصل جاهلة لا تفرق بين الماء وبول الإبل
جاءتني في ثوب قديسة وهي في الأصل فاجرة
ماذا أقول لكم عن تلك القديسة الراهبة التي جاءت لي
تكذب
تنصب
تسرق
تزني
أعلم انه ليس لي الحق في إدانتها فكلنا نخطئ
ولكن لما ترتدي معى ثوب القديسة والراهبة ؟
أنا أُحب العاهرون والعاهرات
نعم أُحبهم فهم صادقون
يقولون َمن هم دون أن يخدعوا أحد
لا يسرقوا شئ يأخذوا ما يأخذوه برضي،
نعم أُحب العاهرون والعاهرات
الذين أصبح بعضهم يمارسوا الحب معًا
في حين أن زوجي يغتصبني كل ليلة .
آه اعتقد أن تلك الأفاعى الذين يرتدون ثياب القديسات والمتصوفات ملئوا الأرض
ويوم أخر جاءتني تلك الأفعي التي كانت دوماً تغير جلدها
جاءت في ثوب الإنسانة
الإنسانة التي ليس لها أحداً (يتيمة )
ولكنني لم أجدها يتيمة
بل هي تُسم كل مَن أقترب منها
تلف جسدها الناعم حول عنق كل مَن حاول أن يساعدها
تلك الأفعي أصبحت عمياء
لا تميز بين صغارها واعداءها.
ومرة أخري تغير الافعي جلدها معي
وتغطي جلدها بجلد الُمفًكرة كأنها هيباتيا
ولكني وُجدتها ساحرة ليس لها بخور
ليس لها شئ غير دخان سجائرها
دخان سجائرها ذلك هو بداية سُمها .
أخر يوم للافعي معي جاءت فيه ترتدي ثوب الضعف
جاءت تلك النحيفة تريد أن تلتهم جسدي
ظناً منها أني ضعيفة لاني أُحب ، أُساعد ، أَعطف ، أَضحك ، ابتسم ، أَرحم
ولكن عندما اقتربت مني لتلتهمني وجدت رأسي وجسدي يصعب علي أحداً التهامه.
فقررت البُعد لتحتفظ بحياتها بعيدا عني لإنها وجدتني صخرة لا تتأثر بنعومنها ، وجدتني صقراً ...
كم من أفاعي تسكن معنا نحن الحمام البرئ ونحن لا ندرك لا نبصر وأحيانا لا نريد أن ُنبصر
صديقاتي ... اصدقائي كونوا ذات بصيرة قوية الذئاب والافاعي تأتي لنا اليوم مرتدية ثياب الدين ... لـ شيري باترك
#شيري_باترك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟