أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير طاهر - نهاية الاسلام السياسي














المزيد.....


نهاية الاسلام السياسي


سمير طاهر

الحوار المتمدن-العدد: 4148 - 2013 / 7 / 9 - 01:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يستحق الرئيس الأمريكي التقريع الذي صبه الكونغرس على رأسه بسبب فشل مراهنته على الأخوان المسلمين. فالرئيس أخفق في تشخيص الحالة وبالتالي وصف الدواء الغلط. ويبدو أن قصة التيارات الاسلامية في العالم قد استهلكت، وأدت الغرض منها، وانتفت حاجة الولايات المتحدة إليها وإن تأخرت الادارة الأمريكية في إدراك هذا. كانت هذه التيارات مطلوبة لأمريكا في مرحلة الضغط على الأنظمة القومية والتيارات المحلية المعادية للنفوذ الغربي. غير ان الادارة الأمريكية الحالية لم تلحظ المرحلة الانتقالية التي نجد أنفسنا فيها اليوم. فتلك الأنظمة القومية والتيارات الراديكالية قد أفلت نجومها بمرور الوقت واكتساح العولمة لمجتمعاتنا، والأهم إن مشاريعها وشعاراتها لم تعد تلبي الحاجات الواقعية اليومية للناس ولا تطلعاتهم الاجتماعية مهما لبت من عصبياتهم المذهبية أو الآيديولوجية. وبأفول هذه النجوم، انتفت الحاجة الى أعدائهم من التيارات الاسلامية.
من جهة أخرى، كثيرون منا فسروا الشعبية الكبيرة للتيارات الاسلامية في العقود الأخيرة بأنها تعبير طبيعي عن ميول المجتمع التقليدية، بينما أظهرت الأحداث ان هذه الشعبية كانت تتغذى من مظلومية هذه التيارات أولاً، وثانياً من شعاراتها الراديكالية التي تخاطب أماني متأصلة في الوجدان الجمعي. ووقتها لم يكن ينفع أن تنبه الناس الى أن هذه مجرد شعارات لكسب الشعبية لا أكثر، فما الذي يثبت هذا؟ كما لم يمكن لأي ديمقراطي الدفاع عن قمع السلطة للاسلاميين. بقيت الوسيلة الوحيدة لكشف هذه التيارات على حقيقتها لكل الناس هو تمكينها من الحكم. ومن حسن الحظ أن هذا حصل بالفعل. لقد خسر تنظيم القاعدة الحرب في العراق يوم طبق قوانينه على سكان المناطق التي سيطر عليها فانتشر التذمر الشعبي منه. ولهذا نرى اليوم انه مهما تصاعدت حدة الغضب على السلطة بين متظاهري المناطق التي كانت ذات يوم تحت نفوذ تنظيم القاعدة فان هذا التنظيم لم يسمح له بالتواجد بين المتظاهرين. في سوريا أدى سلوك الاسلاميين في المناطق التي خضعت لنفوذهم الى إلحاق ضرر بشعبية الثورة السورية كلها. في مصر كانت الفضيحة تاريخية! تحولت الشعارات الراديكالية لتحرير القدس الى رسائل غزل بالرئيس الاسرائيلي؛ وتحول شعار "الاسلام هو الحل" و"مشروع النهضة" الانتخابي الى الاعتراف علناً بعدم وجود أي مشروع لأي نهضة، وعدم وجود حل، لا بالاسلام ولا بغيره؛ وفيما كانت الدولة تغرق بالديون والرئيس الأخواني يدور حول العالم استجداء لمزيد من الديون، أطلق النظام الأخواني كل مصادر الظلامية والفتنة الطائفية والكره بين أبناء المجتمع، لتضع البلد كله على برميل بارود الحرب الأهلية. في فلسطين لم تكن تقلبات الولاء لدى حماس ولا تشددها وعنفها الاجتماعيين بأقل منه لدى أخوان مصر. في تونس أنجز الأخوانيون فشلاً اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً تاماً فيما انهمكوا في مطاردة كل أشكال الحياة الاجتماعية والثقافية الحديثة وأطلقوا يد التنظيمات الاسلامية الخطرة لتغتال أشجع شخصية اجتماعية فاعلة، شكري بلعيد؛ واليوم تندلع المظاهرات ضدهم في كل أرجاء البلاد.
لقد راهنت الادارات الأمريكية على الاسلاميين في زمن مظلوميتهم. وأدارت اللعب بهم وعليهم إدارة ذكية لبعض الوقت. لكن منذ أن انتهت مظلوميتهم، انتهوا! هذا ما لم تلحق الادارة الأمريكية الحالية أن تستوعبه.
وما هي إذن القوة الصانعة للأحداث اليوم؟ إنها الشارع المتمرد، المتجدد، الجماعيّ القرار. أمريكا هي أيضاً صاحبة الفضل في ابتكار التواصل الالكتروني بين الأفراد والمجموعات، لكنها بالطبع ليس بمقدورها أن تقرر على الناس كيف يستخدمون هذا الابتكار وفي أي اتجاه. وسائل التواصل الالكتروني هي مثلها مثل الشارع: بلا قيادة وبلا تراتبية، ديمقراطية حقة، تتشاور وتتفق ثم تقرر جماعياً!
هذا يعني ان نمط العمل السياسي قد تغير، ربما في العالم كله. لقد ولى زمن "المركزية الديمقراطية"، وكأن العالم كله أضحى أناركياً دون أن يدري! الأساس لهذا التحول هو اجتماعي بالدرجة الأولى: إنه الثبات الباعث على القنوط الذي يكوّنه تكرار الخطابات التقليدية مقابل عدم تحولها الى تحسن اجتماعي ملموس. وعندها تقوم الثورة على الخدعة كلها: على الوضع الاجتماعي القائم وعلى الخطاب الممل المتاجر بها لكسب أصوات الناخبين.
مشكلة الأمريكان الآن أن هذا اللاعب الجديد في الساحة عصي على الامساك به باليد، ناهيك عن التعامل معه. ان حركة الجماهير، وخصوصاً الشباب، ليست متمردة على السلطة المحلية وحسب وإنما على كل سلطة. لكن انعدام القدرة على التواصل مع لاعب جديد لا يبرر الاصرار على الدفاع عن لاعب قديم فشل فشلاً ذريعاً ومكللاً بالعار. لهذا يقرّع الكونغرس رأس الرئيس، عله يعترف، ويعترف الأخوان المسلمون أيضاً، أن زمن الاسلام السياسي انتهى، والعالم يتجدد.



#سمير_طاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يكرر السوريون العار العراقي ؟عن المرحلة الثانية من الت ...
- أزمة الديون العالمية من منظور مختلف
- ثورات طائفية؟
- من قتل عرفات؟ من قتل قضية فلسطين؟
- في ضوء تقرير أوروبي: الدولة الفلسطينية صارت خيالاً غير قابل ...
- مشروع التأسيس الثاني للدولة العراقية (دعوة الى جميع المثقفين ...
- الزمن حكم عليهم بالزوال
- مصر ديمقراطية أم جمهورية حنين الى الماضي؟ (رد على حازم صاغية ...
- في عيد ميلادكَ المجيد
- هيَ
- لن تغرقوا مافي مرمرة في بحار من الفساد
- عن موضوع الاحتلال في حوارية كاظم حبيب
- من الحرب الباردة إلى الحرب الخفية
- حول هزيمة اليسار العراقي .. شكراً لعبد الله خليفة !
- محاربة الارهاب بالفساد
- كلهم يستغلون دم مروة الشربيني
- الملتحي
- العراق 9 نيسان 2003
- العراق في وادٍ ومؤتمر ستوكهولم في وادٍ آخر
- هكذا تجري الانتخابات الاميركية!


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير طاهر - نهاية الاسلام السياسي