كريم اعا
الحوار المتمدن-العدد: 4147 - 2013 / 7 / 8 - 09:19
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
أعلم أن الملايين التي يصورونها في فضائياتهم وهي تصيح وترغد وتزبد ليست برجوازية مالكة لوسائل الإنتاج والاستعباد.
ليست مالكة لأرصدة في البنوك الرأسمالية.
ليست ممن يعيشون في بحبوحة ورغد.
هم الملايين التي تنتج الثروات والخيرات.
هم الملايين التي تتعرض للتضليل باسم الدين والديمقراطية البرجوازية التي تبدأ وتنتهي في الصندوق.
هم الملايين التي تتكدس في الأقفاص الإسمنتية والبيوت الصفيحية.
هم الملايين التي تبدأ يومها مهمومة وتنهي ليلها أكثر هما.
إنه الشعب الذي أحالته البرجوازية وبقايا الإقطاع لشعار فارغ ولحطب لصراعاتها الداخلية.
بعضهم ينسي الشعب معاناته الطبقية وأعداءه المستغلين والمضطهدين بجعل الهوية دينية واعتقادية وطائفية.
وبعضهم الآخر يجعلها ديمقراطية برجوازية وراعية للاستغلال والاضطهاد.
في حين الهوية الحقيقية لهؤلاء المستغلين والكادحين كأناس يبيعون قوة عملهم وأشياء أخرى للاستمرار في العيش، مغيبة ويبذل أعداءهم ما في وسعهم حتى لا تطفو إلى السطح وحتى لا يتحول الشعب العامل والكادح لكتلة موحدة ومنسجمة ضد مستغليه والمتاجرين به.
بميدان التحرير وبمحيط رابعة العدوية شعب واحد فرقته أدوات التضليل البرجوازية والإقطاعية، وجعلته يخطئ أعداءه الحقيقيين.
هذا الشعب ضحية لمعسكر الملاك وخدامهم، لأجهزتهم القمعية وفي مقدمتها المؤسسة العسكرية وجحافل الشرطة.
خروج الجماهير للتظاهر بداية مسلسل نضالي لابد أن يتحول لصراع سياسي مرير بين سلطة الملاك وحلفائهم وسلطة الشعب العامل قيد التكوين.
اللجن الشعبية والمجالس التي تؤسس في المدن والقرى نواة لسلطة لابد من تجذيرها وتوسيعها وإكسابها القدرة على تسيير الحياة اليومية للمواطنينبوعي سليم وقدرة كبيرة على استمالة أصدقاء الإنسان ومواجهة أعدائه المصابين بالسعر كلما ذكرت كلمات الحرية والمساواة والقضاء على الاستغلال والاستبداد.
هذه بداية الطريق التي بدأ أحرار مصر في بنائها رغم تكالب الأعداء الذين لن يتوانوا في تحويل المعركة إلى حرب طبقية تحت مسمى الحرب الأهلية.
هم محقون في شيء واحد: إنها فعلا أهلية لأن وقودها وضحاياها أهل يشتركون في الاستغلال والاضطهاد الممارس عليهم. أما المستفيدون من هذه الحرب الطبقية المضمون فلن يكون إلا تجار السلاح ومالكو الثروات والخيرات التي عانى الشعب العامل لإنتاجها.
#كريم_اعا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟