أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الحايل عبد الفتاح - التداعيات والنتائج الأولية للإنقلاب العسكري بمصر















المزيد.....

التداعيات والنتائج الأولية للإنقلاب العسكري بمصر


الحايل عبد الفتاح

الحوار المتمدن-العدد: 4147 - 2013 / 7 / 8 - 09:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لعل المتتبعين للأحداث بمصر، خاصة السياسيين منهم، يستفيدون الآن سياسيا وأصبحت بيدهم مادة سياسية دسمة للبحث والإنشغال والإعتبار. وهم فوق ذلك يبتسمون ويسخرون من القرار السياسي الذي اتخذته قيادة العسكر وجبهة الإنقاذ قبل 30 06 2013. لأنهم يفهمون أن قرار الإنقلاب كان أكبر خطأ عرفته قيادة المؤسسة العسكرية ولم تنتبه له حتى قيادة ما يسمى بجبهة الإنقاذ ومن حولهما من السياسيين ورجال القانون بمختلف شعبه...فالقرار السياسي، في عرف وأبجديات السياسيين، لكي يصبح واقعا ملموسا وناجحا على أرض الواقع لابد أن يدرس أولا من ناحية وسائله وتداعياته الوطنية والدولية...أما قرار الإنقلاب على الشرعية والديمقراطية فقد كان رعونة سياسية. فهو لم يدرس لا التداعيات ولا الوسائل المستعملة لإنجاحه...فقد أتبت الوضع السياسي المنحسر حاليا أن من أبدع قرار الإنقلاب السياسي بمصر لم يعمل فكره كثيرا حين اتخذ هذا القرار أو أنه كان يحسب حسابات لم تتحقق على الواقع لظروف ستكشفها الأيام القادمة...
أما التداعيات والتنائج الأولية الواقعية لقرار الإنقلاب على الشرعية فمتعددة ومتنوعة، ونحصر بعضها كما ياي :
1) توثر العلاقات بين قيادة العسكر والقيادة الأمريكية...الأمريكيون والأوروبيون رغم ما يبدو من تصريحاتهم الحيادية الدبلماسية فهم لم يقبلوا بانقلاب عسكري يلفظ ويتجاهل قوة الأحزاب المسماة بالإسلامية. فهم يفهمون ويقدرون القوة التي اكتسبتها الأحزاب السياسية ذات المرجعية الإسلامية...وهم فوق ذلك يعلمون أن إقصاء وتجاهل هذه الأحزاب الإسلامية غير ممكن ولا يساير مصالحهم الوطنية والدولية...
حتى ولو احتملنا أن القيادة الأمريكية كانت على علم بالإنقلاب العسكري بمصر قبل وقوعه، فهي في نظرنا لم تكن متحمسة له بل التزمت الحياد حياله...وتركت تبعات ونتائج قرار الإنقلاب لمن اتخده...والأدلة كثيرة على ذلك...منها أن الرأي العام الأمريكي عبر صحفه وتصريحاته الأولى اعتبر الإنقلاب العسكري بمصر غير شرعي وغير ديمقراطي...هذا زيادة على أن الأمريكيين والأوروبيين لا يورطون في الغالب أحدا ولا يسلبونه شيئا، لمصلحة في نفوسهم، إلا وبنو تصرفهم على أسس قانونية وديمقراطية...يجدون دائما سندا قانونيا دوليا أو غيره للتدخل والإفتاء...وهذا ما ألفناه في السياسة الأمريكية والأوروبية...فعقدة الشرعية عندهم مقدسة لأنهم مراقبون ديمقراطيا بواسطة شعوبهم الواعية. فهم بركماتيون يؤمنون بأن "لا تصرف بدون مصلحة"...ومن ثم فهم يجدون دائما مخرجا وعلة قانونية حين تنتهك مثلا مصالحهم...
هذا زيادة على أن الأمريكان والأوروبيين لهم مصلحة واضحة في عدم التدخل المباشر في شؤون مصر، وليست لهم مصلحة في تجييش أكثر للشعب العربي الإسلامي...
وهم فوق ذلك منشغلون بالأزمة الإقتصادية التي تقلق راحتهم أكثر من الأزمة السورية...فهل هم سدج وغير واعون ليضيفوا مشكل انقلاب العسكري المصري يزلزل المنطقة بأكملها...فهم يخطون وفق برنامج سبق وحسموا فيه وأصبحت لهم خارطة سياسية واضحة بمصر والدول العربية...فالتجربة الجزائرية والفنزويلية علمتهم الكثير...
إذن فقرار الإنقلاب بمصر لم يأتي من الأمريكان أو الأوروبيين بل هو قرار ولد بمصر وسيموت بمصر بدون شك...
2) الإسلاميون في دول أخرى كالمغرب وتونس وليبيا أتبثوا من خلال ممارساتهم السياسية أنهم مندمجون في الديمقراطية ولو سطحيا ومحترمين لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية...والمريكيون والأوروبيون هم الآن متيقنون ( بعد فهمهم لأكذوبة الإرهاب) ان الإسلاميين بمصر أتبثوا من خلال "سنة الديمقراطية والشرعية" أنهم قادرون على إدارة مصر وأنهم يؤمنون بالديمقراطية ولا يزعجون لا الشرق ولا الغرب، بل هم منشغلون بمشاكل المصريين وإيجاد حلول لها. وما أكثر مشاكل المصريين والعرب المسلمين...
إسلاميو مصر لا يهددون مصالح الغرب ولا يخلقون له مشاكل...فالسنة الديمقراطية بمصر كانت للغربيين مرحلة تجريبية وتدريبية لمعرفة نوايا الإسلاميين...فاتضح لهم أن إسلاميو مصر كغيرهم أناس متحزبون ولهم الحق في الوجود والبقاء...والإسلاميون فوق ذلك قادرون على كبح الجماهير المتطرفة وتقليم شوكتهم ضد الأمريكيين ومصالحهم...
3) بوادر الإنشقاقات بين صفوف الإنقلابيين بدأت تبدو من بعيد...فنوايا العسكر لم تكن هي نوايا جبهة الإنقاذ حين اتخاذ قرار الإنقلاب العسكري...حسابات العسكر لم تتحقق، وطموحات جبهة الإنقاذ أصبحت أقوى من طموحات العسكر...وهذا لا يبشر بالحب الإنقلابي الذي جمع الفريقين حين قررا التنفيذ...فنية كلاهما تبدوا غير واضحة من قرب. لكن من بعيد هناك خلاف جوهري في الأهداف والمصالح والمقاصد بين الطرفين...
4) الشيوعيون والإشتراكيون والأحزاب اللبرالية المحيطة ب"جبهة الإنقاذ" فضلت العسكر على الديمقراطية والشرعية رغم أنها وطنية...وتجربتها القصيرة والضعيفة في السياسة أملت عليها هذا الإختيار السادج والمحدود النظر. فهم شاركوا بأجمعهم في قرار مميت لمستقبلهم السياسي...أقصوا دواتهم أو على الأقل أضعفوا قدرتهم ومقامهم في كل عملية سياسية ديمقراطية مستقبلية...فهم خلقوا انحسارا سياسيا لا مخرج له ولم يسبق له مثيل في العالم العربي ولا يعرفون اليوم كيف يديرونه... وسيفضي خطأهم هذا إلى انفراج ديمقراطي يعيد الشرعية لساستها ولأهلها كما ارتضاها غالبية المصريين...
5) الحماس الذي انتاب الجيش وجبهة الإنقاذ أصبح يفتر ويبرد بفعل ردة الفعل الإسلامية والوطنية والدولية...استسغروا تكتل الإسلاميين ومن حولهم...وبنوا حساباتهم على مساعدات دولية...لكن الواقع كذب توقعاتهم وأتبث خطأهم السياسي الإنقلابي...
6) جماهير بساحة التحرير ( أي من هم مجيشون من طرف العسكر وجبهة الإنقاذ) أخدت تفهم يوما بعد يوم أن العسكر وجبهة الإنقاذ ومن معهما غير قادرين على إدارة البلاد بدون الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية...وأن شوكة الإسلاميين ليست فقط نظرية كما كان متوقعا بل تطبيقية وذلك بتواجد جماهير هائجة جدا بساحة رابعة العدوية وباقي ساحات الجمهورية...
7) وما يزيد في تشويه صورة العسكر وجبهة الإنقاذ لذى المثقفين والسياسيين والقضاة الشرفاء هو اعتقال رئيس جاء للحكم بطريقة ديمقراطية، وأيضا حل مجلس الشورى. كما أنهم بدأوا بتدشين الإنقلاب السياسي العسكري بالإعتقالات الغير المعللة قانونيا وواقعيا مع منع أزيد من خمس قنوات فضائية تلفزيونية من البث ووجه إعلام باقي القنوات المشترات إلى شيطنة وتلطيخ صورة الإسلاميين ومن معهم...وكأن المصريين أميين وسدج... هل هذا يعقل في القرن الواحد والعشرين ؟
وأخيرا انقلب السحر على الساحر...
عهد الحكم العسكري الذي دام ستون عاما بمصر ولى ومضى ولا يمكنه أن يعود ولو قتلوا كل مثقفي مصر والدول العربية الإسلامية... خطة جبهة الإنقاذ ومن معها باءت بالفشل الدريع.
وكانت نهاية الإنقلابيين بقرارهم الإنقلابي الخاطئ...وذهب الشعب المصري العربي الإسلامي فرحا بالديمقراطية...

الحايل عبد الفتاح، الرباط، 08 07 2013



#الحايل_عبد_الفتاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنحسار السياسي بمصر ظاهرة صحية جيدة.
- الديمقراطية هي الشرعية بصر
- اقلابيو مصر ضد الديمقراطية والشرعية الدستورية
- الإنقلاب العسكري ضد الديمقراطية والثورة بمصر
- ماتت الثورة المصرية ورجع مبارك وأصدقائه للسلطة
- مرسي ضد جبهة الإنقاذ كعلي من معاوية
- استمرار المرفق العمومي
- مازلت أذكرها بصمت
- ضرورة تسجيل الطلاق أو التطليق بالنسخة الأصلية لعقد الولادة
- تشييئ الهوية أكذوبة وكذب
- عقلية المشغلين والعمال ومفتشي الشغل بالمغرب
- كل فلسفة أو سياسة يمكن أن تنجح
- حركة 20 فبراير مستمرة
- إخفاق نظام التوقيت المستمر بالمرفق العمومي المغربي
- الإدارة المغربية لا تعمل إلا صباحا ؟
- مذكرات محام
- غالبية الشعب العربي تحن للدكتاتورية ولا تفقه معنى الديمقراطي ...
- تشابك شياطين وملائكة السياسة والاقتصاد في الوطن العربي
- رسالة مفتوحة إلى السيد وزير الداخلية المغربي
- هل بالجزائر آخر نظام عسكري في الدول العربية؟


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الحايل عبد الفتاح - التداعيات والنتائج الأولية للإنقلاب العسكري بمصر