|
ديموقراطية الإرهاب الإخوانى
ميشيل نجيب
كاتب نقدى
(Michael Nagib)
الحوار المتمدن-العدد: 4146 - 2013 / 7 / 7 - 15:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الإرهاب الذى الذى مارسته جماعة الإخوان والتيارات الإسلامية الأخرى فى حق الشعب المصرى قبل وأثناء وبعد إقالة مرسى، بتوظيف كلمة الديموقراطية البراقة التى خدعوا بها الشعب ومن قبله تحالفهم مع أمريكا للوصول والثبات فى كرسى الحكم، رغم أن جماعات التأسلم السياسى هذه كانت من قبل ترفض مصطلح الديموقراطية وتعتبره مصطلح كافر دخيل على الأمة وشريعة الشورى، وهذا ما يعنى مدى النفاق والتلون وتأويل النصوص الدينية بما يخدم أهدافهم الغازية للمجتمعات وإصدار القرارات فى المؤسسات التعليمية والدينية لنشر ثقافة القطيع التى تروج لمقولة أن الإسلام دين ودولة ، وهى مقولة مخادعة لإنسان العصر الحديث من مبتكرات الفكر السياسى المتأسلم الذى يحلم بالحكم ويستغل هذا الشعار الإنسانى الأصولى وتأويل بعض النصوص التى تخدم قضيتهم فى إقناع المسلم البسيط أو المثقف بأن الإسلام دين ودولة هى عقيدة مقدسة يرهبون كل من يقف فى سبيل تحقيقها!! أنتهى عهد مرسى الإخوان الذى أعتبر المصريين غرباء فى وطنهم ومجتمعهم، وتكاثرت فى عهدهم الأزمات والإنكسارات السياسية على الصعيد العالمى وإهتزاز وضعف صورة الرئيس المصرى أمام بقية رؤساء العالم، سنة كاملة من الفوضى وإنعدام الأمن بأوامر مكتب الرئاسة فى الإرشاد الذى كان يخطط لشغل الناس بمشاكل وقضايا جانبية تشغلهم عن التعرض لما ينفذه ويرتكبه تنظيم الإخوان فى كافة أنحاء مصر، وخلال تلك السنة الإخوانية أكتشف الشعب أنه أختار فى الأنتخابات ليحكمه كابوس مختلف عن سابقه المباركى فى أنه كابوس الفكر الدينى المتطرف الذى ألغى التسامح والتعددية والمواطنة والحرية الفردية وهى من مظاهر الدولة المدنية، ليسقط المجتمع المصرى بأسم غلاة الفكر الدينى المتطرف فى الفتن المذهبية والطائفية والقتل التى روج لها هؤلاء الغلاة رجال الدين ومن يسمون أنفسهم دعاة من على منابر المساجد والقنوات الفضائية الدينية التى تحولت إلى قنوات تستغل نصوص الدين فى تحريض الشعب على كراهية الآخر فى المذهب والعقيدة.
الإخوان وبقية التيارات الإسلامية صنعوا لأنفسهم أيديولوجية إستبدادية إرهابية ودشنوها بأسم الديموقراطية التى يختارون منها ما يعجبهم ويصلح لتنفيذ مصالحهم، ليوهموا الشعب والعالم بأنهم يسيرون على طريق الشرعية الديموقراطية، فى الوقت الذى يقومون بسحل الرجال والنساء والتحرش بهم لإرهابهم وزرع الخوف فى نفوسهم ليلزموا بيوتهم ليتناقص ويضعف صوت المعارضة والرفض لممارساتهم القمعية المتكررة، وأستعانتهم بالبلطجية ورجال حماس وغيرهم من الجماعات المتطرفة التى سهلت لهم دخول أرض مصر والعفو الرئاسى عما أرتكبوه من جرائم لضرب كل صوت معارض للإخوان، وتعاملهم مع الشعب من خلال تصنيفه عدة تصنيفات مثل: هؤلاء أعداء الإخوان وهؤلاء خصوم الإخوان وهؤلاء فلول النظام السابق، وهكذا تم تقسيم أبناء مصر بطريقة عنصرية بدلاً من التعامل مع الجميع على قدم المساواة ونسيان الماضى وتاريخه الأسود.
قيم الدولة المدنية التى أستخف بها مرسى وجماعته وإستبدالها بقيم زائفة مثل السمع والطاعة لمرشد الإخوان بأعتباره فى نظرهم سلطة دينية عليا يخضع لها كبيرهم وصغيرهم، وكانوا يسعون لتطبيقها على بقية الشعب المصرى ليقودونه مثل الخراف بعصا المرشد الأكبر، وفى سبيل ذلك كانوا يهدمون دولة مصر المدنية لتحويلها إلى دينية مستغلين أرتفاع مشاعر التدين السطحية والظاهرية التى لقنوها للمصلين والمشاهدين فى خطبهم الدينية وتركيزهم على ترسيخ البغض والأحقاد فى أبناء الوطن الواحد وتقسيمه وفقاً لأيديولوجيتهم العنصرية التى لا مكان لها فى عصرنا الحديث، إن سلاح الإخوان وأتباعهم المفضل هو ممارسة العنف والدخول فى حرب إرهابية يجيدونها ضد الشعب المصرى الذى يتظاهر ويعبر عن رأيه وإرادته سلمياً.
إن رفض الإخوان لسقوطهم المفاجئ والغير منتظر لهم نتيجة لإغلاق عيونهم وآذانهم عن رؤية الحقيقة التى أكدها لهم الشارع المصرى يومياً بأحتجاجاته المتواصلة على سياساتهم الفاشلة وتمسكهم بحكومة قنديل رغم أخطائها الكثيرة مثل رئيسها، كل ذلك لأنهم وضعوا أنفسهم فى عالم وردى يحلمون فيه بأحلام الخلافة التى لا مكان لها فى تفكير مواطن اليوم، الذى ينتظر أسترجاع إنسانيته وحقوقه وحريته، إن التنكر للقيم الإنسانية عن طريق الأستبداد بقيم الديموقراطية الحقيقية وإخراجها من سياقها الإنسانى، جعل حكم مرسى الإخوان ديكتاتورياً إرهابياً يستعين بكل الوسائل المخالفة للعرف والمضادة لمصالح الدولة وأفرادها، وفى آخر خطاب له نسى مرسى الديموقراطية وتمادى فى ألفاظ التهديد والوعيد لمن يعارضه من الشعب، وكأن لسان حاله يقول: شعب مصر ضدى ونحن الإخوان ضد الشعب المصرى!!! أكتشاف الإخوان لفشلهم ورفض الغالبية المصرية لأفكارهم أدى بهم إلى فقدان توازنهم العاطفى وأدى إلى إنفجار ديموقراطيتهم الإرهابية ضد أنفسهم وضد إخوانهم فى الوطن جميعاً.
مسئولية الرئيس الجديد محمد عدلى منصور والشعب من وراءه هى أسترجاع الأمن والسلام للمجتمع المصرى، فى ظل حكومة تجمع خيرة رجال مصر الأكفاء لتقديم خبراتهم لنهضة مصر وطن كل المصريين.
#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)
Michael_Nagib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شكراً شباب التمرد
-
ديموقراطية الشباب الحضارى
-
بركان الرفض والغضب
-
إرحلوا حقناً للدماء
-
الحرب العالمية صفر
-
تمرد ترفض الجلوس مع قاتل
-
رسالة الدبلوماسية الأثيوبية
-
محنة العقل الغيبى
-
مين بيقول ايه إزاى عشان إيه
-
الحفاظ على أرواح الخاطفين
-
النظام يستسلم للإجرام
-
تمرد وطنى على الدكتاتورية
-
فشل النهضة والقرداتى
-
سيناريوهات الثورات العربية
-
الشاطر ودولة الإخوان
-
مشروع نهضة الإخوان
-
وزير التحرش الجنسى بجدارة
-
تحرش وزير الإعلام الجنسى
-
ليست فتنة وليست طائفية
-
باسم يوسف رمز مصرى
المزيد.....
-
ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه
...
-
هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
-
مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
-
متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
-
الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
-
-القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من
...
-
كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
-
شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
-
-أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|