أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح ابراهيم - الشعب اسقط حكم المرشد















المزيد.....

الشعب اسقط حكم المرشد


صباح ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4145 - 2013 / 7 / 6 - 22:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقول المثل لا يصح الا الصحيح ، واذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر .
انتفظ الشعب المصري وسقط حكم المرشد للاخوان المسلمين ومعه رئيس الجمهورية الاخواني محمد مرسي .
فمن هم الاخوان المسلمين وماهي جذورهم التاريخية ؟

ولدت حركة الاخوان المسلمين في احضان بريطنيا العظمى عام 1928، وكان مؤسسها الشيخ المصري حسن البنا ، يترعرع بين احضان السفارة البريطانية ورعايتها ويستلم منها التوجيه والدعم المالي ، وكانت بريطانيا تضع الخطط الاستراتيجية بعيدة المدى لتاتي اكلها وتنضج ثمارها فيما بعد لشق الصف العربي بأيد عربية وتحت غطاء ديني اسمه الاسلام ، فخلقت جماعة الاخوان المسلمين لتحقق لها هدفها السري. ان هذه الخطط الخبيثة تأتي استكمالا لشق الوطن العربي وتجزئته جغرافيا واثنيا بعد مقررات سايكس بيكو عام 1918، فقد جاءت هذه المرة اسلاميا وعلى يد ابنائه .
لقد درس البريطانيون تاريخ العرب جيدا ، وفهموا دينه ومذاهبه المختلفة وتقاليده وتراثه وعرفوا الاختلافات بين المذاهب في الدين الواحد، وماهي نقاط الضعف بينها وكيف يستغلونها لمصلحتهم ، عرفوا ان التاريخ الاسلامي يشهد للخلافات والحروب التي اندلعت بين المسلمين انفسهم منذ حروب الردة ومعارك الخوارج ومعركة الجمل وصفين والنهروان وحروب الدولة الاموية وقريش ، كلها حروب ومعارك دامية دارت بين المسلمين انفسهم وكلهم يؤمن بالله وبرسوله وبقرآنه ، ولكنهم يتقاتلون ويذبح احدهم الاخر على الولاء للامام والخلافة والمناصب القيادية لحكم المسلمين .
فالدين اصبح السلّم والوسيلة للوصول الى الغاية ، وهي المناصب القيادية واستلام زمام امور الدولة وقيادة المجتمع للحصول على المكاسب والمغانم .

لقد ادركت المخابرات البريطانية وبعدها الامريكية من خلال وقائع التاريخ الاسلامي وعرفت نقاط ضعف المسلمين فبادرت منذ مطلع القرن العشرين وربما قبله في تفريق صفوف المسلمين وتشيت شملهم وكسر وحدتهم عبر تاسيس الكثير من الفرق الاسلامية المتناحرة والاحزاب والجماعات كجماعة الاخوان المسلمين في مصر ودعم الشيخ السلفي محمد بن عبد الوهاب في السعودية وتأسيس منظمة القاعدة في افغانستان بزعامة الشيخ اسامة بن لادن .

استخدمت بريطانيا وامريكا الاسلام والمسلمين المتطرفين لمحاربة اعدائهما وتحقيق مصالحهما الامبريالية وخاصة استخدام المسلمين راس حربة لوقف المد الشيوعي السوفيتي في ايران متمثلا بحزب تودة الشيوعي الايراني ومنعه من الوصول الى مياه الخليج العربي عبر ايران الفارسية ، فاسقطت عميلها المخضرم شاهنشاه ايران محمد رضا بهلوي وضحت به لايصال المتطرفين الاسلاميين من المذهب الشيعي لحكم ايران لتحقيق مصالحها في محاربة الشيوعية العالمية وايقاف التمدد السوفيتي . فحركت المخابرات الامريكية الشارع الايراني لعمل الفوضى ونصحت الشاه بمغادرة ايران وسهلت تتويج الخميني امبراطورا دينيا جديدا لايران بديلا لمحمد رضا بهلوي لأنه تعهد بمحاربة الشيوعية والقضاء على الحزب الشيوعي الايراني واعدام منتسبيه بالجملة .

ولمحاربة الشيوعية ومراكز قوى الاتحاد السوفيتي في الشرق الاوسط وبلدان الدول العربية ، فكرت القوى الامبريالية ومنها امريكا وبريطانيا بخطة اخرى لاستخدام القوى الاسلامية لضرب المد الشيوعي في المنطقة .
فنصحت المخابرات الامريكية والبريطانية محمد انور السادات بالسماح لعودة قيادات الاخوان المسلمين من المنفى بعد ان اعدم جمال عبد الناصر عددا منهم والقى بعض قياداتها في السجون وهرب القسم الاخر الى السعودية كمنفى لهم يتلقون منها الدعم والعون . استخدمت المخابرات الامريكية ومُخَطِط استراتيجيتها اليهودي هنري كيسنجر الاخوان المسلمين المصريين لمحاربة التغلغل السوفيتي في مصر وايقاف توسع نشاط الحزب الشيوعي المصري والتيار اليساري الاشتراكي فطلبت من السادات ان يضرب اليساريين بسلاح الاخوان المسلمين لأنها خوفته من القوى اليسارية والاشتراكية التي قد تقضي عليه وعلى حكمه مثل السيد علي صبري الذي كان يشغل منصب نائبا لرئيس الجمهورية لشئون الدفاع الجوي والمسئول عن الاتصالات بين القوات المسلحة المصرية والاتحاد السوفيتي في كل ما يتعلّق بالتسليح والتدريب والخبراء ورئيسا للاتحاد الاشتراكي العربي من 1965 حتى 1967.

رضخ السادات لأوامر اسياده الامريكان ، وقام فيما أسماه السادات نفسه بـ"ثورة التصحيح" وسجن علي صبري 10 سنوات ، ونكل بكل القوى اليسارية المصرية ودعم الاخوان المسلمين واخرج قياداتهم من السجون حسب نصيحة الامريكان، حتى كان مقتله على يد هذه الجماعة الاسلامية صباح الاحتفال بذكرى حرب 6 اوكتوبر عام 1981.

ورغم محاربة جمال عبد الناصر وحسني مبارك لجماعة الاخوان وسجن قياداتها ، الا ان الجماعة بقت نشطة تمارس العمل السري وتعيد تنظيم صفوفها رغم مطاردة المباحت واجهزة امن الدولة لهم . واستطاعت هذه الجماعة استخدام الدين الاسلامي كغطاء لها لكسب الجهلاء والفقراء والكثير من طلاب الجامعات وبعض المثقفين الى صفوفها ، ان تنظيم الاخوان المسلمين يعتبر اكثر الاحزاب والجماعات الاسلامية تنظيما وتسليحا في مصر . وقد كلفوا انصارهم باغتيال العديد من مناوئيهم وكان على رأسهم رئيس الجمهورية انور السادات ، وقبلها اغتيال رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي في 28 ديسمبر 1948 بعد اقدامه على حل جماعة الاخوان المسلمين .واغتيال بطرس غالي و سردار الجيش المصري وحاكم السودان السيرلي ستاك والمفكر فرج فودة ومحاولة اغتيال الكاتب نجيب محفوظ وغيرهم .
ان جماعة الاخوان المسلمين قد نمت وزاد عدد افرادها واستفحل خطرها حتى اصبح لها وزنا كبيرا في الشارع المصري بسبب التساهل في عدم مراقبة خطب التحريض للكثير من دعاة وشيوخ الجماعة وحصولهم على منابر اعلامية وقنوات تلفزيونية يبثون من خلالها افكارهم وتعليماتهم للناس البسطاء ودقة التنظيم السري للاخوان.

استغلت قيادة الجماعة ومرشدها الاحتجاجات الشعبية والنقمة على حكم حسني مبارك وسطوة ابنه جمال وعلاء وانتشار اشاعة توريث الحكم لجمال بعد ابيه ، ركب الاسلاميون موجة ثورة الشباب المصري واحزاب المعارضة وكسبوا جولة الانتخابات الرئاسية لقيادة مصر بعد تنحي حسني مبارك وسيطرة المجلس العسكري عن الحكم ، وبذلك صعد نجم الاخوان المسلمين مجددا في مصر بعد انتخاب محمد مرسي رئيسا لجمهورية مصر العربية وانتعشت الجماعة واستولت على مقاليد الحكم والوزارات وسلطة الاعلام والبرلمان ومجلس الشورى.

انتظر الشعب المصري ليرى مالذي سيجنيه على ايدي قيادات الاخوان المسلمين وحكم المرشد الحاكم الفعلي لمصر، وهل سيحققون لهم الحرية والعدالة وتوفير رغيف الخبز وتشغيل العاطلين وخفظ الاسعار وبناء المساكن لفقراء الشعب وسكان المقابر وابناء العشوائيات . مرت سنة على اداء مرسي اليمين الدستورية وقسمه بأنه سيحافظ على وحدة الشعب ويسعى الى رفاهيته ورفع مستواه الاقتصادي والاجتماعي والصحي ، وانه قد وضع الخطط الكفيلة بنهظة مصر . ولكن سارت الامور بعكس ما كان ينتظره شعب مصر وشبابه وفقراءه ، فقد احتكرت جماعة الاخوان المسلمين السلطة واحتل مقاعد البرلمان الملتحون واصحاب الزبيبة وكأنك تعتقد انك في مسجد وليس في قاعة برلمان حيث يؤذن فيها احد الملتحين وقت الصلاة اثناء النقاشات السياسية ، وتصدرت مشاريع اسلامية غريبة مشاريع القوانين لتشريعها مثل قانون السماح بزواج الفتاة القاصر، وتحليل مضاجعة الزوج لزوجته الميتة ، وتشجيع ختان البنات وغيرها .وزادت ديون مصر الخارجية ومطالبتها القروض الكبيرة من البنك الدولي وطلب الدعم المالي من قطر والعراق وانخفاض سعر صرف الجنيه المصري ، كما زادت الاسعار وشح الحصول على رغيف الخبز وطالت طوابير السيارات للحصول على البنزين والسولار من محطات الوقود وزادت عمليات الهجوم على الشرطة وخطف الجنود في مدن سيناء وانتشرت عصابات تهريب الاسلحة من ليبيا ، وكثرت عمليات تهريب البضائع من سيناء الى غزة عبر الانفاق تحت الارض . وتدهورت الحالة المعاشية للشعب رغم مطالبته بالعيش والحرية والكرامة ، وتخبط محمد مرسي في قرارته السياسية فمرة يصدر قرارا بمنح نفسه صلاحية تشريع القوانين بدل مجلس البرلمان الذي حلته المحكمة الدستورية ، ومرة يتراجع عن ذلك ، ومرة يقيل النائب العام ويعين بديله ومرة يصدر قانون دستوري لا يرحب به الشعب وقواه الوطنية . و يتدخل في سلطة القضاء والسلطة التشريعية حسب توجيهات المرشد العام لجماعة الاخوان ومستشاريه من حزب الحرية والعدالة الاخواني.

ولما اصبحت الطرق كلها مسدودة امام الشعب المصري و الاحزاب المعارضة و قوى الشباب المفجر الحقيقي لثورة 25 يناير ، ثارت جماهير الشعب بقيادة احزاب المعارضة وقيادة (تمرد) واعلنوها ثورة عارمة بوجه الاخوان المسلمين وحكم المرشد وتابعه محمد مرسي في 30 حزيران الذكرى الاولى لاعتلاء مرسي كرسي الرئاسة .

واخيرا وبعد عدم جدوى النصائح التي قدمت لرئيس الجهورية محمد مرسي باصلاح الاوضاع الشاذة بالبلاد ، تدخل الجيش للحفاظ على الوطن من مخاطر التدهور نحو الهاوية .
وقدم وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي انذارا لتلبية مطالب الشعب خلال 48 ساعة والا فان الجيش سيعد خارطة طريق جديدة لقيادة البلاد . ولم يعط محمد مرسي ولا قيادة الاخوان اذنا صاغية لهذا الانذار ، فكان لزاما على الجيش ان يقوم بواجبه الوطني ويتدخل لعزل رئيس الجمهورية الذي لا يجيد قيادة دفة الحكم ولا يعرف اتجاهات بوصلة ادارة البلاد ، وساند الجيشُ المصري الشعبَ المنتفض في 30 حزيران لاستلام زمام امور البلاد ، وتحركت القوات المسلحة لحجز رئيس الجمهورية والقاء القبض على قيادات الاخوان المسلمين وبذلك رجعت البلاد الى احضان القوى الوطنية التقدمية وسقط محمد مرسي وحكم المرشد و الاخوان المسلمين.



#صباح_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الى السيد نوري المالكي رئيس وزراء العراق
- تحريف كتاب (الخالدون 100 واعظمهم محمد)
- اقوال عظماء التاريخ عن الاسلام
- قصة الاسلام عند المستشرقين
- سر الحروف المقطعة في اوائل السور القرآنية - الجزء 7
- سر الحروف المقطعة في اوائل السور القرآنية - الجزء 6
- سر الحروف المقطعة في اوائل السور القرآنية - الجزء 5
- سر الحروف المقطعة في اوائل السور القرآنية - الجزء 4
- سر الحروف المقطعة في اوائل السور القرآنية .. الجزء 3
- سر الحروف المقطعة في اوائل السور القرآنية - الجزء 2
- سر الحروف المقطعة في اوائل السور القرآنية - الجزء 1
- سر الحروف المقطعة في اوائل السور القرآنية
- حكومة العراق الغريبة العجيبة
- الرد على الشيخ احمد القبانجي حول المنهج الاجتماعي والاخلاقي ...
- بغداد مغارة علي بابا والاربعمائة حرامي
- مولد المسيح رسول السلام
- نقد افكار ستيفن هوكينج حول خلق الكون
- نصائح الى الامير ..... نيقولا ميكافيللي
- لا تعطوا الكلاب ما هو مقدس ولاترموا درركم الى الخنازير
- الزمان والمكان في النظرية النسبية لأنشتاين


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح ابراهيم - الشعب اسقط حكم المرشد