أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض حمادي - حوار الحرب والسلام















المزيد.....

حوار الحرب والسلام


رياض حمادي

الحوار المتمدن-العدد: 4145 - 2013 / 7 / 6 - 17:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


_______________________________________عن مؤتمر الحوار اليمني – اليمني _____________________

____________________________كبسولة : تحتاج إلى وسيلتين لإلهاء الناس : الأولى بالحرب والثانية بالحوار _________

الإلهاء بالحرب :

قيل بأن إسرائيل كانت بحاجة لعشرين عاما (هدنة مع العرب) حتى تتمكن من بناء قدراتها وقلب ميزان القوى لصالحها . ولكي تحيا هي في سلام كان لزاما على العرب أن يتقاتلوا , فكانت الحرب العراقية الإيرانية (الحرب السنية الشيعية الأولى) لمدة 8 سنوات . ثم غزو الكويت وعواقبها لتكتمل العشرين عاماً (الأولى).

الإلهاء بالحوار:
لحوارنا اليمني – اليمني نوعين من الإلهاء :

الأول : إلهاء المتحاورين أنفسهم , وليس أجدى من الدولارات لتحقيق ذلك خصوصا إذا عرفنا أن كل شخص سيخرج وفي حسابه البنكي عشرات آلاف الدولارات !
والثاني : إلهاء الناس , أو محاولة إقناع أغلبهم بأن الحوار هو مخرجنا الوحيد من الأزمة , وسيترتب عليه نتائج إيجابية كبيرة . أصبح لدى الناس شعور بأن الزمن متوقف حتى ينتهي الحوار ووحدها نتائجه من سيعيد تدوير عجلة الزمن من جديد .

وفقا لنسبية آينشتاين – العامة – فإن الزمن يتوقف . متى ؟!
عندما تسير بسرعة الضوء أو بسرعة أعلى منه .
بالنسبة لنا لدينا نسبية – خاصة - أخرى هي "النسبية اليمنية" !
حيث يتوقف الزمن فعلا وليس افتراضا , وذلك عندما لا يتحقق شيء على أرض الواقع !

بالعودة إلى الشأن الإسرائيلي , هل جربت إسرائيل إلهاء العرب بالحوار ؟
جربت إلهائهم بالحوار حول السلام وقد كسبت عشرين عاما أخرى !

السؤال : هل يمكن لحوار أن يستمر لمدة عشرين عاما أو لبضعة أشهر ؟!
في السياسة , يمكن للحوار أن يستمر أكثر من ذلك , عندما تكون موازين القوى مختلة لصالح طرف , وليس لدى الطرفين رغبة في العودة إلى ساحة المعركة ! (وعندما يحقق السلام فائدة أكبر من الحرب لصالح الطرف الأقوى !)
لكن ..

نتائج أو مخرجات أي حوار تحكمها المواقع أو القوة على أرض الواقع . لذلك قالوا في المثل الإنجليزي :
If you want peace be prepared for war .
"إذا أردت السلام فكن مستعدا للحرب" !
وقالوا بأن تقدمك على طاولة المفاوضات محكوم ومرهون بتقدمك على أرض المعركة .

فمن هي القوى/السلطات المشتركة في الحوار (اليمني – اليمني) الأكثر استعداداً للحرب ؟!
الحوثيون والإصلاحيون !
وهنا يمكن للتحليل أن يرجح نتائج المعركة لصالح الحوثيين , بناءً على خبرتهم في الحروب السابقة , لكنه ترجيح أو تحليل لا يأخذ في الحسبان تدخل القوى الخارجية الدائم في أي حرب شيعية سنية .
المؤكد أن النتيجة ستكون صفر- صفر مما سيستدعي العودة إلى طاولة المفاوضات مجددا – أي إلى الحوار .

كبسولة قبل الختام :
أي حوار يسبق الحرب , هو حوار سقيم وعقيم , لأن الأطراف المشتركة فيه لا تعلم الحجم الحقيقي لقوة الخصم !
في الحوار قبل الحرب يسعى كل طرف لاستعراض قوته , هل لاحظت بعضا من هذا الاستعراض – داخل لجان الحوار وخارجها - والمترافق لسير الحوار ؟
هذا النوع من الحوار يسمونه "حوار طرشان" , لماذا؟!
لأن أطراف الحوار لم يسمعوا بعد أصوات المدافع !
الأصح , لأن كل طرف لم يسمع سوى صوت مدافعه فقط !

كبسولة الختام : كثير من الحيوانات تتوصل إلى معاهدات سلام دائمة بعد جولة أولى من المبارزة !

حين يتبارز بعض ذكور الحيوانات من أجل الاستئثار بالأنثى أو بالمرعى أو بالصيد , على الخصمين جس قوة بعضهما البعض , وبعد جولة من المناطحات , يرفع الطرف الأضعف ذيل الاستسلام و "يا دار مدخلك دم" !
لدي رغبة – على غير عادتي – في إنهاء هذا المقال / الحوار بتفاؤل , لذلك أقول : من يدري لعلنا نستفيد من تجارب الحيوانات – كما استفدنا منها سابقا في كثير من الاختراعات – فنقلدها ليجنبنا حوار الستة الأشهر , حرب الستة أعوام !
لكن مثل هذه النتيجة المتفائلة يلزمها شرط , وهو مفقود أو يشوبه خلل ما . وهو وجود سلطة عليا تدير الحوار بين سلطات / قوى المجتمع المختلفة , والتي تسعى كل منها للحلول محل الدولة . في الحقيقة هناك سلطتان تديران الحوار : سلطة داخلية تتمثل بسلطة الدولة الضعيفة , وهي سلطة ضعيفة لأنها تحتاج دائما للاستقواء بالسلطات الخارجية التي ترعى الحوار و – ربما - توجهه , وهنا النتيجة المتفائلة مرتبطة بأجندات السلطات الخارجية ! والسبب الثاني لضعف سلطة الدولة هو أن سلطات أو قوى المجتمع المشتركة في الحوار أثبتت أكثر من مرة أنها فوق سلطة الدولة . واقع الحال يقرر بأن نِصاب القوى المشاركة في الحوار مقرر سلفا بما يعكس حجم حضورها أو قوتها في الواقع , ولأن البعض يشعر بعدم تقدير حجمه أو قوته الحقيقية فقد جعل من الحوار مناسبات عديدة لإثبات ذلك .

كبسولة بونس bonus :

يتحول الحوار إلى نوع من الثرثرة عندما لا يعرف المتحاورون الهدف من اجتماعهم حول طاولة واحدة , أو عندما يكون هدف كل طرف – من الحوار - إعلان أو تأكيد نفسه سلطة أعلى من السلطات الأخرى .
يمكن للحوار (اليمني – اليمني) أن ينجح إذا كان هدف السلطات المتحاورة البحث عن السلطة العليا – سلطة الدولة . لكن ولأن واقع الحال يقول بأن وراء كل سلطة مذهب ديني يغذي شعوره بالامتلاء بالحقيقة وامتلاكها , فالتفاؤل ينقلب لا إلى تشاؤم وإنما إلى تقرير وتحليل واقع .

الحرب هي نوع من الحوار , وحوارنا اليمني , كما حواراتنا العربية – العربية , والإسلامية – الإسلامية حرب كلامية . ومصيبتنا في أننا "ظاهرة صوتية" . لذلك لا سبيل لفض هذا الاشتباك الكلامي بين مُلاك الحقائق سوى الصدام الدامي , وكلما كان حجم الدم المسال أكبر كلما زدنا اقتناعاً بنسبية ما لدينا من حقائق واقتربنا أكثر من حقيقة الآخر . حينها سيشعر الجميع بتساوي جميع الأطراف , حقهم في الحياة والتعبير عنها . وحينها يصبح لطاولة الحوار معنى .

كبسولة غليونية :

"إن الخطر الحقيقي الذي يهدد وحدة المجتمعات واستقرارها ليس وجود التيارات والمذاهب المتعارضة كل التعارض , ولكن سيطرة النظرة النرجسية المغلقة والتفوقية التي تمنع من اكتشاف طرق التفاهم وتلغي إمكانية الحوار . فهي النظرة التي تحرمها من الشعور بمشروعية وجود غيرها , أو التي تدفعها إلى عدم رؤيته إلا كوجود وهمي .. ليس أخطر على أمة من أن يتحول النقاش فيها من نقد للحجج العقلية إلى حكم على الشرعية الوجودية واعتراض على العقلية والذهنية" (*)
________________
(*) برهان غليون – نقد السياسة , الدولة والدين .



#رياض_حمادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الربيع المصري يفضح -الربيع العربي-
- ربيع عربي أم شتاء سلفي ؟!
- أرمجدون - الصدام كضرورة للمصالحة
- آيات من سورة الفيسبوك
- سياسة الزواج الاستراتيجي في العلاقات اليمنية السعودية
- أسئلة الربيع العربي (*)
- دورة الحرب والسلام
- اليمن بين التسول والاستثمار
- قصة الثورة أو مشروع التحطيم الذاتي
- عملقة الأقزام - مسلسل التشهير والتكفير اليمني
- دين الثوابت
- الطوطمية والوثنية المعاصرة - السياسة والتحليل النفسي (*)
- نظرية الثورة
- تحت سقيفة بني ساعدة
- شجرة العقل – عندما كان آدم مجنونا
- إله راسه ناشف !
- في انتظار ثورة
- ثورات أم تصفية حسابات ؟!
- حمَّامات الجنة
- الحرية فيفتي فيفتي


المزيد.....




- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض حمادي - حوار الحرب والسلام