أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كيرلس سمعان شهدى - اليمين الإسلامى، الصعود والهبوط فى مصر














المزيد.....


اليمين الإسلامى، الصعود والهبوط فى مصر


كيرلس سمعان شهدى

الحوار المتمدن-العدد: 4145 - 2013 / 7 / 6 - 02:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فى ثمانينيات القرن المنصرم تكبلت الولايات المتحدة وحليفتها بريطانيا الذهاب إلى غياهب صحراء أفغانستان لدعم حركة طالبان ضد غزو الاتحاد السوفيتى آنذاك، قبل ذلك بقرن من الزمان ومن ذات المكان الذى جاءت إليه امدادات الأمريكان بمليارات الدولارات، خرج شاب يقال أنه إيرانى المنشأ والدراسة لدرايته الواسعة بهذا النوع من الفلسفة الإسلامية التى تُدرس فى إيران، ذهب هذا الشاب لوزارة الخارجية البريطانية تحديدًا فى 1885م مقترحا مشروعه بإقامة جامعة إسلامية تشمل مصر وتركيا وإيران وأفغانستان ضد روسيا القيصرية، كان هذا الشاب هو جمال الدين الأفغانى (1839-1897) صاحب أول مشروع لدمج الإسلام بالحركة السياسية، وهو وبلا أى شك الأب الروحى لليمين الإسلامى الذى نشأ فى مصر تحت اسم "الإخوان المسلمين".
حينما نزح الأفغانى إلى مصر قام رياض باشا رئيس وزراء مصر بالعناية به ومنحه متسع للتدريس بجوار الأزهر وراتب شهرى، وفى تلك الفترة تتلمذت نخبة ليست بالقليلة على يده فى مطلعهم الإمام محمد عبده (1849-1905) الذى صار مفتى الديار المصرية. وكان صاحب أفكار قومية سعى لتوحيد الأمة الإسلامية لكنه هادن الاستعمار البريطانى لأنه كان يعرف إن الاستعمار يوفر استراتجية ثقافية تحتاجها الأمة وبشدة بل كانت لعبده فتاوى جريئة بقبول كثير من عادات الغرب، ولكن ربما أن تلميذه الأثير محمد رشيد رضا (1865-1935) انجرف عن الفكر القومى إلى فكر راديكالى يعيد احياء الخلافة الإسلامية مجددًا. وعلى يد هذا الأخير تتلمذ وتأثر بشدة حسن البنا المؤسس والمرشد الأول لجماعة الإخوان المسلمين.
خافت بريطانيا من تأثير الأفغانى الثقافى فرحلته من مصر، اتجه الرجل للهند قليلا ومن بعدها عمل مستشارا لشاه إيران لكن سرعان ما انقلب عليه الأخير وطرده من معيته، وبعدها رحل الأفغانى لباريس ليؤسس مع محمد عبده جريدة "العروة الوثقى"،
عاد الأفغانى بناء على دعوة من الخليفة العثمانى للأستانة، وفى لقاءهم طلب السلطان عبد الحميد أن يترك الأفغانى مهاجمة شاه إيران، لكن الأفغانى وهو المحنك سياسيًا وبكل جرأة رد على السلطان "إنى لأجلك قد عفوت عنه"، وطوال حديث السلطان معه كان الأفغانى يلعب بحبات السبحة، مما حدى برئيس التشريفة أن يلفت انتباه الأفغانى لذلك، فيرد الأفغانى "إن السلطان يلعب بمستقبل الملايين من البشر, أفلا يحق لجمال الدين أن يلعب بسبحته كما يشاء؟".
ربما بذلك نلخص تلك الشخصية الغامضة والتى مهدت السبيل بقوة لصعود اليمين الإسلامى فيما بعد.
ويبقى السؤال المهم هل يمكن لحركة راديكالية أن تحكم بناء على استراتيجية ثقافية؟
نجاح الحركة الإسلامية الأولى التى قادها الرسول محمد (صلعم) تم لأن المجتمع آنذاك كان مفرغ تمام من بنية الدولة المعاصرة فلا يوجد أحزاب ولا نقابات ولا محاكم ولا إعلام والأهم لم يكن هناك جيش منظم لذا استطاع الرسول أن يشكل المجتمع ثقافيا باستخدام مادته الفكرية الخام متمثلة فى القرآن والحديث وصناعة استراتيجية ثقافية طيعة لأى تشكل فى تغيير مفاهيم الحكم السائدة. وكأى راديكالية عانى الحكم الإسلامى من التفرق والنزاعات التى أدت إلى مقتل عثمان بن عفان الحاكم الثالث مباشرة بعد الرسول فيما يُعرف بالفتنة الكبرى، وبالطبع لم تهدأ الأمور إلا بتحول تلك الراديكالية إلى ديكتاتورية قمعية على يد معاوية بن أبى سفيان.
مشكلة حسن البنا والإخوان من بعده إنهم أرادوا إعادة إنتاج إسلام الرسول محمد كما هو، فقد أكد البنا أن القرآن والسنة كافيان لإرشاد المجتمع والشريعة ويمكنهما أن يحلا مكان الفقه العلمانى والقوانين الوضعية. تجاهل المتغيرات الإجتماعية فى عصر الحداثة كان هو المسمار الأول فى فشل التجربة الإخوانية من المهد.
وبالطبع عدم تبنى استراتجية ثقافية للتجديد غير إسلام الألف والاربعمئة العام المنصرمين كان هو بداية النهاية لفكرة الإسلام السياسى، الذى لم يبقَ ناجحًا إلا فى إطار الديكتاتوريات المعاصرة مثل الحركة الوهابية السنية فى السعودية ومثيلتها الشيعية فى إيران.
هل أبدو متجنيًا لو قلت أن الإسلام فى حد ذاته لم يستتب له الحكم والسيطرة إلا حينما خرج من عباءة الراديكالية فى عصر الخلفاء الراشدين ودخل الديكتاتورية بالخلافة الأموية مرة وبالعباسية مرة أخرى. ربما يبدو السيناريو متقابلًا فى عدم استمرار اليمين الإسلامى على مر التاريخ -باستثناء تركيا لو حسبناها كذلك أساسًا- إلا بتحوله لديكتاتورية فى نهاية المطاف، وهل كان هذا هدف الإخوان فى مصر، ربما؟!!



#كيرلس_سمعان_شهدى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كيرلس سمعان شهدى - اليمين الإسلامى، الصعود والهبوط فى مصر