أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ربيع الحسن - بعد تجربة الإخوان في مصر، هل يتعظ السوريون؟















المزيد.....

بعد تجربة الإخوان في مصر، هل يتعظ السوريون؟


ربيع الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 4144 - 2013 / 7 / 5 - 19:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خلال أربعة أيام سقط الرئيس المصري محمد مرسي نتيجة انقلاب عسكري ناعم مدعوم بملايين من الشعب المصري الذين خرجوا في معظم المدن وحتى في الريف الذي كان يعتبر الحاضن الرئيسي للإخوان ليعبروا عن رفضهم لحكم جماعة الإخوان المسلمين، مما لاشك به أن أخطاء الإخوان المسلمون القاتلة هي من سرعت في سقوط حكمهم.
فقد أعلن الإخوان وبشكل علني وعدة مرات عدم نيتهم ترشيح أي عضو من الجماعة للانتخابات الرئاسية بعد فوزهم الكاسح مع الأحزاب الإسلامية الأخرى في انتخابات مجلس الشعب وفجأة قرر الأخوان ترشيح خيرت الشاطر بحجة أن الظروف تغيرت ولكل مرحلة قراراتها ، وتم استبدال الشاطر بمحمد مرسي بسبب قرار قضائي يمنع ترشيح الشاطر أدرك عندها الشعب المصري أن الإخوان مصرون على استلام الرئاسة وليس كما يقولون أنها ظروف تغيرت.
وصل مرسي وشفيق للمرحلة الثانية من الانتخابات لأن كل رموز المعارضة المنضوية تحت راية جبهة الإنقاذ حاليا كانت تمني نفسها بالوصول لكرسي الرئاسة فتوزعت الأصوات فكان من المنطقي أن يصل شفيق ومرسي للمرحلة النهائية لأن الأول ينتمي لحزب مبارك لذي حكم مصر لمدة طويلة فمن الطبيعي أن يجد الكثير من المناصرين له بين طبقة رجال الأعمال والمستفيدين من حكمه والثاني عضو في التنظيم الذي أسس في عام 1928.
من نتائج التصويت في المرحلة الأولى اتضح انخفاض شعبية الإخوان بالمقارنة مع نتائج انتخابات مجلس الشعب لكن تجاهل الإخوان هذه الحقيقة ، في المرحلة الثانية أصبحت الخيارات أضيق أمام المصريين باستثناء من أسقط مبارك والكاره لسياسة وتنظيم جماعة الإخوان هؤلاء في الواقع كان الاختيار سهلا بالنسبة إليهم، سئلت أحد الشباب الذين شاركوا في مظاهرات ميدان التحرير منذ بداية ثورة يناير ضد مبارك من ستنتخب في المرحلة الثانية فأجاب مباشرة وبكل ثقة مرسي. استغربت من إجابته وأنا أعرف أنه يفضل مبارك على الأخوان فرد على استغرابي بالقول نحن نريد أن ينجح مرسي لكي تصل جماعة الإخوان المسلمين إلى سدة الرئاسة وهكذا سيكون بيدها مجلس الشعب والرئاسة ولأننا نعلم أنهم أغبياء والطمع بالسلطة جعلهم يخطئون في الحسابات سيتسمرون في ارتكاب الأخطاء حتى يدرك الشعب كله أنهم فاشلون وخاصة أنهم سيأتون بعد ثورة وفي ظل وضع اقتصادي مزري لذلك فالناس لن تغفر لهم وستحاسبهم بسرعة وعندها سنسقطهم بأسرع ما يمكن.
عندما استلم مرسي الحكم (بافتراض نزاهة الانتخابات) كان ضده بالمطلق جهاز الشرطة والجيش أيضا لم يكن على علاقة ودية مع الأخوان طوال عهد مبارك. لم يدرك الأخوان أيضا هذا الواقع.
تتالت بعدها أخطاء الإخوان فتولى رئاسة الحكومة شخصية مقربة منهم وكذلك افتعلوا مشاكل مع القضاء ومع الإعلام المعروف بتأييده لمبارك فخسر الإخوان على الفور القضاء والإعلام.
عندما شعر الإخوان بأنهم غير قادرون على التحرك بحرية بسبب وقوف الجيش والشرطة وغالبية القضاء والإعلام ضدهم عمدوا لإصلاح أخطائهم بخطيئة قاتلة سرعت بسقوطهم وهي خطيئة الإعلان الدستوري الذي هدفت منه جماعة الإخوان تفويت الفرصة على الخصوم بمنح مرسي صلاحيات مطلقة كي يتصرف الرئيس دون الرجوع لا أي سلطة أخرى في البلاد حتى للقضاء. عندها نزل الشعب المصري الذي لم يتعود في حياته على أن يحكمه رئيس له صلاحيات مطلقة وفوق القضاء الذي لم يجرؤ حسني مبارك من أهانته طوال مدة حكمه، فنزل المصريون إلى الميادين يدعون لأول مرة لإسقاط نظام جماعة الإخوان المسلمين ولكن ولأن المعارضة السياسية هي التي كانت قائدة هذه الاحتجاجات لم تفلح بتحقيق اختراق في جدار الأزمة وكان هذا بمثابة انتصار للإخوان ولكن هذا الانتصار نفسه كان هو السبب في إسقاطهم فيما بعد بمعنى لو تم وقتها تشكيل حكومة بقيادة شخصية معارضة مطعمة بوزراء تكنوقراط كان ذلك أدي لتوزيع المسؤولية السياسية على كل القوى وليس فقط على الإخوان وبالتالي المحاسبة والتقصير يقع على الجميع.
المسيحيون في مصر كان وضعهم جدا سيء في عهد الإخوان فأصبح تكفيرهم علنا وعلى الفضائيات والإساءة لرموزهم الدينية ولعاداتهم والإساءة لبابا الكنيسة المصرية شخصيا أصبح معتادا وهذا أيضا لم يحدث من قبل لدرجة أن بابا الكنيسة نفسه قد قال لمرسي أنك مسئولا عن دولة وليس فقط عن جماعتك، وغير المنتمين للجماعة أصبح يقال عنهم ليسوا مسلمين وكفار وتابعين للغرب مما جعل الشعب المصري الذي لم يعتد على هكذا خطاب يغضب ويستعد لإسقاط حكم الجماعة.
كذلك علاقة شيخ الأزهر مع الإخوان متوترة جدا وكانت هناك محاولات مستمرة من قبل الإخوان لضم الأزهر نحو موقفهم السياسي ومحاولات أخرى لتغيير شيخ الأزهر.
أيضا مشكلة سد النهضة الإثيوبي والاعتداء على شريان الحياة في مصر الذي يعتبر خط أحمر بالنسبة للمصرين وطريقة معالجة الأزمة من قبل الإخوان قوبلت بسخط كبير من قبل المصريين.
هذه الأسباب الرئيسية التي عجلت كثيرا في سقوط حكم جماعة الإخوان المسلمين في مصر وجعلت الملايين تلبي دعوات شباب حركة تمرد للنزول إلى كل المدن بدرجة أكبر بكثير من مظاهراتإسقاط مبارك أما موضوع الحفاظ على العلاقة مع إسرائيل وقطع العلاقات مع سورية فأعتقد أن تأثيرهما كان محدودا في نزول الشعب إلى الشارع ضد الإخوان.
وبالنسبة لتغطية وسائل الإعلام للحدث المصري قبل سقوط الإخوان: العربية استعرضت قوة الجيش المصري وتشكيلاته في حين بالأمس القريب كانت تقسم الجيش السوري طائفيا ومذهبيا وعرقيا.. وهذا طبيعي كون السعودية ضد الإخوان المحسوبين على قطر وخاصة أن حزب النور المرتبط بها كان قد اتفق مع القوات المسلحة على تنحي مرسي..
أما الجزيرة التي كانت تقسم شاشتها لعشرة أجزاء لتنقل كل مظاهرات الاحتجاج في قرى سورية لم تعد تحب التقسيم في مصر لذلك قسمت شاشتها قسمين فقط نصفه تقاطع العدوية والنصف الآخر ميدان التحرير وأغفلت كل المظاهرات في كل المدن الأخرى في مصر المناوئة لمرسي.
في حين التليفزيون السوري في البداية كان يقول: مظاهرات في ميدان التحرير ورابعة العدوية ضد مرسي..
سقوط جماعة الإخوان المسلمين في مصر لم يكن بالتدخل الخارجي ولا بواسطة الشيعة والروافض بل من أسقطهم هو الشعب المصري نفسه لأنهم أحسوا أن هذه الجماعة ستقسم البلد بين مسلم وكافر وبين مؤمن وغير مؤمن وبين من يصلي ويصوم ومن لا يصلي ولا يصوم رغم أن غالبية الشعب مسلم من نفس المذهب وانطلاقا من مصر يتبين لمن يريد أن يرى أن الصراع في المنطقة ليس صراعا طائفيا أو مذهبيا أو عرقيا بل هو صراع سياسي يتم إيهام الرأي العام على أنه صراع طائفي عن طريق كم الكبير من وسائل الاتصال بكافة أشكالها وأنواعها وقد حققوا الكثير من النتائج خاصة في سورية فللأسف أخذ الصراع في كثير من جوانبه اللباس الطائفي والمذهبي وأصبح الجميع يعتبر سورية أرض جهاد ونصرة للدين ولكن ماهو مؤسف أكثر هو دعوة بعض السوريين بشكل مستمر لتدخل الناتو ضد بلادهم بحجة إسقاط النظام ؟ الشعب المصري لم يصدق أن أحد أعضاء جماعة الإخوان طلب قوات دولية لحماية النظام في مصر في حين بعض السوريين علنا يتوسلون التدخل الأجنبي، هل توجد ثورة حقيقة شعبية تتوسل لأعدائها بأن ينصروها؟
هل ستأخذ المعارضات السورية العبر مما جرى في مصر ، فالعالم شاهد ملايين المصريين في أعداد غير مسبوقة ضد حاكم فهل ستقوم المعارضات السورية التي تناضل من أجل حرية الشعب السوري بالمباركة للشعب المصري؟؟
تقول المعارضة المصرية، نريد أن يشارك الإخوان في الحياة السياسية ولا نريد إقصاء أي فريق، في حين المعارضة السورية تقول: كل مؤيد للنظام هو خائن لثورة الشعب وسيحاسب. ومازال البعض يسأل لماذا لم يسقط النظام في سورية؟، هل ستدرك المعارضة السورية التابعة لأمريكا بأن أمريكا ستبيعها كما باعت الإخوان ,مبارك وشاه إيران من قبل؟
وبالنسبة لما ذكره المصدر المسئول عن الجمهورية العربية السورية حول ما يجري في مصر نتفق معه حول دور وأهمية مصر باستثناء هذه العبارة وحبذا لو لم تذكر وهي بالحرف كما وردت: يؤكد المصدر أن ما حدث هو انعطاف جذري ينطوي على إرادة راسخة بالحفاظ على الديمقراطية والتنوع وحق الاختلاف وممارسة العمل السياسي والتعددية السياسية ..
فهل فعلا ستقوم السلطة في سورية بتطبيق هذا الكلام الذي تريده أن يحدث في مصر بكل معانيه؟؟
نتمنى أن تأخذ المعارضة والسلطة في سورية العبر مما جرى في مصر، ونتمنى أن يكون ما يجري في مصر هو بداية الخير والتقدم لها لأنه سيكون كذلك الحال بالنسبة لسورية.



#ربيع_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفتنة المذهبية ليست وليدة الأزمة السورية
- في سورية: هل للمؤيدين حقوق؟
- من غرائب هذا القرن: قصة السوريين مع الانتصار
- قراءة في خطاب السيد حسن نصر الله بذكرى الانتصار
- آكل لحوم البشر- إنتاج سوري نوعي!!!
- متى يمكن أن ترد سورية على العدوان الإسرائيلي؟؟
- ثوار سورية...جددتم لي الأمل
- رد على مقال السيد خليل الشيخة : حزب الله وخدعة الشعارات
- يحق لجبهة النصرة أن تفتخر...
- الجيش السوري -وَسِوى الرّومِ خَلفَ ظَهرِكَ رُومٌ-
- أيهما أخطر عبد العزيز الخير أم أبو محمد الجولاني؟؟
- لماذا يعشق العلويون التطوع في الجيش؟؟
- نناشد قطر ضبط النفس؟؟؟


المزيد.....




- لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء ...
- خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت ...
- # اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
- بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
- لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
- واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك ...
- البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد ...
- ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
- الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
- المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5 ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ربيع الحسن - بعد تجربة الإخوان في مصر، هل يتعظ السوريون؟