|
ملائكة الله علمانيون !
عادل الشامي
الحوار المتمدن-العدد: 4144 - 2013 / 7 / 5 - 15:17
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
من هؤلاء الملائكة الذين انزلهم الله يوم بدر لنصرة نبيه ؟ انهم كانوا مكسوري الشوكة قليلي البطش’ فانهم على كثرتهم واجتماع ايديهم وايدي المسلمين معهم ’ لم يقتلوا اكثر من سبعين رجلا ؟! واين كانت الملائكة يوم احد حين توارى النبي بين القتلى ولم ينصره احد؟ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الملحد ابن الراوندي حين اورد كلام اواستفهام ذلك الملحد فانني اريد من ذلك الاطمئنان لفؤادي حرصا على صيانة ايمانه ونقائه’ وكذلك لابد ان ابحث عن جوابا على اسئلة ذلك الملحد بذات الفترة التي طرح فيها هذا الاستفهام وقد وردتنا الكثير من الاجوبة لعل ابرزها تلك التي تقول (لولا ان الله تعالى حال بيننا وبين الملائكة التي نزلت يوم بدر لمات اهل الارض خوفا من شدة صعقاتهم وارتفاع اصواتهم ) و يروى ان الملائكة كانت تأتي الرجال بصورة رجل يعرفوه الرجال فالملك كان يتصور في صورة من يعرفون . وان الكثير من الايات القرانية تثبت المد السماوي الذي ارسله الله تعالى ليحارب الى جنب المسلمين في بدر واحد وهوازن وغيرها من حروب الرسول(ص). وقد يبدوا ذلك منطقيا بالنسبة للمؤمنين فكيف ينتصرثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا من المسلمين على جيش كبير جرار مثل جيش قريش الذي كانت اعداده تفوق اعداد المسلمين بكثير . اما من وجهة نظر اخرى (علمانية لا غيبية) فانهم يرجعون ذلك الانتصار الى الخطط العسكرية المحكمة التي وضعوها بني البشر (النبي ورجاله) اضافة الى مشقة الطريق التي عانى منها جيش قريش كذلك ما ورد من روايات تثبت سكر وثمالة الجيش القريشي الذي جاء اصلا ليحتفل في بدر ردا على التعرض اليهم من قبل المسلمين . واني في حال استعراض هذه الاراء لا ازعم ابدا بان ذلك المد السماوي لم يكن موجود لكن الغريب في الامر ان ذلك المد السماوي قد انقطع بعد وفاة رسول الله فلم يشارك الملائكة في اي حرب من حروب الردة وقد يكون هذا مبرر كون ان الملائكة كانت تساند رسول الله وفي حروب الردة لم يكن النبي على قيد الحياة ’لكن الغرابة في الامر اننا نسمع اليوم الكثير من اخبار اولئك الملائكة فمن يقول ان الملائكة تقاتل في سورية الى جنب الجيش الحر وهناك من يزعم بان الملائكة تقاتل الى جنب حزب الله وكذلك هناك من يدعي ان الملائكة تقاتل ضد اسرائيل وكذلك تقاتل في افغانستان. هذا ولم تكتفي الملائكة بالجانب العسكري فقط بل تطور دورها الى العمل السياسي فاليوم نسمع ان ملائكة الله تقف الى جانب الرئيس المصري المخلوع محمد مرسي بل حتى رسول الله يساند الرئيس المخلوع فالمنابر الدينية تزعم بان رسول الله قد قدم مرسي للصلاة في المسلمين وكان النبي يصلي خلف مرسي !! لكن هذه المنابر تجاهلت الاسئلة التي ستنطلق على نحو اسئلة ابن الراوندي ومنها اليس الاجدر بالملائكة ان تساند المسلمين في بورما ؟ اليس الاجدر بالملائكة ان تقف مع جانب واحد من المسلمين فكيف يقاتلون بعض الملائكة مع حزب الله في حين ان الجيش الحر يؤكد وجود الملائكة في صفوفه ! فهل حدث انشقاق بين ملائكة الله ؟! ام ان هناك في العرش الرباني خلاف طائفي بين ملائكة سنة وملائكة شيعة ؟! وان كان الجواب لتلك الاسئلة هو ان هذه الطوائف وهولاء المتناحرين لا يمثلون الدين الاسلامي فاني سأكون في حيرة من سؤال اخر فمن يمثل الاسلام الان ؟ فان كان كل من ينطق شهادة لا اله الا الله هو مسلم كما في احاديث رجال الدين الحمائم منهم فالرقعة هنا تتسع لان كل هذه الطوائف تنطق الشهادة الاسلامية وكما يقال ان البعرة تدل على البعير والاثر يدل على المسير فهل من ينطق الشهادة يدل على الاسلام ؟ من المنطقي ان من ينطق الشهادة هو يدل على الاسلام ومن المنطقي ايضا ان تعاليم الدين الاسلامي هي التي قادة الطوائف الى التناحر والاقتتال فكل طائفة تقتل مبررة فعلها من الكتاب والسنة وكذلك تدعي ان الله وملائكته مسددا لخطاها بل وان الملائكة تقاتل لجنبهم . واني لا ازعم ابدا ببطلان ذلك الادعاء لكني اعتقد ان الله وملائكته ينتصرون في اي حرب يدخلوها فكيف لا وهو خالق الجن والانس . كذلك اعتقد ان الله يحب التسامح والمتسامحين يحب السلم والسلام بين بني البشر كما يحبوها اولئك الذين يخرجون بـالمظاهرات السلمية والتي حققت ارادتها بقوة كما هو الحال في مصر (حركة تمرد العلمانية) فانا ازعم ان الملائكة كانت موجودة في ميدان التحرير في مصر وبدليل نصرهم وسلميتهم وعددهم فالملائكة الملتفة حول العلمانيين اكثر ثباتا مع اولئك الملائكة المتواجدون في رابعة العدوية الى جنب الاخوان المسلمين . فهل اخذ انشقاق الملائكة من انشقاق سني شيعي الى انشقاق سني شيعي علماني !! وانا لم افتري في افتراضي هذا بل اسنتج من مجمل الادعاءات الواردة من الطوائف الاسلامية .
#عادل_الشامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-هولوكوست اسلامية-
-
الله ...لمن سيكون ؟؟
-
جون سينا يواجه ابن الوليد
-
المومس الفاضلة والمؤمنة الصلعاء في -ع
...
-
المسرح والطاعون قراءة في المنجز المسرحي العراقي بعد 2003
-
لا مقدس من فضلكم ...
-
فياكرا صلاح منسي على خشبة المسرح الوطني
-
المسرح والطاعون ...حديث لن ينتهي
-
مطر صيف ... بين هم إجتماعي وطرح سياسي
-
الكولاج المسرحي بعد 2003
-
نشاز تحرير الاسدي انسجام تام مع الكولاج المسرحي
المزيد.....
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|