|
المواطنة بين حقيقة المفهوم و تحديات الواقع .
شابة محمد
الحوار المتمدن-العدد: 4144 - 2013 / 7 / 5 - 06:48
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
-;---;-- المبحث الأول : المواطنة , حقيقة المفهوم و علاقته بمؤسسات التنشئة الاجتماعية .
إن مفهوم المواطنة يعتبر من المفاهيم الأساسية و الضرورية لبناء وطن متكامل و متجانس فيما بينه على مستوى الرؤى و السياسات العامة للدولة رغم اختلاف الأعراق و الديانات , فالمواطنة تبقى هي الضامن للجميع الحقوق و الواجبات . إن خلاصة مجموعة من التعاريف التي تناولت مفهوم المواطنة تتخذ من فكرة أن المواطنة هي مجموعة من الحقوق و الواجبات التي يجب أن يقوم بها المواطن اتجاه وطنه , و المواطنة كمفهوم هي الانتماء والإحساس به روحيا و ماديا , حيث أن المواطنة هي الرابط الذي يجمع المواطن بوطنه وفق عقد اجتماعي يتنازل بموجبه كل مواطن على جزء من حرياته و خصوصياته { جون جاك روسو } من أجل تحقيق مفهوم الدولة المواطنة التي تحفظ الحقوق والواجبات لكل مواطن رغم اختلاف الأعراق و الديانات والانتماءات القبلية و الإثنية حيث أن فلسفة المواطنة تجعل من خدمة و أمن و أمان الوطن فوق كل إعتبار و تعمل على الدفاع عليه بشتى الوسائل و جعل كل الموطنين تحت سقف و صف واحد رغم الإختلافات التي تكون بين المواطنين , فالموطن يحس بنفسه مواطنا حينما يتمتع بكافة حقوقه التي يمنحها له الدستور , فالمواطن الحقيقي يمارس حقوقه الدستورية بكل حرية مع احترام خصوصيات كل فئة على حدة , و حينما يحس المواطن بأن هناك قانون يحميه و دولة ترعاه و تحافظ على هبته و تعمل على راحته و خدمته أينما رحل و ارتحل , فإنه أنداك يحس بلذة وطعم مفهوم المواطنة الحقة , و هذا مايدفعه إلى الدفاع على الوطن بكل ما أتيح له من أجل خدمته و السهر على أمنه . إن المواطنة هي تربية و أخلاق و قيم سامية تربى و ترسخ في الطفل منذ صغره من أجل بناء مواطن صالح وواعي بمسؤولياته و حقوقه و ماله و ما عليه في ظل دولة الحق و القانون . إن المدرسة كفضاء للتنشئة الاجتماعية تبقى رافدا من روافد الإقلاع بمفهوم المواطنة و تطبيقها على أرض الواقع عن طريق ترسيخ مجموعة من القيم السامية في ذوات و نفوس الأطفال و تحبيبهم في الوطن الذي ينتمون إليه . إن الهوية هي جزء لا يتجزأ من مفهوم المواطنة , فالهوية هي ارتباط ثقافي و عقائدي و لغوي كل من الهوية و المواطنة كمفهوم يتكاملان فيما بينهما للبناء مواطن واعي و مسؤول من اجل الوصول إلى مفهوم دولة المواطنة . و عليه فإن مفهوم المواطنة أصبح رهانا صعبا بالنسبة لمجموعة من الدول و من بينهم المملكة المغربية التي بدأت في الآونة الأخيرة تحس بشكل جلي بمدى أهمية المواطنة في الحياة السياسية و الاجتماعية والمدنية والعلاقات العامة التي تربط المواطنين فيما بينهم . في مقابل ذالك نسجل تراجعا ملحوظا على مجموعة من قيم المواطنة و الابتعاد على مفهوم الجماعة الأم والتركيز على الفردانية الذاتية و العمل على التحرر من قيود العقد الاجتماعي و الجري وراء الأهداف الخاصة والشخصية على حساب قضايا الوطن , و هذا يرجع للغياب الوعي بمدى أهمية المواطنة في حياة المواطن , فالمواطنة تبقى هي الحصن الحاصن و الضامن الوحيد للعيش تحت سقف واحد . إن الشباب المغربي أضحى في الآونة الأخيرة يتنكر لوطنه الأم إما عن طريق الألفاظ النابية اتجاه وطنه الأم وسبه و شتمه و إعطاء مبررات واهية لإقدامه على مثل هذه الأفعال على غرار أن الوطن لم يقدم له شيء وأنه يحس بالغربة داخل وطنه و هذا ما يدفع به إلى اتخاذ أساليب انتقامية ضد أجهزة و مؤسسات الدولة و ذالك عن طريق التخريب و تحطيم الممتلكات العامة من أجل الإنتقام الدولة لأنه يجهل أصلا أن الدولة تتشكل من مجموعة من المواطنين و المواطنين يشكلون مفهوم الشعب و الشعب يشكل ركيزة من ركائز مفهوم الدولة . و عليه فلابد من خدمة الوطن و تشكيل مؤسساته الحكومية و الغير الحكومية للخدمة الشعب الذي يجب إن يتمتع بجميع حقوقه و واجباته الدستورية التي يحفظها القانون الدستوري للبلد . في مقابل ذالك نجد المجتمع المدني الذي يتشكل من الجمعيات و النوادي و الأحزاب السياسية و النقابات ...الخ . و التي أصبحت في الآونة الأخيرة تولي أهمية كبيرة لترسيخ قيم المواطنة في الحياة اليومية للمواطنين المغاربة و يتجلى ذالك في تأسيس مجموعة من الجمعيات و المنظمات الوطنية و المحلية التي تتخذ من مفهوم المواطنة اسم لها و توجها عاما لمرجعياتها و أنشطتها الأساسية . فاليوم أصبح دور المجتمع المدني دورا أساسيا في الإقلاع بمفهوم المواطنة و لاسيما مع التراجع المهول للمجموعة من قيم المواطنة التي تخلى عنها الجيل الحالي من أبناء المغاربة و الذي يتجلى في ردود أفعالهم وسلوكياتهم اليومية التي يتضح منها جليا تراجع المغاربة على حب وطنهم , فمجموعة من الشباب المغربي أصبح يحلم بالهجرة إلى الديار الأوروبية و الأمريكية لكي يحقق حلمه المنشود تاركا وطنه الأم بين أيادي ثلة من رجالات الاقتصاد المتحكمين في زمام الوطن و المواطنين الذين يعتبرون في المغرب مجرد رعايا و هذا المفهوم هو الذي جعل المغاربة ينتفضون و يقومون في وجه رموز الفساد لكي يغير حالهم من مفهوم الرعية إلى مفهوم المواطن الحقيقي الذي يتمتع بحقوقه و واجباته الكاملة .
إن الشباب المغربي و على غرار الشباب العربي ككل انتفض و ثار و قام في وجه حكوماته و أنظمته طالبا حقه في الحرية و الكرامة و العدالة الاجتماعية في إطار ما يسمى { بالربيع العربي } الذي أسقط مجموعة من الأنظمة العربية , فقد استُخدمت لفظة الربيع أول مرة في عام 1968 للإحالة إلى حركة الإصلاح التي شهدتها تشيكوسلوفاكيا التي جربت الإصلاح السياسي للتخلص من قبضة الاتحاد السوفييتي والانعتاق من النظام الشيوعي السابق، فجاء رد موسكو بإرسال دباباتها إلى العاصمة براج مجهضة الربيع قبل أن تتفتح أزهاره، فكانت نهاية ربيع براج الشهير. فالربيع العربي جعل مجموعة من الحكومات تستفيق من نومها العميق و تستدرك ما فاتها و تعمل على القيام بتعديلات دستورية في جميع هياكل الدولة و مؤسساتها الوطنية حتى يتسنى لها أن تواكب طموحات ورغبات شعوبها التي انتفضت من اجل الحرية و الديمقراطية و الكرامة و هي مجموعة من القيم التي تشكل مفهوم المواطنة الحقة . فالمواطن العربي و المغربي على الخصوص عندما انتفض و ثار في وجه مجموعة من المفاهيم التي تجعل من المواطنين مجرد رعية يخضع لسيده و آمره تجعل منه مجرد قاصر ناقص للعقل . فالرعية كما جاء تعريفها في دائرة المعارف البريطانية { مفهوم يشير الى وجود مملكة وفيها أعضاء ليس لهم ذات حقوقية مستقلة، ويديرها راعي يمتلك الذات الحقوقية وله كل الامتيازات وعلاقته بالاعضاء علاقة الراعي بالقطيع ويستمد قوته بالاستبداد والغلبة، فلايحق لأفراد القطيع الأعتراض أو الاقتراح في موضوع ما يدل على المشاركة في أحسن الأحوال، وتتلخص وظيفة الرعية في الثناء على الراعي وكيل المديح والدعاء له بطول العمر لأنه هو ولي النعمة } . و عليه فهذا على ان الرعية تدل على ان هناك راعي وقطيع فلا يحق لأفراد هذا القطيع بمقتضى العلاقة بينه وبين الراعي أن تكون له إرادة الرفض أو الإعتراض وبمقتضى هذه العلاقة أيضا أن الراعي يحق له أن يقود قطيعه بما يلائم مصلحته وأحيانا ً مزاجيته، لأن القطيع ضمن هذه النظرية هو ملك الراعي فللراعي الحق المنع او العطاء كما أنه يمتلك حق الحياة أوالموت, وقد نرى ذلك جليا الشارع العربي من خلال مصطلحات الشارع أو من خلال التطبيل والتزمير للحاكم وتسخير كل امكانات البلد لخدمته فهو المواطن الأول وهو المواطن الأخير.
فإن مفهوم الرعية يتناقض بشكل صريح مع مفهوم المواطنة الحقة , فالرعية يبقى منقوصا الحقوق والوجبات لأنه مجرد عبد لسيده و ليس له الحق في النقد و الاحتجاج و ليس له الحق في التعبير الحر عكس مفهوم المواطن الذي يتمتع بحقوقه و واجباته الدستورية المشروعة التي تحفظ له كرامته و هبته داخل المنظومة القانونية و التشريعية في إطار سيادة القانون . فأذا كانت إيطاليا صاحبة الدور الأهم في عصر النهضة قد حازت قصب السبق في القرن السادس عشر في فتح الباب أمام العقل السياسي الأوربي، وانكلترا التي رسخت قيم المواطنة الحديثة بثورتها نهاية القرن السابع عشر الميلادي، لتسلم الراية الى الفرنسيين الذين أحدثوا نقلة نوعية في مفهوم المواطنة الحديثة من خلال مجموعة فلاسفتها الكبار أمثال جان جاك روسو صاحب نظرية العقد الإجتماعي وفولتير وروبسبير ومنتسيكيو صاحب كتاب روح القوانين الشهير هؤلاء الذين نبذوا الاستبداد وحاربوه كما حاربوا الملكية المطلقة وقانون الحق الالهي وغيره من انواع الاستعباد، فهل نشهد دولة عربية في القرن الواحد والعشرين تكون السباقة لتكريس قيم المواطنة في المجتمع العربي . إن وزارة التربية الوطنية باعتبارها الجهاز الحكومي المسؤول على تربية النشء و تربية الأجيال عملت على إدماج مادة التربية على المواطنة داخل المنظومة التربوية و ذالك من اجل أن يعي التلميذ المغربي بأهمية الوطن , وكذا للمعرفة القيم و المبادئ النبيلة التي تشكل مفهوم المواطنة . رغم كل شيء فإن الوزارة الوصية على قطاع التربية و التعليم تعمل بشكل جليا على ترسيخ هاته القيم الأساسية و الكونية في ذوات التلاميذ . رغم كل شيء فإننا نسجل مجموعة من الملاحظات على طريقة التلقين لهذه المادة و كذا المدة الزمنية المخصصة لها مع تسجيل غياب شبه تام لمادة التربية على المواطنة داخل صفوف السلك الابتدائي و كذا الثانوي على الرغم من السلك الابتدائي يشكل القاعدة و الأساس للتعليم فلزالت هذه المادة لم تعمم داخل السلك الابتدائي و الثانوي على الرغم من مدى أهميتها القصوى في التلميذ المغربي حيث أن قيم المواطنة تتشكل من مجموعة من القيم الكونية – قيم التسامح , المساواة , و الديمقراطية و الكرامة ... الخ . و غيرها من القيم الكونية , و التي تشكل لنا مفهوم المواطنة حيث أن الوطن و المواطن يشكلان عنصرا أساسيا وجوهريا فيه . إن المواطنة كمفهوم هي تلك العلاقة الرابطة بين المواطن و وطنه الأم في إطار سيادة القانون على كل الفئات و الشرائح المكونة للشعب الذي يتمتع بمفهوم المواطن . إن المواطنة تربية و أخلاق , المواطنة سلوك و معاملات , إننا خلال هذا البحث يتناول موضوع برامج التنشيط السوسيوثقافي و دورها في ترسيخ قيم المواطنة لدى الأطفال المتخلى عنهم بمراكز الرعاية الاجتماعية.
إذن : ما هو دور مراكز الرعاية الاجتماعية في ترسيخ قيم المواطنة ؟ إن مراكز الرعاية الاجتماعية و على غرار كافة المؤسسات الاجتماعية أصبحت تهتم بمفهوم المواطنة وتعمل على ترسيخه في نفوس المستفيدين داخله , فمراكز الرعاية الاجتماعية بمجهودات أطرها ومنشطيها أضحت اليوم تعمل على خلق أنشطة سوسيوثقافية هادفة إلى ترسيخ قيم المواطنة و لاسيما في ذوات الأطفال المحرومين من دفئ العائلة و الأسرة الصغيرة . إن فئة الأطفال المحرومين يعانون في صمت رهيب من تجاهل المجتمع لهم و نبذهم و وصفهم بعبارات دونية على غرار الأطفال اللقطاء و أبناء زنى و هذا ما يولدهم لهم كرها دفينا للغير و للمجتمع ككل , ويولد لهم حب الانتقام إما عن طريق التخريب و الشغب الذي ينقسم إلى قسمين إما عنف لفضي أو شغب مادي يتخذ من فكرة الانتقام من المجتمع فكرة جوهرية بالنسبة لهم و كنتيجة لتجاهل المجتمع لهم الذي تنكر لهم . و عليه فان دور مراكز الرعاية الاجتماعية يبقى ذا أهمية قصوى و أساسية من أجل خلق مواطنين واعين بمسؤوليتهم و حقوقهم و يعملون إلى جانب إخوانهم الآخرين في سلم و سلام .
-;---;-- المبحث الثاني : المواطنة و التنشيط السوسيوثقافي أية علاقة :
إن المواطنة تربية و أخلاق , المواطنة سلوك و معاملات , و تربية على حب الوطن و حب الخير للغير في إطار الجماعة الأم . فالتنشيط السوسيوثقافي كمفهوم لا يمكن أن يفهم خارج إطار التركيبة الاجتماعية باعتباره من المفاهيم المركبة فالسوسيولوجي يعبر هنا عن مختلف الهياكل و المرافق التي تتم فيها العملية التنشيطية أما الثقافي فهو لا يخرج عن مختلف العادات و السلوكيات التي تطبع الإنسان فكل حديث عن الوسط و المحيط السوسيوثقافي هو بالأساس محاولة لرصد العلاقات القائمة بين الشباب التي هي بطبيعة عملها و وظيفتها اجتماعية ثقافية تربوية. و في تعريف لجون بيير ايمهوف يرى أن التنشيط السوسيوثقافي { يقصد بالتنشيط السوسيوثقافي هو كل عمل يتم داخل جماعة أو وسط اجتماعي يهدف إلى التنمية و التواصل و بناء الحياة الاجتماعية و ذالك بواسطة الاعتماد على وسائل عملية و مناهج مباشرة أي مناهج الإدماج و المساهمة الاجتماعية و الثقافية }. و في هذا التعريف نسطر على مجموعة من العبارات الأساسية على غرار الحياة الاجتماعية , الإدماج , الوسط الاجتماعي , فالهدف الأسمى للمواطنة هو بناء حياة اجتماعية داخل وسط سليم و بناء و خلاق وهادف إلى إدماج كل فئاته في إطار المواطنة السمحة . و هنا يتجلى دور التنشيط السوسيوثقافي في تحريك هاته الأدوار التي تلعبها المواطنة لتحقيق الأهداف المنشودة , فلا يمكن تصور مفهوم كامل للمواطنة في ظل غياب مفهوم الإدماج و الحياة الاجتماعية . في السياق ذاته جاء في تعريف وزارة الشبيبة و الرياضة الفرنسية في تقرير لها حول النشاط الثقافي والاجتماعي حيث تقول { يجب أن يتحول التنشيط السوسيوثقافي إلى بيدغوجية و إلى منهج علمي للفهم والمساهمة الاجتماعية و فتح مجالات للاختيار الفردي و الجماعي حتى يتسنى الخلق و الإبداع و تنمية الوسط الذي ينتمون إليه ...فتح فرص لمناقشة هذا الواقع مع الأخذ بعين الاعتبار اختلاف الأوضاع والآراء. يتضح جليا من خلال هذا التعريف الدور الهام و العلاقة القوية بين التنشيط السوسيوثقافي و المواطنة الحقة , لأن التنشيط الاجتماعي الثقافي يبقى هو الرهان الأصعب لتحقيق مفهوم الدولة المواطنة لأن بواسطة التنشيط السوسيوثقافي نستطيع أن نحقق الحياة الاجتماعية و فتح مجالات للاختيار الفردي من اجل تحقيق الإبداع والخلق و فتح مجالات لاستكشاف الواقع بجميع مناحيه مع الأخذ بعين الاعتبار اختلاف الأوضاع والآراء . إن فلسفة المواطنة تنبني بشكل أساسي على قيمة الاختلاف في الآراء و التوجهات حيث انه لا يمكن أن نجد مجتمع متجانسا بشكل كلي و متطابق فكريا و عقائديا...الخ , حيث أن الاختلاف يبقى ضروريا و يعتبر ظاهرة صحية و جد مهمة من أجل بناء مجتمع قوي و مؤمن بثقافة الاعتراف بالأخر . في مقابل ذالك يرى جون بيير بيصنار أن { التنشيط السوسيوثقافي هو المحدد للمعايير السلوك والاتجاهات الفردية و الجماعية مخولا بذالك لهؤلاء الأفراد و الجماعات التكييف و الاندماج الاجتماعيين والاستقلال الفكري ... إن التنشيط هو الجواب الاجتماعي على بعض القضايا و المشاكل و الحاجيات ... }. و هنا يتفق جون بيير بيصنار مع جون بيير ايمهوف على فكرة أن التنشيط السوسيوثقافي يستطيع أن يحقق الإدماج و الاندماج و التكييف الاجتماعيين , حيث يعتبر التنشيط السوسيوثقافي هو جواب على المشاكل والقضايا الاجتماعية . إن التنشيط السوسيوثقافي يعتبر رافدا من روافد الاندماج و التكييف الاجتماعي و الإقلاع بالمجتمع إلى مجتمع خلاق و واعي بمسؤولياته الملقاة عليه في إطار المواطنة و القيم المُشكلة لهاته الأخيرة و لن نستطيع أن نحقق المواطنة المنشودة إلى بتحقيق برامج و أنشطة سوسيوثقافية بموازاة مع الأنشطة اليومية في إطار تقنيات الجماعة و العمل على تحريك هذه الأخيرة نحو الخلق و الإبداع و بناء الوطن و الدولة للربح الرهان والوصول إلى مفهوم الدولة المواطنة التي تحفظ الحقوق و الواجبات و هنا يظهر لنا جليا العلاقة الوطيدة بين التنشيط السوسيوثقافي و مفهوم المواطنة حيث انه لا يمكننا آن نحقق مواطنة بمفهومها الايجابي في معزل عن التنشيط السوسيوثقافي الواعي و المسؤول , و هنا تتضح لنا العلاقة التكاملية و الترابطية والتفاعلية التي تجمع بين المفهومين . إن البرامج السوسيوثقافية المبنية على قواعد سليمة و قوية تستطيع ان تحقق لنا مواطنا مسؤولا متشبعا بقيم كونية و مبادئ نبيلة حيث تعمل البرامج السوسيوثقافية التي ينتجها المنشط السوسيوثقافي المهني الكفء على خلق فضاءات للتعبير و الإبداع الحر و المسؤول حيث أن الناشئة من الأجيال الصاعدة يجب عليها أن تخضع للتربية و التعليم في مستوى تطلعاتهم و يرقى إلى طموحاتهم من اجل بناء أجيال مواطنة محبة لوطنها غيورة على بلدها , حيث أن دور الحقيقي للمنشط هو الترجمة الحقيقية و الواقعية للبرامج سوسيوثقافية إلى أنشطة تربوية و ثقافية تسمو و ترقى إلى مستوى الأنشطة البناءة و الأنشطة المسؤولة وفق مناهج و تقنيات التنشيط السوسيوثقافي من اجل تحقيق مفهوم المواطنة الحقة .
المصادر و التعريفات : =============== Besnard --;-- Animateur socioculturel . « Que sais Je ? » .édition : PUF Perre Paris.1980 . . Jeane Pierre Imhof . Magazine « pour » .N18.1971 . P :28
الربيع العربي هو التغيير الجذري الذي احرزته الثورات السلمية أو الغير السلمية من اجل الحصول على حقوق اكثر، على حياة افضل، على ديموقراطية أشمل . الموسوعة البريطانية بالإنجليزية: Encyclopæ-;---;--dia Britannica أو الـ"بريتانيكا" هيموسوعة عامة باللغة الإنجليزية تصدرها شركة الموسوعة البريطانية، المحدودة بالإنجليزية: Encyclopæ-;---;--dia Britannica, Inc الخاصة. المقالات في الموسوعة تستهدف القراء المتعلمين والمثقفين ويكتبها 100 موظف بدوام كامل، وأكثر من 4400 مساهم مختص . وتعد من أشهر وأدق الموسوعات وأشدها سعة وإطلاع .
جان جاك روسو 28 يونيو 1712-2 يوليو 1778 فيلسوف سويسري، كان أهم كاتب في عصر العقل. وهو فترة من التاريخ الأوروبي، امتدت من أواخر القرن السابع عشر إلى أواخر القرن الثامن عشر الميلاديين. ساعدت فلسفة روسو في تشكيل الأحداث السياسية، التي أدت إلى قيام الثورة الفرنسية. حيث أثرت أعماله في التعليم والأدب والسياسة.
#شابة_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الموريسكيون و التنوع الإثني بالمغرب
المزيد.....
-
لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء
...
-
خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت
...
-
# اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
-
بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
-
لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
-
واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك
...
-
البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد
...
-
ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
-
الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
-
المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|