|
أسئلة تحتاج إلى إجابات حول الواقع العربي والربيع العربي السؤال السابع عشر: ما هو مصير حركة الإخوان المسلمين في العالم العربي بعد إقصاء الدكتور مرسي عن رئاسة الجمهورية المصرية ؟
ميشيل حنا الحاج
الحوار المتمدن-العدد: 4143 - 2013 / 7 / 4 - 08:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أسئلة تحتاج إلى إجابات حول الواقع العربي والربيع العربي السؤال السابع عشر: ما هو مصير حركة الإخوان المسلمين في العالم العربي بعد إقصاء الدكتور مرسي عن رئاسة الجمهورية المصرية ؟
الجماهير التي نزلت إلى شوارع مصر مطالبة باستقالة الدكتور مرسي كانت بالملايين، بل كانت أكثر عددا بأرقام عالية من تلك التي نزلت إلى الشارع في الخامس والعشرين من ينايرعام 2011 مطالبة برحيل حسني مبارك. ومع ذلك فقد استجاب لها الرئيس الأسبق مبارك وأعلن تنحيه عن الرئاسة بعد ثمانية عشر يوما من التظاهر . أما الدكتور مرسي فقد رفض الاستجابة لأي من نداءات صوت العقل، بل وصوت الجماهير الغفيرة التي قدر البعض عددها بعشرين مليونا أو أكثر، وهو رقم تفوق على الرقم الذي حققه مرسي خلال الانتخابات الرئاسية والتي بلغت ثلاثة عشر مليون صوت،أي بزيادة قدرها سبعة ملايين صوت أو أكثر قليلا. وظل الرئيس مرسي على مدى عدة أيام متمسكا بكونه الرئيس الشرعي الذي جاء عن طريق الصندوق، متناسيا أن سلفه حسني مبارك قد تنحى عن الرئاسة مستمعا لصوت الجماهير وصوت العقل أيضا رغم كونه قد جاء أيضا عن طريق الصندوق . صحيح أن البعض قد يقول أن الانتخابات التي جاءت بمبارك إلى الحكم قد شابها التزوير. ولكن الانتخابات التي جاءت بمرسي إلى الحكم قد شابها بعض التزوير كما ادعى البعض، إضافة إلى كون تلك الأصوات الثلاثة عشر مليونا ونيف التي جاءت بمرسي إلى كرسي الرئاسة، إنما جاءت نتيجة يأس المقترعين من منافسه على كرسي الرئاسة أحمد شفيق، خوفا من إعادته لإحياء عهد مبارك لو فاز بالرئاسة، وبالتالي اقترعوا لمصلحة مرسي على أمل أن يكون رئيسا أفضل، ورئيسا لكل المصريين. ولكن ما أن تولى مرسي كرسي الرئاسة حتى تحول إلى رئيس لجماعته فقط، غير عابىء بأولئك من خارج جماعته الذين اقترعوا لمصلحته، وكان اقتراعهم ذاك هو سبب نجاحه. وهكذا بات من الطبيعي أن ينقلب هؤلاء عليه، وأن يخرجوا إلى الشارع مطالبين بتنحيه. فهم من جاءوا به إلى كرسي الرئاسة ، فبات من حقهم بعد أن خذلهم أن يتخلوا عنه.
ولكن الدكتور مرسي لم يستمع لصوت العقل معتقدا أن وجود جماعة الإخوان المسلمين وراءه، إضافة إلى بعض الدعم من حماس، سيساعده على المماطلة إلى حين حلول شهر رمضان المبارك، معتقدا أن الشهر الفضيل سوف ينعش الروح الدينية لدى الصائمين فيعلنون تفهما أكبر لوجود الإخوان المسلمين في الحكم، ولوجوده هو في سدة الرئاسة. لكن حساباته كانت خاطئة، فظل متمسكا بكونه الرئيس الشرعي، معتقدا بأن القوات المسلحة لن تجرؤ على الإطاحة به، وهي إن فعلت، ستواجه مقاومة من مجموعته في الإخوان المسلمين التي اعتقد بأنهم سينزلون تحت الأرض ويبدأون حركة مقاومة شديدة للجيش وللمعارضة بل ولشباب تمرد أيضا .
فهل سيفعل الإخوة في تنظيم الإخوان المسلمين ذلك. هل سينزلون تحت الأرض ويبدأون حركة مقاومة مسلحة في مواجهة الجيش وملايين الشعب الرافضين لحكم الإخوان المسلمين؟
والواقع أن احتمالات كهذه قد تراود أفكار قيادة الإخوان ، بل ربما هي تخطط لها على أمل إحباط هذا التطور الكبير الذي أطاح بمرسي عن كرسي الرئاسة . ولكنهم إذا أقدموا على خطوة طائشة كهذه، سيكونون قد رسموا بداية مصير سيء لحركة الإخوان المسلمين، لا في مصر فحسب، بل في العالم العربي كله. لأن القضية في مصر لن تأخذ شكل ما يجري في سوريا من حرب أهلية. فأولئك المتمردين في سوريا، ما زالوا يعتقدون أن انتصارهم سيؤدي إلى وجود حكم إسلامي في سوريا ، وأن هذا النوع من النظام الإسلامي في دمشق، سيكون أفضل للشعب السوري من حكم حزب البعث القومي وحلفاؤه من الأحزاب اليسارية والقومية والليبرالية. فهم إذن يعيشون على أمل كهذا . أما في مصر، فقد عاش الشعب المصري فعلا نظام حكم الإخوان المسلمين، وعانوا منه الكثير بسبب مساعيه المتواصلة لأخونة النظام في مصر إضافة إلى حدهم للحريات التي أمل الشعب المصري في التمتع بها بعد إسقاطهم مبارك. فالشعب المصري لن يتطلع بعد الآن بشوق لعودة هؤلاء إلى سدة الحكم، وبالتالي لن يقدم لهؤلاء، لو تمردوا وقاوموا فعلا، أي عون أو مساعدة. ومن هنا سيجد أعضاء حركة الإخوان المسلمين في مصر أنفسهم وحيدين في مقاومتهم تلك لو فكروا فعلا في الشروع بمقاومة كهذه ، كما روجت الإذاعات الموالية للإخوان قبل إغلاقها، وكما أوحى الدكتور مرسي في كلمتيه الأخيرتين قبل إسقاطه . كما سيخطئون كثيرا إذا اتجهوا نحو إنشاء إمارة إسلامية في سيناء بدعم من الحركات الجهادية ومن، للأسف، أنصارهم في حركة حماس المتواجدين في غزة على حدود سيناء. وعلى العكس من ذلك ، فهولاء لو استخدموا صوت العقل، سيكونون قادرين على الاحتفاظ بدورهام لهم في مصر، حيث أكد الجيش أنه لا إقصاء لأي من الفصائل عن الساحة السياسية، وبالتالي سيظل بوسعهم أن يمارسوا نشاطهم المعتاد طالما أنهم يستخدمون أساليب ديمقراطية وسلمية، ويبتعدون عن أسلوب الرفض والمقاومة ، وخصوصا المقاومة المسلحة أما إذا ركب الإخوان رؤوسهم، وحاولوا أن يجعلوا من مصر سوريا أخرى ، فإنهم سوف يخسرون الكثير، وقد يقامروا باضمحلال حركة الإخوان المسلمين، لا في مصر فحسب، إذ أن تراجعهم في مصر سيؤثر على حركة النهضة الإسلامية في تونس، وعلى مثيلتها في المغرب. وأكثر من سيتأثر بانكماش قوة الإخوان المسلمين في مصر، هم الإخوة في حماس الذين ساعدوا الدكتور مرسي عام 2011 على الخروج من سجن النطرون، ونأمل ألا يسعون الآن لتحريره من مركز احتجازه في مركز قيادة القوات المسلحة المصرية . والواقع أنه لو حصل وخاض رجالات الإخوان معركة مسلحة رافضة للأمر الواقع الذي بات موجودا، فإنهم سيغامرون بخسارة كل ما عمله وبناه حسن البنا، مؤسس حركة الإخوان المسلمين، منذ ثمانين عاما.
وإضافة إلى خسارة كل ما بناه حسن البنا ، مؤسس حركة الإخوان المسلمين، والجهود التي تلت في عهد أسلافه في مركز الإرشاد والتي استغرقت جميعها ثمانين عاما، فإن خسارة أخرى لا تقل أهمية ستلحق بتلك الحركة. إذ أنه بعد عامين وثلاثة أشهر من القتال في سوريا والتي خاض جماعة النصرة، إضافة إلى مجموعة التوحيد التابعة للإخوان المسلمين، أهم معاركها، ستصاب هذه الحركة بنكسة كبرى وخيبة أمل عظمى بعد النكسة، حتى لا نقول الهزيمة ، التي لحقت بحركة الإخوان المسلمين المصرية ورحيل مرسي عن كرسي الرئاسة. فهذا التغيير قد يؤثر على مجريات القتال، نتيجة تأثر معنويات المقاتلين المتواجدين في سوريا بما حصل. كما أن رحيل مرسي عن الرئاسة قد أطاح بوعوده بإرسال مقاتلين مصريين متطوعين للقتال إلى جانبهم في سوريا . وهكذا نلاحظ حجم المتغيرات التي حصلت وستحصل على الساحة المصرية، وساحات الدول العربية الأخرى، إثر تلك التطورات التي أوصل مصر إليها حركة الشعب المصري، وخصوصا حركة شباب مصر الذين قادوا حركة تمرد التي حققت كل ما كانت تصبو إليه ، فلم تذهب جهودهم سدى.
#ميشيل_حنا_الحاج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أسئلة تحتاج إلى إجابات حول الواقع العربي والربيع العربي – ال
...
-
أسئلة تحتاج إلى إجابة حول الواقع العربي والربيع العربي- الس
...
-
أسئلة تحتاج إلى جواب حول الواقع العربي والربيع العربي – السؤ
...
-
أسئلة تحتاج إلى إجابات حول الواقع العربي والربيع العربي - ال
...
-
أسئلة تحتاج الى اجابات حول الواقع العربي والربيع العربي السؤ
...
-
أين ديمقراطية أثينا بين ديمقراطيات العالم العربي وخصوصا في م
...
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
المزيد.....
|