|
صبر أيوب عولمة من الألم ..أم ألم من العولمة؟
نعيم عبد مهلهل
الحوار المتمدن-العدد: 1187 - 2005 / 5 / 4 - 10:17
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
صبر أيوب..عولمة من الألم .. أم ألم من عولمة ؟ نعيم عبد مهلهل
{ عرياناً خرجت من بطن أمي وعرياناً أعود الى هناك * الرب أعطى والرب أخذ فليكن أسم الرب مباركاً. } سفر أيوب/ الأصحاح الأول لاغرابة في العناوين ، أنها كما يقول جاك بريفير : تفتح بوابة الشعر على مصراعيها .وأيوب سومري كان أم أكدي أم عبراني ،أن حكايته تورثنا مداخل الجد لمراجعة ماتستحدثه الحضارات وعلينا أن نتقبل هذا الحدث واقعاً كان أم بلية . في الأمس البعيد كان التفكير { بالأنا } يقوم على القدرات الروحية قبل كل شيء. اليوم جاءت{ أنا }الجسد لتفرض حتى هيمنة الفكر ، وتلك واحدة من آلام أيوب الجديد الذي تعافت تحت ظل سدرته طفولة أزمنة توارثت من حداثتها عذابات وحروب . وشربت من مغتسله الطاهر معتقدات شعوب عاشت على حلم أن يكون هذا المعتقد هو المخلص كما المسيح في قيامته الأخرى . لكن الجرح يتسع والألم يزداد كما كتل الثلج كلما أوغلت سيراً بأقدام حافية في أراضي الجنوب التي لم تكتشف بعد . لكنهم تركوها لطائر البطريق وجاءوا ليوقضوا أيوب ويحاوروه عن مقدار الألم الذي تصنعه سياط الملوك ورغباتهم الطائشة . ولأني لم أرغب في أيقاظ نبي ذهبت الى الكتب لأدير في أروقتها حوارات مودتي لزمن أستطيع أن أقول عنه : أنه زمن حلم من الطراز المثير. تندرج محنة نبي الله أيوب في خانة الدروس الأزلية الأنسانية وهي في ظاهرها واحدة من تمارين التحمل لكن باطنها يخفي هواجس لاتحصى من مداخلات الهم الروحي والميتافيزيقي والأجتماعي . وأن المحنة بمعناها الحقيقي تمثل رغبة ألهية لجعل القديس جداراً صلباً ضد كل تهديم أرضي على مستوى الجسد والروح ، فكانت قصة أيوب التي تترآى لنا الآن بثلاث مشاهد . القرآني والتوراتي والأسطوري . وهما في محصلة الجمع الحكائي بينهما يصبان في رؤية واحدة . فالرؤية القرآنية المنزلة لقصة أيوب ، هي منزلة أول في سياق العبر الألهية والمعجزات التي خص بها القدير أنبياءه ، وتلاوتها على النبي الكريم محمد ص هي للأستعبار والعبرة أي أنها جاءت مع ماجاءت من قصص الأنبياء وحدثها يملك دلالاته الواضحة رغم قصر مساراتها ، لأن أيوب عليه السلام ذكر في القرآن الكريم في أربع آيات فقط . وماتعرض له أيوب مقتصراً في القص القرآني بمحنة المرض الذي تحمل لأجله ألماً عظيماً وكان صبره كبيراً فتم جزاؤه بالشفاء كما في سورة الأنبياء :{ وأيوب إذ نادى ربه‘أنى مسني الضر وأنت أرحم الراحمين* فأستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين* } . وماجاء في القص القرآني ملك الدلالات الواضحة والتي أعطت للمعنى وضوح الفكرة على مستوى الوعي الأيماني والتأريخي . ولكنه كان في التوراة سفراً كاملاً . يتحدث عن هذا الصالح المبتلى وبتفاصيل أكثر . غير أن المدلول القرآني والتوراتي يصبان في فهم واحد للحدث ، مع أن القيمة البلاغية للسكب القصصي في القرآن بدت أكثر تماسكاً لكنها في التوراة أخذت سعة التأويل وأنتشار المعنى وأنفتاح الحدث الى مؤثرات أجتماعية وكونية تتعلق بالرؤى التي تحدث عنها العهد القديم منذ نشأت الخليقة وحتى ختام آخر الأسفار . وبعيداً عن أيوب . متى عاش وأين ؟ لأنه حتماً ينحصر وجوده بين ثلاثة أمكنة لايتعداه هي أرض بلاد الرافدين والشاهدة على ذلك التدوين السومري والبابلي لحكاية أيوب . أرض كنعان وهي بلاد الشام وفلسطين وتكون التوراة الذين عاش أغلب أنبياءها بعد أبراهيم ع فيها . أرض مصر لأرتباطه بمعتقد أنه كان معاصراً لموسى . وتلك الرؤى هي مفترضة ولكن بقناعة تأريخية لاغير . في العهد القديم تأتي قصة أيوب في سرد قصصي يكاد أن يكون مبوباً في خمسة فصول وعلى 24 أصحاح تتحدث في أولها عن النبي وصفاته وتنتهي في خامسها عن خلاصة الذي جرى لأيوب في محنة المرض وفقدان الأهل والمال . والخطاب الذي حملته القصة واضح الدلالات . أنها العظة من محنة الألم واجهة هذا الرجل الصالح الذي كان من أنبياء الله . لكن العزيز أختار له قدراً مميزاً ليكون في قوة التحمل الروحية والجسدية جراء الفقدان الذي أصابه في كل شيء تعبير على قدرة رسل الله على تحمل أي متغير ومالا يستطيع البشر العادي تحمله . وسعة الرؤى في العهد القديم أنها أتخذت من حكاية أيوب ، الحديث عن مدى أوسع لحياة كانت موجودة وفي أزمنة لم تحدد بالضبط ولكنها بانت أنها أزمنة البعث المتتالي لأنبياء عندما أتسع المدى الحضاري وباتت رؤى الأنسان تأخذ في تفكيرها متغيرات الرؤى وفق أنماط متعددة صنعت بعبقرية مفكر أو ملك أو حتى كاهن خرج عن طاعة نبي . فكان الأشراك هو الفعل الميتافيزيقي الذي شمل حياة المستوطنات البشرية الأولى بعد تكاثر ذرية آدم ولكي يوقف جموح هذا الأشراك جاءت الرسل مبشرة ومنذرة . وماحمله العهد القديم بانت رؤى أمكنته وأناسه ، أنه المناخ ذاته الذي عاشت فيه الديانات الأزلية ، فالأشارات واضحة الى أرض كنعان والجولان وسبأ ، وأشارات القص لمحت الى تداخلات حضارية كثيرة تؤكد على أن الأمر برمته حدث هنا في المثلث الحضاري المحصور بين مصر والشام والعراق . غير أن العظة من هذه القصة تتلخص في أممية الهم الأنساني وعالميته على صعيد التحمل الذاتي للنفس البشرية التي تقع في أختبار صعب كهذا ولأننا لانريد أن نذهب مع التفاصيل فهي مدونة في الكتب السماوية ، وبعضها مدون في الألواح السومرية ، سيقع همنا هنا في أدراج هاجس هذه المحنة على عالمية الأنسان في ظل المتغير الحضاري ، وأعطاء هذه الخصوصية سعةالرؤية لما يكون في ظل توافر أشتراطات جدلية يضعها التاريخ أمام كل حدث كوني ويحاول أن يعممها الى عصوره جميعاً وكأن التأريخ يعيد نفسه . رغم البديهية المنشأة بعقلانية العلم بالنسبة للحدث التأريخي : لاعودة لما كان . في العهد القديم كانت المروية تدون بجمل التأليه لوجود الرب ، وكان لسان حال من تقع عليه وقيعة الرب موجوداً في كل الأسفار التي غلب عليها وصف الحالة عن طريق المناجاة . كما عند نبي الله أيوب . وهذه المناجاة سنعممها هنا كفهم مطلق لرؤية الحداثة لتكوينات حضارية تهم وجودنا ، على فرضية الرؤية التالية وكما جاء في أصحاح أيوب السادس عشر { إحمر وجهي من البكاء وعلى هدبي ظل الموت * مع أنه لاظلم في يدي وصلاتي خالصة }. تطبيقياً . اليوم يتوزع الهاجس الأنساني بأمميته على هذه الشاكلة . والقصد أن الأستلاب الذي أوجده الرب لغاية يراد فيها أكتشاف قدرة الولي على التحمل . أخذت اليوم برؤى جديدة وبغايات تصل الى حدود أن يكون الهم الأيوبي هماً جماعياً وقصده ليس أمتحاناً بقدر ماهو تدمير . ورغم هذا ترى في أدبيات الشعب الذي يراد تدميره من يطلق صراخات أيوب ذاتها وكأنه الأمتحان نفسه . ولكن الفرق أن الرب كما تحدث في العهد القديم أوصى بأتلاف جسد أيوب وماله وبنوه مع الأبقاء على روحه. ومناجاة النبي لربه حد الوصول الى الجزع كان التكلم بها عن طريق الروح وهذا يبان من بلاغتها ومعانيها الكونية والفكرية . فيما تكون عذابات أيوب الحديثة عذابات لاتفرق بين الروح والجسد ويكون تدميرها شاملاً لذا ترى أن الجزع عند الشعب يصل الى الثورة في أكثر الأحيان فيما بقي أيوب منتظراً رحمة الرب الى حين وتحققت. أذن ونحن ندرس عالمية أيوب في ظاهرها الحكائي نصدم بباطنها الروحي . فماذا نحصل ؟ في السفر التاسع عشر يقول أيوب ع مانصه { ليت كلماتي الآن تكتب .ياليتها رسمت في سفر ونقرت الى الأبد في الصخر بقلم حديد ورصاص } . من هذا الدعاء وتلك الأمنية نحصل على أن النص هنا يراد له ديمومة وجودية وتأريخية لغاية في نفس هذا الناسك الصالح الذي قرأ نا عذاباته الجسدية والروحية وعشنا معه في الصميم ولكي نحقق رغبة النبي وهو ما تحقق له على مستوى تدوين قصته في الكتاب السماوي نحصل على هاجس ليس أفتراضياً أنما واقع معاش : أن ألم أيوب قائم في كل مكان وزمان . وعصرنا هذا بفضل تطور الفلسفات وألآلة معاً وصل الى قناعات لاتقبل الشك بأن الذي تحدث به أيوب كان خشيته من عمومية الألم على مدى الدهور ، وهو ماحصل فعلاً. وهذا يضمن لنا خلود تلك المرويات الألهية والأصح الكتب السماوية وأنها كانت في واحدة من معجزاتها توقد في التراث الأنساني ديمومة اليوم الأول وتجدده على مدار القرون ، وعندما يكون هناك تدوين أنساني آخر على مستوى الأدب أو أي أبداع آخر فأن أمر هذا الأبداع يرتهن بمذهبية ما وأيقاع تخلقه مسببات محدودة حتى لو كانت على مستوى العالم . لأن التوافق هنا بالنسبة للكتب السماوية يأتي على حساب أزلية الأزمنة فيها وشيوع فكرة الأعتلاء بالذات الى ماوراء الواقع . فيما تتحدث الأداب برمتها عن محدودية الواقعة ولكن بنزعتها الأنسانية والزمن يكاد محصوراً بوقيعة الحدث ومها طال أمتداده لن يصل الى أزلية أزمنة الكتب السماوية حيث أقترن البدء الأول لكل كتاب بوقيعة الخلق ، وآدم{ ع }شاهد على هذا . أذن في تقديري أننا في القص التوراتي هذا وقبله في آيات القرآن حصلنا على متعة للذهن وشيء هائل من تقوى الروح ولكن في شمولية أنعكاس الحدث الأيوبي ستتعدد أشتغالاتنا وتصل الى مديات أبعد تعكس هيمنة هذا الهاجس الأليم على كل مايتعرض له الأنسان في أي بقعة من بقاع العالم على مستوى وجوده الفردي والوطني والقومي والأممي . أذن في هذا حصلنا على شيوع الفكرة مما تعرض له نبي الله أيوب وأن مزاوجة القصد في الحكاية في أي كتاب‘وجدت فيه سماوياً كان أم أسطورياً الغاية منه هو أستنارة العقل عبر المغزى الذي تحدث عنه نبي الله أيوب في الأصحاح التاسع عشر عندما تمنى ان يدون ألمه بقلم حديد ورصاص . ولكي نعكس المعاناة على الوجود الآني لحضاراتنا سنجد أن درس أيوب قائم وممتثل في الكثير من الممارسات الحضارية التي يتعرضها لها العالم الأرضي على مستوى الفرد والجماعة المجتمعة في أمة ما أو وطن وتلك في واحدة من صورها : الأضطهادات التي نتعرض لها بدءاً من مناخات المنزل وصعوداً الى العمل والموقف الوطني والقومي ثم الأنساني . ويمكن أن نضع من واقع تجربة الأنسان العراقي منذ أعلان تتابع الحروب . وما تعرض له على مستوى الألم في الحصار الأقتصادي والنفسي والثقافي وحتى الترفيهي ومنعه من السفر من قبل الحاكم وعدو الحاكم ، حيث يمنع العراقي مثلاً أذا أستطاع أن يصل الى بلد مجاور أن يمنح أي تأشيرة سفر الى أي بلد آخر . وتعمم كونية هذا الألم في مستويات متنوعة على هذه الشاكلة حتى في رؤانا الى أنعكاس الظاهرة الحضارية على الذات المتحررة : الأمريكان والأوربيين مثالاً. فأن المستويات العليا للأنتحار عند الشباب الأوربي والياباني مثلاً وأكثر مايحدث في اليابان عند مثقفيه الكونيين . ميشيما وكاوباتا مثلاً يرينا ضغوط الألم الداخلي الذي يقارب في الوجع الأيوبي المصنوع من أضطهاد الأمتحان الألهي . وهذا شعور لازم الكثير من الحركات الدينية المتطرفة وأكثرها في أمريكا والتي قادها ألم الذات والتهديم الروحي المصنوع من العذاب الحضاري الى أن يصدر مرشدوها الروحيين أوامر الأنتحار الجماعي . ويمكن أن نعتبر منظمة أووم اليابانية ذات التفكير الروحي الميال الى معاقبة المجتمع على النتاجات التي يحصدونها من عذابات الذات التي يعتقدون أن مسبباتها هي الأفرازات الحضارية الجديدة تدرج في هذه الخانة . أذن صورة أيوب التوراتية هي اليوم معكوسة بنظرة التمرد ضد هذا الألم وعولمتها تضيف لنا مشاهدات أخرى لتجسيد الهوس الخضاري الذي يصنعه مسبب ذلك الألم حتى بتنا نحس أن الألم الأيوبي خرج عن سيطرت التفكير الذي كنا نفسر فيه أن الرجل تم أمتحانه ونجح في أجتيازه بفضل قوة روحه وقدرته على التحمل . ولكن من يستطيع اليوم أن يفعل مافعله أيوب في الأمس البعيد .؟ الرؤية الثالثة في عولمة الألم الأيوبي ، هو الرؤية الأسطورية المبنية على حكاية المدونة السومرية والبابلية والتي تلتقي في قصدية الحدث مع القراءات الروحية والحكائية للحدث في الكتب السماوية . وعندما ترجم عالم السومريات الكبير { صومائيل كريمر } صاحب الكتاب الشهير ألواح سومر قصيدة تدور حول الألم الأنساني وفق رؤيا الكاتب السومري التي دونها وكانت حافلة بهاجس عبر عنه الشاعر السومري المجهول بالنص التالي وهو المقارب النفسي لما حدث لأيوب السومري بقوله : { في اليوم الذي قسمت فيه الأنصبة كانت الحصة المخصصة لي العذاب والألم }. وهذا التعبير عكس الحكاية بكامل بناءها الفكري والروحي . وقد نشرها العالم كريمر في أربع أقسام تشبه تماماً التسلسلات البنائية والمعنوية التي وردت في سفر أيوب التوراتي . ولأننا في أعلاه أوجزنا دالة المعنى لقصدية أن نوجد الرابط بين الحدث الكوني الأول ومايحدث اليوم ، سوف لن نوغل في تبيان تشابهات الرؤى وأنعكاساتها بين الذهنية السومرية والبابلية التي حملت في أدبياتها تطويراً لهذه الفكرة الموروثة أصلاً من أدبيات سومر .فماعاناه أيوب ظلت ظلاله مسيطرة على كل أدبيات الذين أرادوا من محنة الرجل درساً كونياً ، وكما أتخذت كتب السماء من الحصانة الروحية التي أمتلكها أيوب كواجهة لأثبات قدرة صنيع الله ليتجاوز أي محنة . ظل هذا الهاجس مسيطراً حتى على مثالية التفكير البشري وقدرته علة خلق مسببات كونية لحماية فكرة ما لأي داعية كان سياسي أم فيلسوف وبهذا يكون هذا النص في أصله الروحي كان أم المادي درساً متجدداً مع خيارات الطبيعة أين ماكانت وكلما تطورت . ولهذا يظل الماضي يهمن على مسيرة الحاضر وبدونه تبدو الحياة عاجزة الى السير نحو قيمها العظيمة مهما تفننت العقول في خلق عالمها الجديد والجميل . لأن الفكرة القديمة بحكايتها ودرسها تبقى ملازمة لجميع أخلاقيات الحياة التي نملكها اليوم ونملكها غداً ومهما كانت المسببات والنتائج . ولهذا في رجوعنا الى نصوص أهلنا في سومر وبابل يترآى لنا نفس المحكي ونفس القصد ولكن بتراجم لاندري أن كانت تنقل لنا ماتريده وقيعة الحكاية بالضبط أم ان الأمر يكاد يكون تقريباً لما أرادت أن تقوله الحكاية ، غير أن النص التوراتي أخلتف كثيراً عن الحكاية السومرية والبابلية لمأساة أيوب ، إذ أشتغلت التوراة على حس عال من تفكير النبي بما أصابه ، وكذلك فعل القرآن الكريم رغم قلة ما ذكر عن أيوب في قصص الأنبياء لكن الحكاية كانت في رموزها ودلالاتها القرآنية ترينا فهما عميقاً لكونية الحدث الأيوبي المرتبط بتفكير الذات وقت معاناتها وكأننا اليوم نحتاج لقديسينا المبتلين من جورعولمات الضد الهابطة روحياً وأجتماعياً نحتاج الى حجم مقارب لحجم الصبر الذي ملك أيوب وهو يتلقى عذاباته حد الجزع ورغم هذا كان عليه أن يصبر ولاينتهي به الأمر الى طلقة مسدس في الرأس أو سيف في البطن . والقنوط الذي لبس أيوب في الأزمنة البعيدة جعلته يقول : لاأحد يستمع ألي في الطريق .. ولاعين تنظر الي أذا ما دخلت القصر ومعارفي حالما يرونني يعبرون الى الجانب الآخر أهلي يعاملونني كأنني غريب.. لكنه مثل الأمال التي تعيش فينا الآن يحصل في النهاية على لحظة التتويج لما يرغب في تجانس تام مع أحساس الموسيقى وهي ترتقي مع ألالام معذب كما في واحدة من أجمل السمفونيات ليحصل أيوب البابلي على هدية صبره .. الخلاص لك يامن أنت في الكرب العظيم فأنه جعل الريح تحمل أذاي ………………………………… حنجرتي التي ضاقت وأختفت أرجعها الى وضعها فصارت تغني كالمزمار ………………………………… أنا من نزل القبر ، قد عاد الى بوابة شروق الشمس … وهكذا نرى حجم الألم كيف يمتلك هاجسه الكوني والأزلي عندما يكون حقيقياً ، ولايحمل مخادعات الفكرة المقصودة . أن عولمة الألم في معاناة أيوب توقظ فينا أحاسيس شتى في مداولات الحاضر ، وما حصل غداً يحصل اليوم . أي أن الرداء وحده تغير ، أما الجسد فظل هو والتبدلات التي تحدث في ذاكرته هو نتاج للمتغير الحضاري لكن هذا المتغير سوف لن يتخلص أبداً من ظلال الماضي ليس لأننا أتينا منه أصلاً ، بل لأنه موجود فينا دائماً شئنا أم أبينا !
#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
للقلب دموع وللبصل ايضا
-
امراة تتحدث مع وردة
-
الذكورة والأنوثة بين الثقافة التقليدية والعولمة ...رؤى مؤسطر
...
-
معزوفة ليل تحت جفن أمراة
-
أتحاد أدباء العراق الصامت كحجر
-
حمامة بيكاسو وحمامة كاظم ابو زواغي
-
الحرب وأجنحة الفراشات ..فصل من مذكرات العريف كاستون باشلار
-
عقيل علي طائر لن يتوارى وآدم باق في جنائنه
-
مارواه الطبري عن العشق السومري
-
ماركيز يكتب عن شاكيرا وأنا أكتب عن ماركيز وشاكيرا
-
الأصول الأرضية والسماوية للطائفة المندائية
-
الحرب بين تهديم الذاكرة وبناءها
-
البيت المندائي أشعل قلب الوردة بالحب
-
الاهوار ذاكرة البط والميثولوجيا ..الحرب
-
غاليلو يتأرجح من بندول ويتصل بالهاتف المحمول
-
السابح في العطر
-
ماتخيله ماكس مالوان في مقبرة أور المقدسة..محاكاة لعودة الأنك
...
-
يوم تولد الشمس علينا أن نفطم القمر
-
لتفاصيل السرية للحظة موت أبي
-
تصور بنزرتي لموت روائية وأميرة
المزيد.....
-
الحكومة الإسرائيلية تقر بالإجماع فرض عقوبات على صحيفة -هآرتس
...
-
الإمارات تكشف هوية المتورطين في مقتل الحاخام الإسرائيلي-المو
...
-
غوتيريش يدين استخدام الألغام المضادة للأفراد في نزاع أوكراني
...
-
انتظرته والدته لعام وشهرين ووصل إليها جثة هامدة
-
خمسة معتقدات خاطئة عن كسور العظام
-
عشرات الآلاف من أنصار عمران خان يقتربون من إسلام أباد التي أ
...
-
روسيا تضرب تجمعات أوكرانية وتدمر معدات عسكرية في 141 موقعًا
...
-
عاصفة -بيرت- تخلّف قتلى ودمارا في بريطانيا (فيديو)
-
مصر.. أرملة ملحن مشهور تتحدث بعد مشاجرة أثناء دفنه واتهامات
...
-
السجن لشاب كوري تعمّد زيادة وزنه ليتهرب من الخدمة العسكرية!
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|