زاهر بولس
الحوار المتمدن-العدد: 4143 - 2013 / 7 / 4 - 08:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
للمرة الثانية تحاول قيادة القوات المسلحة المصرية قتل الروح الثورية في الشارع المصري الرائع الذي لقن العالم درسا في حب الوطن والحياة، درسا في حب الحرية والديمقراطية، درسا في ارقى اساليب النضال من أجل العدالة الاجتماعية، ولكن.. لا ننسى الارتباط العضوي بين قيادة الجيش المصري وبين الولايات المتحدة الامريكية، وان الولايات المتحدة تعلمت جيدا من دروس الماضي في فترة عبد الناصر، ولها ارتباطها مع الاخوان ومع الجيش ومع بعض قيادات الشارع، وكلها خطوط دفاع عن مصالحها، وترتضى وتعمل على التقدم الأقل دون استفزاز حتى لا تخرج من اللعبة.
الناس في الشارع قاب ثورة وادنى، والملايين كفيلة بالنصر، لذا، وفي الأوج، قطع الجيش المد الثوري، مجددا، مؤقتا، لينحصر المطلب ثانية بصندوق الاقتراع وبتفاوض ماراتوني حول بنود الدستور لئلا "تنفلت" نحو الأرقى الممكن، ولتبق اسيرة اللعبة الانتخابية الشكلية، وأسيرة رأس المال المحلي والأجنبي وامكانيات تأثيره على تشكيل الوعي، مؤقتا، ليتصدر الحكم أبناء أمريكا الشرعيين وتنصيبهم قادة للحراك الثاني، أمثال محمد البرادعي وعمرو موسى وحتى بعض القيادات الشابة.
لم يكن مطلب الروح الثورية في حراكين شعبيين في مصر انتخابات شكلية ورحيل الرئيس فحسب، انما اعادة تشكيل علاقات الانتاج وتوزيع الثروة، باختصار، عدالة اجتماعية، ودستور مدني تقدمي يحفظ الحريات والمساواة والكرامة الوطنية، وقطع العلاقات مع اسرائيل، والتخلص من هيمنة الولايات المتحدة والبنك الدولي.
مرة أخرى ما اكتمل العرس، ولكن الف تحية للشعب المصري الجبّار القادر، ولن ينتهي الحراك هنا، لان اللُبنة الأساسية، الوعي والادراك السياسي والاجتماعي، تحرّر مارده.. ولا نلوم المعتصمين على فرحهم وقبولهم، لانهم يدركون قدرة قوى الاستعمار على ادخال مصر الى دوامة الحرب الأهلية التقسيميّة كما تفعل في دول عربية أخرى بذرائع الديمقراطية.
#زاهر_بولس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟