أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مازن كم الماز - و رحل نبي التمرد














المزيد.....

و رحل نبي التمرد


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 4143 - 2013 / 7 / 4 - 01:57
المحور: سيرة ذاتية
    


تمثل سيرة العفيف الأخضر أفضل تمثيل قصة المثقف العربي المعاصر , و المثقف عموما , خاصة تردده بين المؤسسة القائمة , التي تقع السلطة في مركزها , و بين هامشها , الأقرب إلى القاعدة , بين تبرير السائد و بين أحلام التغيير و رغبات التمرد .. مثل كل أنبياء التمرد في الشرق , بدأ العفيف الأخضر تمرده مع مشروع نخبوي للتغيير , مشروع بن بيللا للتسيير الذاتي , لكن انقلاب بومدين أجبره على البحث عن مكان آخر و مشروع آخر , سرعان ما وجده في الأردن مع المقاومة الفلسطينية .. كان العفيف الأخضر قد أدرك محدودية مشاريع التغيير النخبوية من أعلى , و أخذ يتحدث عن "كل السلطة للمقاومة" , "كل السلطة للمجالس" .. لا شك أن الطابع الشعبي و الديمقراطي العميق للمقاومة الفلسطينية في تلك الأيام قد جذبه و حفز فيه الآمال باقتراب شيء ما جدي , تغيير جذري يبدأ من القاعدة , و دفعه للدعوة و العمل بكل همة لإنجاز ذلك التغيير .. و كبقية أنبياء التمرد , كان العفيف الأخضر صادقا مع نفسه و حلمه لدرجة القداسة , لم يهادن أحدا , و لذلك سرعان ما خاب ظنه بقيادة المقاومة الفلسطينية , فانتقدها صراحة , ثم انتقل إلى بيروت باحثا من جديد عن الطريق إلى ذلك التغيير الجذري , حيث ألف و كتب في كل ممنوع , ليس فقط من السلطة , بل أيضا من مدعي اليسار و التحرر , هاجم التابوهات , و هاجم كل أشكال الاستبداد , الحزبي و الديني , و هاجم كل أشكال "الانعتاق" الزائف , هاجم القومية العربية و التروتسكية و الجمود العقائدي , الديني و الماركسي بنفس الدرجة , و استمر في دعوته إلى التسيير الذاتي للناس و للمجتمعات .. و ككثير من أنبياء التمرد , ترجل الفارس أخيرا و هو حي , لقد هزم , هزمه الواقع , فرفع الراية البيضاء .. بعد انهيار أحلامه الكبرى , و بعد أن اكتشف أن التغيير الجذري بعيد جدا , صعب جدا , إن لم يكن مستحيلا , أصبح الرجل "واقعيا" , انتقى من بين الخيارات السلطوية القائمة "أفضلها" فأصبح ليبراليا , و انتهى بالدفاع عن تحضير شعوبنا بغزوها من خارج متحضر .. لا تجب المبالغة بهذا النكوص عند العفيف الأخضر , فمعظم المثقفين المؤسساتيين ( أو العاملين لدى المؤسسات السائدة ) في بلادنا لا يخرجون أبدا عن الثقافة الدارجة , و يستطيعون بغالبيتهم أن ينتقلوا من سائد إلى آخر بكل بساطة دون أي حرج , أو الحاجة لنقد ما قد سبق .. ينتمي إلى نفس طائفة العفيف الأخضر قلة من ماضينا و حاضرنا , أمثال عبد الله القصيمي و نجيب سرور , و خارج حدود العالم الذي يتحدث العربية , أشخاص ككافكا و رامبو , أشخاص عاشوا ما قالوه و اعتقدوا به , فعاشوا على هامش المؤسسة و الخطاب السائدين .. بقي هاجس الحاضر يسكن العفيف الأخضر , لكن هذه المرة بفهم سلطوي , كان يدافع عن اللحظة الراهنة في الصراع مع أشباح الماضي , فاختار الصراع ضد القوى السلطوية التي ترفع الماضي شعارا بدعم القوى السلطوية التي ترفع الحاضر شعارا .. هزم الأخضر طويلا قبل أن ينتحر , لكن انتحاره لم يكن هزيمة , بل لعل انتحاره هو انتصاره الأخير على تلك القوى التي هزمته حيا



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاولة لإعادة تعريف القاعدة
- السوريون : آخر قرابين التاريخ
- 2050
- نحو بديل ثوري تحرري
- ليون تروتسكي للشيوعي المجالسي باول ماتيك - 1940
- أدب المقاومة : الشاعر و الروائي السوريالي الروسي دانييل خارم ...
- نحو جاهلية جديدة
- فانتازيا ثورية : كافكا في دمشق
- محاولة لتحليل شخصية محمد
- مي زيادة و جبران خليل جبران
- مسكين أنت أيها العبد !!!
- ماذا بقي من الحلم السوري ؟
- كيف تنظر الطبقة السياسية و المثقفة للشباب الثائر
- أخلاق -حرة- ؟ -حب حر- ؟
- القصاص أو الفوضى
- تجربة شخصية مع الله و الرغبة
- الصعاليك , الثوار العرب الأوائل
- نحو دادائية عربية
- ذكريات إدلبية
- فلسفة التمرد الكامنة وراء تكتيكات البلاك بلوك


المزيد.....




- صحة غزة: مقتل أكثر من 90 شخصا في غارات إسرائيلية خلال 48 ساع ...
- إعلام: هواوي تطلق إنترنت -10 G- في الصين
- -سي إن إن-: هدنة عيد الفصح ستتسبب بصعوبات لأوكرانيا
- سوريا.. اندلاع حرائق ضخمة في مدينة مصياف بريف حماة (صور)
- مظاهرات في عواصم ومدن أوروبية عدة تطالب برفع الحصار ووقف حرب ...
- مسؤول أميركي يتحدث عن إحراز تقدم بمفاوضات النووي مع إيران
- سيناتور روسي يعلق على تصريح زيلينسكي بشأن هدنة عيد الفصح
- نيجيريا.. مسلحون يقتلون 56 شخصا في ولاية بينو وسط البلاد
- مصر.. المشدد 5 سنوات وغرامة في حق المقاول محمد علي بتهمة -غس ...
- ألمانيا.. مقتل شخصين بإطلاق للنار في بلدة شمالي فرانكفورت


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مازن كم الماز - و رحل نبي التمرد