أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل شاكر الرفاعي - لماذا انتفض الشعب ضد الاخوان















المزيد.....

لماذا انتفض الشعب ضد الاخوان


اسماعيل شاكر الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 4142 - 2013 / 7 / 3 - 21:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحت هذا العنوان كتب الاستاذ رمضان عيسى ملاحظاته حول مقالتي " درس الثورة المصرية الجديد ‘‘ المنشورة في العدد 4145 من الحوار المتمدن ليوم 1ــ 7 ــ 2013 عدد فيها اسباب انتفاضة الشعب المصري . وهي ملاحظات صحيحة ووجيهة ولا اعتراض لي عليها . ولكنني احب القول بانني حاولت في مقالتي المشار اليها اعلاه ان اقرأ الحدث المصري الكبير بعيون غير مصرية ، اذ لو قرأتها من زاوية نظرة المصريين الى فعلهم الخلاق في 30 حزيران أكون " كناقلٍ تمراً الى هجرِ ‘‘ وهجر قرية اشتهرت بجودة تمورها وبكثافة نخيلها ، ضربت العرب بهذا القول مثلاً على التاجر الذي لا يعرف كيف يختار منافذ تصريف بضاعته . ما حاجة الناس في مصر الى ان اسرد على مسامعهم اسباب اجتراحهم لمعجزة ثورتهم الثانية ، على اهمية هذه الاسباب التي ارى ان المختصين بالتاريخ والباحثين عن وثائق الحدث التاريخي معنيون بها ، اكثر من حاجة كاتب عراقي يعرف هذه الاسباب ولكنه لا يريد ان يكررها على مسامع الناس الذين دفعتهم الى الاحتجاج والتظاهر بهذه الكثافة غير المسبوقة . انا بحاجة ماسة لأن استنطق الحدث واقوّله ما لا يريد قوله الآن . فنحن ما زلنا في القلب من الحدث ، وما زال الحدث امكانية يناضل انصاره بما اوتوا من امكانيات لتحويله الى وجود بالفعل .انطلاقاً من زاوية النظر هذه قرأتُ الحدث في 30 حزيران الذي حاولت فيه التركيز على ان لمصر القدرة على تحويل منجزاتها التاريخية الى مفاهيم سياسية تجد لها صدى خارج حدودها : من محمد علي باشا ( انطلاقة النهضة والتحديث ) الى انتفاضة عرابي العسكرية ( دور الجيش الوطني ) الى ليبرالية الوفد ، الى تعطيل سيرورة التطور الذاتية ومصادرة التعددية وبالتالي الحريات مع الانقلاب / الثورة في 1952 ، كل تلك الاحداث التاريخية كانت مناط محاكاة واستنساخ من قبل شعوب الدول العربية الاخرى . وحين فرضت ثورات الربيع العربي مبدأ دورية الانتخابات كاسرة بذلك مسار آلية سياسية عمرها آلاف السنوات ، وفاز الاخوان في مصر برئاسة الجمهورية ، فأن هذا الفوز سيكون عنواناً على بداية مرحلة تاريخية يمكن تسميتها : بالاخوانية ، ستعمم ثقافتها السياسية على المنطقة العربية ، وستكون عوناً على تثبيت اقدام التيارات الاسلامية في البلدان التي فازوا فيها ياكثرية الاصوات ( لم تستطع علمانية بورقيبة ان تتجاوز اسوار تونس مقارنة بالفكرة القومية التي عممتها مصر ايام حكم جمال عبد الناصر ) . وحين تقوم الثورة على حكم الاخوان بعد عام واحد فأن مشهد الثورة هذا لابد وان يتكرر على سلطة الاسلاميين في البلدان العربية الاخرى . وهذا الذي أقوله لا ينطلق من نظرة آلية الى معاينة الظواهر وكيفية انتشار مفاهيمها ، بل من منهج يرى بأن الغوص الى جذور ظاهرة فشل الاخوان السريع وذلك باستكناه ما تنطوي عليه منظومتهم الفكرية من افكار حول الدولة ، وطريقة ادارة دفتها ، وكيفية ترسيم علاقتها بمحكوميها هو الذي يفسر لنا خروج الملايين ضدهم بعد فترة قصيرة من حكمهم . تحكمت . والحال ان مرجعيات الحركات الاسلامية متشابهة ــ على اختلاف مللها وطوائفها ــ من حيث النظر الى دور السلطة السياسية ، ومتشابهة من حيث نظرتها السلبية الى وظيفة الانسان في الحياة . فهذه المنظومات الفكرية معنية بعالم ما بعد الموت أكثر مما هي معنية بعالم الحياة ، واي نشاط في الحياة يخلوا من هذا الهدف يحكم عليه من قبل الاخوان وسواهم من الحركات الاسلامية الاخرى : بالمروق وبالشيطنة وبالهرطقة . لا أهمية عندهم لما تعانيه الاغلبية من افتقادها لحقها في الحصول على مأوى وسواها من مستلزمات الحياة الكريمة ، ولا اهمية عندهم لتوفير الخدمات فقد عاش السلف الصالح من دون كهرباء او مجاري الصرف الصحي . ولهذا لا يشعرون بالحرج في عالم ما بعد الموت لانه لا يوجد نص قرآني او سيرة نبوية تلزمهم بهذا الاداء ويقيسون عليها . هم غير معنيين اذن بتحسين شروط الحياة من خلال خطط اقتصادية واجتماعية وثقافية طموحة ، الاّ بقدر ما تعزز هذه الخطط من هدف توجيه مسيرة الحياة بكل نشاطاتها صوب الآخرة . لقد لدت الدولة الحديثة من اجل الحياة لا من اجل ما بعدها ، وقامت مؤسساتها على هدف العمل على تحسين شروط العيش في الحياة ، وليس على اساس تهيئة الانسان لما بعد الحياة .هذا هو الهدف الذي يجب زرعه في الوعي واللاوعي للجماهير ، اذ بواسطة هذه التفرقة بين الهدف الذي قامت من اجله دول الطوائف في التاريخ وبين الهدف الذي قامت من اجله الدولة الحديثة المعنية بالارتقاء بمستوى حياة الناس يمكن انتشال الملايين من سطوة تخديرهم بعالم الجن والملائكة وهكذا فان الاصول الفكرية التي تشكل مرجعية للاخوان ولغيرهم من حركات الطوائف السياسية الاسلامية الاخرى لا تستطيع البتة من بناء دولة مدنية حديثة ذات مؤسسات مستقلة بآليات عمل خاصة بها . فتنظيم الاخوان في هرميته هو الصورة الحديثة لما كانت عليه الدولة الاسلامية في التاريخ حيث المرشد العام هو الخليفة الاسلامي الذي لا توجد مؤسسة مستقلة عنه ، بما في ذلك مؤسسة القضاء التي يعزل الخليفة عنها أي فقيه يستنبط احكامه من فقه مذهب آخر غير مذهب الخليفة ..... .... فشل منهج الاخوان في الحكم انعكاس لقصور منظومتهم الفكرية عن ادارة دولة حديثة ، فهذه المنظومة التي تقوم على مفهومي الولاء والبراء ، تشطر الامة شطرين : شطر الموالين ( الولاء ) ، اما الآحرون فيتم البراء منهم ويهمشون ويتحولون الى مواطنين من الدرجة الثانية . وهذا ما يتضارب مع المفهوم الاساس الذي تقوم عليه الدولة الحديثة : مفهوم المواطنة الرافض لتصنيف الناس على اساس الدين والعرق والجنس .

ـــ 2 ــ


من يوليو 2012 الى حزيران 2013 كان الشباب المصري مبدعاً وخلاقاً . والابداع هو الايجاد والخلق ليس على مثال سابق . ابدع شباب مصرفي ايجاد وسائل وطرق غير مسبوقة لثورتهم استخدموا فيها آخر تكنولوجيا الاتصالات ، فهم من هذا الجانب عالم بالعلم وبتطبيقاته التكنولوجية وعليم بما ستؤول اليه استخداماته الثورية . وهذا هو الاستخدام الحي والحيوي لتكنولوجيا الاتصالات وهذا هو الطريق لتبيئتها محلياً . وفي هذا شكل الشباب انقطاعاً عن موروث الاحزاب القديمة التي كانت تعتمد تكتيك انتظار ( اللحظة الثورية ) التي سيمطرهم بها الغيب يوماً ما فيغادرون مكاتبهم ( الثورية ) لتصدر الحراك الثوري . واظن ان الاعجاب بهذه القدرة على الخلق هو الذي جعل المؤسسة العسكرية ــ الى جانب الملايين ــ تقف الى جانبهم ، فتلافوا وقوع حرب اهلية ( كل الثورات الكلاسيكية في التاريخ : من الثورة الامريكية الى الثورة الفرنسية الى الثورة الروسية والى الايرانية كانت الحرب الثورية هي طريقها للخلاص من العالم القديم الذي ثارت عليه ) لقد اختار الشباب مكاناً لثورتهم : الميادين والساحات العامة ، واطاحوا لمرتين بعرش فرعونين بالهتاف من الهواء الطلق ، وهو ما لم تسبقهم اليه ثورة سابقة . ان تطيح بنظام بوليسي مدجج بالسلاح يوم 25 ابريل من العام السابق ، وان تطيح بنظام يلف جسده حتى اخمص قدميه برداء المقدس تلك هي المعجزة الثورية . وكل معجزة ثورية هي في حد ذاتها ابداع . جرً شباب مصر خلفهم كل الفئات والطبقات التي كان الاخوان يعدونهم حليفاً اجتماعياً سيقاتلون عنهم بالناب والظفر . بتكتيك بسيط بساطة الفلاح والعامل والكاسب المصري ، جرً شباب مصر من خلفهم الملايين وحرروهم من اسطورة الحكم المقدس ومن قداسة شخوصه . هذه ثورة لا لتغيير رأس النظام كما في الصفحة الاولى بل هي ثورة تحرير الانسان المصري من عبودية ورِق هؤلاء الذين يدعون القداسة . ومع ان صيحة فعل الامر : ارحل ، تكررت كشعار مركزي استراتيجي ، الا انها لا تعني هذه المرة رحيل رأس النظام ، بل منهج الحكم القديم برمته وهذا ما يتطلب منهجاً جديداً معززاً بالتشريعات الجديدة وفي المقدمة منها : تشريع مساواة الجنسين . يجب بالضرورة ان يكون ( الجنس الآخر ) الحاضر بقوة في ساحات الثورة ، حاضراً في تشريعات الثورة الشبابية . لا معنى للعصيانات المدنية وللمظاهرات المليونية من غير ان تكون زاوية نظر جديدة الى الحقوق حاضرة بقوة في تشريعات الثورة . المرأة المصرية التي سلط عليها نظام الاخوان كل قئ البداوة يجب ان تكون الاولى في اعلان تحررها من مجزرة ظلام العصور الوسطى التي حلت بها في العام المنصرم . تحرير المرأة هي البوابة التي نطل منها على عالم الحرية وهي التحدي الكبير الذي سيواجه ثورة الشباب . تأصيل الدفاع عن حق المرأة في حياة كريمة ، لا يتم من غير ان تتبنى الدولة قضية حريتها عبر تشريع قانون مساواتها بالرجل ، لتحريره هو الآخر من اضطهاد الاخوان لوعيه .



#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- درس الثورة المصرية الجديد
- نداء من العامة الى الخاصة
- مشاهدات بغدادية / 12
- مشاهدات بغدادية / 11 خطة القبض على الاوهام
- مشاهدات بغدادية / 10 / 1 الزعيم قاسم 2 جمعة الخيارات المفت ...
- مشاهدات بغدادية 9 عن الحدث في الحويجة
- مشاهدات بغدادية / 8 شهادة عن الانتخابات
- مشاهدات بغدادية / 7 قانون المرور
- في ذكرى ميلاد الحزب الشيوعي العراقي
- في ذكرى ميلاد الحزب الشيوعي
- مشاهدات بغدادية / 5 الكرد والوعي الامبراطوري
- مشاهدات بغدادية / 6 أفكار حول الاقتصاد العراقي
- الانتخابات المحلية
- لقاء سياسي
- هل ذهبتم الى هناك ؟
- مشاهدات بغدادية 4 قناة حوار التونسية وبيع البقدونس
- النائب الذي كسر مألوف البرلمان العراقي
- حول مقال : الكرد مع الدولة
- مشاهدات بغدادية 3 سعدي يوسف والمنفى
- بانتظار قرار الحكومة الكبير


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل شاكر الرفاعي - لماذا انتفض الشعب ضد الاخوان