محمد الحاج ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 1187 - 2005 / 5 / 4 - 10:08
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
إلى الطيب التيزيني..{{مصياف وردة سورية}}
محمد الحاج ابراهيم(كاتب سوري)
في حديث للدكتور الطيب التيزيني حول المطلب الديمقراطي المقترن بإلغاء قانون الطوارئ في مجلة المحرر العدد الأخير تاريخ من 30/4_6/5/2005م، ضرب مثلا أحداث مصياف للتعبير عن توجه البعض نحو الحلول الأمريكية للمنطقة ومنها سوريا، وأؤكد للدكتور الطيب باعتباري ابن مصياف، ومعارض سوري، وناشط في حقوق الإنسان، وكوني مطلع على ما حدث في مصياف بتفاصيله، أُعلمه بلغة سليمة ليس بها إلاّ وصفا وتحليلا أزعم أنه دقيقا، عله يُصحح ما وصله من أخبار حول الأحداث، حيث أن استياء كبيرا من أهالي مصياف نشأ نتيجة ماكتب عنها.
مصياف ككل البقاع السورية تعاني من احتقان عائد لنفس الأسباب التي يعاني منه المجتمع السوري، وما حدث في مصياف دخل خصوصية الصراع الذي سببه الفساد المستشري في معظم مؤسسات الدولة إن لم يكن كلها، وهو غياب القانون والمحسوبيات بأبشع صورها، ومصير الشباب اليائس من مستقبل غير واضح المعالم، وهذه حالة الشباب من خريجي الجامعات وحتى العمال العاديين، وعندما يحدث أن يرتشي شرطي وينتج عن ذلك ظلم لمواطن وتبرئة لمعتدي بغياب عدالة القضاء والمحاكم النزيهة والحرية في التعبير عن المعاناة، كل ذلك يهيّء إلى الاندفاع نحو تحصيل الحقوق بالشكل الذي تم، وهذا ما حدث في مصياف ويمكن أن يحدث في أي مكان آخر، وربما كانت مصياف تعبيرا عن الأزمة السورية المُعاشة والقادمة إن لم يكن هناك حلولا عاجلة للعديد من القضايا، وأهمها عودة السياسة للمجتمع على قاعدة حرية الاختيار وليس اللعب بها، لذلك لم يكن هناك مشروعا مُرتّبا للاستقواء بأمريكا، وأن ماحدث كان نتاج خلاف سائقين تطور عندما تواطأت الشرطة مع المعتدي وسجنت المعتدى عليه دون أن يُدرك عناصرها تبعات مثل هذا التواطؤ فكان ماكان.
يبدوا أن الدكتور الطيب وهو باحث متميز، لم يتأكد من حقيقة ماجرى رغم علاقاته الواسعة بأبناء مصياف، لذلك أرى أنه وقع بمطب عادة لا يقع به أمثاله.
وأخيرا أتمنى من دكتورنا أن يوضح معتذرا عن تهمته لأهالي مصياف وهو بحكم المعتدي على مكوّن المدينة الثقافي والسياسي والأخلاقي، إذ حتى اللحظة لم ألمس من مواطن واحد استقوائه بأمريكا رغم كل الضغوط التي يعيشها، ولا يختلف مواطنها عن أي مواطن سوري معارض بمطلبه الوطني الديمقراطي النبيل….فكيف وقع دكتورنا بهذا المطب؟ لا أدري!!! .
#محمد_الحاج_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟