|
المعارضة السورية والشائعات المغرضة
سامر عبد الحميد
الحوار المتمدن-العدد: 1187 - 2005 / 5 / 4 - 10:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نتيجة للضغوط الأمريكية والأوروبية،اضطر النظام السوري إلى تخفيف قبضته الأمنية،وإعطاء هامش من الحرية السياسية للمثقفين والمعارضين كي يعبروا عن آرائهم،ويعلنوا على المنابر المختلفة مطالبتهم بالاصلاح وإلغاء قوانين الطوارئ والأحكام العرفية،وتجديد مطالبتهم باطلاق سراح المعتقلين السياسيين،وإعادة المنفيين.... واستثمرت المعارضة تغاضي السلطة هذا بشكل لابأس به،من خلال التعامل مع الوسائل العصرية كالانترنت،والفضائيات،والصحف،..وغيرها. ورغم بعض المنغصّات التي شابت هذا الحراك،خصوصاً حين يتم في بعض الأحيان تجاوز الخطوط الحمراء التي تضعها السلطة(وللأمانة أصبحت هذه الخطوط قليلة في الآونة الأخيرة!)،فقد استطاعت الأحزاب السياسية غير المرخصة ومنظمات حقوق الانسان وغيرها،أن توصل صوتها إلى قطّاعات لابأس بها عبر استغلالها للهامش المتاح،رغم بعض الشوائب والأخطاء التي عرقلت-وماتزال-خطواتها الأولى بعد عقود طويلة سوداء من المحاصرة والقمع والمنع والتغييب. غير أن ماينذر بالخطر،هو لجوء النظام إلى ابتكار أساليب حديثة ومختلفة عن السابق في التعامل مع هذه القوى.تعوض عن غياب القمع الأمني بشكله السافر. من أخطر هذه الأساليب وأكثرها خبثاً ودهاء،اللجوء لتشويه صورة المناضلين،عن طريق بث الشائعات المغرضة،في محاولة لبلبلة الرأي العام المتعاطف معهم. ومايحزّ في النفس فعلاً،هو انجرار عدد من قوى المعارضة إلى هذه اللعبة القذرة،بشكل غير مسؤول،وبطريقة أقل مانقول فيها إنها تسيء للعمل الديموقراطي في بلدنا في وقت نحن أحوج مانكون فيه للتكاتف وتوحيد الجهود في هذا الظرف. فما إن بدأنا نتفس قليلاً من هواء حرية التعبير،علماً أن هذا الهواء لم نحصله بفعل نضالنا طبعاً،حتى بدأنا أولاً بفتح دفاترنا العتيقة،وأخذنا ننشر غسيلنا الوسخ على الملأ. وبين ليلة وضحاها،تحول بعض المناضلين،وبعض المعتقلين السياسيين السابقين في سبيل الحرية،إلى مجموعة من الرّداحين والشّتامين والنّمامين.وأصبحت لغة التخوين والعملنة(من العمالة للمخابرات أو أمريكا!) تحلّ محل لغة التضامن والتآزر والرفاقية. فما الذي حصل حتى يتحول مناضل محترم مثل(أكثم نعيسة)،بنظر أصدقائه وزملائه السابقين إلى مجرد متسلق على أكتاف زملائه،كما كتب أحدهم ونشر مقالاً يتهجم فيه على أكثم في نفس يوم محاكمة هذا الأخير؟!. وكيف تحول مناضل آخر كـ(نزار نيوف)الذي أمضى مايقارب العشر سنوات في المعتقل دفاعاً عن حقوق الانسان،الى مجرد مجنون وعميل لإسرائيل!!،من قبل مناضلي(عدم الركوب على الدبابة الأميركية إياهم)؟!. ولماذا فجأة صار(هيثم مناع)مرتبطاً بالأمن،كما يشيع(أعدقاؤه!)،بعد كل ماقدمه ويقدمه من جهود في سبيل قضايا حقوق الانسان العربية والسورية؟!. وهل عداوة الكار،هي ما تفسر مقاطعة منظمة(هيثم المالح)لمنظمة(أكثم نعيسة)،وهي ماتفسر تصريحات(نعيسة)العدائية واتهاماته العشوائية لبعض أطراف المعارضة السورية بالطائفية و....؟!. أم هو الطيش وعدم الشعور بالمسؤولية في هذه الفترة الانتقالية الحرجة التي يمر فيها بلدنا الحبيب؟!. شيء معيب حقاً مايحصل اليوم في ساحة المعارضة وحقوق الانسان..فبدل توحيد جهودنا المتواضعة أصلاً،للضغط من أجل إلغاء قوانين الطوارئ وإلغاء الأحكام العرفية،والعمل على إطلاق سراح معتقلي الرأي جميعاً من السجون والمعتقلات.نجد أن سهام طيشنا ولامسؤوليتنا تتحول باتجاه صدور ونحور بعضنا البعض. وبدل أن نتحد ونتكاتف ونوحد الجهود لمواجهة قوى الجمود والتحجر والفساد،نمضي وقتاً ثميناً في النميمة والنبش في خصوصيات بعضنا البعض،والعمل على إضحاك العالم علينا وعلى هكذا معارضة!. ومن المعيب أيضاً،أن نستغل ظرف الانفراج النسبي الذي أتاحته مجمل الظروف الدولية والاقليمية،من أجل سحل أجساد بعضنا البعض على صفحات الجرائد ومواقع الانترنت،بدلاً من استغلال هذه الوسائل في هذا الظرف لنقد تجارب المعارضة نقداً بناءاً كي نستفيد من أخطاء الماضي،والمضي قدماً باتجاه تطوير أنفسنا،وتجديد قوانا من أجل مواجهة الاستحقاقات الخطيرة القادمة الى بلادنا. وليس لدينا أدنى شكً بأن الأصابع الأمنية هي وراء افتعال هذا النوع من المهاترات عن طريق كتابة بعض المقالات الاستفزازية بحق المناضلين،ونشرها في الصحف ومواقع الانترنت تحت أسماء وهمية...(سلوى العلي،وتهاني العربي،وعلي العربي،......الخ). لكن مايعيب حقاً،هو دخول البعض في هذه اللعبة باندفاعات عاطفية شديدة اللهجة،تسيء أول ماتسيء إليهم بالذات. خلاصة القول،هو ما نرجوه من كافة المعنيين بالشأن الوطني والديموقراطي السوري التنبه واليقظة والحذر من قوى الظلام والقمع التي تحاول تأبيد سيطرتها واستبدادها بمختلف الطرق والوسائل.وتأجيل الشخصنة و نشر الغسيل وتصفية الحسابات إلى أوقات أفضل!. ولا يسعنا في الختام إلا أن نردد الجملة الأثيرة لرئيس سوريا الأسبق"أبوعبدو": عيب ياشباب!....عيب!.
#سامر_عبد_الحميد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الدرس اللبناني والمعارضة السورية
-
لاأحد يريد الاصلاح في سوريا!
المزيد.....
-
وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق
...
-
جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
-
فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم
...
-
رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
-
وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل
...
-
برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية
...
-
الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في
...
-
الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر
...
-
سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة
...
المزيد.....
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
المزيد.....
|