أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مفيد بدر عبدالله - ملايين البصريين ينتظرون جواب الشرط من مجلس المحافظة














المزيد.....

ملايين البصريين ينتظرون جواب الشرط من مجلس المحافظة


مفيد بدر عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4141 - 2013 / 7 / 2 - 21:58
المحور: المجتمع المدني
    


رغم أني في الاربعين من العمر لم أجد حرجا في أن أكون تلميذا عند أحد المدرسين البارعين لتعلم اللغة العربية ، لتقويم لساني و تجاوز بعض الأخطاء التي اقع بها أحيانا عند كتابتي بعض المواضيع الصحفية ،بدأ معي مشوار الدروس بداية نيسان الفائت ،.. حينها كانت الحملات الانتخابية لمجالس المحافظات على اوجها ، كنا ما ان نفرغ من المحاضرة حتى نتوجه معا لاحد الدواوين او السرادق التي يقيم فيها المرشحون حملاتهم الانتخابية وولائمهم الدسمة الشبيهة بالولائم الرمضانية التي تقام في الكثير من البلدان العربية .
ما كان يهّون علي عناء التركيز في الدروس روح الطرفة والدعابة التي يتسم بها مدرسي البارع ، ومن اهم ما علق بمخيلتي من كلماته ولم يغادرها الى يومنا هذا عبارته التي قالها لي ولأكثر من مرة " ما دمنا في فترة دعايات انتخابية ،سأعطيك أمثلة عن كل مواضيع النحو عدا موضوعي( القسم وادوات الشرط )"، أثارت عبارته استغرابي ولم أجد لها تفسيرا ، ولكنه بعد إلحاحي الشديد أجاب : ستجد جل خطابات المرشحين مليئة بالأمثلة عن موضوعي( القسم وادوات الشرط ) وهي كافية لفهمك هذين الموضوعين ، استغربت كثيرا وضحكت وكأنني أستمع لطرفة ، انتظرت حلول المساء بشوق كبير وقلت في نفسي ونحن نذهب متجهين صوب أحد السرادق سأصغي اليوم لا كباقي الايام و سأجعل من خطبة الليلة محاضرة عملية للدرسين المهمين ، وما ان دخلنا السرداق حتى وجهت كل حواسي صوب المرشح وصرت امعن جيدا فيه واصغي لعباراته الخطابية أكثر من أي يوم آخر ، ففي كثير من الامسيات كانت رائحة طهي الطعام القريب تشتت بعضا من تفكيري ،وتنقلني الى عالم تأوهات الجياع وحسرات اليتامى ... وما ان بدأ المرشح بالكلام وراح يطرح دعايته الانتخابية بإسهاب وعزيمه حتى صرت احصي لا اراديا كل ما يتعلق بالموضوعين المذكورين ، فجّل عباراته كانت تبدأ أما بأدوات القسم في وعوده للناخبين ، أو ادوات الشرط ، فاستنتجت من عباراته بان اداة الشرط يأتي بعدها فعلين ،اولها يسمى فعل الشرط وهو ما كان يطلبه منا بصوت جهوري : (ان )انتخبتموني او (اذا )انتخبتموني ، أما جواب الشرط (سأفعل وسأقوم ) وللحق أقول بان أجوبة الشرط كانت كلها مشجعة و تفوح منها رائحة الأمل الكبير، وحوت بين طياتها كل ما يسهم في تقدم محافظتنا وتطورها من مشاريع خدمية الى علاقات اجتماعيه وروابط انسانيه ومراكز صحيه وصولا للحدائق العامة و المراكز الترفيهية وغيرها من الوعود الطنانة الرنانة.. تقبلتها رغم اني لا احبذ الخطابات الحماسية التي تصدر صوتا مجلجلا مصحوبا بالضرب على طاولة المنصة ، والتي تذكرني لا اراديا بخطاب القذافي الحماسي وهو يصرخ ( زنكة زنكة ) من قبل ،فلم ينفعه ضرب الطاولة ولم يجد مناصريه نفعا وكانت النهاية المعروفة ، ما هو مطلوب اليوم ان يعلو صوت العمل على صوت الخطاب ،وذلك هو أصدق جواب للشرط .
تزامن تسلم اعضاء مجلس محافظتنا مهامهم في وقت يعنينا كثيرا نحن البصريين ويعد بادرة امل كبيرة لنا ، وهو بدأ نضج ثمار النخيل والذي ننتظره بشغف كبير من عام الى عام ،فالثمرة الاولى التي يسميها البصريون ( الهمبوش ) وهو اول الخير ، فلنستبشر بمجلسنا الجديد ونأمل منه خيرا ، فهو خيارنا وارادتنا ، وعلى اعضائه أن يجعلوا نصب أعينهم العاطلين والباحثين عن عمل لسد عوزهم ، واراملنا التي طال انتظارهن ولم يخفت املهن ورجاءهن بهم والعيون التي عيل صبرها لرؤية بارقة أمل لتشييد الحاضر المرجو ورسم قسمات وجه المستقبل المنشود ، وبشوارعنا الكالحة المتربة ، والتي ظلت لأعوام تنتظر من يكسيها الاسفلت لتفرح بالمارين وهم يحمدوا الله على نعمه ، وبنخلتنا التي أعياها انتظار من يسقيها شربة ماء حلوة لتهبنا تمرها الاحلى . تلك الهموم وغيرها هي تحتاج اجوبة للشرط وهي من جعلت من الجموع تزحف افواجا نحو صناديق الاقتراع ، وان لم تجد جوابا للشرط فلن تستقيم اللغة ولن تستقيم الحياة .



#مفيد_بدر_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مراعيهم ومزابلنا
- من يمسح دمعة البصريين
- انقذونا من ملائكة الرحمة
- مهندس في الصباح حمال في المساء
- في معرض الزهور ذكرى لبوسطن وبغداد
- عزيزه وصلت البرلمان
- مقتنيات الحاج خنياب تدخل موسوعة جينيس
- لن تعود لزوجها الا بقرار سياسي
- اوباما للبيع
- حريق نهر
- مهندسا في الصباح حمّالا في المساء
- رجل بحاجة لحرب عالمية ثالثة
- هم ليسوا اغبياء
- مد ايدك للسمه اكرب
- لن اصفق لافتتاح المجسرات
- دولة سيد فرج
- ترحموا على جدي والنخيل
- ما تعلمت من القطة
- كفى تجاهلا للسياب
- ثلاثون مليون محلل سياسي


المزيد.....




- ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ ...
- أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق ...
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا رسميا بعد مذكرة المحكمة ال ...
- البيت الابيض يعلن رسميا رفضه قرار الجنائية الدولية باعتقال ن ...
- اعلام غربي: قرار اعتقال نتنياهو وغالانت زلزال عالمي!
- البيت الأبيض للحرة: نرفض بشكل قاطع أوامر اعتقال نتانياهو وغا ...
- جوزيب بوريل يعلق على قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنيا ...
- عاجل| الجيش الإسرائيلي يتحدث عن مخاوف جدية من أوامر اعتقال س ...
- حماس عن مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية مهمة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مفيد بدر عبدالله - ملايين البصريين ينتظرون جواب الشرط من مجلس المحافظة