|
ديموقراطية الشباب الحضارى
ميشيل نجيب
كاتب نقدى
(Michael Nagib)
الحوار المتمدن-العدد: 4141 - 2013 / 7 / 2 - 21:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الحضارة المصرية الفرعونية لا تتوقف عن إبهارنا بنماذج جديدة من العقول المصرية التى تقدم إبداعها للعالم كله، وهذه المرة أقولها بكل ثقة ويقين، أن شباب مصر أحفاد الفراعنة أبتكروا وقدموا ديموقراطية مصرية النخاع تختلف عن القوالب الغربية، ديموقراطية يشهد لها العالم وهى التى خرجت من عقول شبابنا الذى يستحق الأحترام والثقة فيما يقدم من أفكار وثقافة جديدة، ثقافة الديموقراطية التى قادها شباب شباب ثورة 25 يناير وأستكملها شباب حملة تمرد سلمياً فى عمل أستفتاء ديموقراطى حقيقى، للتخلص من الأحتكار الإخوانى للوطن المصرى وإنقاذه قبل أن ينهار على أيدى هواة التخلف وثقافة الظلام التراثية الغيبية التى لا مكان لها فى عصرنا اليوم عصر الإنسان الحقيقى، وها هى الملايين من شعب مصر الوطنى تقول لا للفوضى ولا للإقصاء ولا للأستحواذ ولا للدكتاتورية الفاشية، التى بإصرار عقيم واصل الإخوان ممارساتهم هذه دون الإنصات إلى صوت العقل والحكمة، بل تملكهم الغرور وأستمروا فى سياساتهم وأفكارهم الهدامة لدولة حضارية كبرى مثل مصر.
لقد قدمت أرض مصر فى 30 يونيو نماذج وصور مشرفة لأبناء مصر الذين يحبون وطنهم وخرجوا للتعبير بحرية ليقولوا للإخوان أنهم فقدوا الشرعية مثلما فقد ممثلهم مرسى شرعيته، بعد أن أتضح للجميع بعد حملة جمع التوقيعات من شباب حملة تمرد أن ملايين المصريين ستخرج لإعلان إرادتها الحقيقية عبر ديموقراطية أمينة لا تعبر عن تزوير إرادة الشعب عبر غزوات صناديق الأنتخابات، إرادة الشعب الذى قال لا لمرسى وإخوانه وطالبه بالرحيل وذلك من خلال توقيعاته على أستمارة تمرد التى أكدت على الإفلاس الكبير الذى تعانيه جماعة الإخوان والإسلام السياسى، وأنها لا تملك مشاريع للنهضة أو خبراء تستعين بهم لهذه النهضة بشعاراتها الكاذبة وبرامجها الوهمية، وها هو الشعب يحاصر المخادعين والمستبدين فى حكمهم وكل فئات الشعب ومؤسساته تحاصر تلك الأقلية العنصرية التى تبيح القتل من أجل تنفيذ أهدافها وتمكين أفرادها.
إن الحشود الوطنية التى خرجت لتثبت للإخوان وللعالم أنها لا تعترف بنظام مرسى الإخوانى والإرشاد، الملايين التى تملئ الشوارع والميادين تقول أنه من العار لمصر الحضارة أن يحكمها تنظيم إرهابى يتخذ من الدين سبيلاً لإخضاع شعب مصر، لأن ديموقراطية الشباب السلمية فتحت باباً جديداً تخرج منه الحرية وحقوق المواطنة والمساواة والعدل وفوق هذا وذاك تحقيق إرادة الشعب المصرى الوطنى، وأن يعلو أسم مصر من جديد فى سماء العالم فى ثورة ديموقراطية تصحيحية لثورة 25 يناير التى أجتمع عليها المحظورين والخارجون على القانون والخارجون من السجون ليتقلدوا أرفع المناصب وأيديهم ملوثة بدماء أخوتهم المصريين وغير المصريين، ولم يكتفوا بذلك فقط بل نجحوا فى إكتساب عداوة الغالبية من الشعب المصرى الذى وثق البعض منهم نتيجة التعاطف الدينى.
مرسى هو مجرد أداة يتلاعب بها تنظيم الإخوان لأنه صورة أصلية لكل عضو ينتمى لتنظيم الإخوان عليه تقديم واجبات السمع والطاعة للسيد المرشد الذى لا يعصى أمره إنسان داخل تنظيمه، لذلك علينا أن نتخيل الإزدواجية التى يعيش فيها مرسى لأنه أمام الشعب رئيس حاكم لكنه لا يستطيع قول أو تنفيذ شيئاً إلا بعد مشورة مكتب التنظيم وما يقدمونه من خطط وقرارات وقوانين يعلنها هو بأنها صادرة عن رئيس الجمهورية فاقد الشرعية، إن مبدأ السمع والطاعة هو أكبر جريمة فى حق الإنسانية حيث تسلب إرادة الإنسان وتصادر تفكيره وعقله بالكلية، ليكون مجرد تابع ينفذ إرادة مرشد التنظيم، وهذا هو الذى كان يخطط له الإخوان بتركيع المصريين وإخضاعهم لأفكارهم المريضة بأسم الدين حتى يعلن المصريين خضوعهم الكامل للجماعة وعليهم تقديم فروض السمع والطاعة للمرشد العظيم وكما قالها المرشد السابق: طز فى مصر وشعب مصر!!!
أكتشف الشعب وتفهم جيداً أن تنظيم الإخوان هو تنظيم خطر كبير يهدد أمن مصر وشعبها وتاريخه يشهد له، لهذا أستشعر الشعب فى الوقت المناسب خطورة رئيس يقدم مصالح جماعته وتنظيمه على مصالح الوطن والشعب الذى أنتخبه لمجرد التجربة وخداعه بالشعارات الدينية، ولأول مرة فى تاريخ مصر الحديث أن يكون هناك إجماع شعبى بالملايين على الإطاحة برئيس يقال أنه منتخب مدنى، والحق يقال أن تلك الملايين من المصريين فاقت فى أعدادها متظاهرى ثورة 25 يناير ضد مبارك، وهذا دليل على أن مرسى وجماعته المتأسلمة تفوقت على فساد وظلم وفتن طائفية ولصوصية نظام مبارك، وهذا يعنى أن الشعب المصرى أستيقظ من غفوته التى أراد الإخوان أستمرارها وأستغلالها لتحقيق مطامعهم فى غزو المجتمع المصرى بالسموم المذهبية والطائفية، وحان الوقت للتخلص من الوهم الإخوانى.
أخيراً نجح شباب تمرد فى أن يلتف حوله ملايين المصريين ونجح فى أن القوات المسلحة المصرية تصدر بيانها الذى أعطى مهلة ثمانى وأربعين ساعة لتلبية مطالب الشعب، وهو أنتصار فى أنتظار إعادة مصر إلى مكانتها وقيادة شعبها لوطنه وتفعيل مبادئ العدل والمساواة ومشاركة كل أبناء المجتمع فى حكم مصر، مصر المستقبل مصر الحضارة.
#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)
Michael_Nagib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بركان الرفض والغضب
-
إرحلوا حقناً للدماء
-
الحرب العالمية صفر
-
تمرد ترفض الجلوس مع قاتل
-
رسالة الدبلوماسية الأثيوبية
-
محنة العقل الغيبى
-
مين بيقول ايه إزاى عشان إيه
-
الحفاظ على أرواح الخاطفين
-
النظام يستسلم للإجرام
-
تمرد وطنى على الدكتاتورية
-
فشل النهضة والقرداتى
-
سيناريوهات الثورات العربية
-
الشاطر ودولة الإخوان
-
مشروع نهضة الإخوان
-
وزير التحرش الجنسى بجدارة
-
تحرش وزير الإعلام الجنسى
-
ليست فتنة وليست طائفية
-
باسم يوسف رمز مصرى
-
مرتكب الإجرام ليس مجهولاً
-
إرهاب الإرادة الشعبية
المزيد.....
-
من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد
...
-
نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا
...
-
-لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف
...
-
كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي
...
-
الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص
...
-
ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
-
مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
-
إيران متهمة بنشاط نووي سري
-
ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟
...
-
هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|