|
الصحراء : خسارة معركة أم خسارة حرب...؟
عبد الإله بسكمار*
الحوار المتمدن-العدد: 4141 - 2013 / 7 / 2 - 20:20
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
لا شك أن الجبهة الانفصالية المنعوتة بالبوليساريو قد تلقت ضربات قاصمة مؤلمة و ذاقت هزائم سياسية متتالية في الآونة الأخيرة جعلتها بالكاد تتجرع مرارتها حينما لوحت غير ما مرة بالعودة إلى حمل السلاح ضد المغرب الذي تعتبره - عن غي و ضلال طبعا - محتلا للصحراء الغربية ( يذكر أن الأمم المتحدة صادقت على اتفاقية مدريد سنة 1976 التي أنهت الاحتلال الاسباني للإقليم بتسليمه نهائيا ورسميا للسيادة المغربية وعلى المهتمين أن يعودوا إلى أرشيف المنتظم الدولي وفروعه القانونية ليوثقوا موضوعيا حول الملف المفتعل ) أصبحت الجبهة الانفصالية تلوح يائسة بالعودة إلى حمل السلاح إذن وتهديد استقرار المنطقة المهددة أصلا وفي مجملها بالإرهاب الدولي العابر للقارات ( باستثناء الصحراء المغربية التي تنعم بالأمن والاستقرار كسائر أقاليم المملكة وبشهادة الملاحظين الأجانب المحايدين موازاة مع ارتفاع وتيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية بهذه الأقاليم الجنوبية ) بعد أن استنفذت اغلب مناوراتها مع أولياء نعمتها من جنرالات قصر المرادية بالجزائر ومخابراتهم الذين جعلوا معاكسة المغرب والتآمر عليه والتحرش به همهم الأساس مدفوعين بحسابات ضيقة وأهداف هيمنية توسعية وترسبات بائدة وعائدات نفطية ضخمة تذهب إلى جيوب طغمة محمد عبد العزيز دون سائر المواطنين الصحراويين الذين تم تهجيرهم من ديارهم ظلما وعدوانا وما زالوا يعانون من خرق ابسط الحقوق البشرية ( هل تعلم أن ظاهرة العبودية التي انقرضت من اغلب أرجاء العالم تنتشر بشكل كبير في مخيمات تندوف وقد قرعت التظاهرات الأخيرة للشباب الصحراوي ضد عبد العزيز ناقوس الخطر هناك ) فبدل أن ترصد هذه العائدات لتنمية الشعب الجزائري والرفع من مستوى عيشه يتم إهدارها في تمويل وتسليح وإطعام العصابة الانفصالية المتخمة ضدا على إرادة الشعبين المغربي والجزائري والمواطنين الصحراويين المغاربة بمخيمات تندوف وهؤلاء هم الضحايا الأكثر تضررا من هذا الملف المفتعل وعلى ظهرهم يمرر حكام الجزائر كل مؤامراتهم وخططهم للنيل من سيادة المغرب وحق الشعب المغربي في استكمال وحدته الترابية..كما هو منصوص عليه في كل المواثيق الدولية ، علما بأنه لا مستقبل للمواطنين الصحراويين خارج بلدهم المغرب ، إذ هناك دولة مجاورة شبه فاشلة وهي موريتانيا وأخرى في طريقها إلى الفشل السياسي والاجتماعي والتنموي وهي الجزائر التي أنقذ حكامها سلطتهم برشوة الطبقات الوسطى مقابل سلم اجتماعي هش ومشكوك فيه ، وعلى الجانب الآخر تواصل القوى الحية للمجتمع المغربي النضال من أجل الحرية والعدالة والمساواة ودولة الحق والقانون ، ولا يمكن أن ننكر المكتسبات التي تحققت بفضل هذا النضال المستميت ..... لن نتحدث عن وهم العودة إلى حمل السلاح من طرف البوليساريو ضد الجيش المغربي الذي سبق أن حسم حرب الصحراء بشكل نهائي لصالح الوحدة الترابية للمملكة بإقامة الجدار الأمني الرابع والذي بموجبه تم تأمين أزيد من 80 في المائة من تراب الصحراء وكل محاولة قد تتم في هذا المجال تعد أقرب إلى الانتحار العسكري والسياسي بكل وضوح وربما ستشكل آخر مسمار في نعش الجبهة الانفصالية . فالنصر العسكري المغربي في حرب الصحراء التي انتهت بوقف إطلاق النار سنة 1991 لا غبار عليه ، كما أن الجيش المغربي اكتسب من الخبرة الميدانية والتجربة اللوجيستيكية والأسلحة الحديثة في مختلف ميادين الصراعات الإقليمية ما يجعله من أقوى الجيوش في العالم وغير قابل لأن يقهربأي حال من الأحوال ، وطبيعة الحائط الدفاعي بما تفرضه من خطط الهجوم والسيطرة والتمكن من الأرض تستوجب وجود جيش نظامي آخر له الخبرة اللازمة لا من حيث الأسلحة فقط ولكن أيضا على مستوى العنصر البشري والحافز المعنوي إلى جانب المادي بطبيعة الحال .. لم تهضم جبهة البوليساريو الصفعة السياسية التي وجهها لها ولصنيعتها المنتظم الدولي والمتمثلة في تراجع الولايات المتحدة عن مشروع قرارها بتوسيع مهمة بعثة المينورسو لتشمل حقوق الإنسان بأقاليم الصحراء المغربية وكأن بلاد الجزائر ومخيمات تندوف واحة للحقوق والحريات وهو نصر سياسي كبير للمغرب بدليل استجداء الادارة الامريكية وتعديل كل توصيات القرار بما يوافق مصالح المغرب ووحدته الترابية ، هذا وبدأت الأصوات السياسية في المغرب مؤخرا تطالب بسحب بعثة المينورسو نهائيا لأنها أخلت بمبدأ الحياد في سلوكات أعضائها ومواقفهم ، وتحاول الجزائر حاليا تعويض هزيمتها السياسية مع دميتها بمحاولة تعبئة بعض القوى واللوبيات في المجتمع المدني الأمريكي ومراكز القرار ( منظمة روبرت كينيدي ) والبرلمان الأوربي ، عن طريق زيارة زعيم الجبهة عبد العزيز إلى واشنطن واللعب على الوتر الاقتصادي بمحاولة منع المصادقة على اتفاقية الصيد البحري مع المغرب بحدوده الكاملة ، بموازاة الابتزاز النفطي الجزائري دائما ، وإذا كانت زيارة عبد العزيز زعيم الانفصاليين لم تخلف نتائج تذكر على مستوى المربع الذي اختارته الجبهة المعنية كالمسألة الحقوقية ومعزوفة تقرير المصير ( التي تجاوزتها الأحداث بكثير ) فان الديبلوماسية الجزائرية تواصل الخطى الحثيثة وهي تبلو البلاء الحسن من أجل تضييق الخناق الاقتصادي على غريمها : المغرب الشقيق ودائما عبر الجبهة الانفصالية وهنا دور الديبلوماسية المغربية حيوي : أن تدفع بالأوراق وعناصر القوة على نحو ذكي فعال في الملف المغربي من اجل الدفاع عن المصالح العليا للبلد دون أي تنازل عن الوحدة الترابية والسيادة الوطنية ... يضاف إلى هذا إثارة مسألة الثروات في الصحراء من طرف الجزائر والبوليساريو بعد فشل الورقة الحقوقية ، وتعد هي الأخرى بيدقا متلاشيا في الرقعة لان الدولة المغربية تتعامل مع " فوسبوكراع " مثلا من منطلق اجتماعي محض كتشغيل اليد العاملة بالأساس وخلق الدينامية الاقتصادية في المنطقة وليست هناك عائدات تذكرللدولة ، أما قطاع الصيد البحري فيجري عليه ما يجري على مرافق الصيد وطنيا سواء على المستوى القانوني التنظيمي أو فيما يخص العائدات التي يجب أن يستفيد منها سكان الصحراء وعموم المغاربة ،وتقوم الوحدات الصناعية في العيون بدور هام في التنمية المحلية كما تزخر الأقاليم الجنوبية للمملكة بالعديد من المؤهلات السياحية الطبيعية والثقافية ( مدينة السمارة العاصمة الروحية للصحراء المغربية – الكثبان الساحرة – وادي الذهب – مدينة الداخلة... ) التي ينتظر أن تستثمر بالشكل العقلاني اللائق من أجل تعزيز الدينامية التنموية بالمنطقة .... الحصيلة النهائية بعد محطات الصراع هذه : هزائم متوالية للانفصال والجبهة الانفصالية ومن يقف وراءها وتعطيل مزمن لبناء المغرب العربي / الاتحاد المغاربي ووضع العصا أمام مزيد من ازدهار وتنمية الشعوب واستمرار مقامرة سياسية فاشلة لا يستفيد منها إلا الامبرياليون والمرتزقة وعصابات الإرهاب والتهريب والمخدرات ....فمتى ينتبه وينتفض الإخوان الصحراويون المغرر بهم ويلتحقوا بالمغرب الديمقراطي المناضل من أجل غد أفضل للشعب المغربي وشعوب المنطقة.... ؟؟ * كاتب مغربي / فاعل مدني
#عبد_الإله_بسكمار* (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المغرب والجزائر:.... أخوة أم حرب باردة
المزيد.....
-
صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب
...
-
لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح
...
-
الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن
...
-
المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام
...
-
كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
-
إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك
...
-
العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور
...
-
الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا
...
-
-أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص
...
-
درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك
المزيد.....
-
الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية
/ نجم الدين فارس
-
ايزيدية شنكال-سنجار
/ ممتاز حسين سليمان خلو
-
في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية
/ عبد الحسين شعبان
-
موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية
/ سعيد العليمى
-
كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
/ كاظم حبيب
-
التطبيع يسري في دمك
/ د. عادل سمارة
-
كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان
/ تاج السر عثمان
-
تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و
...
/ المنصور جعفر
-
محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي
...
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|