|
48 ساعة إنذار للثورة في مصر
سامان كريم
الحوار المتمدن-العدد: 4141 - 2013 / 7 / 2 - 20:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
48 ساعة إنذار للثورة في مصر سامان كريم الثورة السياسية الثانية بدأت يوم أمس 30 يونيو, الثورة الثانية حشدت فيها الجماهير عددا هائلا يربو على خمسة وعشرين مليوناً, اي أكثر من ضعفين ونصف من الاصوات التي حصل عليها الرئيس مرسي. هذه الحشود تجمعت تحت راية أنتخابات مبكرة أو "ارحل"... وهناك فرق بين الامرين... المعارضة البرجوازية بقيادة جبهة الأنقاذ و حركة التمرد.... لديهما خارطة طريق لا تتعدى رحيل الرئيس وانتخابات مبكرة و تولي رئيس المحكمة الدستورية العليا مهام الرئيس....او تعديل الدستور....والسيناريو الاخر هو بقاء مرسي مع تغير الحكومة واستبدالها بحكومة تكنوقراط او اي نوع اخر مشكل من القوى السياسية المختلفة و انتخابات مبكرة.... بعد 30 يونيو تغيرت الامور بعض الشئ,.... الخوف من تطور الثورة وتطور العصيان المدني الذي وعدت به الحشود والمعارضة اذا لم يتسجب الرئيس لمطالبهم...بيان القيادة العامة للقوات المسلحة وليس المجلس الاعلى للقوات المسلحة أي ان البيان صدر بدون الرئيس او بدون توقعيه وهذا له دلالته السياسية التي استقبلت بها من قبل المتظاهرين في ميدان التحرير, هذه مناورة سياسية ذكية من الجيش لاظهار نفسه كجهة حيادية’ ولكن الجيش هو جيش "الوطن الراسمالي" وطن مبارك وطلعت وسرويس و التجار الجدد من الاخوانجية... الجيش اصدر البيان ومحتواه كما قراه وزير الدفاع كالتالي: "وتهيب القوات المسلحة بالجميع بأنه إذا لم تتحقق مطالب الشعب خلال المهلة المحددة فسوف يكون لزامًا عليها؛ استنادًا لمسؤوليتها الوطنية والتاريخية واحترامًا لمطالب شعب مصر العظيم، أن تعلن عن خارطة مستقبل وإجراءات تشرف على تنفيذها، وبمشاركة جميع الأطياف والاتجاهات الوطنية المخلصة، بما فيها الشباب الذي كان ولا يزال مفجرًا لثورته المجيدة... ودون إقصاء أو استبعاد لأحد ."(الخطوط التأكيد مني). خارطة المستقبل اذن تشرف على تنفيذها القوات المسلحة و بمشاركة جيمع الاطياف... قضية الاشراف تعني ادارة دفة الامور تحت أمرت الجيش , من الطبيعي بصورة غير مباشرة لاظهار حياديته أذا تم الامور بشكل سلس طبعا, وإذا لا فمن الطبيعي ان يشارك بصورة فعلية مباشرة لقمع الثورة. مشاركة جيمع الاطياف تعني مشاركة الاخوان والسلفيين ايضا, وهذا يتناقض مع آمال الجماهير المليونية ومطالبهم واهدافهم و ممارساتهم ضد الاخوان و الاسلاميين بصورة عامة... الجيش يهدف الى خلق توازن ما بين كل الرجعية الاسلامية الاخوانجية والسلفجية و وبين القوميين والليبراليين والملايين من الجماهير التي تصدح " علشان بنزين, علشان خبز, علشان جاز، علشان كهرباء, علشان الفقر والبطالة" ... اليوم وبعد 30 يونيو اي بعد ان تأكد الجيش ان الثورة السياسية الثانية لا مناص منها, وبعد نزول الجماهير الثورية بهذه القوة الجبارة... يهدف الجيش الى اعادة عقارب الساعة الى الوراء.. هذا هو محتوى بيان الجيش انه بيان وحركة ضد الثورة ولاجهاض الثورة. ولكن استقبل في ساحة التحرير و حركة التمرد بالحفاوة والهتافات و وفهم على انه انحياز الجيش لميدان التحرير.... هذا الوهم , هو احد الاوهام الكبيرة التي خنقت الثورة منذ 25 يناير و لحد الان. الوهم بحيادية الجيش و الانكى من ذلك وهم إنحيازه للثورة. ان اكثر ما يصبو اليه الجيش هو "تنحي مرسي" ولكن مرسي سقط يوم امس اي 30 يونيو, سقط سقوطا حزيناً و يائساً فعلا ليس لشخصه فحسب بل لحركته والاخوانجية بصورة عامة. الحركة المعارضة البرجوازية "جبهة الانقاذ" وحركة التمرد وهي حركة ضمن هذا الاطار للتغيير, لديهما برنامجهما لديهما خارطة طريقهما... الرنامج يقضي في المحصلة الاخيرة الابقاء على النظام الطبقي بتغير مرسي وليس نظامه... اي مؤسساته دستوره وقوانيينه ربما بتعديل بعض بنوده وهذا وفقا لحالة الثورة و بقاء الثوار في الميدان... تغيير والاخوان اي إسقاط مرسي و الاخوانجية حتما حركة لصالح الثورة وجماهير في مصر والمنطقة باجمعها وبالتحديد تركيا وتونس... ولكن الثورة المصرية عبرت بصورة ناجحة شوطها الاولى باسقاط مبارك وليس نظامه, حيث بقي المؤسسات بالكامل, تغيرت الوجوه والايديولوجية الحاكمة فقط...هل ان الجماهير و العمال في مصر عليهم ان يجربوا كل رؤساء المعارضة البرجوازية حتى يدركوا ان تغيير الوجوة وابقاء النظام الراسمالي في بلد كمصر لن يجلب لهم "الحريات السياسية غير المقيدة وغير المشروطة" ولا المساواة التامة بين الرجل والمراة, لا بنزين و لا خبز و لا كهرباء و لا العمل و لا ضمان البطالة... هل يجربون البرادعي وعمر موسى واخرين ؟؟؟ ولكن الجماهير والعمال عليهم ان يدركوا انه ليس بامكانهم ا ن يقوموا بالثورة كل يوم او كل سنة... إنذار الجيش موجه للطبقة العاملة اساساً. حيث في التحولات الثورية التي تحصل في مصر , تبدأ الطبقة العاملة في بناء مؤسساتها الثورية و تمارس الاعمال الثورية. العمال و وفقا لكمال ابو عطية رئيس اتحاد النقابات المستقلة يقول" أن مطالب العمال لا تنفصل عن المطالب التى تنادى بها قوى الثورة، وفى مقدمتها إسقاط النظام الذى فشل فى إدارة شئون البلاد." وهذا كلام يحدد مرحلة معينة ويتوافق في الاهداف بين العمال و البرجوازية... ولكن البرجوازية لديها خارطة طريقها او كما يقول الجيش خارطة مستقبلها. الطبقة العاملة و طليعي الطبقة العاملة وقادتها عليهم ان يفصلوا حركتهم عن حركة البرجوازية بصورة كاملة من الناحية السياسية والتنظيمية و الافق السياسي والتقليد السياسي... المشاركة في الميادين والشوارع مع الاحزاب والحركات الاخرى لا تعني المشاركة معهم في الاهداف الاستراتيجية والافق السياسي...ان اهم قضية لها الاولوية بالنسبة للطبقة العاملة علاوة على حضورها في الميادين هي سياسية ، تأسيس السلطة العمالية وبصورة مباشرة عبر السيطرة على المعمال والمؤسسات و اعلان الدستور العمالي في تلك المعامل و المؤسسات وادارة شونها الانتاجية و التوزيعية و المالية بانفسهم.. وهذا طبعا يتطلب بناء مؤسسات تنظيمية عمالية التي بامكانها تنفيذ هذه المهمة سواء كان عبر المجالس العمالية او عبر لجان المعامل والمصانع او عبر نقابات مستقلة !! محتوى وتقليد العمل هو...تنسيق وتوحيد كل هذه اللجان او المؤسسات او النقابات على صعيد المدن وتطويره في الاحياء السكنية ... في لجنة قيادية او تنفيذية على صعيد المدن و بالنتيجة على صعيد البلد وظهور العمال بصورة طبقة موحدة مثل باقى الحركات والقوى البرجوازية... اذا لم تظهر الطبقة العاملة كقوة سياسية مقتدرة وواضحة ومدركة لافقها السياسي ليس بامكانها بعد الثورة ان تفرض زيادة على رواتبها بالنسبة 10%... ولكن اذا ظهرت كطبقة موحدة ومقتدرة ومنظمة ولديها افقها وبرنامجها السياسي فسوف يكون لها تأثير على كل مجريات الامور في البلد . وفي هذا السياق ستهيأ الارضية للثورة الاجتماعية التي ستغير مجرى الخارطة السياسية في العالم كله.... 1.7.2013
#سامان_كريم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الديمقراطية بين حقيقتها و زينتها!
-
حوار صفحة الحزب الشيوعي العمالي العراقي مع سامان كريم حول ال
...
-
في ذكرى رحيل منصور حكمت
-
توسيع وتطوير حلقات عمالية خطوة لتنظيم الطبقة العاملة في العر
...
-
اليسار وانتفاضة اذار 1991
-
المستجدات السياسية في الوضع العراقي
-
حوار حول اعتصام العمال في شركة النفط في العراق
-
عميد كلية الهندسة في جامعة البصرة يجب ان ينقل عمله الى جامع
...
-
عاش الاضراب والاعتصام
-
نقد رؤية جلال صادق العظم حول الشأن السوري
-
حوار حول التنظيم الشيوعي العمالي!
-
جامعة بغداد للبنات, جامعة للفصل الجنسي!
-
-الشراكة الوطنية- انتهت, وماذا بعدها!
-
نضال عمال نفط الجنوب, انقشعت غيوم الطائفية, وتجاوز لخرافات أ
...
-
حول التحرش الجنسي ضد المرأة!
-
تشيّأت الثورة الى عكسها!
-
سياسة الشيوعية حول التظاهرات في الانبار والاخرى في جنوب العر
...
-
المزاج الثوري في المنطقة
-
نقد آراء سلامة كيلة- الشيوعية العربية, ومأزق الوضع السوري!
-
لكي لا يقع المجتمع المصري في الفخ مرة اخرى!
المزيد.....
-
وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق
...
-
جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
-
فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم
...
-
رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
-
وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل
...
-
برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية
...
-
الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في
...
-
الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر
...
-
سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة
...
المزيد.....
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
المزيد.....
|