محمد الحمّار
الحوار المتمدن-العدد: 4141 - 2013 / 7 / 2 - 16:05
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
هل يمكن ارتقاء التقدميين إلى الحكم في مصر في إطار وصفة توافقية، وهل الشعب العربي قادر على بناء قوة قرار عربية مركزية في القاهرة تتشارك فيها قوى تقدمية من البلدان العربية ذات التصورات المجتمعية الحديثة؟
للشروع في لإجابة نلاحظ أنّ هنالك تضارب عنيف بين مفهومين اثنين هما "الديمقراطية" و"المصلحياتية" وأنّ الأول على وشك الذوبان بسبب غياب الثاني. كيف ذلك؟
نعتقد أنّ الديمقراطية في المخيال المجتمعي وحتى النخبوي أصبحت هي الأخرى إيديولوجيا، مثلها مثل الإخوانية والقومية وغيرها. وإلا فكيف نفسر إفراز الحراك الديمقراطي هنا وهناك في الوطن العربي لأغلبيات تتقارب ضمنيا من المصالح الامبريالية والصهيونية (والنموذج "الثوري" السوري أكبر مثال على ذلك).
لهذا السبب نقترح على النخب العربية الإسلامية توخي الموقف المصلحياتي والسياسة المصلحياتية حتى تكون قيم الديمقراطية مستبطنة بطريقة وظيفية ضامنة لتحقيق كل مصلحة تمّ تحديدها وإدراكها، لا بطريقة هلامية مثَبتة للتبعية وضامنة لتحقيق مصالح الآخرين وعلى رأسهم الدول الكبرى وإسرائيل، كما هو الشأن منذ أن بدأت شعوبنا تتوق إلى الديمقراطية في عهد الاستقلال من الاستعمار المباشر.
وهذه وضعية قد بدأت في التفاقم منذ حلول "الربيع العربي"، بل إنّ الطريقة التي حصل بها هذا "الربيع" دلالة واضحة على حالة التبعية التي نعيشها جراء غياب العامل المصلحياتي في مسار الانتقال الديمقراطي.
وما شهدته مصر أمس واليوم من انقلاب على الإخوانية إنما هو محاولة قوية لإيقاف النزيف الديمقراطي الأحادي. لكن بالرغم من قوتها، إلا أنّ هاته المحاولة تبقى غير كافية شريطة أن يتم توجيه الجهود الرافضة للإخوانية والديمقراطية الأحادية نحو مصالح حقيقية ومعها آلياتها المستحدثة الضامنة لتكريسها.
وأول سؤال يطرح نفسه لكي يتضح المنهاج المصلحياتي، بل لكي تتضح المصالح هو: يا تونسيون ويا مصريون ويا ليبيون ويا سوريون ....، هل تؤمنون بضرورة التعايش مع بعضكم البعض أم أنّ التونسيين راضون بالحلول الوقتية على أنها طبيعية مثل التعامل مع لمبيدوزا وروما وباريس وبرلين وتجنب القاهرة و طرابلس والجزائر والرباط ونواكشوط بالرغم من أنها امتداد لهم ولثقافتهم، وأنّ المصريين راضون بالانكماش من دون تفعيل يذكر لمقولة "أم الدنيا"، وأنّ الليبيين فرحون مسرورون بالتركة التي أورثهم إياها الناتو الكريم؟
بالنهاية وبالنظر لما يحدث في مصر، شريطة الوعي بضرورة الثورة المنهجية، نعتقد أنّ الوقت قد يحين قريبا للشروع في بناء الدولة العربية الاتحادية العصرية.
#محمد_الحمّار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟