غازي الصوراني
مفكر وباحث فلسطيني
الحوار المتمدن-العدد: 4141 - 2013 / 7 / 2 - 16:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ها هي مصر وشعبها العظيم يعيشون اوضاعا ثورية صوب تحولات سياسية ومجتمعيه تطرد "ذهنية العبيد" وتتمرد على الافكار والممارسات الرجعية المتخلفة لجماعة الاخوان المسلمين معلنة ولادة مشهد جديد -مُعَمَّد بالتضحيات والدماء الغالية- لم تعهده أو تعرفه مصر من قبل .. مشهد الكرامة والعدالة الاجتماعية وحرية الرأي والمُواطَنَة والحرية وكسر الخوف ... هذه الروح تنتشر اليوم لتسكن عقول وقلوب جماهير الشعب المصري التي انطلقت من جديد لكي تنهي حكم جماعة الاخوان المسلمين بعد تكشفت حقيقتهم وزيف شعاراتهم وانتهازيتهم واستبدادهم وتحالفاتهم المشبوهة مع الامبريالية الامريكية وقوى الاستغلال والفساد في مصر ..وها هم ملايين الشباب والفقراء وكل المضطهدين ينطلقون عبر حركة " تمرد " بثورتهم العظيمة لاسقاط رئيس وحكومة الاسلام السياسي وبداية عهد جديد بقيادة البديل الشعبي الديمقراطي الذي تحكمه معايير ومرجعية الوطن والوطنية والمواطنة والحريّة والعدالة الاجتماعية للفرد والجماعة ضمن عقد اجتماعي مدني وديمقراطي يفصل الدين عن السياسة ويفصل السياسة عن الدين ويكون المصدر الوحيد لشرعية الرئيس-الموظف المدفوع الأجر لمدة محددة ، يعود بعدها ذلك الرئيس مواطنا عاديا بين الناس الذين من حق أي منهم أن يُرشح نفسه لذلك المنصب أو تلك الوظيفة ... تلك هي طموحات الشعب المصري في لحظة ثورته ، ليس ضد جماعة الإخوان المسلمين فحسب ، بل أيضا ضد كل مظهر من مظاهر إعادة الفرعنة والاستفراد والتَحَكُّم في الدولة المصرية ومستقبلها .
بناءً عليه .. فهذه الثورة المُشتَعِلَة اليوم في مصر على مفترق طرق ... إما العودة إلى السكونْ والرّضوخْ للفَرعَنَة وإعادة إنتاج التخلُّف واستبداد "القائد الفرد" أو مواصلة الثورة حتى تحقيق أهدافها في الحرية والديمقراطية والمواطنة والدولة المدنية من قلب الثورة الوطنية الديمقراطية بآفاقها الاشتراكية ... إنها لحظة النهوض الثوري لمصر وللوطن العربي كلـه .
#غازي_الصوراني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟