توماس برنابا
الحوار المتمدن-العدد: 4141 - 2013 / 7 / 2 - 15:31
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كان يا ما كان في سالف وحاضر و مستقبل العصر والاوان، انه كانت أحدى القرى يقطنها مئات من البسطاء وحيث أن الرزق كان محدود في قريتهم فقد كانوا يذهبون كل صباح للعمل في القرى المجاورة. وقبل أن يستقلوا الاتوبيسات التي كانت تنتظرهم جميعاً لتقلهم الى وجهة عملهم كانوا يجتمعون على قهوة ومطعم عم خليفة، الذي كان يقدم لهم الشاي وأطباق من الفول المدمس اللذيذ الذي يعدل الطاسة ويعمر الدماغ ويسند المعدة طوال اليوم حتى الرجوع الى البيت وتناول وجبة الغداء فيى بيوتهم.
في القرى المجاورة وبمرور الزمن أصبح هؤلاء الناس يشاهدون المطاعم المختلفة الحديثه من كنتاكي ودومينوز و غيرها وما تقدمه من وجبات من اللحم والدجاج واليخنة والكباب وغيره مما لم يروه هؤلاء الناس من قبل وسال لعابهم لهذا الطعام الجديد!
ولذلك رجعوا لعم خليفة ليحكوا له ما رأوه وأنه يجب عليه أن يقدم لهم وجبات مشابهة والا سيتناولون وجباتهم في هذه المطاعم الفاخرة في القرى التى يعملون بها! وقد كان هؤلاء الناس بسطاء وفقراء ، دخلهم اليومي يكفي اليوم بيومه وقد أستطاع عم خليفة عن طريق بيع الفول أنه كون ثروة من هؤلاء الناس! ولذلك عند سماع هذه الاخبار منهم أضطرب وظل يفكر طوال الليل؛ أهل القرية سيتركوا مطعمه ليذهبوا للمطاعم الفاخرة التى لن يكسب من ورائها شئ اذا قام بأفتتاح مثلها في هذه القرية لانهم لن يستطيعوا دفع أثمان وجباتها الغالية ، وكيف يحافظ على أهل القرية حتى لا يتوقفوا عن الاكل في مطعمه؟! فتوصل الى حل عبقري وأستدعاهم في الصباح ووعدهم أن يلبي مطالبهم بعد ثلاث أيام!
ورجع هؤلاء الناس بعد ثلاث أيام وقد قام عم خليفة بإفتتاح ثلاث أماكن مجاورة لمطبخ الفول المدمس داخل مطعمه ؛ أحداها خصصه للطعمية ( الفلافل) وأخر خصصه للنابت ( فول مسلوق بطريقة خاصة) وأخر للبصارة ( فول مطحون مطبوخ بطريقة خاصة) ، وقال لهم لكل من أحب اليخنة أقدم لهم ما هو أفضل وهي البصارة ولكل من أشتهى الكباب أقدم لهم الفلافل ولكل من أشتهى الاكلات الخفيفة أقدم النابت! وتذوق الناس هذه الاكلات بجانب الفول المدمس وطارت عقولهم من طعامة ولذاذة الطعام!
وتمادى عم خليفة في هذا الامر ، وقسم زبائنه الى مجموعة محبي الفول المدمس الاصوليين السلفيين ومجموعة محبي الفول النابت الوسطيين ومجموعة محبي الطعمية المتحررين وجماعة أخوان البصارة . ورتب لمناظرات وندوات داخل مطعمه لهؤلاء المجموعات للتناظر ومناقشة سبب تفضيلهم لطبق ما عن الاخر وذكر المساوئ والعيوب! وتبارى الزبائن فى الإشادة بأكلة البصارة مثلاً ورداءة طبق الفول المدمس ويرد الاصوليين بالنفي وتناسى الناس المطاعم الفارهة الفاخرة التي كانت تقدم الاطعمة الخرافية خارج القرية!
وأبتسم عم خليفة ابتسامة صفراء حينما نجح في محاصراتهم ، وكان يردد في سره كم هم بلهاء أغبياء!!! شعروا أنهم يأكلون أطباق مغايرة مختلفة وأفضل من الفول المدمس! وفي حقيقة الامر الاربع أكلات هي من الفول والى الفول تعود وتنتسب!
#توماس_برنابا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟