أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد الغني سلامه - النجاح والفشل .. فلسطينيان














المزيد.....

النجاح والفشل .. فلسطينيان


عبد الغني سلامه
كاتب وباحث فلسطيني

(Abdel Ghani Salameh)


الحوار المتمدن-العدد: 4141 - 2013 / 7 / 2 - 14:18
المحور: المجتمع المدني
    


في حالتنا الفلسطينية يتمازج النجاح والفشل على نحو غريب، ويتبادلان الأدوار بشكل محيّر؛ فقد نجحنا في بناء دول عربية عديدة، وأخفقنا في بناء دولتنا .. نجحنا بتوحيد العالم على قضيتنا، ثم انقسمنا على أنفسنا .. قدمنا نماذج فريدة وقصص نجاح أذهلت العالم، ثم دخلنا سنوات من الفوضى والفلتان .. نجحنا بدعم وإنجاح الفنان محمد عساف وفشلنا بتنظيم حفلة فنية له ..

في تاريخنا الحافل، مئات الأسماء اللامعة .. مشاهير وشخصيات مبدعة، برزت وحققت نجاحات غير عادية في شتّى الحقول والمجالات، واخترقت الساحة الدولية، ونالت جوائز مرموقة، أو حفرت أسماءها في الذاكرة الإنسانية .. وفي المقابل، مئات المواهب التي وُئدت بلا ذنب، والإبداعات التي دُفنت ولم يسمع بها أحد ..

وفي تاريخنا الحافل أيضاً أبهرنا العالم بالانتفاضات والكفاح الشعبي، وقصص البطولة والفداء .. ولكن في تاريخنا المخفي ثارات قبلية، وعادات جاهلية، ودماء سُكبت لأتفه الأسباب .. لدينا محمود درويش وإدوارد سعيد وياسر عرفات والحكيم وأحمد ياسين وغيرهم كثيرون .. لكن، في المقابل لدينا شخصيات نخجل من ذكر أسمائهم ..

البعض لديه استعداد لبذل روحه فداء لقضيته، لكنه غير مستعد للامتناع عن شراء التبوزينا والشمينت !! لدينا مؤسسات مالية ضخمة تُعد من الأوائل في الساحة الاقتصادية العالمية، ورجال أعمال معروفين تحبس ثرواتهم الأنفاس .. مقابل من لا يجدون قوت يومهم ..

يصعب أحيانا فهم المزاج الشعبي، أو توقع ردة فعل منطقية له؛ فقد تمر أحداثا جسام على المنطقة، ويتوقع العالم أن الفلسطينيون سيخرجون في أكبر تظاهرات شعبية، فإذا بهم يخرجون بأعداد متواضعة يكون فيها الصحافيين أكثر من المشاركين !! وأحيانا وبمناسبات وطنية أخرى يفاجئون العالم بحراكهم ومسيراتهم الحاشدة، التي تملأ الشوارع غضبا وعنفوانا.

في الشهر الماضي حققنا إنجازات كبيرة على المستوى العالمي: فقد نال الشاعر غسان زقطان أرفع جائزة دولية في ميدان الشعر، ودخلت الشابة إقبال الأسعد موسوعة غينيس للأرقام القياسية مرتين: كأصغر طالبة جامعية وبتخرجها من كلية الطب كأصغر طبيبة في العام. وتمكنت المهندستان إيمان الشيّاح وجهاد أبو شقرة من اختراع نظارة ناطقة تقرأ إحداثيات الطريق وتساعد المكفوفين على السير دون مساعدة. وحصلت الطفلة أريج المدهون على المرتبة الأولى في مسابقة حساب الذكاء العقلي العالمية والتي أقيمت في ماليزيا مؤخراً بمشاركة 2500 متسابق. وفاز الشاب عاهد زينو بالمرتبة الأولى على مستوى العالم الإسلامي كأندى صوت في تلاوة القرآن الكريم بالقراءات العشر. أما الحدث الأبرز والأكثر شهرة فهو فوز محمد عساف بلقب محبوب العرب.

لكن هذه النجاحات الفردية قابلها إخفاقات وفشل جماعي على مرأى ومسمع العالم كله. وهذا الفشل ليس فقط بالفوضى التي رافقت استقبال عساف عند معبر رفح، أو الفشل في تنظيم حفلة له في ساحة الأمم برام الله؛ إنه الفشل الذي بانت معالمه وتجلياته قبل ذلك بكثير، وبأشكال عديدة.

ويمكننا تناول حالة عساف مثالا توضيحيا للفشل الذي نتحدث عنه؛ فهذا الشاب الموهوب كان بيننا منذ سنوات عديدة، شارك بمسابقة غناء محلية ولم يسمع به أحد، غنّى أشهر أغنية وطنية "علّي الكوفية" قبل سنوات عديدة، ومع ذلك لم يدعمه أي رجل أعمال، ولم تتبناه أية مؤسسة فنية، ولولا إصراره وطموحه وقفزه عن سور الفندق، ولولا الصدفة السعيدة التي أتاحت له بمن يتبرع ببطاقته له .. لبقي محمد عساف مطرب الأعراس المغمور، الذي تستدعيه شرطة حماس بين فينة وأخرى .. فلولا هذا البرنامج العالمي الذي يرعى المواهب الفردية لما سمع بهد أحد خارج نطاق مخيمه .. فكم من حالة مشابه لعساف في بلادنا !؟ كم فنان لا يجد ثمن تسجيل أغانيه ؟ وكم رسام لا يجد معرضا يستقبله؟ وكم كاتب لا يجد دار نشر تطبع مؤلفاته ؟ وكم من مخترع لا يجد من يتبناه ؟ وكم من رياضي ليس في مدينته ملعب معوشب ؟ وكم من شاعر محتمل صفعه مدرس اللغة العربية ؟ وكم من عبقري قتلنا أحلامه بتخلفنا ؟؟ وكم من فتاة كان يمكن لها أن تهبط على سطح المريخ، لكننا حبسناها في المطبخ، أو قتلناها دفاعا عمّا نسميه شرف ؟!

النجاح والفشل توأمان في كل العالم، هذا صحيح .. لكن في فلسطين كل شيء مختلف .. لدينا تطرف في كل شيء؛ في الشجاعة والتضحية، وفي الممارسات السلبية. في الوطنية وفي العمالة. في الحب والكراهية. في النجاح والفشل.



#عبد_الغني_سلامه (هاشتاغ)       Abdel_Ghani_Salameh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكُره الجماعي المقدس
- المنطقة على حافة الجنون - حرب طائفية على الأبواب
- نيلسون مانديلا .. نشيد الحرية
- محمد عساف .. لا بد أن في الأمر سراً ما !!
- الأردن أولاً
- الإسلام السياسي في فلسطين - النشأة، المسارات، المستقبل - درا ...
- أبو علي شاهين .. فارس ترجل
- الحيوان والإنسان .. أيهما أنبل وأذكى
- الإسلام السياسي في فلسطين - النشأة، المسارات، المستقبل - درا ...
- القضية الفلسطينية - نصف قرن من التحولات
- 65 سنة تكفي
- كزدورة عَ الرصيف
- قلعة الشقيف .. وقلعة متساداة
- صواريخ أرب أيدول
- كلمة بحق سلام فياض
- باسم يوسف .. ظاهرة إعلامية خطيرة
- أبو تغريد .. صيحة الاحتجاج الأخيرة
- لو لم تكن السوريات جميلات ؟!
- مئويات .. خرائط .. ومخططات
- تحولات الزمن


المزيد.....




- في يومهم العالمي.. أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ألهموا الع ...
- سويسرا تفكر في فرض قيود على وضع -أس- الذي يتمتع به اللاجئون ...
- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد الغني سلامه - النجاح والفشل .. فلسطينيان